سفراء الجيل المبهر من نيبال يستخدمون الكرة لإحداث تغيير إيجابي

اللجنة العليا للمشاريع والارث
يُعد "الجيل المبهر" من برامج "كرة القدم من أجل التنمية" التي تضطلع بها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهو يعمل بشكل وثيق منذ عام 2014 مع عدد من المجتمعات المحرومة في نيبال. وفي إطار هذا البرنامج، خضع ستة سفراء شبّان في هذه الدولة، تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، للتدريب في مجال المهارات القيادية على مدى عدة أشهر حيث اكتسبوا الخبرة اللازمة لتنظيم وتنفيذ أنشطة في مجال "كرة القدم من أجل التنمية" داخل مجتمعاتهم المحلية.
تلتزم اللجنة العليا بحشد الخبرات والقدرات والموارد للمساعدة في جهود التعافي وإعادة التأهيل عقب الزلزال الذي ضرب نيبال في أبريل/نيسان 2015، وقد اختارت برنامجَ "الجيل المبهر" ليكون الطريقة المثلى لمعالجة التبعات النفسية وتلبية الاحتياجات الاجتماعية للشباب في نيبال.
وعن هذا البرنامج، قالت راكشيا بانديت، أحد سفراء الجيل المبهر: "أجمل شيء أننا تشاركنا مفهوم كرة القدم والطريقة التي تساعد من خلالها الناس على تحقيق النجاح، كما تقاسمنا مع طلاب المدارس ما تنطوي عليه كرة القدم من قوة قادرة على بث روح الإبداع والحيوية والطاقة الإيجابية".
بإرشاد من منظمة "الحق في اللعب"، الشريك الاستراتيجي للجنة العليا، وبدعم من منظمة "ميرسي كوربس"، شريكها المحلي في نيبال، نظّم السفراء زيارة استمرّت ليومين إلى إحدى المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال المدمر، وهي منطقة باكتابور حيث تقع مدينة نيوار القديمة في الزاوية الشرقية من وادي كاتماندو. وقد شهدت هذه المدينة دماراً هائلاً بسبب الزلزال، بما في ذلك تهدّم أحد المعابد وساحة دوربار الموجودة على لائحة مواقع التراث العالمي التي تُعدها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وخلال اليومين في باكتابور، زار السفراء المناطق التي شهدت أضراراً جسيمة جراء الزلزال. وتفاعل السفراء مع أفراد المجتمع وطلاب المدارس حتى لا يكتفوا بمعاينة الأثر المادي الذي خلّفه الزلزال على سكان باكتابور، ولكن أيضاً للوقوف على الجوانب الاجتماعية والنفسية. وقد استوعب سفراء "الجيل المبهر" خلال تلك الزيارات طبيعة الدور الذي يضطلع به الشباب في المنطقة، والآثار الإيجابية التي يمكن للرياضة والتعليم أن تجلبها بعد هذه الكارثة.
وشرح نابين لاميشين، مدير برنامج "ميرسي كوربس" الخاص بالجيل المبهر في نيبال: "في واقع الأمر، تدمّر كل شيء بعد الزلزال الهائل بما في ذلك الرياضة وعانى الأطفال من أزمات نفسية كثيرة كان لها تأثير على حياتهم وتعليمهم. وفي مثل هذه الظروف، ساعدت الفعالية التي نظمها الجيل المبهر مع سفرائه أكثر من 120 طفلاً على تخفيف توترهم من خلال لعب كرة القدم ومشاركة اللعبة فيما بينهم".
وزار سفراء الجيل المبهر أيضاً مدرسة تضررت من الزلزال الأخير عرضوا فيها ما تعلّموه من برنامج الجيل المبهر وتقاسموا الخبرات في مجال استخدام كرة القدم كأداة لمعالجة المسائل الاجتماعية والتنمية. وقد شمل ذلك عرضاً لتجربتهم الخاصة في "رحلة التغيير" التي خاضوها، وكيف أنهم استخدموا كرة القدم للتعامل مع المواضيع الاجتماعية في المجتمعات المحلية، حيث أظهروا كيفية استخدام الرياضة واللعب من أجل تعافي مجتمعهم من آثار الزلزال. وقد اختُتم العرض بألعاب مسلية وأحجية.
وأخيراً، نظّم دبيش، وهو أحد سفراء الجيل المبهر، مباراة في كرة الصالات جمعت بين فتيان من أكاديمية ماديابور للشباب ومدرسة أدارشا الثانوية بهدف تعزيز أواصر العلاقة التي تربط بين الطلاب في المؤسستين، حيث استمتع الجميع بالفعاليات. وفي هذا الصدد، قال سانيش خادجي، المقيم في باكتابور والذي شارك في الأنشطة: "لقد كانت واحدة من أجمل اللحظات في حياتي".
من جهتها، قالت إيزابيل كولتريسا مديرة برنامج المسؤولية الاجتماعية في اللجنة العليا: "لا يسعني التفكير في طريقة أكثر فعالية لجلب تغيير اجتماعي في هذه المنطقة من إشراك سفراء الجيل المبهر الذين نعتبرهم نجومنا الفعليين على الأرض في نيبال للمساعدة في تعافي بلدهم".