دوسايي : قطر بلد الرياضة ودوري نجوم قطر تحسن كثيرا

اللجنة العليا للمشاريع والإرث
يعرف المدافع الفرنسي السابق مارسيل دوسايي حق المعرفة كيف يجب التعامل مع الضغط أمام جماهير ذات تطلعات عالية، وهو الذي كان بمثابة العمود الفقري للخط الخلفي في تلك الكتيبة الزرقاء التي فاز معها داخل الديار بلقب كأس العالم لكرة القدم عام 1998، عندما فاجأ أصحاب الأرض منتخب البرازيل حامل اللقب آنذاك في المباراة النهائية بمدينة باريس.
فمن خلال قدرته الهائلة على قراءة المباريات وبنيته الجسمانية الفارعة التي كسب بفضلها لقب "الصخرة"، تمكن دوسايي من حصد العديد من الألقاب مع مرسيليا وميلان وتشيلسي، حيث تربع على عرش دوري أبطال أوروبا مرتين بينما تُوج بكأس الأمم الأوروبية مع فرنسا في عام 2000. ويُظهر قلب الدفاع السابق وهو جالس على مقعده في دائرة الضوء أمام عدسات الكاميرا نفس رباطة الجأش التي كان يتميز بها عند مداعبة الكرة بقدميه خلال مسيرته الكروية، حيث لا ينتابه أي هاجس عند الإدلاء بتصريح جريء.
ففي مقابلته الحصرية مع موقع www.sc.qa، يشرح دوسايي سبب مراهنته على منتخبي ألمانيا وإنجلترا، خصمي فرنسا المقبلين في الطريق إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016، باعتبارهما من أبرز المرشحين للظفر باللقب القاري الصيف المقبل في بلده، شأنهما في ذلك شأن صاحب الضيافة، موضحاً في الوقت نفسه سبب تحول دولة قطر إلى موطن للرياضة والرياضيين.
س. مارسيل، بما أنك ترعرعت إلى جانب ديدييه ديشان، كيف ترى حظوظ فريقه في تكرار إنجاز يورو 2000؟
ج. عندما كنا نبلغ من العمر أربعة عشر عاماً بدأنا مسيرتنا معاً في الأكاديمية. إنه يملك كل المقومات لقيادة منتخب فرنسا إلى تحقيق النجاح في يورو 2016. لقد لعبت إلى جانبه، حيث فزنا سوية بجميع الألقاب الكبرى مثل كأس العالم ويورو 2000 وكأس القارات. إنه يملك من المهارات والخبرات والشرعية ما يجعله قادراً على تحويل هذا الفريق الموهوب إلى مجموعة متناغمة. من الناحية الفردية، يزخر الفريق بقدر عالٍ من الاتساق والمهارات، والآن يتعين عليهم جميعاً شحذ الهمم والارتقاء بأدائهم في سبيل تحقيق ما يتمناه الجميع. هذا هو دور ديدييه، أي إيجاد الطاقة الجماعية المناسبة التي من شأنها إحداث الفارق. سبق لفرنسا أن أحرزت اللقب مرتين، ونحن نأمل أن تنجح في إحداث الفارق مرة أخرى في عام 2016 وأن يرتقي هذا الفريق إلى مستوى طموحات الجميع. لقد انتظرنا طويلاً قبل التتويج بلقبنا الأخير ولذلك نحن بحاجة إلى استعادة أمجاد فرنسا المظفرة.
س. ما هي المنتخبات التي تعتبرها مرشحة بقوة للتنافس على اللقب الأوروبي في فرنسا الصيف المقبل؟
ج. ستكون ألمانيا من بين الفرق المرشحة الأوفر حظاً، شأنها في ذلك شأن فرنسا، فضلاً عن فرق أخرى مثل إنجلترا التي بإمكانها مفاجأتنا حقاً. تملك إنجلترا جيلاً صاعداً من اللاعبين، الذين وإن كانوا لا يملكون خبرة واسعة إلا أنهم مُسلحون بالموهبة والحيوية، مما يعني أنه حان وقتهم لحمل المشعل الآن تماماً كما كان الحال في عهد ديفيد بيكهام. أعتقد أن إنجلترا عاشت فترة عصيبة لكنها بدأت الآن تعود إلى القمة بفضل جيلها الجديد المفعم بالحيوية الجماعية على نحو مثير للاهتمام. قد لا يتوقف الأمر فقط على المواهب الفردية لبعض اللاعبين. صحيح أن هناك روني وكين، ولكني أعتقد أن هذا الجيل قادر حقاً على تحقيق شيء خاص كفريق واحد. ألمانيا وفرنسا وإنجلترا هي المنتخبات التي بإمكانها إحداث الفارق.
س. بعد فوز فرنسا على أرضها في عام 1998 أصبح يُشار إلى تلك النهائيات باعتبارها البطولة التي وحدت بلداً بأكمله. بعدما وقفتَ بنفسك على استعدادات قطر ومدى التقدم الذي تُحرزه البلاد في هذا الصدد، ما هي نصيحتك للاعبين القطريين؟
ج. بالطبع أنا غالباً ما أستحضر تجربة 1998 وفوزنا داخل الديار. آمل أن يستفيد المنتخب القطري بدوره من ذلك الحافز الخاص للعب دور قوي في البطولة مثلما فعلنا نحن في فرنسا. كانت تلك المشاعر فريدة من نوعها بشكل لا يُصدق. لقد كانت لحظات يصعب تفسيرها. من خلال التنوع السائد في فريق 1998، أكدت فرنسا أنها نموذج يُحتذى به. والآن تبدو فكرة اكتشاف مناطق جديدة فكرةً في غاية الأهمية. فدولة قطر تمثل ثقافة مختلفة، وهي قريبة من آسيا، ولا شك أن هذا التنوع من شأنه أن يؤدي إلى تفاهم جديد بين الثقافات المختلفة. أنا سعيد جداً ببطولة كأس العالم هذه في قطر، والتي ستتيح لنا فرصة اكتشاف أشياء جديدة وثقافات جديدة، فضلاً عن القدرات التنظيمية المتميزة التي يزخر بها البلد المضيف. أتيحت لي الفرصة لرؤية الملاعب بنفسي والوقوف على خطط النقل التي تم إعدادها. ستكون تجربة مذهلة لا محالة، وأنا أشجع الناس على المجيء إلى هنا والوقوف على ذلك بأنفسهم. كم هو رائع أن يتخيل المرء إجراء كل المباريات في مدينة واحدة، حيث يمكنك حضور مباراتين في يوم واحد والاستمتاع بأجواء كأس العالم في جميع أنحاء المدينة برمتها.
س. لقد أنهيت مسيرتك الكروية هنا في قطر، كيف تقيِّم تطوُّر كرة القدم في البلاد منذ ذلك الحين؟
ج. لقد أصبحت قطر بلد الرياضة وكرة القدم. أعتقد أن جودة دوري نجوم قطر تحسنت كثيراً منذ أن جئت إلى هنا في عام 2006. كما اكتسب دوري قطر قيمة عالية، حيث لم يعد يأتي اللاعبون في نهاية مسيرتهم. أعتقد أن بإمكان قطر التأهل إلى روسيا 2018.
س. كنت ضمن آخر فريق فرنسي تمكن من الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. كيف تُقيِّم فرص الأندية الفرنسية في اعتلاء التتويج مرة أخرى هذا العام؟
ج. دوري الأبطال مسابقة خاصة جداً بالنسبة لي بعد أن فزت بلقبها مرتين. لا يزال مرسيليا يحتل مكانة كبيرة في قلبي. يمر الفريق حالياً بفترة تطغى عليها بعض الصعوبات. وهناك الآن محاولات لإعادة النادي إلى سابق قوته وتألقه، حيث يساهم ميتشيل بتجربته الكبيرة. يجب أن يحاولوا إنهاء الموسم بين الثلاثة أو الأربعة الأوائل في الدوري. أما باريس سان جيرمان فإنه يمر بمرحلة حيث بدأ يحقق أهدافه المنشودة بعدما دخل العام الرابع من مشروعه الجديد. لدي ثقة كبيرة في الدينامية القوية التي يعملون وفقها. بإمكان سان جيرمان أن يكون واحداً من أبرز الفرق في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. فحتى في ظل وجود أندية مثل بايرن ميونيخ، يبقى كل شيء ممكناً.
س. ختاماً، تفاجأ الكثيرون لأداء فريقك السابق الآخر، تشيلسي، الذي لا يحقق نتائج جيدة هذا الموسم. انطلاقاً من تجربتك الشخصية، هل ترى أن الأمر يتعلق بأزمة دفاعية؟
ج. تشيلسي بحاجة إلى الاستقرار الدفاعي من أجل الحفاظ على التوازن داخل الفريق. لقد فقد تشيلسي تلك الميزة في الآونة الأخيرة وهو ما خلق له الكثير من المتاعب. فعندما تنظر إلى مستوى إيفانوفيتش وعدم قدرة ماتيتش على التأثير، والشيء نفسه ينطبق على فابريجاس ودييجو كوستا، ترى أن المشكلة الحقيقية تكمن في المحور الرئيسي للفريق. أعتقد أن الحل في يد مورينيو، الذي أعتبر قرار إبقائه في منصبه قراراً حكيماً، حتى وإن ارتكب بعض الأخطاء على مستوى التواصل. كان من الواجب وضع الثقة فيه. أبراموفيتش يثق فيه، لأنه يعرف تماماً ما يتحدث عنه، ويجب أن نثق في قدرته على اكتشاف الوصفة الكفيلة بجعل لاعبين مثل هازارد يعودون إلى سابق تألقهم. آمل أن تساهم العقلية الاحترافية لكل لاعب في الارتقاء بالفريق إلى المستوى الذي يتوقعه الجميع.