search

    بومسونغ: كأس العالم قوة مُوحِّدة

    اللجنة العليا للمشاريع والارث

    كان جان-ألان بومسونغ يتميز بقوة بدنية وسرعة فائقة ورباطة جأش على أرض الميدان، وهو ما جعل مسيرته الكروية لافتة رفقة منتخب الديوك والعديد من الأندية أبرزها رينجرز ويوفنتوس وليون؛ وبدا هذا المدافع السابق مُلهِماً ومرحاً خاصة عند روايته لبعض الطرائف المفاجئة التي عايشها. تحدّث بومسونغ بحبٍّ وشغفٍ كبيرين عندما أتى على ذكر ديربي أولد فيرم في اسكتلندا ونهائيات كأس العالم.
     
    "شعور خاص جدّاً أن تخوض ديربي أولد فيرم"، هكذا صرح بومسونغ في المقابلة التي أجراها مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa. وأضاف "ربّما يُعدّ ذلك أفضل ديربي في العالم؛ فأنا لعبت لليون ويوفنتوس وباناثينايكوس ونيوكاسل، إلا أن الأمر اختلف كثيراً مع رينجرز، حيث أن المشجعين يقفون في المدرجات وهم يردّدون نفس الأغاني. إنه أمرٌ رائعٌ؛ فقد يكون زميلك على بعد مترين اثنين منك إلا أنه لا يتمكن من سماعك بسبب الصخب والضجيج في المدرجات. وبفضل هذا سينتفض رينجرز بسرعة ليُنافس بشدة سيلتيك. وإذا عادت الكتيبة الزرقاء إلى الدوري الاسكتلندي الممتاز فسيتعين عليها تحقيق الفوز؛ فالهزيمة أمام سيلتيك أمرٌ غير مقبول؛ فبعض المشجعين يفضلون خسارة لقب الدوري على أن ينهزم فريقهم في ديربي أولد فيرم".  
     
    يحتفظ الدولي الفرنسي السابق بذكريات عزيزة عندما كان يُتابع نهائيات بطولة كأس العالم وهو صبي؛ وما زال يتذكر بالخصوص أداء الكاميرون، البلد الذي ولد فيه، خلال نسخة إيطاليا 1990، عندما فاجأ روجي ميلا وزملاؤه العالم ببلوغهم ربع النهائي. وشكل إنجاز منتخب الأسود الأفريقية مصدر إلهام بالنسبة لبومسونغ، حيث قال: "في الكاميرون عندما يلعب المنتخب الوطني تتوقف الحياة وكل الأنشطة؛ فالجميع يتابع مباراة الأسود. ولعل ذلك أمرٌ لا يخدم الاقتصاد". 
     
    بعد أن استهل هذا المدافع مسيرته رفقة المنتخب الفرنسي عام 2003، شارك ضمن التشكيل الأزرق الذي خاض نهائيات كأس العالم في ألمانيا سنة 2006. ولا زال يذكر موقفاً طريفاً شهده خلال مشاركته في العرس الكروي العالمي، حيث قال: "بذلنا ما في وسعنا كي نتخطى مرحلة المجموعات، ثم واجهنا إسبانيا. قبل انطلاق المباراة، كان الإسبان يقولون إن زين الدين زيدان سيعتزل اللعب بعد تلك المواجهة. انتهى اللقاء لصالحنا مع تألق لافت لزيدان. وبعد صافرة النهاية، كان زيدان سعيداً للغاية مثل طفلٍ صغيرٍ، وهي المرة الأولى التي أراه فيها بهذا الشكل. كان يقفز فوق الطاولة كما لم نراه من قبل. كان فرحاً مثل الفتى المراهق؛ كانت تلك أفضل اللحظات السعيدة التي عشتها طيلة مسيرتي الكروية". 
     
    ولأنه خاض مسيرة متنوعة دافع خلالها عن ألوان أندية في اليونان والمملكة المتحدة وبلده الأم فرنسا، يرى اللاعب الفرنسي الرحّالة أن بطولة كأس العالم تستحق أن تُجرى على أرض عربية ومسلمة للمرة الأولى في التاريخ. وبهذا الخصوص صرح قائلاً: "كرة القدم منتشرة في كافة الدول وكأس العالم أكبر حدث كروي على الإطلاق؛ من الجيد إذاً أن يُنظم في بلدان وقارات مختلفة وأظن أن ذلك مفيدٌ للعبة". 
     
    تحدث بومسونغ، الذي اعتنق الإسلام، عن تأثير الساحرة المستديرة الهائل عليه خلال زيارة لمكاتب اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالدوحة فقال: "كرة القدم ليست حكراً على دينٍ بعينه، ونحن بشر ليس إلا. خلال المباريات، نحن متنافسون، لكن عند نهاية المباراة نحن بشر. يمكننا أن نعيش مع بعضنا البعض في الرياضة وخاصة كرة القدم، لأن كأس العالم يُعدّ أحد أهم المنافسات في العالم وله القدرة على توحيد الناس". 
     
    وعلى الرغم من أن بومسونغ لم يحمل يوماً قميص باريس سان جيرمان، إلا أنه يدرك تماماً التغييرات التي أدخلها النادي على كرة القدم الفرنسية. ويملك هذا المدافع الشرس، الذي لعب لمنافسي باريس سان جيرمان، أولمبيك ليون وأوكسير، تجربة كبيرة في الدوري الفرنسي الممتاز، حيث يقرّ أن مستوى المسابقة يتحسن بسرعة كبيرة.
     
    وحول هذا الموضوع قال: "تتحسن صورة قطر باستمرار خاصة في فرنسا مع باريس سان جيرمان. أمر جيد جداً لكرة القدم الفرنسية أن تعود ملكية نادي باريس سان جيرمان لقطر؛ فالنادي يجلب لاعبين من الطراز العالي ويساهم في الرفع من مستوى ونوعية اللعب. كان ذلك المكان الأفضل الذي تستثمر فيه قطر. باريس معروفة بأنها أفضل مدينة في العالم. ومن شأن ذلك الاستثمار أن يعطي أفضل صورة لقطر في فرنسا، بل وحتى في أوروبا".