الدفاع الصلب والهجوم الفتاك .. وراء برشلونة "البطل"

وكالات
لسنوات عديدة كانت طريقة اللعب العالمية الشهيرة لفريق برشلونة تعتمد على خط وسط ساحر، يتألف من تشافي هرنانديز واندريس انييستا وسيرجيو بوسكتس، وأحيانا سيسك فابريجاس وتياجو الكانتارا.
إنها طريقة "تيكي-تاكا" التي ساهمت في تتويج النادي الكاتالوني بثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا وستة ألقاب في الدوري الأسباني بين عامي 2005 و2013، والتي ساعدت أيضا على فوز المنتخب الأسباني بلقب كأس العالم 2010 وكأس أوروبا في 2008 و.2012
ولكن رغم تخطي برشلونة مرحلة "تيكي-تاكا" وانتقاله لطريقة لعب جديدة تحت قيادة مدربه الشاب لويس إنريكي، نجح الفريق في التتويج بلقب الدوري الأسباني هذا الموسم، عبر الاعتماد على مزيد من العمل والسرعة في خط الوسط، والمزيد من الدمج المباشر من خلال التمريرات الطولية، بجانب الاهتمام بشكل أكبر بالضربات الركنية والضربات الحرة والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة.
وعلقت محطة "راك1" الإذاعية بالقول "لقد كان نوعية مختلفة من برشلونة". وأضافت المحطة الإذاعية "هناك المزيد من الحيوية، الشبابوالتحرك ككتلة بين منطقتى الجزاء مع صلابة في الدفاع وفوران في الهجوم".
وواجه إنريكي انتقادات لاذعة من الجماهير ووسائل الاعلام في البداية لتخليه عن طريقة "تيكي-تاكا"، ولكن أغلب الناس تيقنوا أنه لا يوجد بديل امامه بعد تراجع مستوى تشافي، الذي ودع كامب نو بالدموع أمس السبت بعد موسم قضى أغلبه على مقاعد البدلاء، لينتقل في النهاية إلى السد القطري، وكذلك تراجع مستوى انييستا بالإضافة إلى رحيل فابريجاس وتياجو.
وبدا أن إنريكي عندما تم التعاقد معه قبل عام أن طريقة لعب برشلونة فقدت فاعليتها بعد ثلاثة أعوام دون أي نجاح في دوري أبطال أوروبا.
واعتمدت خطة إنريكي على بناء خط دفاع صلب بقيادة جيرارد بيكيه امام حارس المرمى الجديد كلاوديو برافو بجانب الدفع بخط وسط دؤوب بقيادة النشيط ايفان راكيتيتش، ومن أمامه المثلث الهجومي الساحر المؤلف من ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار.
لويس إنريكي وميسي لا تجمع بينهما علاقة مثالية، وهذا ما ظهر جليا خلال الخلاف الذي نشب بينهما داخل غرفة خلع الملابس فى كانون ثان /يناير الماضى ، لكن ميسي استيقظ من سباته الذي كان عليه في 2014 ليسجل مجموعة من الأهداف الحاسمة التي وضعت برشلونة على حافة الفوز بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا.
وسجل ميسي 43 هدفا في الدوري الأسباني وأحرز نيمار 22 هدفا، فيما تكفل سواريز الذي بدأ مشواره مع برشلونة في نهاية تشرين أول/اكتوبربنسجيل 16 هدفا.
وظهر برشلونة بشكل فعال أكثر منه رائع هذا الموسم، وكان أكثر فاعلية من غريميه ريال مدريد وأتلتيكو مدريد.
وبدأ الريال الموسم بشكل محبط قبل أن يحقق 22 انتصارا متتاليا على مستوى جميع المسابقات، ولكنه اكتفى بالتتويج بلقب كأس العالم للأندية هذا الموسم.
وبدا كريستيانو رونالدو ورفاقه في طريقه لقيادة الريال نحو لقب الليجا، ولكن جاء فوز برشلونة في الكلاسيكو 3-1 ليقلب الامور رأسا على عقب بالنسبة للنادي الملكي.
وجاء التعادل مع بلنسية والخروج من المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا على يد يوفنتوس الإيطالي، ليضع الإيطالي كارلو انشيلوتي المدير الفني لريال مدريد على حافة الاقالة، رغم تمتعه بشعبية كبيرة بين اللاعبين والجمهور.
ومن جانبه افتقد أتلتيكو إلى الأهداف الحاسمة التي دأب مهاجمه الدولي السابق دييجو كوستا على تسجيلها قبل انتقاله إلى تشيلسي الإنجليزي، ولم ينجح ماريو ماندزوكيتش أو فرناندو توريس في تعويض رحيله.