search

    استاد خليفة الدولي يفتح أبوابه لممثلي الإعلام المحلي والأجنبي في جولة استكشافية

    وكالة الأنباء القطرية

    فتح استاد خليفة الدولي في حلته الجديدة أبوابه مستقبلا جمعا كبيرا من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، حيث رافقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث الصحفيين في جولة استكشافية للملعب الذي سيحتضن المباراة النهائية من كأس سمو الأمير المفدى لكرة القدم في نسختها الخامسة والأربعين يوم الجمعة المقبل بين الريان والسد إيذانا بتدشين الملعب الذي سيستضيف جانبا من مباريات مونديال قطر 2022.

    وتم خلال هذه الجولة، التي قادها السيد خالد النعمة مسؤول العلاقات الإعلامية باللجنة كشف النقاب عن جميع التحديثات إلى شهدها استاد خليفة الدولي بعد 3 سنوات من العمل المتواصل، حيث تم التطرق إلى نظام التبريد المبتكر والذي سيضمن توفير أجواء مثالية للاعبين والمشجعين على مدار العام، ونظام الإنارة الفريد من نوعه، كما كانت هناك جولة داخل غرف الملعب، إضافة إلى استكشاف المدارج الفوقية التي تمت إضافتها مؤخرا.شهد استاد خليفة الدولي أحد أقدم الملاعب في دولة قطر الكثير من الأحداث والآن يستعد لنقلة نوعية أخرى في تاريخه بعد أن أصبح أول الملاعب الجاهزة لاستضافة مباريات كأس العالم.

    وبعد أن كان أيقونة في بطولات سابقة مثل دورة الألعاب الآسيوية وكأس آسيا وكأس الخليج يستعد الاستاد لفتح أبوابه من جديد لاستقبال جماهير الكرة القطرية بمختلف أطيافها، لتعود المتعة والإثارة من جديد إلى مدرجاته التي ستكون على أهبة الاستعداد لاستقبال صخب وصيحات الجماهير العاشقة للجلد المدور في مسك ختام الموسم الكروي بقطر في نهائي البطولة الغالية.

    يحتلّ استاد خليفة الدوليّ مكانة خاصة في قلوب القطريين والخليجيين والعرب، فهذا الرمز القطري الذي يزيد عمره اليوم عن أربعة عقود كان مقراً لبطولات آسيا والخليج العربي والعالم العربي، وشهدت أرض هذا الصرح الرياضي إنجازات لا تُحصى ففيه استضافت قطر أول بطولة دولية في تاريخها وهي النسخة الرابعة من كأس الخليج عام 1976، وعلى أرضه حقق المنتخب القطري أول بطولة في تاريخه عندما حصد لقب النسخة الحادية عشرة من كأس الخليج، ومنه تأهل المنتخب السعوديّ إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه خلال تصفيات كأس العالم 1994، وهو الاستاد الذي استضاف مونديال الشباب عام 1995 بعد 3 أسابيع فقط من اعتذار نيجيريا عن استضافته، وفي عام 2006 كان استاد خليفة الدوليّ محط أنظار الآسيويين والعرب عندما استضافت دولة قطر أول بطولة للألعاب الآسيوية في العالم العربي.

    كما يعتبر استاد خليفة الدولي لاعباً مخضرماً في منطقته، فقد بدأ مع نشأة المكان، واستمر بحصد الإنجازات حتى شهدت الأعوام الماضية نمواً رائعاً حوله بإنشاء أسباير زون وتطورها لتكون مركزاً عالمياً للتفوق الرياضي.يتم في هذا المجمع الرياضي تنمية الأجيال القادمة من المواهب القطرية من خلال أكاديمية أسباير، وعلى مقربة من مستشفى سبيتار الذي يعد أحد المستشفيات العالمية الرائدة في تخصصات العظام والطب الرياضي، وأكبر منشأة مغلقة متعددة الرياضات في العالم على الإطلاق.يصنع استاد خليفة الدولي والمرافق والمنشآت المجاورة له نسيجاً يحمل سمات الطموح اللامحدود والرغبة بتحقيق التنمية العالمية من خلال الابتكار الرياضي، وقد بدأت الأفكار والتقنيات التي تكونت في أسباير زون في تغيير وجه الرياضة وحياة الناس إلى الأفضل.

    سيظهر الاستاد بحلة عصرية جداً بعد الانتهاء من التغييرات التي يخضع لها، وسيعلو سقفه قوسان يمثلان الاستمرارية، ويرمزان إلى احتضان المشجعين من كل أنحاء العالم. ستكون المدرجات داخل الاستاد محمية من العوامل الجوية المختلفة بواسطة مظلة تلف جوانب الاستاد، بالإضافة إلى تقنيات التبريد المتطورة التي ستتحكم بدرجات الحرارة بشكل أكبر.ويتصل الاستاد من خلال ممر مشاة قصير بمتحف قطر الأولمبي والرياضي، ليظهر مدى تعلق هذا المكان بماضيه واعتزازه به خلال رحلته نحو بناء مستقبل مشرق.

    ولعل أبرز ما يميز الملعب الجديد القوسان المزدوجان اللذان يعانقان السماء، ويعتبران من أهم مميزات الاستاد الجاذبة لعشاق كرة القدم وأكثرها شهرة، لا يمكن أن يتخيل أحد استاد خليفة الدولي من دونهما، لكن المظلة الواسعة التي ستمتد تحتهما ستعطي شكلاً جديداً لسقف الاستاد، وستغطي هذه المظلة جوانب الاستاد لتعمل بالتكامل مع نظام التبريد في الاستاد للحفاظ على درجة حرارة مريحة للمشجعين.التحديثات التي ستضاف إلى الاستاد ستبقيه المكان ذا الأجواء الرائعة الذي ما تزال قلوب المشجعين من جميع أرجاء الشرق الأوسط وآسيا متعلقةً بها، لكن هذه المرة بمساحة أرحب وتقنيات تضمن للجميع الاستمتاع بالراحة التامة.

    وشهدت عملية تطوير الاستاد إضافة تقنية التبريد المبتكرة والتي ستضمن توفير أجواء مثالية للاعبين والمشجعين على مدار العام، حيث وزعت وحدات ومخارج التهوية والتبريد بشكل منتظم بين مدرجات الجماهير وحول المداخل والمخارج، باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا العالمية.

    ووفق ما أكدته اللجنة العليا للمشاريع والإرث سيكون استاد خليفة الدولي هو الأول في قطر ومنطقة الشرق الأوسط من حيث استخدام تقنية إضاءة حديثة LED، التي تتمتع بمرونة وسرعة في الإضاءة والإطفاء، حيث تم توزيع وحدات الإضاءة بطريقة هندسية مبتكرة لنشر الضوء بشكل مناسب على جميع أجزاء المستطيل الأخضر ومدرجات الجماهير.وتتميز هذه النوعية الجديدة من الأضواء بمرونة وسرعة في الإطفاء والإضاءة بشكل يُحاكي المسارح والمنشآت الترفيهية، وهو بذلك يُماثل استادات عالمية كاستاد أليانز أرينا في ألمانيا، واستاد ستامفورد بريدج في بريطانيا. هذا بالإضافة إلى إضافة شاشتين عملاقتين تعملان بتقنية حديثة للصوت والصورة على جانبي الملعب.

    كما سيوفر استاد خليفة للجماهير والضيوف نحو 6 آلاف موقف سيارات، و3 آلاف موقف مخصص للحافلات الكبيرة سعة 40 مقعدا، هذا بالإضافة إلى تجهيز 27 بوابة إلكترونية مخصصة لدخول الجماهير وموزعة بشكل مدروس بمداخل ومخارج الاستاد لاستقبال الجماهير بشكل مريح للقضاء على الزحام والتكدس.وشملت عملية التطوير أيضا،  تحديث غرفتين من غرف الملابس والإحماء وإضافة 61 جناحًا للضيافة في القسم الشرقي، وتحديث أجنحة كبار الزوار بالقسم الغربي وإعادة تأهيل غرفة التحكم والاستوديوهات التلفزيونية، إلى جانب تغيير بعض أقسام الواجهات الخارجية.وسيكون استاد خليفة الدولي متصلاً بمحطة مترو يتم إنشاؤها حالياً وأيضاً سيتم توفير مواقف سيارات مخصصة بالقرب من المداخل الرئيسية لمنطقة الملعب، كما سيتم توفير أماكن مخصصة لضمان وصول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لأقرب نقاط الإنزال في محيط الملعب، وعند وصولهم إلى الملعب سيتمكنون من استخدام المداخل والمصاعد المخصصة لوصولهم إلى مقاعدهم داخل الاستاد بكل سهولة وأريحية.

    تضمنت عملية التحديث إنشاء متحف رياضيّ وقاعة متعددة الأغراض ومناطق لكبار الزوّار، وبهوا علويا يضم مجموعة من المحلات التجارية والمطاعم ومركزاً صحياً، وقاعات لكبار الشخصيات مصممة على طراز فريد يجمع بين التراث الثقافي لدولة قطر والطابع المعماري الحديث للدوحة. يذكر أن آخر ظهور لاستاد خليفة الدولي قبل بدء عملية التطوير كان في المباراة النهائية لبطولة كأس سمو الأمير المفدى عام 2014، التي جمعت بين فريقي السد والسيلية وهي المباراة التي حسمها السد لمصلحته بالفوز بثلاثية نظيفة.

    تم فرش أرضية استاد خليفة الدوليّ بعشب طبيعي يلائم طبيعة الأجواء القطرية وذو قدرة تحمل أعلى عند الاستخدام وهو نوع هجين يجمع بين نوعية طورتها جامعة ولاية أوكلاهوما الأمريكية وأخرى مطورة محليًا، واستغرقت عملية زراعته تسعة أشهر كاملة في حاضنة تابعة لمؤسسة أسباير زون في دولة قطر حتى بلغ الطول المناسب  14 ملم- لنقله للاستاد والذي تقدر مساحة أرضيته بحوالي 7 آلاف و848 متر مربع.

    حقق استاد خليفة الدولي رقماً قياسياً عالميّاً في سرعة فرش الأرضية العشبية وذلك في وقت لم يتجاوز 13 ساعة ونصف في حين يبلغ المعدل الأوروبيّ 18 ساعة، وشارك في إنجاز المشروع أكثر من 80 معدّة وآلية مختلفة قامت بتحميل 8 آلاف و250 متر مربع من العشب الطبيعي من المزرعة الواقعة على بعد خمسة كيلومترات من موقع الاستاد، حيث شارك في تركيب الأرضية العشبية الجديدة ما يزيد عن 90 موظفا وعاملا وفقًا لأعلى معايير الأمن والسلامة دون وقوع أي إصابات أو حوادث حيث بدأت عملية التركيب في تمام الساعة الخامسة فجر يوم السادس عشر من أبريل الماضي.

    تمت إضافة العديد من المباني والمرافق الجديدة على مر الأعوام في المنطقة المحيطة باستاد خليفة الدولي، والتي تحولت اليوم إلى أسباير زون التي تعتبر مركزاً للتفوق الرياضي، حيث يعد فندق الشعلة الدوحة  ناطحة السحاب التي بُنيت استعداداً لدورة الألعاب الآسيوية  أحد أكثر الإضافات لفتاً للأنظار، حيث يمنح إطلالة بانورامية على الاستاد ومدينة الدوحة.

    إلى جوار هذا البرج الرائع، يوجد مجمع حمد للرياضات المائية الذي استوحيت واجهته الخارجية من شكل القارب، كما توجد قبة أسباير ذات الشكل العصري المنفتح على المستقبل، وهي أكبر قاعة مغلقة متعددة الرياضات في العالم.بالإضافة إلى ذلك، توجد الحدائق، والمتنزهات، ومسارات المشي التي تبدو وكأنها رسم إبداعي من شدة الجمال وإتقان التنسيق، تتناغم هذه المنطقة المحيطة بالاستاد مع تقاليد المكان وتاريخه، وتسير نحو المستقبل المشرق بخطى ثابتة.

    وسيسهم المشجعون من خلال طريقة تنقلهم للوصول للاستاد في تحقيق أهداف اللجنة العليا للمشاريع والإرث الرئيسية، والمتمثل بجعل بطولة كأس العالم لكرة القدم (قطر2022) الأكثر صداقة للبيئة على الإطلاق، فهم سوف يساعدون على تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن البطولة، سواء استقلوا المترو للوصول إلى الاستاد عبر محطة المدينة الرياضية، أو استخدموا واحدة من 2300 حافلة ستخصص لها مساحات للوقوف في منطقة الاستاد.

    وإذا اختار المشجعون مغادرة الاستاد بعد المباراة للاستمتاع بأجواء البطولة في مكان آخر، كحضور مباراة أخرى في أحد الاستادات، أو مناطق المشجعين، فإنهم لن يحتاجوا لقيادة المركبات أو ركوب الطائرات للتنقل بين المدن المستضيفة، مما يقلل من الانبعاثات المضرة بالبيئة، فبخلاف النسخ السابقة من البطولة، لن تتجاوز مدة الرحلة بين منشأة وأخرى من منشآت بطولة كأس العالم لكرة القدم (قطر2022) ساعة واحدة.

    يقع استاد خليفة الدولي جغرافياً في قلب البطولة ويتوسط موقعه باقي الاستادات، مما يجعله موقعا حيويا لسهولة التنقل خلال البطولة.تصب الجهود التي تبذل في الاستاد حتى في أصغر تفاصيلها مثل استخدام الإضاءة وتجهيزات دورات المياه الموفرة للطاقة، باتجاه تحقيق الهدف المتمثل في الحصول على شهادة نظام تقييم الاستدامة العالمي (GSAS)، وبذلك يكون استاد خليفة الدولي ذو التاريخ العريق أحد العوامل المساعدة في جعل الاستدامة جزءاً رئيسياً من مستقبل البلاد.