كأس سمو الأمير .. عرس كبير وذكريات لا تمحى طوال 43 سنة

وكالات
يبقى نهائي كأس سمو الأمير المفدى لكرة القدم الحدث الأهم الذي يترقبه الجميع، لما تمثله المباراة النهائية للكأس الغالية من قيمة معنوية كبيرة ذات مضامين رياضية واجتماعية وثقافية كبيرة، وذلك من خلال الفعاليات والبرامج العديدة المرافقة لها.
وقد نجح الاتحاد القطري لكرة القدم عبر الأفكار الخلاقة والمساعي الحثيثة في تحويل هذه البطولة إلى محفل رياضي للكبار والصغار على حد سواء ومع النشاطات المتجددة والفعاليات التي تنظم هـذا العام بمناسـبة مرور 43 عاما على تنظيم هذه البطولة، في ظل اهتمام متصاعد وتفاعل كبير وصدى إيجابي جعل من هذا الحدث أكثر من مجرد بطولة رياضية، وإنما مناسبة للتلاقي والتعاون ومناسـبة اجتماعية تشترك فئات المجتمع من كافة الأعمار في أجوائها الاجتماعية والأسرية المميزة التي تم توفيرها في مكان واحد يتسع لخمسين ألف متفرج.
ورغم توافد أعداد كبيرة من الجماهير، إلا أن المتعة تبقى السمة الأبرز لا سيما مع الأجواء المثالية التي تم توفيرها من أجل الحدث الكبير، إضافة إلى التسهيلات الكبيرة التي تسهم في وصول الجماهير إلى الاستاد بسهولة ويسر.
وحرصا من الاتحاد على إضفاء المزيد والمزيد من الاهتمام لهذه البطولة كان لا بد أن تضاف اليوم أفكار جديدة تتناسب مع أفكار البطولات السابقة وتزيدها ناجحا وتألقا من خلال تطوير مبدأ الفعاليات ليشمل أبعادا مختلفة بحيث لم تعد الفعاليات والاحتفاليات مجرد ترفيه، وإنما ثقافة وتعليم وتفاعل.
إن كأس سمو أمير البلاد المفدى هي البطولة التي يتوج بها الاتحاد القطري لكرة القدم اختتام الموسم الرياضي مـن كل عام، وإن هذه البطولة لا تعد مجرد منافسة كروية بين فرق دوري نجوم قطر ودوري الدرجة الثانية من أجل الفوز بالكأس كسائر البطولات، بل هي احتفالية كروية ذات قيمة معنوية كبيرة سواء للفرق المتبارية أو لكـل من كان له دور في تنظيم وإدارة الموسم الكروي من اتحاد كرة القدم، والأندية الرياضية، والشركات الراعية وهيئات المجتمع المدني والإدارات الرسمية.
ومن هذا المنطلق كان حرص الاتحاد القطري لكرة القدم على تنظيم هذا العرس الختامي بمزيد من الاهتمام عبر تنظيم الفعاليات الترفيهية لجميع فئات المجتمع، إضافة إلى برامج الشراكة والتعاون مع المدارس ومجتمع الجاليات المختلفة وبذلك أصبحت أيام البطولة حتى اليوم النهائي عبارة عن مهرجان احتفالي ضخم.
ومنذ انطلاقة بطولة كأس سمو الأمير المفدى وهي حلم كل لاعب وكل فريق وكل مدرب وناد، ورغم أنها آخر ومسك ختام بطولات الموسم إلا أنها دائما وأبدا تحظى بالاهتمام الكبير والبالغ منذ بداية الموسم من أجل الظفر بلقبها الغالي.
وقد مرت البطولة الغالية بثلاث مراحل هامة في مشوارها الرائع، وكان المشوار الأول منذ انطلاقها موسم 1973 وحتى موسم 1999، حيث كانت المشاركة فيها تقتصر على فرق دوري الدرجة الأولى، ولم يسبق لفريق من فرق الدرجة الثانية أن شارك في البطولة حتى موسم 2000 الذي شهد مشاركة أندية الدرجة الثانية للمرة الأولى وتحقق حلم جميع الأندية القطرية في نيل شرف اللعب فيها وربما تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل والوصول إلى منصة التتويج بالكأس الغالية.
والمرحلة الثالثة اعتبارا من موسم 2004 والتي تحولت فيه البطولة إلى نظام المراحل الخمس ونظام خروج المغلوب من مرة واحدة ما عدا المربع الذهبي الذي أقيم بنظام الذهاب والإياب لمدة موسمين فقط، ثم تحول المربع الذهبي إلى الذهاب فقط بسبب ضغط المباريات بعد تحول الدوري القطري للمحترفين إلى الأقسام الثلاثة.ومنذ انطلاق البطولة الغالية كانت المواجهات تجري بعد إجراء القرعة بين الفرق التسعة، وبعد التطور الذي طرأ على نظامها كانت القرعة تجري بين جميع الفرق، وفي التطور الأخير اعتمد اتحاد الكرة تصنيفا للأندية ومن خلاله تجري القرعة بين جميع فرق الدرجة الثانية والاولى.
وجعل التطور الأخير البطولة من 5 مراحل للمرة الأولى، وكانت المرحلة الأولى بين فرق الدرجة الثانية بجانب الفريقين اللذين يحتلان المركزين التاسع والعاشر في دوري النجوم، ويتأهل الفائزون إلى المرحلة الثانية بجانب الفرق التي احتلت المركز من الخامس إلى الثامن، وينضم أصحاب المراكز الأولى في الدوري للمشاركة في البطولة اعتبارا من المرحلة الثالثة أو دور الثمانية.
وقد ساهم هذا النظام في ارتفاع مستوى البطولة وتأهل من يستحق إلى المباراة النهائية، ورغم عدم فوز أي فريق من فرق الدرجة الثانية باللقب الغالي، إلا أن البطولة وبعد تطوير نظامها ومشاركة فرق الدرجة الثانية بجانب فرق الدرجة الأولى شهدت العديد من المفاجآت والتي كان بعضها مدويا نظرا لقوة الفرق التي راحت ضحية لهذه المفاجآت. ولعل من أبرز مفاجآت البطولة الغالية في موسم 2000 والذي شهد فوز الشحانية على الخور 3-0.
ولا ينسى تاريخ البطولة أكبر مفاجآتها المدوية والتي حققها السيلية على الريان بفوزه بهدف دون رد، وتأهل السيلية إلى الدور الثالث وكاد أن يواصل مفاجآته لولا أن قطر حقق الفوز بصعوبة بهدف دون رد وصعد إلى المربع الذهبي.وشهدت المرحلة الثانية للبطولة الغالية في موسم 2004 مفاجأة أكبر وكان بطلها أيضا السيلية الذي أطاح بالغرافة حامل اللقب موسم 2002 وبنتيجة 3-1، وتأهل السيلية على حساب الغرافة إلى المرحلة الثالثة (دور الثمانية) وخسر بصعوبة وبهدف دون رد أمام السد بطل الدوري.
وراح الغرافة ضحية لمفاجآت البطولة في موسم 2005 بسقوطه أمام الأهلي بهدف نظيف في دور ربع النهائي. وشهدت البطولة في نسخة موسم 2007 مفاجأة كبيرة بوصول الخور إلى المباراة النهائية التي خسرها بركلات الجزاء أمام السد.وفي الأدوار الأولى للبطولة في نسختها الموسم الماضي راح الشمال والأهلي اللذين هبطا إلى دوري الدرجة الثانية ضحية لمفاجآت فرق الدرجة الثانية أمام مسيمير والمرخية.ولعل أكبر مفاجآت البطولة التي لا تزال حاضرة في أذهان جماهير الكرة القطرية فوز أم صلال باللقب الغالي في عام 2008 بعد تفوقه في المربع الذهبي على السد حامل اللقب، ثم في النهائي على الغرافة بطل الدوري.
وفي سنة 1995، فاز نادي الاتحاد (الغرافة حاليا) بكأس سمو الأمير المفدى واستمر نادي الغرافة مسيطرا على اللقب حتى عام 1998، أي أربع مرات متتالية، وهذا رقم قياسي لم يسجله أي فريق قطري سابقا.وفي عام 1999، وصل الغرافة إلى النهائي ضد فريق الريان وكاد أن يدخل التاريخ بحصوله على الكأس خمس مرات متتالية، ولكن في هذه المرة حقق نادي الريان الكأس، في مباراة ماراثونية جميلة بعد أن خسر بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، ويعد منصور مفتاح هو الهداف التاريخي للمسابقة برصيد 36 هدفا.
أما أكبر نتيجة كانت لنادي الأهلي على نادي السد في النهائي والذي انتهت مباراته بنتيجة سته أهداف مقابل هدف واحد، وطيلة الـ 43 عاما الماضية ظل فريق نادي السد الذي تأسس في العام 1969، يحقق الإنجاز تلو الإنجاز، حتى أصبح رقما صعبا ليس على مستوى الكرة القطرية فحسب ولكن حتى على المستويين القاري والعالمي، بالبطولات المتنوعة التي فاز بها، ومنها دوري أبطال آسيا (مرتين) بطريقتيها القديمة والحديثة، ووصوله إلى المركز الثالث في الترتيب على مستوى أندية العالم من خلال مشاركته في مونديال الأندية باليابان ديسمبر 2011، بعد أن تفوق على أندية عريقة لها مكانتها على المستوى الدولي.
وعلى المستوى المحلي، فمسيرة السد حافلة بالإنجازات، وللفريق الريادة في عدد مرات الفوز بلقب الدوري حيث فاز 13 مرة كرقم قياسي ويأتي بعده الغرافة والعربي والريان وكل واحد منهم فاز به 7 مرات، وواصل النادي تفوقه على مستوى البطولات المحلية من خلال السجل الذهبي لكأس سمو ولي العهد الأمين التي فاز بها 5 مرات، متفوقا على الريان الذي يأتي بعده بواقع بطولة واحدة حيث سبق للريان الفوز بها 4 مرات.
ولم تتوقف أرقام السد عند الدوري وكأس ولي العهد بل تعدتها إلى بطولة كأس سمو الأمير المفدى التي يعتبر النادي الأكثر فوزا بها حيث نالها 13 مرة في الأعوام 1975 و1976 و1977 و1982 و1995 و1986 و1988 و1991 و2000 و2001 و2005 وكانت آخر بطولة فاز بها في 2007، ليعود في هذا العام (2013) ويتأهل إلى النهائي بعد أن قدم الفريق مستويات رائعة منذ بداية الموسم الذي توج فيه بالفوز بدرع دوري النجوم بعد غياب طويل أيضا.وانطلقت البطولة في نسختها الأولى في الموسم 1972-1973 وحلق الأهلي بأغلى الكؤوس للمرة الأولى.
وتوج نادي السد بطلا لكأس سمو الأمير المفدى للموسم 2013-2014 بعد نهائي مثير جمعه مع السيلية على استاد خليفة الدولي، وتغلب الزعيم على السيلية 3-0 في البطولة رقم 42 ليضيف السد البطولة رقم 14 لرصيده كرقم قياسي لعدد مرات الفوز باللقب ليحلق وحده كأكثر الأندية القطرية فوزا باللقب.وانتهى الشوط الأول بتقدم السد بهدف نظيف عبر راؤول غونزاليس في الدقيقة 33، وفي الشوط الثاني حاول السيلية إدراك التعادل ولكن السد أضاف الهدف الثاني عن طريق إبراهيم ماجد في الدقيقة 63، وأضاف حسن الهيدوس هدف الزعيم الثالث في الدقيقة 90+3 لتنتهي المباراة بثلاثية نظيفة.
جدير بالذكر أن السد يحمل الرقم القياسي بعدد التتويجات بلقب كأس سمو الأمير المفدى لكرة القدم برصيد 14 لقبا، يليه العربي في المركز الثاني برصيد 8 ألقاب، ثم الغرافة ثالثا برصيد 7 ألقاب، والريان رابعا برصيد 6 ألقاب، والأهلي خامسا برصيد 4 ألقاب، نادي قطر سادسا برصيد لقبين، فيما توج أم صلال بلقب وحيد طول مسيرته.