جون نجوروجوي يروي القصة الملهمة وراء تأسيسه نادي كينيا لكرة القدم في قطر

الكاس
تعود أصلُ حكاية نادي "كينيا لكرة القدم" لتلك البدايات المتواضعة في مدينة الدوحة حين كان لاعبو الفريق يلعبون كرة القدم للتسلية أيام الجمعة في الحديقة التي اعتادوا التجمع فيها للقاء الأصدقاء والاستمتاع بيوم إجازتهم. واليوم، بعد مرور 10 أعوام، صار للنادي قاعدة جماهيرية وأصبح يحمل صفة العضو المؤسس للدوري القطري للهواة، والفضل في ذلك ينسب لرجل واحد كان يشتعل حماساً وشغفاً، هذا الرجل هو جون نجوروجوي الذي يعمل في قسم شؤون الصحة والأمن والسلامة والبيئة في كلية لندن الجامعية قطر.
يحلم نجوروجوي، الذي يلعب كحارس مرمى للفريق، بأن يأتي يوم يرى فيه نادي كينيا لكرة القدم يقارع الكبار في دوري نجوم قطر، وأن يكون ما حققه النادي حتى الآن مجرد بداية، حيث يقول: "ما أتمناه لهذا الفريق أن يواصل مشواره، بل وأن يعلو شأنه أكثر من ذلك. ومن يدري، فقد نجده يوماً ينافس في دوري نجوم قطر".
لقد اكتسب نجوروجوي شعبية بين أفراد الجالية الكينية في قطر بفضل ارتباطه بنادي كينيا لكرة القدم.
استمر نجوروجوي في حديثه: "أنا شخص اجتماعي وأحب التواصل مع الآخرين. وعندما وطأت قدماي قطر للمرة الأولى، أدركت أن كرة القدم هي أفضل وسيلة للتواصل مع غيري من أبناء جاليتي المقيمين في قطر".
ومن جانبه، يعود أريك أوتوال كابتن الفريق بذاكرته إلى الوراء وتحديداً إلى أيام الجمعة حيث اعتادوا لعب كرة القدم للتسلية فيصفها بأنها باتت أكثر تنافسية منذ انضمام نجوروجوي للفريق عام 2009.
قال أوتوال: "كنا حوالي ستة أشخاص اعتدنا لعب الكرة كل أسبوع كوسيلة للاستمتاع بيوم إجازتنا، بالإضافة إلى التطرق للحديث عن شؤون الأسرة وأحوال العمل وما يدور حولنا من أحداث في العالم".
تابع أوتوال: "اعتدنا اللعب على سبيل التسلية حتى انضم لنا نجوروجوي. فعندما التحق بالفريق، اقترح علينا أفكاراً جديدة. كانت أخبار الكينيين هنا مجهولة إلى حد ما في البداية، أما الآن فصار لنا، بفضل هذا النادي، قاعدة جماهيرية وأصبح الناس يأتون لمؤازرتنا".
وعن الحماس الذي كان يسيطر على نجوروجوي في تلك البدايات، قال باثام هيميس، رئيس النادي: "كان يبدل ملابسه ويرتدي قفازيه ويستعد للدفاع عن مرماه بكل ما أوتي من قوة. ولم يمض وقت طويل حتى صرنا نتعامل مع عادة اللعب الأسبوعي بمزيد من الجديّة. بدأ الفريق ينمو وينضم إلى صفوفه مزيداً من اللاعبين، وبدأنا ندرك أن لدينا بيئة مناسبة تماماً لممارسة كرة القدم، ففكرنا في اتخاذ خطوة للأمام، وكانت تأسيس النادي".
يضم نادي كينيا لكرة القدم حالياً 60 لاعباً مسجلاً في قاعدة بياناته، منهم 30 لاعباً يتدربون أسبوعياً في المرافق التابعة لكلية لندن الجامعية قطر، حيث يتكفل نجوروجوي بترتيب هذه التدريبات بالتنسيق مع رؤسائه في العمل.
وأضاف نجوروجوي: "في تدريباتنا لا يهمنا مكان عملك أو معتقداتك، نجتمع هنا كفريق واحد وأسرة واحدة. معنا كثير من الأطفال الصغار في الفريق ولديهم إمكانيات هائلة، ولاعبون سبق لهم اللعب في الدوريات الكينية لكنهم لم يجدوا عائداً مادياً مجزياً ولم يلتحقوا بالمنتخب الوطني، فانتهى بهم المطاف إلى العمل في قطر".
تمثل إدارة شؤون الفريق تحدياً دائماً في ظل احتمالية النقص العددي للاعبين أثناء المباريات بسبب ما يمليه عملهم عليهم من التزامات. وفي هذا الشأن يوضح دافيس أيالا، وهو لاعب محترف سابق، كيف يجمع نجوروجوي اللاعبين معتمداً في ذلك على محاولاته للتواصل مع الجميع ومهاراته العالية في التنظيم، إذ قال: "يضم الفريق لاعبين يعملون في قطاع الفنادق والخدمات والبناء. بعضهم يأتي إلينا من أم صلال والبعض من مدينة والخور وآخرين من المنطقة الصناعية. في بعض الأحيان، يجتمع كل لاعبي الفريق، وفي أحيان أخرى نضطر للتضحية باللعب. ليس لدينا وقت كاف للتدريب ولكن لدينا إدارة رائعة للفريق، إنها من أكثر الإدارات انضباطاً".
كان عام 2014 عاماً فارقاً في تاريخ نادي كينيا لكرة القدم، فهو العام الذي حقق فيه طفرتَه بعد أن شارك في كأس مؤسسة قطر لكرة القدم لشبه المحترفين وشق طريقه حتى وصل ربع النهائي.
قال نجوروجوي: "هذه البطولة جعلتنا مؤمنين بقدرتنا على تحقيق إنجازات كثيرة. لقد انتابنا شعور رائع عندما أدركنا أنه يمكننا الفوز".
واصل الفريق مسيرته وشارك بعدها في البطولات الرمضانية، وبطولة السفارات، وومؤخراً دوري قطر المجتمعي لكرة القدم الذي تنظمه - منذ عامين - اللجنة العليا للمشاريع والإرث. وقال نجوروجوي: "نشارك في هذا الدوري منذ بداية انطلاقه. المنافسة فيه شرسة، ولكننا تمكنا من البقاء في الدرجة الأولى في المواسم الثلاثة الماضية".
وبفضل نادي كينيا لكرة القدم، وصل نجوروجوي لمكانة اجتماعية كبيرة دفعت اللجنة العليا للتواصل معه كي يكون حلقة الوصل بينها وبين الجالية الكينية المقيمة في قطر.
ومنذ أربعة أعوام، وقع نجوروجوي مذكرة تفاهم مع اللجنة العليا تقضي بدعم الجالية الكينية للفعاليات المرتبطة بمونديال 2022 في مقابل مشاركتهم الحصرية في باقة متنوعة من أنشطة التواصل المجتمعي التابعة للجنة العليا. وحول ذلك قال نجوروجوي: "نهدف إلى تمثيل اللجنة العليا هنا في الدوحة وفي مجتمعنا في كينيا بصفتنا قادة للمجتمع". وبفضل هذه المذكرة، شارك الكينيون في ورش عمل ودورات تدريبية وغيرها من مبادرات التواصل المجتمعي، منها زيارة الاستادات وحضور اجتماعات مع شخصيات رفيعة المستوى.
وتابع نجوروجوي: "أتيحت لنا الفرصة لتزكية أفراد من جاليتنا للمشاركة في دورات تدريبية حول الإعلام وإدارة الفعاليات والهندسة. منحني تعاملي مع اللجنة العليا صوتاً حجزت به مقعداً على طاولة الاجتماعات مع صناع القرار للتعبير عن رأي الجالية".
وبفضل إنجازات نجوروجوي مع نادي كينيا لكرة القدم وعلاقته المميزة باللجنة العليا، صار نجماً شهيراً إلى حد ما في بلده الأم، وهي المكانة التي يستغلها في نشر رسائل إيجابية عن البلد المضيف للنسخة القادمة من المونديال الكروي.
قال نجوروجوي: "عندما يسمع الناس في كينيا عن أخبار الفريق وارتباطه بأنشطة كأس العالم والإرث الذي يصنعه قطر والمنطقة، يدركون تأثير البطولة. يشعر الناس في كينيا أنهم جزءاً من هذا كله بفضل جهودنا في تعريفهم بكل ما يدور من إنجازات على صعيد الاستضافة".
يعتزم جوروجوي الاستمتاع بكأس العالم الذي ستنظمه قطر في غضون ثلاثة أعوام من الآن، ويتمنى بعد أن يغادر منطقة الخليج أن يواصل نادي كينيا لكرة القدم مسيرته نحو الازدهار.