search

    بادر بإحداث تغيير مثل سومان

    اللجنة اللجنة العليا للمشاريع والارث

    كانت سنة 2014 بالنسبة إلى الفتى سومان كينغرينغ، 16 عاماً، بمثابة حلم تحوّل إلى حقيقة وهو الذي كان قبل ذلك طالباً هادئاً ومنطوياً في قرية ماكوانبور النائية في نيبال. وكانت موهبة سومان وما يتمتع به من مهارات قيادية قد أثارت إعجاب القائمين على برنامج الجيل المبهر، وهي مبادرة رائدة في مجال "كرة القدم من أجل التطوير" أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث. وقد تمّ توجيه الدعوة لهذا الشاب الواعد لكي يصبح سفيراً لبرنامج الجيل المبهر لدى مجتمعه المحلي وبلاده.
     
    لطالما كانت الفيضانات جزءاً من حياة سومان حيث تعايش معها منذ طفولته في قرية ماكوانبور حيث يُقيم مع عائلته قرب أحد الأنهار داخل بيت صغير مصنوع من الطين والأحجار. وقد تعرّض هذا البيت لضرر كبير جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة في أبريل/نيسان الماضي. وبسبب عدم وجود جسر لاجتياز النهر، يتوجب على سومان في رحلته إلى المدرسة أن ينتقل من ضفة لأخرى عبر مياه النهر المضطربة رافعاً سرواله كي لا يبتلّ. وخلال فصل الأمطار الموسمية، يكون مستوى مياه النهر مرتفعاً، ولذلك تنقطع السّبُل أمامه ويضطر لملازمة المنزل حتى تنحسر المياه.  
    لكن رغم هذه المصاعب اليومية، يحافظ سومان على روحه الإيجابية وتفاؤله. ويُعرب عن حماسته لكون برنامج الجيل المبهر يخلق فضاءً آمناً للعب في قريته ومفتوحاً أمام أفراد المجتمع المحلي. وكان إطلاق "كرة القدم من أجل التطوير" قد عزَّز الروح الإيجابية التي يتحلّى بها سومان، حيث يضطلع هذا البرنامج الشامل بتعليم الأطفال والشبان مهارات أساسية في الحياة.  
     
    يشعر سومان بالفخر نظراً لأن موقعه كسفير لبرنامج الجيل المبهر يشكل حافزاً إضافياً بالنسبة له كي يقطع هذه الرحلة المضنية عبر النهر يومياً. وقال عن ذلك في حديث مع الموقع الإلكتروني للجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa: "إنني سعيد لكوني قادر على نقل معرفتي وأنه أصبح لدى الشباب في مجتمعنا المحلي مكان يتشاطرون فيه مشاعرهم وأفكارهم. في ظل غياب مثل هذا المكان، فإن أولئك قد ينخرطون في سلوكيات سلبية". 
     
    وبدعم من مدربي "الجيل المبهر"، بالإضافة إلى تدريب قدمته منظمة "ميرسي كور" الشريكة، وتحت إشراف منظمة "الحق في اللعب" الشريك الاستراتيجي للبرنامج، اضطلع سومان بدور أساسي في توفير التدريب لفرق الفتيان والفتيات في مدرسته. 
     
    كما أنه يُظهر حماسة كبيرة تجاه مشاركة الفتيات في عالم المستديرة الساحرة: "لم يكن هناك فتيات يلعبن كرة القدم قبل برنامج الجيل المبهر. بفضل دعم المدربين الذين تلقوا تدريبهم في إطار برنامج الجيل المبهر، نجحنا في إطلاق حصص تدريب منتظمة للفتيات. ويتمثل دوري في تحفيز المزيد منهن للمشاركة في هذه التمارين ومشاطرتهن خبرتي". 
     
    ويُعتبر سومان عضواً في المجلس التنفيذي للجنة البناء في بلدية فابارباري، كما يُشارك في الكثير من مبادرات برنامج "كرة القدم من أجل التطوير" خارج محيطه المباشر، بما في ذلك مبادرة خاصة بالأطفال جرت مؤخراً في باكتابور التي دمّرها زلزال شهر أبريل/نيسان. وكانت هذه البلدة النيبالية قد تصدرت الأخبار في وقت سابق من الشهر الحالي عندما زارها كابتن المنتخب الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام.  
     
    كان التحوّل الذي طرأ على سومان مذهلاً، وهو ما تحدث عنه مدير المدرسة رام بادور قائلاً: "لم يكن لديه الكثير من الأصدقاء رغم أنه فتى طيب وصادق وإيجابي. إلا أن ذلك كله تغيّر (منذ أن أصبح سفيراً للجيل المبهر). مع تقاسم خبرته ومهاراته، أصبح قائداً وألهم الكثير من الشبان".     
    في هذه الأثناء، يواصل برنامج الجيل المبهر تقدمه في نيبال باستكمال العمل على أربعة ملاعب لكرة القدم بحلول منتصف العام المقبل. ومن المخطط أيضاً أن يتم انتهاء العمل في نفس الفترة بدوري "تيج" في منطقة ليخاناث والذي يهدف لتطوير المهارات القيادية لدى المشاركين من خلال كرة القدم، وكذلك إيصال رسالة مفادها أن بإمكان الفتيات أيضاً ممارسة اللعبة، بالإضافة إلى تدريب على التقليل من مخاطر الكوارث في ثلاثة مجتمعات محلية.  
     
    من جانبها، قالت روزا داليساندرو، مديرة التطوير في برنامج المسؤولية الاجتماعية لدى اللجنة العليا: "يهدف برنامج الجيل المبهر إلى ضمان تمكين الشباب من الوصول إلى فضاءات أساسية مثل ملعب ماكوانبور، حيث يمكن لقادة شبان مثل سومان أن يُحدثوا تغييراً في مجتمعهم المحلي مع أقرانهم".
     
    وبالنسبة إلى قائد شاب مثل سومان، فإن التغيير يجري بوتيرة يومية عندما يُلهم غيره من الشباب وينقل إليهم ما اكتسبه من معارف وخبرات.