search

    خمسة نجوم ساهموا في إنجاز العنابي ببلوغ كأس العالم

    قنا

    تضافرت الجهود من أجل أن يحقق منتخبنا الوطني إنجازه التاريخي في الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ويصنع تاريخا جديدا بطي عناد التصفيات في إحدى عشرة مشاركة سابقة، منذ أن دخلها للمرة الأولى قبيل نسخة عام 1978، التي أقيمت نهائياتها في الأرجنتين.

    ولم تكن المهمة سهلة خلال منافسات المرحلة الرابعة (الملحق) التي دخلها /العنابي/ مرغما بعد عدم قدرته على تجاوز سابقاتها (المرحلة الثالثة)، فكان التحدي كبيرا في مجموعة أولى أشبه بكأس خليجية مصغرة أمام المنتخبين العماني والإماراتي.

    واحتاج الإنجاز إلى أن يكون فرسان الرهان في قمة الجهوزية واليقظة، لتجاوز مرحلة صعبة لتأمين المقعد الوحيد المباشر إلى المونديال عن المجموعة الأولى، دون الدخول في حسابات معقدة باحتلال مركز ثان يفرض ملحقا آخر بمواجهة ثاني المجموعة الثانية، قبل الانتقال إلى ملحق عالمي بدروب وعرة.

    وكان نجوم منتخبنا الوطني في الموعد، بعدما تجاوزوا عثرة الاستهلال بالتعادل السلبي مع المنتخب العماني، ودخلوا الموعد المشروط بالفوز على الإمارات وحققوا المطلوب بهدفين لهدف، ونشروا الفرح العارم بين حشود جماهيرية في الملعب وخارجه.

    وفي الوقت الذي يحسب فيه الإنجاز للمجموعة ككل، من لاعبين وجهاز فني وإداري وجماهير، فإن ثمة دور مباشر لعبه خمسة نجوم أخذوا على عاتقهم قيادة المنتخب لتحقيق الحلم المنشود.

    في مقدمة هؤلاء يبرز المدافع الهداف خوخي بوعلام الذي لعب دورا قياديا، بعدما صب عصارة خبراته التراكمية التي كسبها من تجارب غنية سابقة، ووضعها في خدمة المجموعة وصولا إلى تحقيق الهدف، وكسر حاجز التصفيات الذي وقف سدا لسنوات، أمام الوصول إلى المونديال.

    ولم يكتف صاحب شارة القيادة في تمتين الخطوط الخلفية كقلب دفاع شرس، بل ساهم في تعبيد طريق الفوز على المنتخب الإماراتي بتسجيله هدف السبق بعد رأسية متقنة، أزاحت عن كاهل الفريق ضغوط البحث عن الوصول إلى الشباك كشرط أساسي للعبور.

    وقد جسد اللاعب الروح القتالية والتفاني بعدما تحامل على إصابة لحقت به في المباراة الأولى أمام المنتخب العماني، وأجبرته على الخروج مصابا في الدقائق الأخيرة، ليشارك أساسيا في المباراة الثانية، قبل أن تعاوده الإصابة ليغادر الملعب، لكن بعد أن طمأنه زميله في الخط الخلفي بيدرو ميغيل بتسجيل هدف ثان.

    ثاني النجوم الذين استحقوا الإشادة، كان أكرم عفيف الذي طالما كان ضالة منتخبنا الوطني في السنوات الأخيرة بالمستويات المبهرة التي يقدمها، والتي ساعدت /العنابي/ على الإنجازين الفريدين بالتتويج بلقبي كأسي آسيا 2019 و2023.

    ورغم عدم ظهور عفيف بالصورة المنتظرة أمام المنتخب العماني في المباراة الأولى، لكنه لم يخلف الوعد في المواجهة الحاسمة أمام الإمارات، حيث كان وراء هدفي منتخبنا الوطني بصناعة فائقة الجودة بعرضيتين متقنتين، قابلهما كل من خوخي بوعلام وبيدرو ميغيل برأسيتين هزتا الشباك.

    ولعل إنجاز بلوغ المونديال يكون قد مهد لعفيف تحقيق إنجاز فردي تاريخي، بإمكانية الفوز بلقب أفضل لاعب في آسيا خلال الحفل السنوي المقرر، اليوم، في العاصمة الرياض، وذلك للمرة الثالثة بعد عامي 2019 و2023، ليكون أول لاعب في القارة يحظى بهذا الشرف.

    النجم الثالث كان حارس المرمى محمود أبو ندى الذي حفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ العنابي، بعدما دافع عن مرماه ببسالة خلال أحلك ظروف مواجهة المنتخب الإماراتي.

    الحارس الذي كاد أن يعتزل اللعب متأثرا بإصابات لاحقته طويلا، أعاد كتابة مسيرته ونصب نفسه نجما فوق العادة بعد إنقاذ تاريخي لكرة هدف محقق في الوقت بدل الضائع، كاد أن يمنح المنافس بطاقة التأهل، لكن يقظته أبقت على تفوق المنتخب القطري حتى نهاية المباراة التي كان أحد نجومها بالمجمل بحضور لافت.

    النجم الرابع كان المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي الذي حضر لاعبيه نفسيا وفنيا بطريقة مثالية، وتعامل مع تفاصيل المباراة بحنكة وذكاء، ووازن بين متطلبات التأهل بالفوز والتي تحتاج إلى هجوم فاعل، وبين الدور الدفاعي الذي لا يقل أهمية في ظل قوة المنافس.

    ولعل أهم ما قام به لوبيتيغي هو عزل لاعبيه عن الضغوط التي خلفتها أفضلية المنتخب الإماراتي بفرصتي الفوز أو التعادل قبل مواجهة الحسم، وأبقى على تركيز اللاعبين وثقتهم بأنفسهم، وبقدرتهم على تحقيق المطلوب.

    النجم الخامس والأخير الذي ساهم بشكل مباشر في التأهل، كان الجمهور القطري الذي قام بدوره على أكمل وجه وشحذ همم اللاعبين وآزرهم طيلة وقت المباراة ككل وفي الأوقات الصعبة المتأخرة، وآمن بقدرة اللاعبين على تحقيق المطلوب، دون الاستسلام لرسائل سلبية تشير إلى صعوبة المهمة في ظل أفضلية فرص المنافس.المشهد الأكثر تجسيدا لدور الجماهير، تمثل بالإصرار على رفض أن يعزف النشيد الوطني، وفضلوا أن يرددوه بحناجرهم، فوصلت الرسالة للاعبين وأدوا ما عليهم حتى كانت الفرحة العارمة بالوصول إلى المونديال.