مدير استاد خليفة يرى مستقبلاً مشرقاً في 2022

اللجنة العليا للمشاريع والإرث
يعد استاد خليفة الدولي من المعالم القطرية. فمنذ بنائه سنة 1976 استضاف مباريات دولية ونهائي كأس الخليج وكأس الأمير ودورة الألعاب الآسيوية، وهي أفضل الاختبارات لموقع الاستضافة المستقبلي لكأس العالم قطر 2022. قليلٌ من الناس يعرفون عن هذا الاستاد التاريخي مثلما يعرفه مديره الحالي علي المنصوري، الذي عمل في قطاع الرياضة القطرية على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
وفي مقابلة مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث sc.qa تحدث علي المنصوري عن تاريخ استاد خليفة وكيف أنه عندما تم بناؤه سنة 1976 لم يكن يحيط به سوى صحراء. ومع تطور المدينة وتوسعها، نمت المنشآت الرياضية تحت مظلة أسباير زون، وهي الجهة المالكة للاستاد حالياً. وقال المنصوري "ستكون هناك عدة استادات في 2022، لكن استاد خليفة سيكون دائماً مميزاً بسبب تاريخه وأهميته في الكرة القطرية".
أكثر من ثلاثة عقود مرت، لكن المنصوري لا يزال يذكر المباراة الأولى التي استضافها استاد خليفة والاستعدادات لها. وقال عن ذلك: "في الماضي كانت الاستعدادات للمباريات تتضمن خطوات روتينية تختلف قليلاً بحسب الأشخاص المسؤولين عنها. أما الآن فقد أصبحت الأمور أكثر احترافية إذ يتعين تطبيق إجراءات بمعايير دولية، ونتيجة لذلك فإن التوقعات أعلى بكثير".
عندما فتح استاد خليفة أبوابه للمرة الأولى، كان المنصوري لا يزال طالباً يدرس الآداب والتعليم في جامعة قطر لكنه تلقى عرضاً لبدء مهنة في قطاع الرياضة. ويتذكر ذلك: "لطالما كنت شغوفاً بالرياضة، ولذلك فإنه عندما عرضت عليّ الحكومة هذه الفرصة، اخترت العمل في مجلس الشباب والرياضة".
تولى المنصوري مناصب مختلفة وبنهاية الأمر انضم لفريق استاد خليفة، وتذكر قائلاً: "في البدء كنا نقوم بالعمليات على مستوى محلي، الفرق أيضاً لم تكن محترفة، لكن مع مرور السنوات أصبحنا نملك الخبرة واستضفنا العديد من المباريات المهمة مثل بطولة كأس العالم للشباب عام 1995 ودورة الألعاب الآسيوية 2006".
كان من المقرر أن تستضيف نيجيريا في 1995 بطولة الشباب، لكن وبسبب انتشار أحد الأوبئة، قامت قطر بتنظيم البطولة. وبالنسبة للمنصوري، كانت تلك من أولى المناسبات التي أثبتت فيها قطر قدرتها على استضافة حدث رياضي كبير بنجاح، وضمن مهلة زمنية قصيرة.
أقر المنصوري الذي كرس حياته لكرة القدم، أن تنظيم كل من الحدثين: دورة الألعاب الآسيوية 2006 وكأس العالم للشباب 1995 كان ينطوي على تحديات كبيرة، خاصة على المستوى الشعبي. وأكد "كان السكان يخشون أن يؤدي ذلك إلى تعطيل الحياة، ويتصورون اختناقات مرورية كبيرة وقطع الطرق. لم تحصل هذه المشكلات بفضل التخطيط والتنظيم الجيد".
وتحدث المنصوري عن الفرق بين أساليب العمل في الماضي والحاضر. وقال: "المباريات الآن أكثر تعقيداً بكثير. فالاستادات مليئة بأعداد كبيرة من الجمهور، وكل حدث له مناطق للمشجعين ونشاطات ترفيهية. في السابق كان الجهمور يتابع المباراة ثم يغادر".
وكمدير لكرة القدم في إحدى الفترات، ساعد المنصوري في إعداد استاد خليفة لأحداث أخرى منها النسخة الحادية عشرة من لبطولة كأس الخليج عام 1992. وأضاف: "كان ذلك أحد أهم الأحداث الرياضية التي استضافها استاد خليفة في ذلك الوقت، كما كانت المرة الأولى التي تتوّج فيها قطر باللقب المرموق".
شهد استاد خليفة على مرّ السنوات نجومًا كبارًا في كرة القدم مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو يستعرضون مهاراتهم أمام مدرجات غصّت بالمشجعين. وأكد المنصوري "جميع الأسماء الكبيرة التي لعبت في استاد خليفة، دُهشت لنوعية العشب. بل إنهم كانوا يركعون للمسه والتأكد من أنه طبيعي".
تعلم المنصوري على امتداد مسيرته المهنية أن يُلبي حاجات لاعبي كرة القدم الكبار وأن يكون دومًا مستعدًا لما تطلبه مختلف الفرق. وقال: "على سبيل المثال، عندما لعب المنتخب الياباني في استاد خليفة، ، كان اللاعبون دائمًا حريصين على إجراء تمارينهم في الاستاد قبل المباراة، والإقامة في فندق إنتركونتيننتال لأنهم كانوا يعتقدون أن ذلك يضمن لهم نتائج جيدة".
وأضاف المنصوري "علينا أن نكون دائمًا على أهبة الإستعداد لما هو غير متوقع. في ثمانينيات القرن الماضي، استخدمت البلدية التي كانت مسؤولة عن صيانة الملعب، كمية كبيرة من السماد على العشب فاصفرّ لونه. كانت أمامنا فترة قصيرة لإيجاد حل للأمر، قررنا طلاء العشب بالأخضر". وتابع ممازحًا "لحسن الحظ كانت المباراة ليلا ًولاعب واحد انزلق ولاحظ أن أرضية الملعب قد طُليت".
لدى المنصوري الكثير من الذكريات حول استاد خليفة، لكن إحداها لا تزال حاضرة بقوة في ذاكرته، وهي افتتاح دورة الألعاب الآسيوية 2006، وقال عن ذلك: "الجميع كان ينتظر لمشاهدة كيف سنستضيف حدثًا مهمًا كهذا، وكما في كل مرة، أدهشت قطر العالم".
وأضاف: "يوم افتتاح الألعاب كان ماطرًا على غير عادة. وقد فاجأ سعادة الشيخ محمد الجميع بدخوله الملعب على صهوة جواد ليضيء الشعلة. ولأن العشب كان مبتلاً للغاية، إنزلق قليلاً. حبسنا جميعًا الأنفاس لبضع ثوان، لكن في النهاية جرى كل شيء على ما يرام".
رافق المنصوري كرة القدم القطرية وهي تتطور من البدايات. وبصفته مديرًا للعبة أيضًا، فإنه بغاية السرور لأن لاعبين معروفين مثل راؤول غونزاليس وشافي هرنانديز ينضمون إلى فرق قطرية، وهو ما من شأنه الارتقاء بمستوى اللعبة هنا.
وأكد: "لقد علّم راؤول زملاءه الكثير. يمكن رؤية إرثه في أسلوب لعب السد حتى الآن. عندما أرى علي أسد يلعب انطلاقاً من الخطوط الخلفية، فإني ومن طريقته في اللعب، أشعر أن راؤول لا يزال يلعب هنا".
وكونه مديرًا يتمتع بخبرة في عالم المستديرة الساحرة، فإن المنصوري على ثقة بأن قطر ستفاجئ العالم في 2022. وأقر: "قبل دورة الألعاب الأسيوية كان الناس خائفين، لكن الأمور جرت بشكل جيد جدًا. سيكون الأمر مشابهًا في 2022، زد أن البطولة ليست فقط لقطر بل لكل المنطقة التي ستشهد ارتقاء مستوى كرة القدم. قطر بلد منفتح وستستخدم هذه الفرصة للتعلم من دول أخرى".