search

    مونديال قطر 2022 .. أول بطولة متقاربة المسافات في العالم

    اللجنة العليا للمشاريع والإرث

    ستمنح بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 لكافة جماهير كرة القدم "أفضل تجربة مشاهدة مباريات مباشرة على الإطلاق"، وفقاً لمنظمي البطولة الذين كشفوا النقاب اليوم عن المسافات الجغرافية المتقاربة للبطولة، حيث أعلنوا أنه سيكون بإمكان عشاق المستديرة الساحرة القادمين إلى هذه الدولة العربية الخليجية بعد ست سنوات من الآن مشاهدة أكثر من مباراة مباشرة في يوم واحد وقطع مسافات قصيرة خلال تنقلهم بين المواقع.

    وقد أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الجهة المنظمة المسؤولة عن بناء الاستادات والبنية التحتية وبرامج الإرث الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، عن إحصائيات تُقدّم لأول مرة باستخدام أداة جديدة معدّلة لرسم الخرائط عبر الأقمار الصناعية تحسب المسافة ووقت التنقل بين 8 استادات قيد الإنشاء حالياً ومن المتوقع الانتهاء من بنائها بحلول عام 2020.

    ويتزامن الكشف عن البيانات الجديدة مع الموعد المحدد لانطلاق البطولة بعد ست سنوات من الآن، حيث من المقرر أن تقام المباراة الافتتاحية على استاد لوسيل في قطر يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022. كما يتزامن مع مرور ست سنوات تقريباً على فوز قطر بحق استضافة البطولة في 2 ديسمبر/كانون الأول 2010.

    ومكّنت أداة المسح الجديدة اللجنة العليا من تحديد "مساحة البطولة"، والتي بيّنت أن المساحة الكلية للاستادات وملاعب التدريب المطلوبة لكأس العالم 2022 ستكون محصورة ضمن 235 ميل مربع فقط، وهو ما يعادل أقل من نصف مساحة لندن الكبرى البالغة 760 ميل مربع. ولتوضيح ذلك بالمقارنة مع مدن أخرى كبيرة في المملكة المتحدة، فإن مساحة البطولة الكلية تزيد قليلاً عن ضعف مساحة بيرمنغهام وتعادل أربعة أضعاف مساحة مانشستر وليفربول.

    وتمكنت اللجنة العليا أيضاً من تحديد المسافات الكلية بين الاستادات والبدء في حساب زمن التنقل لإظهار المسافات القصيرة التي سيكون على اللاعبين والجمهور قطعها خلال سفرهم بين الاستادات عام 2022. فأطول مسافة بين استادين من الاستادات المرشحة لاستضافة البطولة هي المسافة بين استاد البيت - مدينة الخور شمال قطر واستاد الوكرة في الجنوب، وهي لا تتعدى 35 ميلاً، أي ما يزيد سبعة أميال فقط عن المسافة بين استاد ليفربول "أنفيلد" واستاد مانشستر يونايتد "أولد ترافورد". أما أقصر مسافة بين استادين فهي المسافة بين استاد خليفة الدولي واستاد مؤسسة قطر، والتي تبلغ 3.5 ميل فقط، أي أقل بميل واحد عن المسافة بين استاد الإمارات الخاص بنادي أرسنال والاستاد الرسمي لنادي توتنهام هوتسبر، وايت هارت لين.

    ولأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم، تسمح طبيعة هذه البطولة المتقاربة جغرافياً لعشاق كرة القدم مشاهدة ما بين مباراتين وثلاث مباريات بشكل مباشر يومياً خلال مرحلة المجموعات، وذلك حسب برنامج الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" النهائي للمباريات.

    ويعني هذا أن الجمهور سيتنقل بين المباريات كما لو أنه يتنقل في مراكز المدن الكبرى، حيث ستستغرق أطول رحلة بين الملاعب ساعة واحدة فقط وأقصرها خمس دقائق. وسيتم ربط جميع الاستادات خلال البطولة عبر مترو حديث يتم بناؤه الآن ومن المقرر إطلاقه عام 2019، إضافة إلى خيارات نقل عام متعددة كالحافلات والتاكسي المائي.

    وتعليقاً على ذلك قال السيد ناصر الخاطر، مساعد الأمين العام لشؤون تنظيم البطولة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "لقد أكدنا دائماً أن حجم دولة قطر سيجعل من بطولة كأس العالم بطولة متميزة وفريدة لمصلحة اللاعبين والجمهور الذي سيحظى بفرصة رائعة لمشاهدة أكبر عدد من المباريات بشكل مباشر، حيث أن التقارب الجغرافي يعني أن وقت التنقل من المطار وأماكن الإقامة إلى مناطق المشجعين والملاعب ومعالم الجذب السياحي سيكون قصيراً، بما يساعد عشاق المستديرة الساحرة على مشاهدة أكثر من مباراة مباشرة في اليوم الواحد. كما أن قطر لا تبعد عن أماكن تواجد ثلثي سكان العالم أكثر من ثماني ساعات بالطائرة. هذا أمر فريد بالمقارنة مع أي بطولة أخرى لكأس العالم في كرة القدم".

    ثم أضاف: "أما بالنسبة للاعبين المتنافسين، فستكون هذه أيضاً ميزة كبيرة، حيث سيتواجدون في موقع واحد طوال فترة البطولة ويلعبون في مناخ واحد متسق ولا يجهدون في السفر بين المدن لخوض مبارياتهم. إذا قارنت هذا، على سبيل المثال، بتنقّل المنتخب الأمريكي خلال مرحلة المجموعات في بطولة كأس العالم في البرازيل عام 2014 – حيث قطع الفريق حوالي 9.000 ميل جوي للعب مبارياته الثلاث الأولى فقط- فستدرك كيف ستخدم البطولة في قطر اللاعبين. سيكون اللاعبون في موقع تدريبي واحد وفندق واحد ولن يحتاجوا للتنقل الطويل المنهك بين الاستادات طوال فترة البطولة، وهذا يعني أنه سيتوفر لهم أقصى حدّ من الوقت للراحة والتعافي والاستعداد".

    "وستكون بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 بطولة رائعة ليس فقط للجمهور والفرق التي ستأتي إلى قطر، ولكن أيضاً لمن سيشاهدون المباريات حول العالم. فموقع قطر الجغرافي يعني أن ثلاثة مليارات شخص حول العالم سيتمكنون من مشاهدة المباريات في أوقات الذروة".

    وضمن استعداداتها لاستضافة البطولة ورؤيتها الوطنية 2030، تستثمر قطر بكثافة في البنية التحتية. فالفنادق الجديدة ستوفر خيارات إقامة للقادمين تناسب كل الميزانيات، كما أن المترو الجديد الذي يجري بناؤه وقطارات السكك الحديدية الخفيفة وشبكة الطرق المحسنة ستخفف من الاكتظاظ في حركة المرور خلال البطولة. كما يتم حالياً توسيع مطار حمد الدولي لزيادة سعته الحالية البالغة 8.700 مسافر في الساعة لضمان استيعاب آلاف اللاعبين والإداريين وعشاق كرة القدم الذين سيأتون إلى قطر عام 2022.