search

    برشلونة والأهلي يُمتعان جماهير مباراة الأبطال بمهرجان من ثمانية أهداف

    اللجنة العليا للمشاريع والارث

    كانت الدوحة على موعد مع أمسية كروية استثنائية يوم الثلاثاء احتفالاً بمباراة الأبطال التي رعتها الخطوط الجوية القطرية جمعت بين نادي برشلونة والأهلي السعودي وشهدت مهرجان أهداف مع فوز الفريق الأسباني بنتيجة 5-3 وسط أجواء رائعة داخل الملعب وخارجه.

    وقبل المباراة احتشدت الجماهير حول الملعب أمام شاشات عملاقة مرتدية وشاحات الفريقين الملونة، بينما تلألأت سماء الاستاد بالألعاب النارية قبيل انطلاق صافرة البداية. وكانت بانتظار الجميع لحظات إنسانية رائعة عندما نال الطفل الأفغاني مرتضى أحمدي شرف دخول أرض الملعب مع كابتن الفريق، النجم ميسي. وكان مرتضى قد التقى في وقت سابق من اليوم ببطله المفضل في الدوحة وحقق حلمه بمعانقته. ومن ثم تواجد هذا الفتى الصغير في الصورة الجماعية للاعبي برشلونة.

    لم ينتظر الجمهور طويلاً واستهلّ لويس سواريز مهرجان التهديف مبكراً إثر تمريرة متقنة من ليونيل ميسي. ثم ضاعف الساحر الأرجنتيني النتيجة في الدقيقة العاشرة من عمر اللقاء. وفي هذه الأثناء، كان الحضور القادم من المنطقة والعالم والذي غصّت به المدرجات يستمتع بمباراة استثنائية بعد أن نفذت تذاكر اللقاء. وفي الدقيقة 16، اقتنص النجم البرازيلي نيمار هدفاً ثالثاً للنادي الكتالوني أودعه في شباك الفريق السعودي بهدوء.  

    وفي الحضور بين جنبات الملعب، كان عبد الله يوسف من النيجر والمقيم في دبي والذي أعرب عن سعادته بمتابعة المباراة شخصياً: "سجّل الثلاثة الكبار، ميسي وسواريز ونيمار، وبدأ أسلوب برشلونة المميز بالحركة السريعة والتمريرات القصيرة. أتيت من دبي صباح اليوم لأحضر المباراة، ولكني من عشاق ريـال مدريد، ولذلك سأساند الأهلي".

    وأردف قائلاً: "كنتُ متشوّقاً للغاية لكي أتابع أداء برشلونة كوني أحب كرة القدم الإسبانية، ولذلك أتيتُ إلى هنا لأشاهد لعب الغريم الأزلي للنادي المفضّل لديّ. كانت تجربة لن تتكرر في حياتي ولم أفرّط فيها. أتيتُ إلى قطر فقط لكي أحضر هذه المباراة". 

    وبالقرب من يوسف، تواجد الطفل القطري عبد الرحمن خالد الذي يبلغ من العمر عشر سنوات فقط، وقد حضر إلى المباراة مرتدياً قبعة ووشاحاً إسبانيين وأخذ يهتف لفريقه المفضل بينما يجلس إلى جانب والده. وعن هذه التجربة، قال عبد الرحمن: "إني أعشق برشلونة، فهو يملك لاعبين عظيمين. ألعب كرة القدم، ولذلك فإن تواجدهم هنا يُعتبر أمراً مُلهماً. إني سعيدٌ جداً لكوني أرى بأم عيني هؤلاء اللاعبين هنا في قطر. لاعبي المفضل هو ميسي، لأنه، وببساطة، الأفضل في العالم. ألعب مع أحد الأندية هنا في الدوحة، وأنا متشوّق جداً لدخول أرض الملعب وتقديم أداء يجاري أداءهم".

    وفي الدقيقة الخامسة والعشرين من عمر اللقاء، اندفع مهاجم الأهلي تيسير الجاسم إلى مقدمة الملعب واخترق دفاعات برشلونة ليصبح في مواجهة مع جيرار بيكيه، لكن تسديدته بقدمه اليسرى حادت عن المرمى وخرجت من الملعب.

    حافظت جماهير النادي السعودي على مساندتها لفريقها رغم أهداف برشلونة، وصدحت بالأهازيج لتقوية عزيمة مهاجمي الأهلي. ومع مرور 30 دقيقة على انطلاق اللقاء، اختار مدرب الفريق الإسباني لويس إنريكي إراحة بعض لاعبي الصف الأول استعداداً لخوض دربي نهاية الأسبوع أمام إسبانيول. ووسط تصفيق قوي من كافة أفراد الجمهور، أدخل الأهلي لاعبه الإماراتي عمر عبد الرحمن، المتوّج مؤخراً بلقب أفضل لاعب آسيوي.  

    ومع انطلاق الشوط الثاني، نجح الأهلي في هزّ الشباك عبر عمر عبد الرحمن من ضربة جزاء علت الحارس، وقلّص بذلك الفارق لتصبح النتيجة 3-1 لصالح برشلونة في الدقيقة 51. لكن لاعب فالنسيا السابق باكو ألكاسير سجّل هدفاً جديداً لعملاق الكرة الإسبانية في الدقيقة 55. وبعد دقائق قليلة، قام رافينيا بمناورة أمام حارس الأهلي ونجح في اقتناص خامس أهداف برشلونة، قبل أن يحصد الأهلي هدفه الثاني عبر لاعبه مهند عسيري في الدقيقة 60. لم يكتفِ نجم الفريق السعودي بذلك، وكرر فعلته مجدداً مسجلاً في الدقيقة 65 هدفه الثاني في مباراة الأبطال وسط فرحة عارمة لدى الجمهور بنتيجة اللقاء وعدد الأهداف المسجلة. 

    وبغلّة تبلغ ثمانية أهداف للفريقين وأداء ناريّ على أرض الملعب وألعاب نارية في السماء، اختتم عملاقا الكرة في إسبانيا والسعودية هذه المواجهة الودية بلحظات مميزة سيُخلدها تاريخ المستديرة الساحرة.