search

    كأس العرب... تاريخ حافل على مدار أكثر من ستة عقود توج بالوصول إلى العالمية

    قنا

    تملك بطولة كأس العرب تاريخا حافلا يمتد إلى أكثر من ستة عقود منذ انطلاقتها الأولى عام 1963 وصولا إلى نسختها الحادية عشرة التي تستضيفها الدوحة خلال الفترة من الأول إلى الثامن عشر من شهر ديسمبر المقبل.

    وانطلقت بطولة كأس العرب كفكرة، الغرض منها أن تكون مناسبة رياضية فريدة تجمع المنتخبات العربية في أجواء تنافسية وتسهم في تعزيز التلاحم العربي من خلال الرياضة، وتقديم صورة إيجابية ومشرفة للمنطقة العربية أمام العالم.

    وظلت البطولة محط اهتمام الجماهير العربية، لما تحمله من طابع قومي، وفرصة لإبراز المواهب الكروية العربية، لكنها عانت قلة الانتظام خلال تسع نسخ، منذ الأولى في لبنان إلى النسخة التاسعة في السعودية عام 2012 تحت الإشراف المباشر من قبل الاتحاد العربي لكرة القدم، حيث لم تسهم الظروف المختلفة في ضمان ثبات استمرارية مواعيد إقامتها، خلافا إلى تباين عدد المنتخبات التي تشارك بها.

    وجاءت النسخة العاشرة التي استضافتها الدوحة عام 2021 لتشكل منعطفا تاريخيا، بعدما كانت بمثابة انطلاقة مختلفة نحو العالمية، عقب أن حظيت البطولة باعتراف الاتحاد الدولي، لتقام للمرة الأولى تحت مظلة الفيفا .

    وكان الاتحاد الدولي قد أقبل على خطوة الاعتراف تلك، بحثا عن تجربة فريدة ونوعية لاختبار المنشآت التي شيدتها قطر لاحتضان نهائيات كأس العالم 2022 من ملاعب وبنى تحتية، كأول مونديال يقام في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، ليدفع النجاح المبهر الذي حققته البطولة العربية ومن ثم نهائيات كأس العالم الاتحاد الدولي إلى تثبيت البطولة تحت ذات المظلة ولثلاث نسخ مقبلة بدءا من النسخة القادمة 2025 التي تنطلق بعد أيام، مرورا بنسخة عام 2029 وصولا إلى 2033 على أن تقام البطولات الثلاث في قطر لضمان ذات الزخم والنجاح الذي تحقق خلال النسخة العاشرة ومونديال 2022.

    فكرة كأس العرب انطلقت من الاتحاد اللبناني لكرة القدم عام 1962، كبطولة عربية تحقق الغايات الأساسية من خلال مناسبة رياضية تسهم في التقاء الشباب العربي وترفع من مستوى اللعبة، ولاقت الفكرة استحسان دول عربية على غرار تونس وسوريا والأردن والكويت إلى جانب لبنان، لتعلن عن رغبتها في تدشين نسخة أولى، لترى البطولة النور بمشاركة المنتخبات الخمسة التي ساهمت في التأسيس.

    وأقيمت البطولة الأولى في لبنان عام 1963 بنظام دوري من مرحلة واحدة، وتوج المنتخب التونسي باللقب بعدما حصد سبع نقاط في أربع مباريات، ليدخل التاريخ كأول بطل للبطولة، فيما حل المنتخب السوري وصيفا وجاء المنتخب اللبناني صاحب الأرض بالمركز الثالث.

    وأقيمت النسخة الثانية في الكويت عام 1964 وشهدت البطولة مشاركة منتخبات للمرة الأولى على غرار ليبيا والعراق، فيما شاركت منتخبات لبنان والكويت والأردن للمرة الثانية، بمجموعة خمسة منتخبات أيضا، وأقيمت البطولة بنفس نظام النسخة الأولى (دوري من مرحلة واحدة) وتوج المنتخب العراقي باللقب بعدما جمع سبع نقاط.

    وأقيمت النسخة الثالثة في العراق عام 1966 وسط مشاركة واسعة حيث وصل عدد المنتخبات في البطولة إلى عشرة، لتقام بنظام جديد بعدما تم تقسيم المنتخبات إلى مجموعتين.

    وتأهلت منتخبات ليبيا وسوريا والعراق ولبنان للدور قبل النهائي، وفاز منتخب سوريا على لبنان بهدف نظيف، كما فاز منتخب العراق على ليبيا بثلاثة أهداف لهدفين، ليتواجه الفائزان في النهائي ويحصد المنتخب العراقي اللقب للمرة الثانية تواليا بعد فوزه على سوريا في النهائي بهدفين لهدف، فيما حل المنتخب الليبي ثالثا بعد فوزه على لبنان 6 – 1.

    وتوقفت البطولة لقرابة تسعة عشر عاما، لتعود عبر النسخة الرابعة التي جرت في السعودية عام 1985 وشهدت الظهور الأول للمنتخب القطري، رفقة خمسة منتخبات أخرى بمجموعة ستة منتخبات شاركت في البطولة تم توزيعها على مجموعتين.

    وبلغ المنتخب القطري الدور نصف النهائي رفقة البحرين والعراق والسعودية، ففاز المنتخب العراقي على نظيره السعودي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وخسر المنتخب القطري بركلات الترجيح أمام نظيره البحريني بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما.

    وتوج المنتخب العراقي باللقب الثالث تواليا بعد فوزه في المباراة النهائية على نظيره البحريني بهدف دون رد، فيما حل المنتخب السعودي ثالثا بفوزه على المنتخب القطري بركلات الترجيح بعد انتهاء وقت المباراة الترتيبية الأصلي بالتعادل السلبي.

    واستضافت العاصمة الأردنية عمان منافسات النسخة الخامسة عام 1988 بمشاركة عشرة منتخبات تم تقسيمها إلى مجموعتين، حيث تأهلت منتخبات الأردن وسوريا ومصر والعراق إلى الدور نصف النهائي الذي شهد فوز المنتخب العراقي على نظيره الأردني بثلاثية نظيفة، وتجاوز المنتخب السوري نظيره المصري بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقت الأصلي.

      وفي المباراة النهائية فاز المنتخب العراقي على نظيره السوري بركلات الترجيح، ليتوج باللقب الرابع تواليا كآخر لقب للمنتخب العراقي، فيما حل المنتخب المصري ثالثا بعد فوزه على المنتخب الأردني المضيف بهدفين دون رد.

    وأقيمت النسخة السادسة من كأس العرب لكرة القدم في سوريا عام 1992 بمشاركة ستة منتخبات فقط، تم توزيعها على مجموعتين، لتتأهل منتخبات: مصر والكويت والسعودية وسوريا للدور نصف النهائي الذي شهد فوز السعودية على الكويت بهدفين دون رد، ومصر على سوريا بركلات الترجيح بعد تعادلهما السلبي في المباراة.

    وفي المباراة النهائية، فاز المنتخب المصري على نظيره السعودي بثلاثة أهداف لاثنين متوجا بلقبه الوحيد في تاريخ البطولة، فيما حل المنتخب الكويتي ثالثا بتغلبه على المنتخب السوري بهدفين لهدف.

    ودخل المنتخب القطري تاريخ استضافات بطولة كأس العرب للمرة الأولى عندما احتضنت الدوحة منافسات النسخة السابعة عام 1998 في مشاركة تاريخية لأكبر عدد من المنتخبات العربية آنذاك، حيث وصل عدد المنتخبات إلى 12 منتخبا للمرة الأولى تم توزيعها على ثلاث مجموعات.

    وتأهل المنتخب القطري إلى الدور نصف النهائي رفقة منتخبات: الكويت والإمارات والسعودية، وبلغ المباراة النهائية بفوزه على المنتخب الإماراتي بهدفين لهدف، ليضرب موعدا مع المنتخب السعودي الفائز على الكويت بنفس النتيجة، قبل أن يخسر المنتخب القطري المباراة النهائية بثلاثة أهداف لهدف، وحل وصيفا للمنتخب السعودي البطل، فيما حل المنتخب الكويتي ثالثا بعد فوزه على نظيره الإماراتي بأربعة أهداف لهدف.

    وجرت النسخة الثامنة في الكويت أواخر عام 2002 وبمشاركة عشرة منتخبات تم تقسيمها على مجموعتين، لتتأهل منتخبات الأردن والمغرب والسعودية والبحرين للدور قبل النهائي الذي شهد فوز السعودية على المغرب بهدفين دون رد، والبحرين على الأردن بهدفين مقابل هدف.

      وفي المباراة النهائية للبطولة، فازت السعودية على البحرين بالهدف الذهبي بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي لتتوج اللقب الثاني تواليا، فيما تم إلغاء مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

    وغابت البطولة لعقد كامل، لتعود عبر النسخة التاسعة التي استضافتها السعودية عام 2012 وشهدت مشاركة 11 منتخبا تم توزيعها على ثلاث مجموعات.

    وتأهلت منتخبات السعودية والمغرب وليبيا والعراق للدور قبل النهائي، الذي شهد فوز ليبيا على السعودية بهدفين دون رد، والمغرب على العراق بهدفين لهدف، ليلتقي الفائزان في المباراة النهائية التي شهدت تتويج المغرب باللقب الأول والوحيد بعد الفوز على ليبيا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله، فيما حل المنتخب العراقي ثالثا بعد التغلب على نظيره السعودي بهدف دون رد.

    فصل جديد عرفته بطولة كأس العرب في تاريخيها بعدما عادت بعد تسعة أعوام ولكن بثوب مختلف أزاح عنها أعباء الظهور المتذبذب والمتباين دون انتظام لعدة أسباب أبرزها الأزمات التي كانت تظهر بين الحين والآخر، خلافا إلى معوقات تنظيمية بعدم وجود رعاة ودعم ونظام ثابت للبطولة.

    ونقلت النسخة العاشرة التي استضافتها الدوحة عام 2021 البطولة من الإقليمية الضيقة إلى العالمية، عقب أن حصلت قطر على اعتراف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بالبطولة التي أقيمت للمرة الأولى تحت مظلة الفيفا.

    وجاءت البطولة مختلفة تماما من حيث الشكل والمضمون واللوائح والتعليمات، وكذلك حجم المشاركة التاريخية التي احتاجت للمرة الأولى إلى تصفيات تأهيلية من أجل اقتصار النهائيات على 16 منتخبا، بعدما ظهر 14 منتخبا في التصفية الأولى، لتبلغ سبعة منتخبات النهائيات وانضمت إلى تسعة منتخبات تأهلت مباشرة بحكم تصنيفها الدولي الصادر عن الفيفا قبل موعد القرعة.

    وأقيمت منافسات البطولة على ستة ملاعب استضافت لاحقا مباريات كأس العالم FIFA قطر 2022 وسط حضور جماهيري استثنائي، ومنافسات عرفت مستوى فنيا مذهلا.

    وأحرز المنتخب الجزائري اللقب بعد فوزه على المنتخب التونسي في النهائي بهدفين دون رد، فيما حل المنتخب القطري المضيف ثالثا بعد فوزه على المنتخب المصري بركلات الترجيح 5 – 4 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.

    وشهدت البطولة ظهور تقنية حكم الفيديو المساعد /VAR/ للمرة الأولى، كما عرفت حضورا جماهيريا قياسيا بعدما وصلت نسبة تواجد الجماهير قرابة 80% من سعة الملاعب التي كان أقلها 40 ألفا، كما شهدت الحضور الأكبر في التاريخ في مباراة واحدة والذي بلغ 63,439 مشجعا، وذلك خلال المباراة التي جمعت منتخبي قطر والإمارات في ربع النهائي على استاد البيت.

    وعلى مستوى سجل أبطال كأس العرب منذ انطلاقتها عام 1963 فقد كان المنتخب العراقي الأكثر تتويجا باللقب في أربع مناسبات أعوام (1964 و1966 و1985 و1988) فيما نال المنتخب السعودي اللقب مرتين في نسختي 1998 و2002 ونالت اللقب لمرة واحدة منتخبات: تونس 1963 ومصر 1992 والمغرب 2012 والجزائر 2021.

    ويعد المنتخب الأردني الأكثر مشاركة في البطولة حيث ظهر في تسع نسخ سابقة من أصل عشرة، خاض خلالها 38 مباراة، يليه كل من المنتخبين الكويتي واللبناني اللذين شاركا في ثماني نسخ وخاض كل منهما 30 مباراة، ثم جاء المنتخبان السعودي والسوري اللذان شاركا في سبع نسخ، وفق أسبقية سعودية في عدد المباريات بخوضه 29 مباراة مقابل 28 للمنتخب السوري.