search

    مشروع لتعزيز تجربة المشجعين بالتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد في 2022

    اللجنة العليا للمشاريع والارث

    تخيّل نفسك وأنت تدخل إلى أحد الملاعب التي ستستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 بعد سبعة أعوام من الآن مستخدماً نظارات تعمل بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، بحيث تتحوّل متابعة المباريات إلى تجربة مختلفة كلياً. بفضل هذه الأجهزة المتطورة جداً، سيتمكن عشاق الساحرة المستديرة من الاستمتاع بالمباريات من زوايا مختلفة، والحصول على معلومات إضافية عن اللاعبين بشكل فوري، والاستفادة من طيف متنوع من المزايا الأخرى.
     
     
    تمثل هذه الرؤية جوهر فكرة راودت أربعة طلاب من جامعة قطر تقدّموا بها للفوز في مسابقة الابتكار "تحدي 22" التي تنظمها اللجنة العليا للمشاريع والإرث. كانت رؤيتهم واعدة جداً بحيث أصبحوا من بين ستة فرق فازت بفرصة تطوير أفكارها ووضع نماذج أوليّة بدعم من حاضنة المشاريع في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
     
    يقف خلف هذه الفكرة ثلاثة من طلاب علوم الكمبيوتر وهم علي الدوس وخالد محمد وتوفيق النص، بالإضافة إلى طالب الهندسة الإلكترونية سلمان بادنافا. وفي مقابلة مع موقع اللجنة العليا www.sc.sc.qa، شرح كل من الدوس والنص كيف أن مشاركتهم في منافسات أخرى كانت بمثابة الدافع لإدخال تحسينات على فكرتهم ومن بعدها المشاركة في "تحدي 22".    
     
    وبفوزهم بجائزة تحدي 22، حصل كلٌّ من الدوس والنص على دفعة كبيرة للأمام فيما يتعلّق بفكرتهم الفائزة. وبالاعتماد على تجربتهما، تقدما بنصيحة لغيرهما من المبتكرين وروّاد الأعمال: "لا تستلموا فيما يتعلق بأفكاركم، استمروا بتطويرها واحرصوا على أن تكون ذات صلة بالوقت الحاضر. وخذوا بعين الاعتبار أنه في حال كانت الفكرة متعلقة بعالم التكنولوجيا، فإنه من المرجّح أن موارد التطوير متوفرة أساساً".
     
     
    وتجدر الإشارة أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث أعلنت في يونيو 2015 عن ستة فرق فائزة بـ (تحدي 22) وذلك في حفل أقيم في مركز قطر الدولي للمؤتمرات. وحصل كل فريق من الفرق الفائزة على جائزة مالية وفرصة العمل مع مشرفين مختصين لتطوير فكرته إلى نموذج أولي يمكّنه من تسويقها على مستوى عالمي من خلال بطولة كأس العالم.
     
    هذا وأشاد الفريق بالأراء القيمة التي تلقّاها من القائمين على تقييم الأفكار المقدمة والإشراف عليها. وقال الدوس في هذا الصدد: "قمنا بالكثير من التعديلات بناءً على الآراء التي حصلنا عليها، بما في ذلك ما يتعلق بتصميم نموذج العمل. وأدخلنا تغييرات من ضمنها بعض المسائل التقنية".
     
    وأوضح الدوس فكرتهم قائلاً: "يحصل (الواقع المعزز) عندما يتم إضافة طبقة جديدة على الطبقة المادية. هناك الآن نظارات تستخدم تقنية الواقع المعزز وتسمح للشخص بأن يرى الواقع الفعلي ويُضيف طبقة أخرى على ذلك الواقع يطوّرها عبر الكمبيوتر".
     
     
    سيسمح المفهوم الذي طوّره هؤلاء المبتكرين الشبان بأن يشاهد المشجعون مباريات كرة القدم في الملاعب بينما يستفيدون من المزايا التي توفّرها متابعة المنافسات في المنزل. فعلى سبيل المثال، يمكنهم عند استخدام هذه النظارات الخاصة أن يشاهدوا المباريات مباشرة، وفي الوقت نفسه الحصول على معلومات إضافية عن اللاعبين واللقطات المُعادة، وحتى متابعة المباريات من زاوية مختلفة تماماً. 
     
    من جهته، قال الطالب المشارك في المشروع توفيق النص: "عندما يتواجد المشجع في الملعب، سيكون قادراً على متابعة المباراة من زاوية مختلفة، كما يحصل مثلاً على معلومات مباشرة عن مباراة أخرى تجري في الوقت نفسه. يتمثل الهدف الرئيسي بتمكين المستخدِم من التركيز على المباراة التي يشاهدها مع إمكانية الحصول على تفاصيل أخرى".  
     
    ستكون الفترة المقبلة حافلة بالنسبة لفريق المبتكرين بما أن المنخرطين فيه سيُحوّلون فكرتهم النظرية إلى ابتكار فعلي. وبالتعاون مع واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، سيقدّم الفريق الشاب نموذجاً أولياً في غضون سنة من الآن. وتتمثل الخطوة التالية بالبحث عن مستثمرين أو عملاء محتملين يقدّمون تمويلاً لهذه الفكرة. وفي حال سارت الأمور كما هو مخطط لها، يأمل الفريق بأن يختبر نموذجاً أولياً لهذه النظارات في أحد الملاعب القطرية بدعم من مؤسسة دوري نجوم قطر. ويتطلع القائمون على المشروع إلى أن يكون هناك بحلول عام 2022 سوق واعد للجماهير الزائرة، بالإضافة إلى تطوير تطبيق إلكتروني على صلة بهذا المشروع.