جو جويس يحاول دخول التاريخ عبر بطولة العالم للملاكمة بالدوحة

موقع الكأس
وصل الفريق البريطاني إلى العاصمة القطرية للمشاركة في بطولة العالم للملاكمة برعاية الاتحاد الدولي للملاكمة، حيث ستتجه الأنظار إلى بطل العالم في الوزن فوق الثقيل جو جويس مع تطلع الفريق لإحراز الميدالية الذهبية الأولى منذ عام 2007 في هذه الحدث العالمي المرموق.
الدوحة، 1 أكتوبر 2015: يقف حراس الأمن عند مدخل فندق هيرتيدج الدوحة في حديقة أسباير بارك الواقعة على بعد 15 دقيقة بالسيارة من أفق الدوحة الشهير لإفساح الطريق لهذا البطل العملاق الذي دخل للتو إلى الردهة. ولا يعد البطل العالمي جو جويس الذي يبلغ طوله 6 أقدام و6 إنشات ويبلغ وزنه 108 كيلوجرامات غريباً على المتفرجين الذين تتسارع أيديهم إلى هواتفهم الذكية لالتقاط صورة رائعة مع هذا البطل المهيب.
وقد ينظر البعض إلى هذا البطل المغوار باعتباره قوة خارقة في رياضة الملاكمة، وخاصة مع تشوه البشرة المحيطة بعينه اليسرى نتيجة خضوعه للعديد من الغرز الجراحية المحيطة بعينه، وبروز صدره أمامه كعربة مدرعة، غير أن قدراته الخارقة هذه لا تمثل الصفات الطبيعية في غيره من أبناء وطنه.
ويعلق جو جويس بنظرة يملؤها الهدوء والعزيمة قائلاً: "لطالما أحببت الرسم، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة ميدلسكس. وأود في يوم ما إقامة معرض خاص بي، غير أن تركيزي منصب بأكمله الآن على الملاكمة."
نشأ جو جويس في ضاحية بوتني في لندن، وكان عاشقاً للرياضة طوال حياته، وحلم بأن يكون قادراً على خوض غمار المنافسة في الأولمبياد في يوم من الأيام. وفي سن مبكرة، تعلم فنون الدفاع عن النفس، لكنه سرعان ما واصل مسيرته المهنية في ألعاب القوى، ولاسيما الوثب الطويل والعالي، حتى أوائل العشرينات من عمره، وتوقف ولعه بألعاب القوى على حين غرة مع ظهور أمارات حبه الجديد لرياضة الملاكمة.
"كنت أعمل جاهداً في ذلك الوقت من أجل تحقيق النتائج التي لطالما رغبت في تحقيقها في ألعاب القوى، لذلك توقفت عن ارتياد الجامعة، وذهبت إلى الصالة الرياضية لممارسة بعض التمرينات الشاقة لفترة من الوقت. لقد تأخرت للغاية في دخول مضمار رياضة الملاكمة، ولم أمارسها حتى بلوغي سن 22 أو 23 عاماً، ومع ذلك فقد عشت أوقاتاً رائعةً معها وأردت تحقيق النصر فيها."
"لقد كان تحولي إلى ممارسة رياضة الملاكمة بمثابة عالم مختلف بالنسبة لي. لقد واصلت الفوز عاماً تلو والآخر، ودأبت على التطوير من قدراتي، ووجدت نفسي على حين غرة بين صفوف الفريق البريطاني. وقد بت هنا الآن أقرب بكثير من أي وقت مضى في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة واسعة."
وعلى الرغم من أن جو جويس استطاع إحراز العديد من النجاحات السريعة في هذا المضمار، إلا أنه عاد لإنهاء دراسته وحرص على العمل على مشاريع لوحاته في الفترات الفاصلة بين الدورات التدريبية، كما خصص لنفسه بعض الوقت أيضاً ضمن برنامج التبادل الطلابي في جامعة ولاية سكرامنتو، حيث انضم إلى ممارسة رياضة أخرى قد تثير دهشة جمهوره ومتابعيه.
ويتابع جو جويس: "لقد شاركت بين صفوف المشجعين فعلاً." ويستطرد ضاحكاً "لم يكن الأمر كما تظنون، وربما كان كذلك حقاً بعض الشيء، لكن اهتمامي بالجمباز هو من دفعني إلى ذلك. لقد كان من الجيد حقاً تعزيز مرونتي وقدرتي الحركية، وحظيت على أقل تقدير بالفرصة لرمي الفتيات في الهواء عالياً بصورة منتظمة."
لقد سار جي جويس وفق رؤيته الخاصة في الحياة. فمن خلال الدعم الذي منحته له رسوماته، وبإلهام مستمد من مسيرته الرياضية المتنوعة، يجد بطل أوروبا البالغ من العمر 30 عاماً نفسه على حافة العظمة، حاجزاً مكانه في قاعة صفوف مشاهير الملاكمة في بريطانيا. ومنذ الحفل الذي عقد في هافانا في عام 1974، حصلت بريطانيا على ميدالية ذهبية واحدة في بطولة العالم أحرزها فرانكي جافين في عام 2007. ومع اقتراب النسخة الثامنة عشر من البطولة المزمع إقامتها في الدوحة، والتي تعد أول بطولة ملاكمة عالمية كبرى تقام في منطقة الشرق الأوسط، يشعر جي جويس بثقة غامرة."
"لطالما كنا أمة فخورة برياضة الملاكمة، لكن مر وقت طويل منذ أن أحرزت بريطانيا الميدالية الذهبية في بطولة العالم. أشعر بالقوة تغمرني، وإذا ما أتيحت لي الفرصة لإبراز قدارتي فسأكون قادراً على الفوز بتلك الميدالية الذهبية والتأهل لدورة الألعاب الأولمبية 2016 في ريو.
ومع تأكيد مشاركة 260 ملاكماً يمثلون 73 دولة وخمس قارات في بطولة العالم للملاكمة الدوحة 2015، يرتفع سقف التوقعات يوماً بعد يوم، وسيكون هذا الحدث المهيب بمثابة التصفيات المؤهلة لأولمبياد ريو 2016 في العام المقبل، وتتجه أنظار المشاركين للفوز بواحدة من 23 نقطة مؤهلة.
"إن الأمر في غاية البساطة بالنسبة لي؛ فالفوز شرط أساسي لمشاركتي في هذه البطولة. ولن تتوفر سوى جائزة واحدة فقط لفئة وزني، لذا فإما الفوز أو الخسارة. وأعتقد أن البطولة ستشهد العديد من التحديات. ونظراً لقيام الاتحاد الدولي للملاكمة بتغيير قواعد اللعبة، وحاجة الملاكمين في الواقع إلى التأهل من خلال الأحداث اتحاد الرسمية، فإنه من المرجح أن تكون هذه البطولة بمثابة أكبر الأحداث التنافسية في العالم على الإطلاق."
واستعداداً للجولات التي ستستضيفها قطر، انضم جو جويس وفريقه إلى المعسكر التدريبي في ألمانيا، من خلال ثلاث جلسات يومية تتكون من جلسة الجري في الصباح الباكر، ثم جلسة التكيف والقوة، تليها جلسة ملاكمة الظل والسجال في وقت متأخر من المساء، وأصبح جي جويس في وضع المنافسة.
"إنه لأمر مدهش حقاً أن أكون هنا في الدوحة، فهي المرة الأولى لي في منطقة الشرق الأوسط. وأنا معجب للغاية بالمرافق، والمأكولات، وهذا الطقس الرائع بالطبع! إن الوصول إلى هنا لهو خير دليل على أننا نسير في الطريق الصحيح، وأتحرق شوقاً للوقوف على سطح الحلبة!"
وترقباً ليوم الخامس عشر من أكتوبر، وهو اليوم الذي سيشهد تأهل بطولة العالم إلى نهائيات الوزن فوق الثقيل، فقد يكون جو جويس قادراً على وضع الميدالية الذهبية بين لوحات النيو التعبيرية المعلقة على جدار غرفة معيشته لدى عودته إلى لندن.