كوشال داس: مونديال 2022 يمكن أن يستفيد من ثقافة كرة القدم الصاعدة في الهند

اللجنة العليا للمشاريع والارث
قال كوشال داس، الأمين العام لاتحاد عموم الهند لكرة القدم، إن الشباب الهندي الحضري الطموح والعاشق لكرة القدم سيكون سعيداً بإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في الدولة الجارة قطر.
وفي حديث لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa على هامش مشاركته في منتدى «سوكركس» الآسيوي لكرة القدم 2016 في الدوحة، والذي شاركت اللجنة العليا في تنظيمه، قال داس إنه بفضل التزام اتحاد عموم الهند لكرة القدم بتطوير البراعم فإن كرة القدم قد تصبح الرياضة المفضلة لقطاعات كبيرة من الشباب الهندي بحلول عام 2022.
يُذكر أن الهند هي البلد الأكبر في العالم من حيث عدد الشباب. وفي حفل توزيع الجوائز السنوي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم مؤخراً فاز اتحاد عموم الهند لكرة القدم بجائزة "الاتحاد النامي للعام" في آسيا، وذلك على جهوده في تطوير اللعبة على كافة الأصعدة.
وقال داس، الذي تسلم منصبه الحالي عام 2010 بعد أن عمل رئيساً مالياً لمجلس الكريكيت الدولي الذي يتخذ من دبي مقراً له، إن أول بطولة كأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط يمكن أن تستفيد من القرب الجغرافي للهند.
وأوضح قائلاً: "يُقدّر أن متوسط عمر السكان في الهند في عام 2020 سيكون 29 عاماً. وسيترافق ذلك مع نمو سنوي ثابت للسكان في المدن وارتفاع كبير في الأجور في المناطق الحضرية. في السنوات القليلة الماضية حظيت كرة القدم بشعبية كبيرة في أوساط الشباب الحضري. كما أن استضافة الهند لبعض البطولات الكبرى في السنوات التي ستسبق بطولة عام 2022 في قطر ستعزز بشكل كبير من مكانة كرة القدم بين الشباب في المدن".
ولأول مرة في تاريخها ستستضيف الهند، وهي ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، بطولة عالمية كبيرة في كرة القدم العام القادم وهي كأس العالم تحت 17 سنة. ومؤخراً أعلن اتحاد عموم الهند لكرة القدم عن برنامج للإرث يستهدف الشباب الهندي بعنوان "مهمة 11 مليون" سيتم إطلاقه في 30 مدينة هندية في وقت لاحق من هذا الشهر. والهدف الأولي للبرنامج هو جعل كرة القدم الرياضة المفضلة لـ11 مليون شاب مع بداية البطولة في أكتوبر/تشرين الأول من العام القادم. وقال داس أنه سيتم تنويع البرنامج بعد البطولة.
وأوضح قائلاً: "أبدى برافول باتل، رئيس اتحاد عموم الهند لكرة القدم، رغبة في التقدم بعرض لاستضافة بطولة العالم لكرة القدم تحت 20 سنة، وهناك احتمال قوي بأن تستضيف الهند بالفعل هذه البطولة قبل أن تستضيف قطر بطولة كأس العالم 2022، الثانية في قارة آسيا".
وأضاف: "احتمال استضافة بطولة كأس العالم تحت 20 سنة سيعطي الهند زخماً إضافياً لدعم البنية التحتية لكرة القدم وتوسيع المبادرات الشعبية مثل مبادرة "مهمة 11 مليون". وهذا بدوره سيعزز من ثقافة كرة القدم الجديدة في مدن أخرى غير مناطق كرة القدم التقليدية مثل البنغال وكيرالا وجوا والشمال الشرقي".
وأشار داس إلى أن كرة القدم قد اخترقت بالفعل معاقل الكريكيت في المدن، قائلاً: "يحظى نادي بنغالورو، بطل الدوري والمتأهل لنهائي كأس آسيا، بقاعدة جماهيرية واسعة ويتلقى دعماً قوياً عند سفره أيضاً. كما حضر أكثر من 20 ألف متفرج كل مباراة لعبها فريق شيناين في شيناي، والذي يلعب في دوري السوبر الهندي، خلال مواسم الدوري الثلاثة".
وأضاف: "حظي فريق دلهي ديناموز أيضاً بنسبة مشاهدات معقولة هذا العام، وبالنظر إلى أداء الفريق الجيد حتى الآن، من المؤمل أن تزداد القاعدة الجماهيرية للنادي العام القادم. كما امتلأ تقريباً الملعب الجديد لنادي مومباي سيتي هذا العام، ولو أنه ملعب صغير".
وتابع قائلاً: "قسم كبير من عشاق كرة القدم هم من شباب المدن، وهم جمهور مسالم يحب المرح وتشكل النساء 50% منهم تقريباً. وبالتالي فإن الديموغرافيا الكروية الحضرية الصاعدة في الهند تتناسب مع النظرة إلى بطولة 2022 في الشرق الأوسط باعتبارها بطولة للعائلات".
وأعرب داس عن ثقته بأن الإنجازات الجديدة لكرة القدم الهندية، مثل وصول فريق بنغالورو إلى نهائي كأس آسيا 2016 في الدوحة الشهر الماضي والأداء الجيد للمنتخب الوطني تحت 16 سنة في بطولات آسيا تحت سن 16 عاماً في جوا في سبتمبر/أيلول ستساهم في زيادة شعبية كرة القدم الهندية.
وقال داس في هذا الصدد: "جماهيرية كرة القدم في المدن الهندية لم تعد تقتصر على الدوريات الإنجليزية والأوروبية. فقد أصبح لها الآن نكهة محلية. ستكون بطولة كأس العالم تحت 17 سنة العام القادم لحظة فارقة فيما يتعلق بتعزيز الدعم المحلي، وأتوقع أن يكون هناك اهتمام كبير بأداء المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2022".
وشرح داس التحول الضخم في نظرة الشباب في الهند إلى بطولات كأس العالم قائلاً إن هذا التحول سيصل أوجه خلال بطولة 2022. وأضاف: "في بطولة المكسيك عام 1970، عندما كنت في العاشرة من العمر، لم يكن التلفزيون متوفراً. وقد استمعت إلى بث إذاعي مباشر باللغة الإسبانية للمباراة التي خاضها بيليه أمام المنتخب الإيطالي في النهائيات. لم أفهم شيئاً مما كان يقوله المعلق إلا عندما كان يصرخ ويقول "هدف" ويذكر أسماء اللاعبين لأعرف حينها أن البرازيل أحرزت هدفاً. وكما تذكر فقد فازت البرازيل 4-1. وبعدها في المكسيك عام 1986، شاهد بعض أصدقائي سحر لعب مارادونا عبر تلفاز ملون وكانوا يبدون وكأنهم أطفال في العاشرة من العمر. ونظراً لأن الهند كانت لا تزال إحدى دول العالم الثالث، فإن فكرة مشاهدة عظماء كرة القدم يلعبون في بث مباشر كانت حلماً بعيد المنال".
وأضاف: "وبالرغم من كل ذلك، سيتمكن مواليد 2012 في الهند من مشاهدة نيمار بحلول عام 2022 وكأنهم ينتقلون من مدينة هندية إلى أخرى. ونظراً لكونهم يعيشون في دولة تعدّ من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، سيتيح لهم دخل آبائهم السفر إلى قطر والشرق الأوسط، وهي منطقة تمتلك العديد من القواسم الثقافية المشتركة مع الهند".
وفي الختام لخص داس حديثه قائلاً: "يشكل هذا قصة نجاح رائعة لعولمة كرة القدم بعيداً عن أوروبا وفي مناطق جديدة بما يؤثر إيجاباً على شعوب عدد سكانها أكثر بكثير من سكان أوروبا وشغفها بالرياضة لا يقل عن شغف الأوروبيين".