السد يحاول مواصلة احتكار أغلى الكؤوس..والجيش يسعى للقب الأول

وكالات
يسدل الستار غدا /السبت/ على بطولة كأس سمو الأمير المفدى لكرة القدم (أغلى الكؤوس) حيث سيشهد استاد جاسم بن حمد بنادي السد ختام الموسم الرياضي 2014/ 2015 عندما يلتقي قطبا الكرة القطرية السد والجيش في آخر مشهد من فصول المسابقة.
ويسعى السد لتكريس هيمنته واحتكاره للقب برصيد 14 لقبا وتعزيز رصيده بأغلى الألقاب وذلك بعد غيابه عن منصات التتويج في الموسم الحالي بعد ضياع لقب الدوري لصالح لخويا وخروجه من كأس قطر، بينما يطمح الجيش بالخروج من الموسم الحالي بأغلى البطولات، لاسيما وأنه تأهل لأول مرة في تاريخه للبطولة.
وتعتبر هذه المواجهة، التي تجمع بين فريقين يعرفان بعضهما البعض جيدا والتي لا تقبل نتيجتها القسمة على اثنين، من أهم مباريات الموسم الرياضي نظرا لأن الفائز بها سيحمل الكأس الغالية.
ثلاث وأربعون سنة مضت على انطلاقة بطولة كأس سمو الأمير وتحديدا منذ سنة 1973، حيث شهدت تلك السنوات تعاقب فرق عديدة على التتويج بالكأس، ومنذ سنة 2014 تاريخ آخر لقب حصل عليه السد ظل الأخير يبحث عن طريقة يكرس بها صحوته وهيمنته على لقب أغلى الكؤوس خاصة وأنه من أكثر الفرق تتويجا باللقب برصيد 14 لقبا سنوات (1975/1977/ 1982 / 1985 / 1986/ 1988/ 1991/ 1994/ 2000 /2001/ 2003/ 2005 /2007 ، 2014 ).
تاريخ المواجهات بين الفريقين حافل بالأهداف والإثارة، حيث تقابلا لأول مرة في كأس الشيخ جاسم 2011 في الجولة الثانية، وحسم الجيش المواجهة لصالحه بنتيجة 3 أهداف دون رد.
وفي المواجهة الثانية بينهما سنة 2011 وتحديدا في الجولة السادسة من الدوري فاز الجيش من جديد بثنائية لهدف واحد، ليحسم التعادل الإيجابي ثالث المواجهات بينهما في 2012، قبل أن ينتفض السد في رابع المواجهات في كأس الأمير ويفوز بثلاثية نظيفة، ليعود بعدها الجيش إلى فرض سيطرته من جديد بفوزه بهدف نظيف في خامس المواجهات في الجولة الثانية من الدوري سنة 2012، ورفض السد سيناريو الخسارة مرة اخرى وحقق الفوز في سادس المواجهات بثلاثية لهدف واحد في الأسبوع الخامس من الدوري 2012، ليعود الجيش لتكرار سيناريو هيمنته على السد بأربعة انتصارات أولها انتصار بهدف دون رد في الدوري 2013، ثم انتصار ثان بنفس النتيجة في الأسبوع الثالث من الدوري 2013، وثنائية مقابل هدف واحد ضمن الأسبوع ال16 من الدوري 2014، والفوز الرابع كان في كأس قطر 2014 بهدف دون رد.
ولكن حامل الرقم القياسي بعدد التتويجات بلقب كأس الأمير رفض الخضوع لهيمنة الجيش وعاد لمحو الصورة السلبية بثلاثية لهدف واحد في الأسبوع ال12 من الدوري 2014، وأتبعها بفوز عريض بخماسية مقابل هدفين في الأسبوع ال25 من الدوري 2015، ليعود الجيش من جديد وهذه المرة في كأس قطر 2015 ويزيح السد من نصف النهائي بثلاثية مقابل هدف واحد، ليبقى التشويق والإثارة العنوان الأبرز، في انتظار ما ستبوح به المواجهة الرابعة عشرة في تاريخ مواجهاتهما.
نادي السد أو كما يلقبه عشاقه "بالزعيم" يدخل غمار النهائي وهو مرشح بثوب البطل ولن يرضى بديلا عن الظفر باللقب الخامس عشر بعد أن قطع الأمتار الأخيرة في مسار التتويج، بتخطيه حاجز الخور في مرحلة أولى ثم أعقبه بفوز ثان في نصف النهائي على حساب غريمه التقليدي لخويا المتوج بلقب الدوري وكأس قطر.
والمؤكد أن كتيبة المغربي حسين عموتة تدرك ثقل المسؤولية الملقاة على كاهلها وبالتالي فإنها لن تدخر أي جهد من أجل إسعاد جماهيرها، وإنقاذ الموسم بلقب يبقي الفريق بعيدا عن دائرة الاضواء والانتقادات.
ورغم صعوبة الرهان فإن عموتة، يبقى متفائلا بأن فريقه قدم موسما أكثر من رائع بالرغم من ضياع اللقب، لذلك سيعمل بقوة لتحقيق الفوز وحصد الكأس الأغلى.
إلا أن المتتبعين يصنفون لقاء النهائي ضمن المواجهات "المحتدمة" التي تدفع إلى توخي المزيد من الحيطة والحذر خاصة بالنسبة للفريقين وبالتالي يجب عليهما بذل المزيد من الجهد وتفادي الضغط النفسي الذي سيفرضه الجمهور المتعطش للألقاب.
أما الأجواء داخل صفوف الجيش فتبشر بالخير بالرغم من مرحلة الاهتزاز التي مر بها الفريق وآخرها ضياع لقب كأس قطر أمام لخويا، حيث سيسعى الوافد الجديد صبري اللموشي إلى حسم المواجهة بحثا عن معانقة اللقب الذي وصل الفريق الى محطته النهائية لأول مرة في تاريخه وإنقاذ موقفه في آخر مباراة والتي تعد مسك ختام مباريات هذا الموسم.
ولعب الجيش 13 مباراة في تاريخ مشواره في بطولة كأس الأمير، التي شارك في 6 نسخ منها، ولم يسبق له التأهل إلى النهائي، حيث انهزم في 5 مناسبات وفاز في 8 مباريات، واستقبلت شباكه 19 هدفا في حين تمكن من تسجيل 23 هدفا.
ويطمح الجيش الى تدوين اسمه بأحرف من ذهب أمام منافس له صولاته وجولاته في المسابقة الغالية، خاصة أن طريقه في نصف النهائي لم يكن معبدا بمواجهته لمنافس قوي هو نادي الريان العائد للدرجة الأولى، لكن اصرار الجيش على إثبات ذاته وحلم التأهل لأول مرة مكنه من تجاوز الريان بخماسية لهدف واحد، قبل ان يتجاوز عقبة قطر في نصف النهائي ليضمن وصوله إلى بر الامان حاملا آمال عشاقه وأنصاره بأن يكون اللقب من نصيبهم.
وما يبشر بأن المباراة النهائية ستضمن الفرجة لعشاق كرة القدم أن كلا الفريقين كان محط أنظار الجميع، فقدما إلى الكرة القطرية أسماء جديدة تعد بمستقبل باهر، وأداء فني جيد منحهما علامات التفوق على الآخرين بوضوح كل هذا جاء بقيادة مدربين يحملان نفس الفكر أولهما مدرب فرنسي من أصول عربية تونسية ( اللموشي) الطامح لدخول التاريخ من أوسع أبوابه كونه أول مدرب يهدي اللقب المفقود إلى خزائن النادي، إضافة إلى أنه متعود على أجواء الكرة القطرية في السابق كلاعب في دوري نجوم قطر عام 2006 عندما انضم لنادي الريان قبل أن يلعب للأندية أم صلال والخريطيات وكمدرب سبق له تدريب منتخب كوت ديفوار وقاده في مونديال البرازيل 2014.
أما الاسم الثاني فهو المغربي حسين عموتة الذي نجح في ضمان تأهل السد إلى النهائي والإبقاء على حظوظه في المنافسة على اللقب وحفظ ماء الوجه بلقب ينقذ به ختام الموسم الكروي.
وقد قدم الفريقان افضل العروض الفنية سواء، بفضل انسجام اللاعبين ومهاراتهم وخصوصا خلفان إبراهيم خلفان نجم السد، الذي يتعامل مع الكرة بشكل راق جدا سواء في التمرير أو في الاختراق والتسديد او في تخطي أي لاعب منافس، وأيضا نجما الجيش رومارينو ومونتاري اللذان يعتبران الورقة الرابحة في كتيبة اللموشي ويعول عليهما كثيرا في المباراة النهائية.
السد توج بطلا لكأس السوبر في أولى مسابقات هذا الموسم ولخويا حصد لقبين وهما الدوري وكأس قطر ، لكن الجميع في انتظار من سيتوج بقلب كأس سمو الأمير في نسخته الـ (43) عندما يتواجه قطبا الكرة القطرية يوم غد /السبت/.
ويخوض السد المباراة غدا وسط ظروف قاسية للغاية تتمثل في الحالة المعنوية والبدنية للاعبين في ظل ضغط المباريات بسبب مشاركة الفريق في مسابقة دوري أبطال آسيا.
وخسر الفريق على ملعبه 1-2 أمام لخويا يوم /الثلاثاء/ الماضي في ذهاب دور الستة عشر لدوري الأبطال الآسيوي ولكنه يحتاج إلى استعادة اتزانه سريعا من أجل الفوز في مباراة الغد والتتويج بلقب كأس الأمير ثم محاولة التعويض أمام لخويا يوم /الثلاثاء/ المقبل.
وفي المقابل، لا يحظى نادي الجيش الذي تأسس في عام 2011 بنفس خبرة السد في هذه البطولة لكنه يتمتع بأفضلية منطقية على السد من الناحية البدنية نظرا لعدم مشاركة الفريق حاليا في أي بطولة باستثناء كأس الأمير مما يجعل اللاعبين أكثر راحة واستعدادا من لاعبي السد.
وتحظى بطولة كأس سمو الأمير بأهمية بالغة على جميع الأصعدة الإعلامية والجماهيرية والرياضية ويبدو تسلم الكأس بعد نهاية المباراة في مهرجان احتفالي رائع بمثابة الحلم لكل لاعب ومدرب وهو ما يجعل الفريقين على أهبة الاستعداد لمباراة الغد.
ولكن المباراة قد تحمل أيضا مزيدا من المكاسب التي يسعى إليها بعض اللاعبين مثل حسن الهيدوس نجم السد والذي سجل هدفي الفريق في شباك لخويا يوم الجمعة الماضي كما سجل هدف الفريق الوحيد في المباراة التي خسرها 1-2 أمام لخويا أيضا يوم الثلاثاء الماضي آسيويا.
وقد تصبح مباراة الغد فرصة أخرى لتعزيز فرص الهيدوس في التفوق على منافسيه بالصراع الدائر على جائزة أفضل لاعب في الموسم الحالي.
ويطمح الجيش إلى تعويض خسارته في نهائي الكأس فيما يسعى السد للثأر من الجيش الذي أطاح به من المربع الذهبي للبطولة مما يجعل المباراة بينهما غدا مواجهة نارية ثأرية سيحسمها الفريق الأكثر استغلالا للفرص والأكثر هدوءا.