search

    الديناصور هامبورج يواجه شبح الانقراض في البوندسليجا

    وكالات

    الساعة تدق بالفعل بالنسبة لفريق هامبورج، لكن عقاربها سوف تتوقف إذا هبط أحد أكبر أندية البوندسليجا لدوري الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه. وهامبورج هو الفريق الوحيد الذي لم يسبق له الهبوط من البوندسليجا، ولكنه يحتل حاليا المركز الثاني من القاع ويوشك على ترك دوري الأضواء والشهرة.

    وحتى الفوز على ملعب شالكه في اليوم الأخير من موسم البوندسليجا قد لا يكون كافيا لتفادي الهبوط بالنسبة لهامبورج.

    وفي ملعب فولكس بارك ارينا، فإن الساعة الضخمة للاستاد حتى هذه اللحظة تواصل إظهار الفترة الطويلة التي قضاها هامبورج في دوري الدرجة الأولى الألماني. واصبحت هذه الساعة بمثابة حجر رحى لإظهار تاريخ النادي في البوندسليجا بالنسبة للاعبين الذين يبدوا وأنهم غير قادرين على التعامل مع الضغوط الناشئة من الصراع من أجل الهروب من شبح الهبوط مرة أخرى.

    وإذا لم تكن نتائج الجولة الرابعة والثلاثين الأخيرة من البوندسليجا يوم السبت المقبل في صالح هامبورج، فإن الأعين كلها ستتسلط تلقائيا على ساعة الاستاد التي تشير إلى تاريخ النادي في البوندسليجا والذي بدأ قبل 51 عاما و272 يوما بالإضافة إلى الساعات والثوان التي تسبق موعد مباراة شالكه، قبل أن تتوقف الساعة عن العمل.

    وقال برونو لاباديا المدير الفني لهامبورج بعد الهزيمة على ملعب شتوتجارت 1-2 أمس الأول السبت "أوضاعنا تدهورت بشكل جذري". وتابع "ولكن ينبغي ألا نفقد أعصابنا، نحن الآن نواجه نهائي جديد، نحن الآن نعتمد على نتائج الأخرين".

    واتفقت وسائل الإعلام على أن هبوط هامبورج سيكون بمثابة كارثة للنادي وللمدينة. وولى العصر الذهبي لهامبورج منذ زمن بعيد بعد أن كان له صولات وجولات في سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي حيث توج بلقب دوري أبطال أوروبا في 1983 وكأس أبطال الكؤوس الأوروبي في 1977 بجانب ثلاثة ألقاب من أصل ستة ألقاب في الدوري الألماني في أعوام 1979 و1982 و1983، فيما يرجع أخر لقب للنادي في كأس ألمانيا إلى عام .1987 ولكن رغم ذلك يظل هامبورج بين أكبر 20 ناديا في أوروبا وفقا لمجلة فوربس، ويمتلك استاد يتسع لخمسين الف مشجع، وهو الأكبر في ألمانيا بعد بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ وشالكه. هذا كله سيتغير إذا وجد هامبورج نفسه في دوري الدرجة الثانية في الموسم المقبل.

    وأجرى هامبورج تغييرات هيكلية الصيف الماضي عبر تحويل القسم الاحترافي في النادي متعدد الرياضات إلى شركة مساهمة. ومن خلال الاستثمارات التي ضخها الملياردير كلاوس ميكايل كونه ، كان هامبورج يأمل أن يبدأ مرحلة جديدة من النجاح بعد الصعوبات المالية التي واجهها في العقود الماضية. وسيكون الهبوط لدوري الدرجة الثانية بمثابة فاجعة لهامبورج، الذي سجل ديونا في العام الماضي بلغت نحو 100 مليون يورو، وفقا لصحيفة هامبورجر مورجنبوست.

    وسيضطر اللاعبون الكبار للرحيل من أجل توفير رواتبهم، حيث سيحاول النادي تعويض خسارة 156 مليون دولار من حقوق البث التليفزيوني وأموال الرعاية خلال وضع الميزانية التي ستتراجع من 120 مليون يورو إلى 75 مليون يورو.

    وستخسر المدينة نحو 84 مليون يورو سنويا، تحصل عليها من نادي هامبورج. وطلب برونو لاباديا المدير الفني للفريق الدخول في معسكر مغلق لمدة ثلاثة أيام في مدرسة مالينتي الرياضية في شمال ألمانيا استعدادا لمباراة الجولة الأخيرة من الدوري الألماني.

    وكان مالينتي معسكرا دائما للمنتخب الألماني قبل المشاركة في بطولات كأس العالم. وتطورت أسطورة "روح مالينتي" من خلال الأحداث التي جرت قبل كأس العالم 1974 عندما أقام منتخب ألمانيا الغربية بقيادة فرانز بيكنباور وجيرد مولر معسكرا تدريبيا في المدرسة الرياضية. وسيكون هامبورج محظوظا إذا احتل المركز الثالث من القاع مما يؤهله للمشاركة في ملحق الصعود والهبوط للبوندسليجا مثلما حدث في الموسم الماضي عندما اجتاز الفريق منافسه فيورث ونجح في البقاء بدوري الأضواء.

    وقال ديتمار بييرسدورفر مدير الكرة بهامبورج "سنقاتل حتى اللحظة الأخيرة، سنكافح بأجسادنا وعقولنا".