مدرب نيبالي ناجح يتطلع لتأهل بلاده لقطر 2022

اللجنة العليا للمشاريع والإرث
قبل أكثر من عشرين سنة، فازت نيبال بالميدالية الذهبية الأولى في تاريخها في منافسات كرة القدم في دورة ألعاب اتحاد جنوب آسيا عام 1993. كان ذلك اللقب الأخير الذي تناله البلاد في عالم المستديرة الساحرة حتى الشهر الماضي، عندما كرر منتخب تحت 19 سنة هذا الإنجاز بفوزه على الخصم الهندي نفسه بركلات الترجيح في نهائي كأس جنوب آسيا تحت 19 سنة لعام 2015.
هناك شخص محوريّ في هذين الإنجازين رغم فارق السنوات: اللاعب النيبالي الدولي ومدرب منتخب تحت 19 سنة با جوبال ماهارجان الذي كان لاعب خط وسط شاب عام 1993 حيث لعب دوراً هاماً في اقتناص اللقب الإقليمي، ثم مرّت الأيام وأصبح خبيراً في نقل المهارات الكروية للجيل الشاب كمدرب للمنتخب.
وفي الرحلة التي قام بها موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث sc.qa إلى نيبال مؤخراً، زرنا منزل هذه الأسطورة الكروية في العاصمة كاتاماندو وقابلناه، حيث قال: "المرة الأخيرة التي فازت بها نيبال بالذهب هي عندما كنتُ لاعباً. ومن أصل كل الرياضات التي شهدتها دورة الألعاب هذه، لم نحصل على الميدالية الذهبية إلا في كرة القدم، وقد كان ذلك أمراً مميزاً جداً وفريداً بالنسبة لنا. إني فخور للغاية لأنه تطلب الأمر منا الكثير من الوقت لكي نبلغ القمة مجدداً. إننا بانتظار هذه الإنجاز منذ وقت طويل".
وبنظرة متفائلة للمستقبل، أضاف المدرب المتحمس: "الخطوة المقبلة هي كأس جنوب آسيا مع المنتخب الأول والتقدم على قائمة التصنيف العالمي التي يُعدها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)".
يدرّب ماهارجان حالياً منتخب تحت 19 سنة ويدرك جيداً أن العديد من لاعبيه سيشقّون قريباً الصفوف إلى المنتخب الأول. ويُعرب عن رغبته بالاستمرار بتدريب نفس المجموعة من اللاعبين، ولذلك فهو يعتقد أن فرصته لتحويل ذلك إلى واقع هي في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.
وقال في هذا الصدد: "تمثل قطر 2022 فرصة كبيرة، إلا أنه لن يكون من السهل بلوغ ذلك. ستكون مهمة التأهل عبر التصفيات عسيرة، ونحتاج للتقدم على تصنيف الاتحاد الدولي. يوجد لدينا حالياً مدرب أجنبي جيد للمنتخب الأول، ولكن في حال سنحت أمامي فرصة تدريبهم، فإني سأقدم أفضل ما لدي وأكرّس جهودي لإيصال نيبال إلى قطر عام 2022. سيتطلب إنجاز ذلك العمل خطوة بخطوة، ويجب أن نجتاز مرحلة التصفيات الأولى، ومن ثم الثانية، ومن ثم إلى قطر. لا شيء مستحيل".
وأردف قائلاً: "الأمر الأهم الذي نعاني منه هو الافتقار للبنية التحتية. يجب أن نشيّد ملاعب ومرافق جديدة لبلوغ أهدافنا، ودون دعم الحكومة، ليس بوسعنا القيام بأي شيء".
أعلمناه عن مشروع الجيل المبهر الذي تضطلع به اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهو بمثابة مبادرة للقيادات الشابة يقوم على توظيف برامج كرة القدم من أجل التطوير وتوفير بنية تحتية كروية لتمكين الشباب. وقد لاقى ذلك دعماً منه باعتبار أن مثل هذه المبادة هي استثمار في البنية التحتية الخاصة بالقواعد الكروية.
وقال في هذا الصدد: "إنه أمر جيد جداً بالنسبة لنا. أعتقد أنه سيعزز من فرصة ممارسة كرة القدم أكثر فأكثر، وسيأتي المزيد من الناس لمتابعة المباريات، بالإضافة إلى أننا سنمتلك منشآت أفضل تحت تصرفنا".
يؤمن ماهارجان بـأن بطولة كأس العالم التي ستعود إلى آسيا سيكون لها تأثير على مستوى القارة، وليس فقط بالنسبة إلى بلده الأم، نيبال، بل أيضاً الدولة المستضيفة قطر.
وقال عن ذلك: "عندما تم تنظيم كأس العالم في اليابان وكوريا الجنوبية، كان ذلك بمثابة نجاح كبير لآسيا برمتها، لكن اليابان وكوريا الجنوبية قدمتا عروضاً جيدة، ولذلك أتمنى أن تتأهل قطر إلى الدور الثاني أو الثالث عام 2022. أخيراً، هناك الكثير من النيباليين في قطر، وآمل أن يتمكنوا من حضور المباريات. ليس فقط من أجل المتعة، ولكن لأنهم قادرون على المتابعة والتعلم أيضاً، سواء كانوا من الجمهور أم الإداريين، سيُساعد ذلك نيبال وكرة القدم الآسيوية".