search

    مونديال 2022.. تتواصل الإشادات وقطر تحصد نتيجة تنظيم بطولة استثنائية

    قنا

    تواصلت الإشادات الخليجية والعربية والعالمية بتنظيم دولة قطر نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وأجمعت على أن دولة قطر نظمت وأبدعت ونجحت في إقامة مونديال تاريخي غير مسبوق بكل الكلمات والمفردات وبكل لغات العالم.

    وشددت وسائل الإعلام على أن كل عربي بات يفتخر بما حققته قطر حيث أبدعت دولة وشعبا ومؤسسات في إخراج هذه النسخة الفريدة من المونديال العالمي، وقدمت صورة عربية بهية، في تظاهرة كروية وثقافية واجتماعية.

    وفي هذا السياق، أثنى الكاتب البريطاني تشارلز بروكس على تنظيم دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022 التي اختتمت منافساتها الأحد 18 ديسمبر الجاري، بتتويج منتخب الأرجنتين باللقب على حساب فرنسا، مؤكدا أن البطولة كانت استثنائية بكل المقاييس.

    ووصف في مقال نشرته صحيفة "ذا تلغراف" (The Telegraph) البريطانية، تنظيم قطر لكأس العالم بـ"المبهر والدقيق"، رغم الكثير من الحملات الإعلامية التي سبقت البطولة ورافقت بدايتها، مشيرا إلى أنه لا يسع الجميع في النهاية إلا أن يرفع القبعة تحية لجهود قطر في تنظيم البطولة.

    وقال بروكس، وهو عالم اجتماع وكاتب صحفي مهتم برياضة ركوب الخيل في بريطانيا، "إنه عند المقارنة بين ما فعلته قطر في تنظيم كأس العالم وبين تنظيم بريطانيا لنهائي كأس أوروبا يورو 2020، والذي شهد أعمال شغب، يمكن لكل واحد أن يسأل نفسه: أين يفضل أن يصطحب ابنته ذات الـ10 سنوات؟".

    ودعا الكاتب، مؤسسة "مضمار أسكوت" إلى التعلم من بطولة كأس العالم الأخيرة التي تم انتقادها، وتابع أن "التساؤل الحقيقي سيكون حول ما حققته البطولة، فلقد ازدهرت بلدان لم يكن يتوقع أن تزدهر، كما أن كل من حضروا البطولة في قطر أكدوا على أنها كانت آمنة جدا ومنظمة ببراعة".

    واختتم مقاله بالقول، "ربما يجب أن نطلب من قطر النصيحة حول كيفية إدارة الأحداث الرياضية بدلا من إلقاء محاضرات عليها حول الملابس المقبولة وغير المقبولة".

    بدوره، أكد أكاديمي مصري على أن وضع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "البشت" على كتفي اللاعب ليونيل ميسي كرست تنوعا معرفيا وثقافيا يجدد سبل الحياة في الرياضات المختلفة.

    وقال صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ،في حديث لإذاعة سبوتنك "SPUTNIK" الروسية، إن "تنوع الجماهير التي قدمت إلى قطر للمشاركة في تشجيع منتخباتها يمثل رؤية مهمة في التنوع المعرفي والثقافي، حيث تعددت الجماهير واختلفت في أساليب تشجيعها واهتماماتها باللاعبين، ما يمثل روافد ثقافية ومعرفية جديدة أثرت حتى في التعامل مع الشعب القطري".

    فيما اعتبر محلل سويسري أن دولة قطر خرجت بصورة مشرقة من المونديال رغم الجدل والشكوك التي أثيرت حولها، وقال اللاعب السابق في منتخب سويسرا والمحلل الرياضي سيباستيان باربيريس "Sébastien Barberis "إن قطر خرجت بصورة مشرقة من تنظيمها لكأس العالم 2022 بعد الشكوك التي أثيرت حول ظروف الاستضافة وما دار من جدل بشأنها". وأضاف خلال حديثه لإذاعة RTS السويسرية أنه "بالرغم من الأمور الكثيرة التي حدثت خلال المونديال، إلا أننا شهدنا بطولة جميلة جدا على أرض الملعب، خاصة مع المفاجآت التي حدثت وكان أبطالها منتخبات المغرب واليابان والسنغال وأيضا فوز السعودية على الأرجنتين، حيث شاهدنا صورا قوية للغاية ومباريات ترافقت مع كثير من الإثارة". ومضى قائلا "إننا قلما شاهدنا نهائيا كهذا في كأس العالم من حيث شدة التنافس وتسجيل الكثير من الأهداف مع الكثير من التشويق"، معتبرا أن "المباراة النهائية ستبقى واحدة من المنافسات الأسطورية في تاريخ كأس العالم".

    كما سلط تقرير لتلفزيون ZDF الألماني، الضوء على تزامن اختتام بطولة كأس العالم في قطر مع الاحتفال باليوم الوطني للدولة، وقال: إن المونديال حمل مجموعة من الرسائل السياسية أهمها تعبير مشجعي ولاعبي الفرق العربية عن حبهم لفلسطين".

    واستطرد التقرير قائلا "لا ينظر القطريون لمباراة نهائي كأس العالم على أنها نهاية، بل بداية جديدة للمضي قدما وتحقيق إنجازات أخرى"... مشيرا إلى أن "رئيس الفيفا اعتبر أن بطولة قطر هي الأفضل في التاريخ، لكن ذلك لا يخفي أبدا حقيقة أنها البطولة الأكثر إثارة للجدل".

    وفي هذا الإطار، قال دانييل رايش "Danyel Reiche" البروفسور الألماني في جامعة جورجتاون الدوحة "إن نجاح قطر في استضافة وتنظيم العديد من الفعاليات والبطولات الرياضية مثل دورة الألعاب الآسيوية، وكأس العالم لليد، وكأس العالم لكرة القدم الآن، يعكس أهمية الرياضة بالنسبة لقطر كأداة سياسية مهمة لبقاء الدولة".

    وجاء في تقرير آخر للتلفزيون الألماني "لقد جرى مونديال قطر بأجواء خيالية بعيدا عن كل المشكلات التي أثيرت حوله، ولقد أرادت قطر لهذه البطولة أن تبقى عالقة في أذهان من حضرها، وقد أعجب الجميع بمن فيهم الجماهير الأوروبية بما شاهدوه من تنظيم سلس لهذا الحدث".

    وتابع التقرير، الذي ورد ضمن برنامج MOMA، "لقد طغت الأجواء الكرنفالية على كل شيء بما في ذلك سوق واقف، وقطارات المترو التي شهدت احتفالات الجماهير التي تمكنت من حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد".

    وذكر تقرير لتلفزيون فرنسا 24 "France 24"، أنه بعد مضي شهر من تسليط أنظار العالم عليها واكتمال تنظيم أحد أكبر أحداث العالم في قلب الصحراء، كانت قطر الفائز الآخر في هذا الحدث"، معتبرا أن "هذه النسخة هي واحدة من البطولات الأكثر نجاحا على المستوى التنظيمي من خلال سهولة الوصول إلى الملاعب والأجواء الحماسية التي خلت من الحواجز بين المشجعين".

    وأضاف التقرير الذي جاء تحت عنوان "بطولة العالم 2022: هل نجحت قطر في رهانها؟" أن "المشجعين الفرنسيين الذين وفدوا إلى قطر يرون أن الدولة نجحت في تنظيم هذه البطولة نجاحا كاملا"، حيث قال أحدهم "إن الاستقبال حار والتنظيم رائع"، بينما تقول مشجعة أخرى، "إن كل ما كنا نردده عن القطريين كان خاطئا فقد زرنا بعض القطريين في بيوتهم وقاموا بدعوتنا على العشاء والغداء، وكان الأمر استثنائيا".

    وفي هذا الإطار، قال الكاتب الفرنسي فريدريك شاريون " frederic Charillon "إن المونديال جرى بصورة طبيعية وبهذا تكون قطر قد كسبت الرهان، ولا شيء يوحي بعودة الجدل مستقبلا حولها".

    أما تلفزيون الميادين اللبناني قال في تقرير له، إن "ختام المونديال طوى معه صفحة طويلة من الانتقادات، وفاز مونديال قطر بلقب أفضل نسخة تنظيما واستضافة، وفاز العرب بفرض هويتهم رغم كل سياسات التهشيم والتهميش".

    وأضاف التقرير الذي ورد ضمن برنامج الرياضية أن "الدوحة ترى صبيحة إسدال الستار عن المنافسات، أنها حققت مكاسب كثيرة، حيث أبهرت بتوقيعها المشهد الختامي لمونديال الاعتزاز بالقيم والمبادئ وعرس الانتصار للهوية الثقافية العربية".

    وأردف التقرير أن "نسخة المونديال تضمنت هوية بصرية تعكس أهداف اللجنة المنظمة، وأعمالا فنية تحفر في وجدان الجمهور رسائل كتبت بحبر عنابي وبنية تحتية تؤسس لمشروع الدولة ما بعد المونديال، فاستاد البيت حاكى المضيف العربي بما يرمز إليه من كرم الضيافة، وملعب الثمامة حاكى بتصميمه الطاقية العربية التي تلبس تحت الغترة والعقال كرمز لنضج الشاب العربي وبلوغه مرحلة الرجولة، والبشت ارتداه ميسي قبل رفع الكأس كعريس عربي في ليلة زفافه، وبعث حفلا الافتتاح والختام برسائل تدعو للمساواة ونبذ الرذائل والدعوة للمحبة والتآخي بلغة عربية فصيحة نطقت بها فيفا لغة رسمية".

    وخلص التقرير إلى القول "كلها إشارات ورموز ثبتت أمام المجتمعات أواصر الترابط العربي والأسري والعشائري وكرست المعاني القيمية للحضارة العربية وأبعادها الثقافية مقابل الحملات الغربية المدفوعة لتفتيت المجتمعات وضرب نسيجها باسم حريات ملغومة وشعارات زائفة".

    وبدوره، قال اللاعب التونسي السابق والمحلل الرياضي حاليا نوفل بن يوسف، إن "مونديال قطر 2022 هو أفضل بطولات كأس العالم لكرة القدم التي جرت حتى الآن".

    وأضاف بن يوسف في حديث لتلفزيون فرنسا 24 "France 24 " قائلا: "نحن كعرب فخورون بكأس العالم هذه حيث أظهرنا للعالم ما الذي بإمكاننا فعله، وقد كشفت المنتخبات العربية والإفريقية عن المستوى الكبير الذي بإمكانها أن تصل إليه"، مضيفا أن "الجماهير العربية والإفريقية كان لها حضور في هذا المونديال الذي لم يحدث أي مشكلة وكان كل شيء فيه مرتبا بشكل جيد".

    وختم قائلا "لا يسعنا سوى أن نشكر قطر والقطريين على الدور الذي قاموا به في تسييرهم لهذه البطولة".

    ومن ناحيته، شدد الكاتب الروسي Yuri Sigov في مقال بصحيفة "Nezavisimaya Gazeta" الروسية بعنوان "العالم بعد قطر"، على أن قطر حققت هدفها وكانت في مركز اهتمام الجميع في العالم سواء أولئك الذين انتقدوها بدافع العادات أو أولئك الذين أعجبوا بناطحات السحاب ومترو الأنفاق في الدوحة الذي يشير لنموذج القرن الثاني والعشرين، وبين أولئك الذين أطلقوا بشكل خارج عن المألوف على مونديال 2022 بأنه الأفضل في التاريخ.

    وأشار الكاتب إلى أن هذه البطولة أعطت درسا مهما للبشرية جمعاء، وليس فقط لمشجعي كرة القدم، وهو أنه بغض النظر عن من يفوز ومن يخسر في مثل هذه البطولات فإن كرة القدم كونها أكثر الأعمال التجارية ربحية وشعبية تعد عيدا كبيرا وأحيانا مجرد فرح وحزن معا بالتساوي، وأيضا الشعور بالعواطف الإيجابية التي لا يمكن وصفها غالبا والتي بدونها يفقد الشخص معاني كثيرة لوجوده .