search

    أساطير كأس العالم ينضمون للجنة العليا في مؤتمر سوكر إكس العالمي

    اللجنة العليا للمشاريع والإرث

    عندما يُذكر اسم مايكل أوين، يتبادر إلى ذهن الجميع أمرٌ واحدٌ فقط ، ذلك الهدف الذي دخل شباك منتخب الأرجنتين. كان المهاجم الإنجليزي يبلغ من العمر 18 عاماً ويتميز بوجهه ذو الملامح الطفولية عندما قدّم نفسه لجماهير المستديرة الساحرة في لحظة نادرة من السحر الكروي في بطولة كأس العالم لكرة القدم فرنسا 1998. 
     
    فقد اقتحم أوين منطقة الخصم وعينه على المرمى، وتمكن من تجاوز مدافع أرجنتيني وراء آخر قبل أن يسدد الكرة إلى زاوية عرين الخصم في لحظة خلّدها تاريخ اللعبة الجميلة. كان هدفاً جعل اسم هذا المراهق على كل لسان حول العالم. لم يُدرك أوين حجم الإنجاز الذي قام به آنذاك، ولكن هذا الهدف كان بمثابة حجر الأساس لمسيرة حافلة بالإنجازات. 
     
     
    متحدثاً في الجلسة النقاشية لأساطير كرة القدم التي ترعاها اللجنة العليا للمشاريع والإرث في مؤتمر سوكر إكس العالمي المُقام في مانشستر، عرّج أوين على الهدف الذي غيّر حياته إلى الأبد: "كانت لحظة عظيمة في مسيرتي. في الحقيقة، إن القيام بأي شيء في كأس العالم سيكون مميزاً، فعيون العالم تكون شاخصة نحوك. ربما في إنجلترا سمع الناس بي قبل تسجيل ذلك الهدف في فرنسا، ولكن حالما يلعب المرء في بطولة كأس العالم، فإن بقية أرجاء العالم تصبح تعرفك". 
     
    وأضاف قائلاً: "هذا ما تعلّمته من هذه البطولة. لقد قدمتني لبقية أنحاء العالم. عندما يتحدث الناس عني للمرة الأولى أو يلتقون بي، فإن أول ما يتوجهون بالسؤال عنه هو ذلك الهدف في شباك الأرجنتين، وهو ما يذكّرهم بي. إن توجهت بالسؤال لأي لاعب كرة قدم عن البطولة التي يرغب بالفوز بها، يكون كأس العالم موجوداً دائماً في الإجابة. يكون المرء محظوظاً إن وُلد في بلد يُنجب لاعبين من طينة جيدة يتمتعون بفرصة الفوز بالألقاب. وفي النهاية، من المستحيل بالنسبة لمعظم اللاعبين أن يحققوا الفوز، ولكنها البطولة الأكبر والأفضل والأكثر توهجاً في العالم، وستبقى كذلك". 
     
    كان لاعب ليفربول وريـال مدريد ومانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا السابق نجم الجلسة التي ضمّت كذلك النيجيري جاي جاي أوكوتشا ولاعب خط الوسط الأسباني السابق جايزكا ميندييتا. وانضم إليهم كذلك مساعد الأمين العام لشؤون البطولة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث ناصر الخاطر، الذي استغلّ الفرصة ليعرض للعالم أحدث المعلومات الخاصة بخطط كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. 
     
    وبينما بدأ أوين يثبت مكانته بين الكبار عبر الهدف في شباك الأرجنتين، إلا أن هذا النجم، الذي شارك في ثلاث نسخ من بطولة كأس العالم لكرة القدم، سنحت له الفرصة لاختبار ما ستكون عليه الأمور عام 2022 عندما يستضيف الشرق الأوسط هذه البطولة للمرة الأولى بتاريخها، رغم أنه لا يتّفق مع الفكرة القائلة بأن إقامة كأس العالم في فصل الشتاء سيجعل فوز إنجلترا أمراً أسهل!  
     
    وقال في هذا الصدد: "أعتقد أنها ستكون نسخة عظيمة من كأس العالم. أشعر بغيرة شديدة لكوني لن أتمكّن من اللعب في قطر 2022. ليس لديّ أي مشكلة بأن يتم تنظيم البطولة في الشتاء، بحيث تكون هناك استراحة من منافسات الدوري والعودة إليها مجدداً بعد البطولة. لو كنتُ لاعباً، لما كان لديّ مشكلة في ذلك، لكن في حال كان الإنجليز يعتقدون أن هذا الأمر يمنحنا فرصة أفضل في الفوز عام 2022، فلا بدّ أنهم يمزحون".  
     
     
     
    واستطرد قائلاً: "كنتُ محظوظاً بأن أزور قطر عدة مرات، ولطالما أحببت هذه التجربة. لديهم مجموعة من أروع المنشآت الرياضية في العالم. الفنادق ممتازة، والطعام عظيم، والطقس سيكون رائعاً مع إقامة البطولة في الشتاء. لا أعتقد أن أحداً سيشتكي من شيء عند إقامة بطولة كأس العالم في قطر". 
     
    شكّل مجلس أساطير كرة القدم فرصة عظيمة للجنة العليا لمقابلة بعض أهم الشخصيات في عالم كرة القدم وإطلاعهم على تطور العمل فيما يتعلق بقطر 2022. وإلى جانب أوين وأوكوتشا وميندييتا وأمام كوكبة من الأسماء ذات النفوذ في المستديرة الساحرة، أكد مساعد الأمين العام لشؤون البطولة في اللجنة العليا ناصر الخاطر على أن قطر شغوفة أكثر من أي وقت مضى باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. 
     
    وقال الخاطر في هذا الصدد: "لا يزال هناك حماس كبير لتنظيم هذه النسخة من كأس العالم. كان هناك بعض الانتقادات، ولكنها جعلت الناس في قطر أكثر عزماً وتصميماً على استضافة أفضل نسخة من كأس العالم على الإطلاق. كان هناك انتقاد حاد، ولكننا لسنا واهمين بأن هذا سيستمر، كما كان عليه الأمر بالنسبة لنسخ أخرى من البطولة، إلا أن شراسة النقد تجعل السكان حازمين فيما يتعلق بكأس العالم والكيفية التي ستظهر بها البلاد. مع كل موجة من النقد، يصبح الناس أكثر تصميماً على جعل هذه النسخة أكثر نجاحاً من أي نسخة أخرى". 
     
    وأضاف: "بدأنا منذ الآن نلحظ إرث البطولة، وهو أمر عظيم. لدينا خمسة ملاعب قيد الإنشاء، وسيتم الإنتهاء من أحدها أواخر عام 2016، وجميعها سيتم تجهيزها بتقنية التبريد. واجهنا انتقادات فيما يتعلق بقضايا العمال، ولكن من المهم التأكيد على أنه لم يكن هناك أي ضحية أو حوادث كبيرة في مشاريعنا. لطالما قلنا إن بطولة كأس العالم هذه ستكون بمثابة محفّز للتطوير، وهو ما تثبت صحته تماماً". 
     
    أحد الأشخاص الذين يعرفون تمام المعرفة إمكانيات قطر الهائلة هو اللاعب النيجيري وصانع ألعاب نادي بولتون ووندررز السابق أوكوتشا. فقد أمضى سنة في الدوحة مع نادي قطر الرياضي ولا يزال يحتفظ بذكريات مميزة من تلك التجربة: "ليس هناك أفضل من التعرف على ثقافات جديدة أو زيارة أماكن مختلفة". 
     
    وأضاف قائلاً: "كان لي شرف أن ألعب في قطر لمدة سنة، وقد أحببتُ التجربة. لا يعرف الناس ما ينطوي عليه الأمر هناك، ولكنهم رغم ذلك يستغلون الفرصة لتوجيه النقد. إنه مكان رائع. لدى الناس بعض المخاوف، وهو ما أتفهمه كونه ليست لديهم المعرفة. لكن الناس لم يكونوا يعرفون ما الذي ينتظرهم في جنوب أفريقيا وتبيّن أنها واحدة من أجمل نسخ كأس العالم على الإطلاق. سيكون الأمر مماثلاً بالنسبة إلى قطر. أشعر بالإثارة لاستضافة الشرق الأوسط للمنافسات للمرة الأولى". 
     
    أما بالنسبة إلى ميندييتا، نجم المنتخب الأسباني ونادي فالنسيا السابق، الذي تألق في بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، فإنه يعتبر الانتقادات الموجهة لبطولة 2022 أمراً طبيعياً: "تم توجيه النقد لكافة نسخ كأس العالم. من الطبيعي أن يحدث ذلك لكلّ نسخة. لكن عندما يستمع المرء لخطط قطر، فإن فكرة عدم الحاجة للسفر جواً للتنقل من مدينة لأخرى لخوض المباريات أو حضورها والإقامة في فندق واحد طوال البطولة، إنما هو أمرٌ عظيم للاعبين والجماهير. أعتقد أن ذلك يمثل عامل جذب هائل بالنسبة لكأس العالم في قطر. إنها فرصة عظيمة بأن يحلّ كأس العالم في مكان لم يسبق أن استضافه. فهذه أولوية كرة القدم".