search

    بودولسكي: لا شيء أفضل من خوض بطولة كأس العالم في بلدك

    اللجنة العليا للمشاريع والإرث

    منذ أن سطع نجمه في بطولة كأس العالم في بلده ألمانيا عام 2006 والتي انتهت باحتلال المنتخب الألماني الذي قاده يورغن كلينسمان المركز الثالث، وباحتفالات لا تُنسى مع الجماهير في العاصمة الألمانية، انطلق لوكاس بودولسكي في رحلة مثيرة، حيث لعب لعدد من الأندية الكبيرة في مدن يجتاحها جنون كرة القدم مثل ميونيخ ولندن وميلانو وأخيراً إسطنبول، متوجاً مسيرته الاحترافية بالفوز بكأس العالم في ريو دي جانيرو عام 2014.
     
     
    ستتاح للاعب أرسنال السابق الفرصة للعودة بالذاكرة إلى الوراء عندما يواجه منتخب ألمانيا نظيره إنجلترا في برلين يوم السبت في مواجهة ودية استعدادا لكاس أمم أوروبا 2016 التي ستستضيفها فرنسا الصيف المقبل.
     
    يقول بودولسكي لموقع www.sc.qa في مقابلة حصرية في ملاعب التدريب بنادي غلطة سراي في إسطنبول: "كل بطولة وكل مباراة دولية تلعبها تمنحك خبرة جديدة تضاف إلى تجاربك وتدفعك إلى الأمام، سواء داخل الملعب أو خارجه، لكن لا شيء أفضل من اللعب في بطولة كأس عالم في بلدك".
     
    ثم أضاف: "كانت بطولة كأس العالم في ألمانيا عام 2006 أجمل تجربة في حياتي، حتى وإن فزنا بالكأس عام 2014. كان كأس العالم 2006 أروع شيء بالنسبة لي، حيث كان الطقس مناسباً والملاعب مليئة بالجمهور في كل المباريات، والأجواء عموماً كانت ممتازة. عندما كنا نذهب إلى المباريات أو التدريب، كنا نسير وسط جموع كبيرة من الجماهير التي ترفع أعلامنا، وجميع السيارات مزينة بالشارات والأعلام. كانت الأجواء متميزة جداً. ثم إن تلك البطولة غيّرت مسار كرة القدم الألمانية، حيث ارتفع أداؤنا وتحسّن مستوانا ابتداءً من ذلك الوقت".
     
    كما اعتبر بودولسكي، لاعب الهجوم الأعسر الذي لعب أولى مبارياته الدولية عام 2004، بطولة كأس العالم 2006 في بلاده نقطة تحول في مسيرته: "في ذلك الوقت كنت أنا وباستيان شفاينشتايجر الشابان اللذان يعوّل عليهما المنتخب، وكانت بطولة ناجحة لي أنا شخصياً. فقد لعبت جيداً وخضت جميع المباريات، وشكلت البطولة نجاحاً كبيراً. سأحمل هذه التجارب والذكريات معي حتى نهاية رحلتي الاحترافية وحتى آخر أيام حياتي، فهذه أمور لا يمكن لأحد أن يأخذها مني".
     
     
    ُعتبر بودولسكي، البالغ من العمر 30 عاماً والذي يلعب في مركز الجناح، ثالث أكثر لاعب حضوراً مع المنتخب الألماني على مرّ الزمن، حيث خاض 126 مباراة. 
     
    يتحدث بودولسكي عن شغف الأتراك بكرة القدم وهو عاش التجربة عن كثب منذ وصوله إلى تركيا في صيف عام 2015: "الاستقبال الذي حظيت به في إسطنبول كان رائعاً. فقد استقبلني آلاف الأشخاص في المطار، وقد أحبني جمهور غلطة سراي بالفعل. الجمهور متحمس جداً وعاطفي، وظهر ذلك جلياً في استقباله لي".
     
    لا يعرف بودولسكي أي بطولة كبيرة ستكون آخر محطاته، لكنه يقول إن أول كأس عالم في منطقة الشرق الأوسط عام 2022 قد تمنح كرة القدم في العالم العربي قوة دفع إيجابية. حيث أكد قائلاً "هذه فرصة لكل دولة مستضيفة. رأينا كيف أن بطولة كأس العالم جلبت دفعة حقيقة للأمام في ألمانيا. وبالنسبة للعالم العربي، إني على قناعة بأنها ستكون بمثابة قوة إيجابية. ومن المهم أن يغتنم البلد المضيف الفرصة ويستفيد منها بعد انتهاء البطولة".
     
    وفي ظل مواصلة ألمانيا التحضير لبطولة يورو 2016 من خلال المواجهة التقليدية ضدّ إنجلترا، قال بودولسكي الذي لعب ضمن هجوم فريق أرسنال إنه ما يزال يتابع كرة القدم الإنجليزية، واعترف بأن ليستر سيتي يحظى بفرصة أكبر للفوز بالدوري الممتاز.
     
     
    حيث أكد قائلاً: "ما تزال تربطني اتصالات جيدة بنادي أرسنال، حيث قضيت ثلاث سنوات جميلة على الصعيدين المهني والشخصي. أتابع دائماً مباريات ونتائج الفريق وأتمنى له حظاً سعيداً. لكن ليستر سيتي في المقدمة، وهو يستحقها. كل من يصل إليها يستحقها عن جدارة. سنرى ما إذا كان الفريق سيحتفظ بالصدارة حتى النهاية. لقد كانت للفريق ميزة التركيز بشكل كامل على الدوري طوال الموسم. وبالنظر إلى تصدّره الدوري أصبحت لديه الأفضلية الآن، بينما سيحاول الآخرون اللحاق به. لا شك أنه بإمكانه الفوز بالدوري. كان الجميع يعتقدون بأن الفريق سيتعثر في مرحلة ما، لكنه ما يزال في المقدمة ويحقق انتصارات ويلعب جيداً، وبالتالي يستحق المكانة التي وصل إليها. هذا هو الجانب المثير في كرة القدم الإنجليزية، إذ أن هناك دائماً أربعة أو خمسة فرق تتنافس على اللقب، ويمكن للفريق الأول أن يُهزم في مباراة مع الفريق الأخير. لقد أحببت اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز".
     
    ومع اقتراب موعد يورو 2016 في فرنسا، يقول بودولسكي، رابع أفضل هدّاف في منتخب ألمانيا (48 هدفاً)، إن بطل العالم سيكون الفريق الذي سيسعى الجميع لهزمه هذا الصيف: "بصفتنا أبطال العالم، سنكون الفريق الذي يريد الجميع هزمه في فرنسا، لكننا سنسعى إلى الفوز بلقب ثاني كبير على التوالي. كنا دائماً قريبين من ذلك إلى أن حققنا مرادنا عام 2014. أنا ألعب مع المنتخب الوطني منذ عام 2004، وكان فوزنا ببطولة كأس العالم بعد ذلك بعشر سنوات -وهي ربما آخر بطولة كأس عالم أشارك فيها - حدثاً كبيراً جداً. تشاركت هذه الفرحة مع عائلتي، وخاصة مع ابني. إنها لحظة لا تنسى أبداً أن تحمل تلك الكأس الذهبية بين يديك، وهي لحظات لا تراها عادة سوى على التلفزيون، وأذكر أنني شاهدت أول بطولة عام 1994. إنني فخور جداً بذلك وبتلك اللحظات التي عشتها مع المنتخب الوطني خلال السنوات العشر الماضية".
     
    الشيء الوحيد الذي تغير خلال مشوار لوكاس بودولسكي الكروي منذ الأيام التي كان فيها المهاجم البرازيلي رونالدو مثله الأعلى هو السرعة التي يتابع بها الجمهور مستجدات كرة القدم.
     
     
    حيث أكد بودولسكي أنه يستمتع بالتواصل الدائم مع جمهوره قائلاً "تطورت وسائل التواصل الاجتماعي خلال مسيرتي الكروية. في السابق كنت تشتري الصحيفة لتتابع ما يحدث في التدريب، كما كنت أفعل في كولن عندما كنت صغيراً. الآن كل شيء متوفر خلال ثواني قليلة على الإنترنت. من المهم بالنسبة لي أن أتواصل مباشرة مع الجمهور. لدي عشاق في الصين واليابان والبرازيل وبولندا وغيرها من الدول. وأصبح بإمكاني أن أردّ لهم الجميل، ولهذا السبب أنشط على مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة. وأنا أفعل كل شيء بنفسي، وهو أمر مهم بالنسبة لي حتى يعرف الذين يتابعونني أن الرد عليهم صادر مني أنا شخصياً. قبل عشر سنوات لم يكن هناك شيء مثل هذا، والآن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي رفيقة الدرب التي أستمتع بها حقاً".