تشافي: برشلونة أصبح مرجعاً في كرة القدم العالمية

اللجنة العليا للمشاريع والإرث
يعتبر تشافي هيرناندير من اللاعبين القلائل الذين ارتبط اسمهم بناد واحد حققوا معه نجاحات افرحت الجماهير في كافة ارجاء المعمورة. فقد أصبح برشلونة وتشافي بمثابة كلمتين مترادفتين فيما يتعلق بأسلوب شكّل ثورة في عالم الساحرة المستديرة اذ يعتمد على الهجوم المستمر وتناقل الكرات باسلوب "التيكي تاكا" الشهير وهو النادي الذي رسم معالم كرة القدم الأوروبية والدولية خلال العقد الماضي.
بعمر الحادية عشرة انضم تشافي الى النادي الكاتالوني فكانت رحلة كروية مصحوبة بنجاحات محلية ودولية من الفوز بكأس العالم لكرة القدم تحت 20 سنة في نيجيريا، وصولاً إلى رفع الكأس رقم 25 في مسيرته الكروية في برلين صيف هذا العام حين لعب اخر مباراة له مع برشلونة في نهائي دوري ابطال اوروبا وقاد فريقه الى الفوز (3-1) على يوفنتوس الايطالي، لقد كانت مسيرة هذا النجم المتألق حافلة بالإنجازات.
في ثاني الأجزاء الثلاثة من المقابلة، يتحدث تشافي عن تطوره كلاعب، واستحداث أسلوب جديد في اللعب، وعن المسيرة التي قادته بحسب كلامه إلى "تحدي جديد ومثير" يتمثل في استلام شارة قيادة نادي السد في دوري نجوم قطر .
- متحمس لتجربتي الجديدة مع السد ولاحظت أن المستوى أفضل مما توقعته
- فوز السد بلقب الدوري لن يكون سهلا ولكنه أحد أهدافنا
- طموحاتي كبيرة وأشعر بإثارة بالغة لانطلاق الدوري والتنافس مجددا
- برشلونة أصبح مرجعا في كرة القدم العالمية
- جوارديولا بمثابة المرجع بالنسبة لمسيرتي ونشأنا في نفس الأكاديمية الكروية
أصبحتَ تجسّد حقبة من النجاح للاعبين الذين أنجبهم نادي برشلونة. وترعرعت مع لاعبين أصبحوا فيما بعد الجيل الذهبي للفريق، كيف كان ذلك؟
كل من أتى إلى برشلونة يعرف تماماً ما هو عليه مفهوم اللعب، وهو ترياق برشلونة الشهير الذي اكتسبه كل من هو منخرط في الفريق. مضت السنوات ووصل جيل جديد ورائع من اللاعبين، على غرار بويول وإنييستا وبوسكيتس وبيدرو. لاعبون من أجيال مختلفة، جمعوا أنفسهم لتحقيق انتصارات مذهلة لم نكن لنتخيلها في الثمانينيات والتسعينيات. والآن، أصبح برشلونة بمثابة مرجع في كرة القدم. ينطبق الأمر نفسه على المنتخب الأسباني الذي اكتسب الكثير من أسلوب برشلونة. لقد ميّز هذا الأسلوب حقبة في كرة القدم الأسبانية والأوروبية.
تعمل الآن مع أكاديمية أسباير، هل تلحظ أوجه شبه مع كيفية تطوير المواهب قُدماً في قطر؟
نعم، يتمثل ذلك بفلسفة الهجوم، وبأن يكون اللاعب بطلاً، وبالمقاربة المنهجية لكرة القدم. أعتقد أنه يجب أن يحصل اللاعب على تعليم وتدريب كبيرين ليكون محترفاً وليُطوّر أداءه.
فلنتحدث عن بداية مشوارك مع برشلونة، والفوز بلقب الدوري الأسباني في موسمك الأول مع النادي. إلى أي مدى كانت التجربة صعبة، ولكن مجدية؟ وما هي النصيحة التي تُسديها للشبان الذين يحاولون قطع الخطوات نفسها في مسيرتهم الكروية؟
نعم، كان ذلك صعباً، لأن كل البدايات صعبة. لكن حظّي كان طيّباً لكوني حظيتُ باستقبال جيد في كواليس الفريق، كان هناك الكثير من خريجي أكاديمية النادي، وقد فزنا بالدوري. تحضرني ذكريات رائعة مع فان غال على سبيل المثال. كان موسماً جيداً جداً رغم أننا لم نستهلّ المنافسات بشكل جيد. مررنا بعد ذلك بفترة امتدت لأربع أو خمس سنوات لم نحقق بها الفوز بأي لقب، ولم يؤمن الناس بما لدينا، وبالأخص بي شخصياً، ويعود السبب في ذلك إلى أن النظام كان يتغيّر باستمرار. ولكننا نجحنا في تجاوز تلك المرحلة السيئة وبلغنا حقبة هي الأفضل في تاريخ برشلونة.
حققت في بطولة كأس العالم تحت 20 سنة في نيجيريا أول لقب دولي لك كلاعب. هل تعتقد أن ذلك شكّل بداية المرحلة التي آمنت بها أسبانيا بالنجاح المذهل الذي سيأتي لاحقاً؟
نعم، ربما شكّل ذلك نقطة تحوّل. أتذكر أنها كانت فترة صدر فيها قرار بوسمان [المتعلق بانتقال اللاعبين في دول الاتحاد الأوروبي] وكان مدراء ورؤساء الفرق يسافرون للتوقيع مع لاعبين شباب يتوقع ان يتألقوا في تلك البطولة أنذاك، كانت سوق جديدة تفتح في أوروبا. لكن الفوز بتلك البطولة كان يعني أن هناك لاعبين شبان جيدين في أسبانيا. فزنا بالمباراة النهائية برباعية نظيفة أمام اليابان، حتى أننا تغلبنا على البرازيل بوجود رونالدينيو. أثرنا الإعجاب وأظهرنا أن هناك جيلا شاباً جديداً في أسبانيا بوسعه أن يحقق إنجازات كبيرة. وفي فترة لاحقاً، قاد ثلاثة أو أربعة لاعبين من أولئك المنتخب الأسباني لنيل ألقاب متتالية على مستوى أوروبا والعالم.
لعب بيب جوارديولا أيضاً في قطر وانت بدأت مسيرتك معه حين كان في اوج عطائه مع برشلونة، ولاحقاً أصبح مدربك مع أنجح تشكيلة في تاريخ بالنادي على الإطلاق. ما مدى أهمية تأثير جوارديولا في ذلك؟
كان بيب بمثابة المرجع بالنسبة الى مسيرتي الكروية وبكل ما للكلمة من معنى ,كان بمثابة نموذج ومرآة لكل أولئك الذين يرتقون الصفوف. ولاحقاً كمدرب، منحني أهمية قصوى خلال اللعب. نتحدث اللغة الكروية نفسها، لأننا نشأنا في نفس الأكاديمية الكروية، ونفهم اللعبة بطريقة متشابهة. إنه أحد أفضل المدربين في العالم. كما إنه منهجي للغاية، ومتطلب جداً ويصبو دائماً للكمال، وهو ما يجعله من بين الأفضل.
كيف ترى كتيبة بايرن ميونيخ حالياً وهل جعل منها جوارديولا نسخة مشابهة الى برشلونة؟
نعم، أعتقد أنه نجح بذلك. يقدم البايرن مستوى جيداً منذ سنوات والمنتخب الالماني يلعب بجودة تحت قيادة المدير الفني يواكيم لوف، لقد قد شكلت أسبانيا بالنسبة لهم مرجعاً جيداً فيما يتعلق بالأسلوب الكروي الجيد. المستوى البدني للألمان دائماً ما يُثير الإعجاب. وأعتقد أن بيب، وانطلاقاً من كل ذلك، يقوم بعمل ممتاز، في كل سنة يكون فريقه مرشحاً لنيل لقب دوري الأبطال مع برشلونة وريال مدريد والأسماء الكبيرة في أوروبا. سيكون البايرن دائماً في الطليعة. لقد وقّعوا مع لاعبين جيدين جداً، مثل أرتورو فيدال ودوجلاس كوستا، إضافة لمن لديهم أصلاً من النجوم.
أنت الآن النجم القادم إلى نادي السد، وستبدأ مرحلة جديدة وتحدٍّ آخر في مسيرتك عندما تلعب أولى مبارياتك في دوري نجوم قطر. فهل ستشعر ببعض التوتر لأنها التجربة الاولى لك خارج اسوار برشلونة؟
اتطلع بحماس نحو تجربتي الجديدة لقد تعرفتُ الى زملائي، ولاحظتُ أن المستوى أفضل مما توقعته. قابلتُ لاعبين مثيرين للاهتمام ويتمتعون بمواهب رائعة. أعتقد أننا نعمل بشكل جيد. نتدرب منذ شهر ونصف ولدينا فريق جيد. ولكن هناك فرق قوية، مثل بطل السنة الماضية لخويا والريان، الذين ضمّوا لاعبين جدد ,لن يكون سهلاً الفوز باللقب، ولكنه أحد أهدافنا، بالإضافة إلى الفوز بكأس الأمير والمنافسة ايضا في دوري أبطال آسيا. وكما شاهدنا في مرحلة ما قبل الدوري، فإن الفرق من السعودية والإمارات قوية جداً وجيدة الإعداد. لكن طموحاتي كبيرة، وأشعر بإثارة بالغة لانطلاق الدوري والتنافس مجدداً.