الملاكمة في كوبا تحظى بنفس شعبية كرة القدم في البرازيل

موقع الكأس
تفتخر الجماهير الرياضية في كوبا بملاكميها، وبهذه اللعبة التي تعد الأكثر تتويجا في عالم الرياضة الكوبية، ناهيك وأنها الرياضة التي قدمت الكثير من الميداليات والتتويجات على الصعيد القاري والعالمي لكوبا. وتعتبر كوبا وزناً ثقيلاً على صعيد الملاكمة بشكل دائم وهي المرشح الأبرز في كل تظاهرة لانتزاع أكبر عدد ممكن من الانتصارات والميداليات رغم تعدد الأجيال.
ورغم قرار السلطات في كوبا بمنع الملاكمة المحترفة وخاصة مع صعود فيديل كاسترو للحكم، فإن ذلك لم يمنع عشاق اللعبة من ممارستها على سبيل الهواية، وفرض هيمنة مطلقة على لعبة الملاكمة وحصد ثلاثة أرباع الميداليات في الألعاب الأولمبية.
ألسيدس ساغارا، هذا الملاكم الذي تحول بعد ذلك إلى عالم التدريب، يحظى بشعبية لا مثيل لها في كوبا، فهو الذي تخرج على يديه أبطال الملاكمة، وساهم في بروز نجوم كوبا في هذه اللعبة، ولا يمكن المرور دون الحديث عن تيوفيلو ستيفنسون أحد الأسماء البارزة في هذه الرياضة، بطل العالم ثلاث مرات والبطل الاولمبي ثلاث مرات في فئة الوزن الثقيل. وهو يعتبر واحدا من أفضل الملاكمين الهواة في التاريخ، وهو الذي رفض عرضا أميركيا بقيمة مليون دولار لمواجهة محمد علي كلاي.
وندرج في نفس السياق اسم سافون فيلكس، الذي فاز أيضا ثلاث مرات بالميدالية الذهبية في دورة الالعاب الاولمبية في فئة الوزن الثقيل، وحصل على لقب بطل العالم ست مرات.
في كوبا تجد نحو 600 مدرب ومكتشف للمواهب في هذه اللعبة التي يعشها الشبان إلى حد الجنون، وآلاف المدارس الابتدائية تفتح أحضانها لتشجيع الأطفال على ممارسة اللعبة ثم يتم الاختيار من 4000 ناشط لاختيار الأفضل من بينهم، ومحظوظ من ينال شرف الالتحاق بالمركز الوطني للتدريب في كيسادا، احدى ضواحي مدينة هافانا، ولا تمثل الملاكمة ستارا لحماية الأشقياء في حي ما في كوبا. بل هي بالأحرى شغف شعبي وطريقة حياة.
وفي تقديم سابق تحدث المدير الفني في الاتحاد الفرنسي للملاكمة دومينيك ناتو الذي يعتبر خبيراً في الملاكمة في منطقة الكاريبي التي زارها نحو 30 مرة، عن أسباب وأسرار التفوق الكوبي في هذه الرياضة. ويقول في هذا الصدد «إنهم موهوبون بالدرجة الأولى ويملكون نسيج عضلات مناسب يتكيف تمدداً وتقلصاً بالشكل المطلوب إضافة إلى السرعة التي يتفوقون فيها على سواهم. باختصار هم يتنفسون الملاكمة. هناك جيل مخيف يتمثل بوجود 5 أو 6 عمالقة في كل وزن، وهناك الجميع يتابعون هذه الرياضة كما نتابع نحن كرة القدم في فرنسا.
بينما يقول المدرب الفرنسي مارك بيسيري «مع هؤلاء، تؤدي رياضة الفن النبيل معناها كاملاً. إنهم مذهلون في استخدام الحلبة. تأتي لكماتهم أولاً ثم يتحولون بسرعة إلى الدفاع.
وهذه لمحة عن بعض الأسماء الكوبية المشاركة في بطولة العالم
رونيال ايجليسياس:
أجمع الملاحظون في كوبا منذ سنة 2005 أن الشاب رونيال ايجليسياس الذي فاز ببطولة كوبا وسنه لم يتجاوز 16 سنة أنه موهبة قادمة في الملاكمة الكوبية، ثم تحصل على الميدالية البرونزية في بكين عام 2008، في مسابقة السوبر خفيف الوزن، وتمكن من التتويج ببطولة العالم في ميلانو عام 2009 والميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأميركية غوادالاخارا 2011، وهو البطل الأوليمبي في دورة الألعاب بلندن عام 2012 في أقل من 64 كلغ.
هذا الملاكم الباغ من العمر 26 سنة يملك قدرة فائقة على التحمل، إلى جانب مهارات هجومية دقيقة، ودفاع تدريجي مستمر، ويطمح للظهور بشكل مميز خلال هذه البطولة العالمية.
لازارو ألفاريز:
تحصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن عام 2012، كما أثرى سجله ببطولتين عالميتين للهواة عام 2011، في باكو، وعام 2013 في ألماتي، وذلك في اختصاصه وزن الديك، وتحصل على الميدالية الذهبية في الألعاب الأميركية غوادالاخارا في اختصاصه.
ألفاريز صاحب (24) عاما، يتمتع بحظوظ وافرة للحصول على ميدالية في بطولة العالم بقطر، ويعتبره المختصون في اللعبة ملاكما متكاملا في صنف أقل من 56 كلغ، ومنم أبرز خصاله لكماته التي لا يمكن أن يتوقعها الخصم.
وأكد الملاكم الكوبي أن طموحه يتجاوز الحصول على ميدالية في بطولة العالم وإنما هدفه يكمن في التأهل إلى الألعاب الأوليمبية بيرو دي جانيرو 2016 بالبرازيل.
جوليو سيزار دي لاكروز:
بطل العالم سنة 2011 في باكو، وتميزت مسيرته في عالم الهواة بميداليتين فضيتين في دورة الألعاب الأميركية عام 2008 بكوينكا وعام 2010 بكويكو، وتحصل على الميدالية الذهبية بغوادالاخارا خلال نفس المسابقة، في منافسات وزن خفيف الثقيل.
مسيرة هذا الملاكم الكوبي كادت تنتهي في شهر يناير كانون الثاني من عام 2014 عندما تعرض إلى إطلاق رصاص عند خروجه من مطعم في كوبا برفقة ملاكم صديقه، ومن حسن حظه أنه تعافى سريعا بينما تم الحكم على الجاني بالسجن مدى الحياة.
هذا الملاكم البالغ من العمر (26) سنة، يصنف من أفضل الملاكمين في وزنه خلال السنوات الأخيرة، وشكلت هزيمته أمام ألبير راميريز في الألعاب الأميركية الأخيرة صدمة لمتابعي الملاكمة العالمية مقارنة بقيمة هذا الملاكم الكوبي الذي يعتبر قائد المنتخب ونجم بلا منازع، وحصوله على ميدالية ذهبية في بطولة العالم بقطر سيكون أمرا متوقعا.