دوري أبطال آسيا.. الدحيل يتحدى الهلال السعودي

قنا

ينشد الدحيل صناعة المجد في دوري أبطال آسيا لكرة القدم بالوصول إلى المباراة النهائية للمرة الأولى، عندما يواجه الهلال السعودي حامل اللقب غدا الأحد في الدور نصف النهائي الذي يقام على استاد الثمامة في ختام الأدوار الإقصائية التي يستضيفها الاتحاد القطري لكرة القدم منذ ثمن النهائي.

ويمني الدحيل النفس بمواصلة إعادة كتابة تاريخ مشاركته في البطولة القارية ببلوغ العرض الأخير في الظهور الحادي عشر، بعدما كان قد حقق إنجازا غير مسبوق أيضا بالتأهل إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى متجاوزا الشباب السعودي بهدفين لهدف في ربع النهائي الذي أقيم الخميس على استاد الثمامة أيضا.

وسيحمل الفائز من المواجهة، مشعل تمثيل غرب القارة في النهائي الذي سيقام بنظام الذهاب والإياب، حيث يُلعب الذهاب يوم 29 أبريل المقبل، إما في الدوحة في حال تأهل الدحيل أو في الرياض في حال عبور الهلال، على أن تقام مباراة الإياب يوم 6 مايو المقبل في سايتاما باليابان على أرض فريق أوراوا ريد دايموندز المتأهل إلى النهائي عن منطقة الشرق .

ولن تكون مهمة الدحيل سهلة أمام الهلال المتوج بطلا للنسخة الماضية، والذي يملك رقميين قياسيين قاريين، كونه أكثر من حمل اللقب الآسيوي في أربع مناسبات أعوام 1991 و2000 و 2019 و 2021 وأكثر من حل وصيفا أيضا بأربع مرات أعوام 1986 و1987 و 2014 و 2017، وبالتالي أضحى أكثر الفرق بلوغا للمباراة النهائية في ثماني مناسبات، ليكرس سطوة واضحة على البطولة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي .

وسيكون طموح الفريق السعودي كبيرا في العبور الثاني تواليا إلى النهائي سعيا للاحتفاظ باللقب كثاني فريق عربي يحقق هذا الإنجاز بعد مواطنه الاتحاد بطل نسختي 2004 و 2005 ، كما أن التتويج الجديد سيجعل من الهلال بطلا للمرة الثالثة خلال أربع نسخات، وهو الشرف الذي لن يكون قد سبقه اليه أي ناد آسيوي من قبل .

وكان الدحيل قد تأهل للأدوار الإقصائية متصدرا ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 15 نقطة، ثم بلغ الدور ربع النهائي بالفوز على مواطنه الريان بفارق ركلات الترجيح 7 – 6 بعد التعادل في الوقت الإضافي بهدف لمثله، قبل أن يصل الدور نصف النهائي على حساب الشباب السعودي بهدفين لهدف، في حين تأهل الهلال إلى الدور ثمن النهائي بطلا للمجموعة الأولى برصيد 13 نقطة، ليصل إلى الدور ربع النهائي بعدما تجاوز شباب الأهلي دبي الإماراتي 3 – 1 ، قبل أن يبلغ نصف النهائي متفوقا على فولاد خوزستان الإيراني بهدف دون رد .

ولن تقف آمال الفريقين الخليجين عند التأهل للنهائي فقط، ذلك أن الفوز باللقب سيكون مطمع كبيرا من أجل الحصول على مكافأة المشاركة في النسخة المقبلة من كأس العالم للأندية 2023 التي ستقام في السعودية كممثل عن القارة الآسيوية، حيث سيكون الظهور فيها بالنسبة للدحيل هو الثاني تاريخيا بعد المرة الأولى عام 2020 التي استضافتها قطر، في حين ستكون المرة الرابعة للهلال الذي شارك في ثلاث نسخات من قبل أعوام 2019 و 2021 و2022 حيث قدم مستوى مشرفا في النسخة الأخيرة الماضية وحل وصيفا بعدما بلغ المباراة النهائية وخسر أمام ريال مدريد الإسباني بخمسة أهداف لثلاثة .

وقبل تولي الأرجنتيني هيرنان كريسبو تدريب الدحيل، كان الفريق قد بلغ الدور ربع النهائي في ثلاث مناسبات أعوام 2013 و2015 و2018، بيد أن المدرب السابق لفريق ساوباولو البرازيلي قاد الفريق إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى ، مرورا بالظهور الرابع في ربع النهائي ، مؤكدا علو كعبه خصوصا على مستوى إيجاد الحلول الهجومية واللعب بمرونة كبيرة بتغيير الأساليب التكتيكية التي يتبعها وفق للمنافس، ما يبشر بقدرة الفريق على مواصلة المشوار في الوصول إلى النهائي ومن ثم التفكير بنيل اللقب ليكون ثاني فريق قطري يحظى بشرف التتويج بعد السد الفائز باللقب مرتين في نسختي 1989 و 2011 .

بالمقابل تمكن الهلال من بلوغ الدور قبل النهائي في آخر خمس مشاركات له بالبطولة، وذلك أعوام 2014 و2015 و2017 و2019 و2021، وكانت آخر مرة يخفق فيها ببلوغ هذا الدور عام 2012 عندما خسر أمام أولسان هيونداي الكوري الجنوبي، كما أنه فاز بآخر 8 مباريات على التوالي خاضها في الأدوار الإقصائية برقم قياسي متجاوزا رقم أولسان هيونداي الكوري الجنوبي، الذي حقق 7 انتصارات متتالية .

التقليب في الأوراق الفنية قبل مواجهة نصف نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم غدا، يشير إلى أن الدحيل يعول على ثلة من النجوم القادرين على قيادة الفريق نحو الهدف المنشود، رغم الضغوط التي يرزح الفريق تحتها بالشكوك التي تحوم حول الغياب المحتمل للنجم الأول البلجيكي ادميسلون جونيور هداف النسخة الحالية من البطولة حتى الآن برصيد 8 أهداف، وأحد أبرز الحلول الهجومية بقدرته الفائقة على صناعة الفرص، بيد أن ذلك لا يقلل من قيمة النجوم الآخرين الذين قدموا مستويات راقية في البطولة القارية على غرار الكيني مايكل اولونغا صاحب هدفي التأهل إلى نصف النهائي في مرمى الشباب والكوري الجنوبي نام تاي هي ونجم العنابي وأفضل لاعب في كأس آسيا 2019 وهدافها، المعز علي، دون إغفال الدور البارز الذي يقوم به الحارس صلاح زكريا الذي شكل علامة فارقة في مباراتي الشباب والريان وكان أحد أبرز أسباب التأهل .

بالمقابل يعول الهلال السعودي على شراسة هجومية كبيرة حيث سجل 15 هدفا في البطولة حتى الآن، بوجود المالي موسى ماريغا والأرجنتيني لوسيانو فيتو إلى جانب نجم المنتخب السعودي سالم الدوسري، في حين يعتمد الفريق في صناعة اللعب على الكولمبي غوستافو كويلار فيما شكلت عودة لاعب المنتخب السعودي الأخر سلمان الفرج من الإصابة في المباريات الأخيرة دفعة قوية للفريق.

وستكون المواجهة بين المدربين الأرجنتينيين رامون دياز وهيرنان كريسبو ، بين الأستاذ والتلميذ، ذلك أن دياز استهل مشواره التدريبي مع نادي ريفر بليت الأرجنتيني عام 1995 ، وكان من بين اكتشافاته في تلك الحقبة ، كريسبو اللاعب الذي شارك في 14 مباراة وسجل خلالها 10 أهداف بعمر الـ21 عاما فقط، ليساعد ريفر بليت بقيادة دياز، للفوز بلقب كأس كوبا ليبرتادوريس في نسخة 1996 و يشق طريق النجومية منذ ذلك الحين وينتقل إلى نادي بارما الإيطالي في العام نفسه.

وعلى مستوى مواجهات الأندية القطرية والسعودية في الأدوار الإقصائية في النظام الحديث للمسابقة منذ 2002 – 2003، فقد التقت أندية البلدين في 12 مناسبة، وتبادلت الفوز والتأهل إلى الدور الموالي (سواء من مباراة واحدة أو مباراتي ذهاب وإياب) بواقع ست مرات لكل طرف، حيث بدأت المواجهات عام 2009 عندما تفوق أم صلال على الهلال بركلات الترجيح في ربع النهائي، ثم التقى الهلال مع الغرافة في نسخة العام 2010 في الدور ثمن النهائي وتأهل الهلال، وتأهل السد إلى ربع النهائي على حساب الشباب في نسخة العام 2011.

وتأهل الأهلي على حساب الجيش إلى ربع النهائي في نسخة العام 2013 وفي النسخة ذاتها تأهل الدحيل إلى ربع النهائي على حساب الهلال، فيما تأهل أيضا الشباب على حساب الغرافة إلى الدور ذاته، وفي نسخة العام 2014 تأهل الهلال لنصف النهائي على حساب السد، قبل أن يتأهل على حساب الدحيل في نسخة العام 2015 .

وفي نسخة العام 2018 تأهل السد إلى ربع النهائي على حساب النصر، ثم تأهل السد لربع النهائي على حساب الفريق ذاته في نسخة العام 2019، بيد أنه خسر أمام الهلال في ذات النسخة في الدور قبل النهائي .

وعلى صعيد المواجهات المباشرة بين الدحيل والهلال، فقد التقى الفريقان في ست مناسبات من قبل، حيث فاز الدحيل في مواجهة واحدة مقابل انتصار الهلال في مباراتين وتعادل الفريقان في ثلاث مباريات، وسجل الدحيل في مرمى الهلال خلال المواجهات الست 9 أهداف، فيما سجل الهلال 13 هدفا.

ومع تبقي مباراتين فقط من النسخة الحالية لدوري أبطال آسيا، فقد خاضت الفرق المشاركة في البطولة 134 مباراة، تم خلالها تحقيق 100 انتصار مقابل 34 تعادل، وتم تسجيل 397 هدفا بمعدل يقارب 3 أهداف في المباراة الواحدة، فيما تم احتساب 37 ركلة جزاء سجل منها 33 مقابل 4 مهدرة، وتم إشهار 442 بطاقة صفراء مقابل 18 بطاقة حمراء .

ويتصدر ادميلسون جونيور قائمة الهدافين برصيد 8 أهداف، يليه البرازيلي جوزيه خواكيم لاعب فريق دايغو الكوري الجنوبي برصيد 7 أهداف، فيما التحق الكيني مايكل اولونغا مهاجم الدحيل بالقائمة بعدما رفع صيده إلى ستة أهداف بعد هدفيه في مرمى الشباب ليصبح ثالث الترتيب.