فوساتي : 2022 فرصة فريدة لمتابعة 3 مباريات في الملعب يومياً

اللجنة العليا للمشاريع والإرث
بالنسبة إلى المدرب الأوروغوياني والحارس السابق خورخي فوساتي الذي واجه خلال مسيرته الحافلة في حماية عرينه مهاجماً شاباً اسمه دييغو مارادونا، فإن كرة القدم هي أكثر من مجرد رياضة بعدما تحوّلت إلى فلسفة حياة.
يمكن تخيّل مدى الشغف الذي يكنّه للمستديرة الساحرة عندما يمر قرب ملصق خاص بالنسخة الأولى من بطولة كأس العالم والتي استضافتها بلاده أوروغواي، حيث يتوقف فوراً لكي يطبع قبلة على ذلك الملصق وهو الذي سبق ودرّب منتخب بلاده الوطني والمنتخب القطري. وعندما يمرّ قرب الملصق الخاص بنسخة العرس الكروي العالمي التي تم تنظيمها في البرازيل سنة 1950، يتأملها بنظرة كلها رقة ويتمتم قائلاً: "يا لها من ذكريات رائعة".
على امتداد مشوار كروي طويل وناجح، لا تزال إحدى الذكريات المميزة حاضرة في ذهنه عندما دافع عن شباكه بوجه لاعب شاب تحوّل إلى أسطورة في عالم اللعبة الجميلة، وهو دييغو مارادونا.
وفي مقابلة شاملة مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa، قال فوساتي: "واجهت الكثير من اللاعبين الممتازين، لكن مواجهة مارادونا كانت من اللحظات الأكثر صعوبة على الإطلاق. حصل ذلك عندما كنتُ ألعب مع نادي إنديبندينتي وكان هو في صفوف بوكا جونيورز. برأيي أن [أداء] مارادونا في تلك الفترة كان رائعاً أكثر من المرحلة التالية التي قادته لعالم كرة القدم الأوروبية والتي تبنّا فيها أسلوباً مختلفاً. لسوء الحظّ، سجل هدفاً في شباكي عندما تبادل الكرة مع ميغيل برينديزي وأتمّ الهجمة بالطريقة التي كان بها خبيراً".
أما فيما يتعلق بمنتخب بلاده الوطني فإن هناك لاعباً واحداً يعتبر أنه كان له "التأثير الأكبر في تاريخ كرة القدم في أوروغواي". وشرح ذلك بالقول: "لم يسبق لي أن رأيتُ لاعباً يملك تأثيراً على منتخب أوروغواي الوطني بقدر لويس سواريز. وينطبق ذلك على الفريق الذي يلعب معه وكذلك على الخصوم. كان ذلك واضحاً بجلاء في النسخة الأخيرة من بطولة كأس العالم. صحيحٌ أنه لم يقدّم أفضل ما لديه، لكن يمكن تقسيم البطولة إلى مرحلتين قبل رد الفعل المؤسف (حيت قام بعض الايطالي جيورجيو كيلليني) الذي قام به لويس وما بعده، سواء تعلّق الأمر بالأداء أم بالنتائج".
بالنظر إلى الأمام فيما يتعلق ببطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 والتي ستستضيفها دولة يعرفها فوساتي جيداً كونه اضطلع بمهمة تدريب ناجحة مع كل من المنتخب القطري ونادي السد، يشير هذا النجم الأوروغوياني البارز إلى الميزة الفريدة التي تتمتع بها قطر بفضل مساحتها الصغيرة.
وقال في هذا الصدد: "لو تم تنظيم البطولة في دولة لا أعرفها، ستراودني بعض الشكوك، لأنه ليس من السهل أن يتواجد عدد كبير من الناس في المدينة وتسير كل الأمور بسلاسة. لكن في حالة دولة أعرفها جيداً مثل قطر، فإني على يقين من أنهم سيجدون حلاً لكافة المشاكل. كان لي الشرف أن ألتقي بالمسؤول عن المشروع، وأعرف أنه تم أخذ كافة التفاصيل بعين الاعتبار. سيمثل ذلك فرصة فريدة للعالم. كان ذلك ممكناً في بلادي عام 1930، ولكن العالم كان مختلفاً حينها حيث يستطيع المشجع ان يحضر مباراتين او ثلاثة من داخل الاستاد في يوم واحد ,بالفعل أمر رائع وفرصة فريدة لأي عاشق لكرة القدم".
وبذلك يكون فوساتي قد انضم لعدد متزايد من لاعبي كرة القدم وخبراء المستديرة الساحرة الذين يؤمنون بأن تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في منتصف الموسم الكروي سيكون من شأنه تقديم أداء أفضل في أرضية التباري.
وأضاف في هذا الشأن: "كأس العالم هي البطولة الأكثر أهمية في عالم كرة القدم، ويجب أن يكون اللاعبون في أفضل حالاتهم. لذلك فإن أي شخص على إطلاع بشؤون كرة القدم يعرف أن أي لاعب لن يكون بأفضل حالة له في نهاية الموسم وسيخوض المنافسات بما تبقى من جهد لديه. أما في منتصف الموسم، فإنه سيكون في قمة أدائه، ولهذا فإني أحتفي بأن كأس العالم سيتم تنظيمه في نوفمبر [/تشرين الثاني] وديسمبر [/كانون الأول]. وبما أنه تم إسناد تنظيم البطولة قبل فترة طويلة للدولة المستضيفة، فإنه لا يجب أن يكون هناك موعد محدد، بل يتعيّن أن يكون هناك فرصة لاختيار توقيت تنظيم المنافسات".
حالياً، يقوم فوساتي بتحضي نادي الريان احد اعمدة الكرة القطرية لانطلاق دوري نجوم قطر. وتضم صفوف الفريق كوكبة من اللاعبين الموهوبين من أمثال المهاجم السابق في صفوف نادي إسبانيول سيرخيو غارسيا.
وختم فوساتي المقابلة بالحديث عن المنافسات في الدوري المحلي: "أشعر أن جماهير نادي الريان تتوقع إنجازات كبيرة، وهو أمر مفهوم بما أنهم ينظرون إليه كنادٍ كبير. تمتعهم بهذه العقلية إنما هو أمر طيب. سنقدّم أفضل ما لدينا، وهو واجبنا، وهو ما يقوم به المرء عندما يشعر أن كرة القدم هي بمثابة شغف، وينطبق هذا عليّ إلى الآن. كل شيء ممكن الحدوث، ولا شيء مستحيل. ولكننا بحاجة إلى بعض الوقت وإلى بذل الجهود لتحقيق أهدافنا. يتمثل التحدي الكبير حالياً باستعادة الموقع المتقدم لنادي الريان. نريد أن ننهي منافسات [الدوري] في المراكز الأربعة الأولى هذه السنة".