مدير استاد البيت: تصميم الاستاد يعكس جانبا أصيلا من الثقافة العربية العريقة

اللجنة العليا للمشاريع والإرث
قال الدكتور ناصر الهاجري، مدير استاد البيت، أحد الاستادات الثمانية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والذي سيشهد حفل افتتاح المونديال بعد أقل من ثلاثة أسابيع: إن التصميم الفريد للاستاد المستوحى من بيت الشعر، الذي سكنه أهل البادية في المنطقة العربية، يعكس جانبا أصيلا من الثقافة العربية العريقة.
وأضاف، في حوار لموقع (Qatar2022.qa)، أن تصميم الاستاد يلقي الضوء على ما يميز قطر والمنطقة من كرم الضيافة وطيب الترحاب بالضيوف، مشيرا إلى أن ذلك ما سيشهده الجميع عندما يرحب استاد البيت بالمشجعين من جميع أنحاء العالم، بداية بحفل الافتتاح ثم أولى مباريات البطولة، بين المنتخب القطري ونظيره الإكوادوري يوم 20 نوفمبر المقبل.
وأوضح الهاجري أن الهدف من وراء تصميم الاستاد هو إلقاء الضوء على تراث وثقافة قطر، أرض المونديال، كما أن اختياره لاستضافة الافتتاح يؤكد كرم الضيافة وحفاوة الترحاب لدى شعب قطر.. متوقعا أن يأسر الصرح المونديالي المذهل قلوب المشجعين من أنحاء العالم.
وقال: "أردنا من خلال اختيار هذا التصميم إتاحة الفرصة أمام العالم للاطلاع على جزء من تراثنا وثقافتنا، ونجحنا في تشييد صرح رياضي بتصميم لن تجد له مثيلا في العالم، خاصة مع النقوش الحمراء والسوداء على نسيج السدو التي تغطي واجهته الخارجية، وتعزز الطابع الفريد للاستاد".
ويقع استاد البيت في مدينة الخور على بعد 35 كيلومترا إلى الشمال من مدينة الدوحة، وشهدت أعمال بنائه مراعاة جوانب الاستدامة، وهو ما تعكسه مدينة الخور، التي تتميز بمساحاتها الخضراء وحدائقها الشاسعة، وقد حصل الاستاد على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة /جي ساس/ من فئة خمس نجوم عن التصميم والبناء، إضافة إلى شهادة التميز من الفئة /أ/ عن إدارة عمليات الإنشاء.
وفي هذا السياق، أضاف الهاجري: "حرصنا على توظيف ممارسات الاستدامة في جميع خطوات تشييد الاستاد، بداية من مراحل التخطيط، حتى اكتمال البناء، فقد استخدمنا الصخور الناتجة عن حفر الأساسات، والألواح والصناديق الخشبية المستخدمة في تغليف الآلات والمعدات لبناء المطاعم والمباني والأماكن الترفيهية".
وتابع: "استاد البيت هو الوحيد في المنطقة الذي استخدمت فيه الطاقة الشمسية لإضاءة الحديقة ومواقف السيارات، وفي تشغيل أعمدة الإنارة والأعمدة الذكية والواي فاي، فالاستدامة كانت ولا تزال جزءا أساسيا من استاد البيت".
وحول الإرث الذي سيخلفه الاستاد بعد إسدال الستار على منافسات البطولة، أشار الهاجري إلى أن المنطقة المحيطة بالصرح الرياضي تعكس الآن الكثير من مظاهر الإرث، قبل انطلاق فعاليات المونديال، وقال: "تضم المنطقة حديقة عامة افتتحت عام 2020، ومرافق لممارسة الأنشطة الرياضية ومختلف الألعاب مثل البولينغ والكريكيت، إضافة إلى الممشى ومضمار الجري، والعديد من منافذ الأطعمة والمشروبات، ومساحات للعب الأطفال، كما يعد أول استاد في العالم تحتوي المنطقة المحيطة به على ممشى للإبل والخيل".
وأضاف: "من المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للاستاد بعد انتهاء البطولة، حيث سيتم تفكيك المقاعد العلوية وإعادة استخدامها لأغراض أخرى، ومن ثم تحويل الجزء العلوي إلى متاجر وفندق من فئة خمس نجوم لخدمة مجتمع مدينة الخور، ما يسهم في ترسيخ إرث مستدام سيعود بالنفع على الأجيال القادمة".
وتابع: "سيعود المجمع التجاري والفندق بنفع كبير على منطقة الخور، كما أن هناك خططا لإنشاء قاعتي سينما وفرع لمستشفى متخصص في الطب الرياضي، إضافة إلى العديد من المرافق الترفيهية".
يشار إلى أن استاد البيت هو ثاني أكبر استادات كأس العالم FIFA قطر 2022، ويتسع لـ 60 ألف مشجع، واستضاف أول مباراة على أرضه في 30 نوفمبر 2021، في اليوم الافتتاحي لمنافسات بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021، بين منتخبي قطر والبحرين.
ويستضيف الاستاد تسع مباريات في المونديال، بداية بالمباراة الافتتاحية بين قطر والإكوادور لحساب المجموعة الأولى، ثم مباراة المغرب وكرواتيا ضمن منافسات المجموعة السادسة يوم 23 نوفمبر المقبل، وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية في المجموعة الثانية يوم 26 نوفمبر.
ويشهد الاستاد في دور المجموعات أيضا المباراة المرتقبة بين إسبانيا وألمانيا في المجموعة الخامسة يوم 27 نوفمبر المقبل، ومباراة هولندا وقطر في المجموعة الأولى يوم 29 نوفمبر، وكوستاريكا وألمانيا يوم 1 ديسمبر في ختام منافسات المجموعة الخامسة.
كما سيحتضن الاستاد المواجهة التي ستجمع بين أول المجموعة الثانية وثاني المجموعة الأولى، يوم 4 ديسمبر المقبل، ضمن منافسات دور الستة عشر، إضافة إلى إحدى مباريات الدور ربع النهائي يوم 10 ديسمبر المقبل، على أن تختتم اللقاءات المونديالية على أرضية الاستاد بالمباراة الثانية في نصف نهائي البطولة يوم 14 ديسمبر المقبل.