search

    قطر 2022.. مونديال عظيم في بلد عظيم

    قنا

    إذا كان العالم قد أجمع على أن كأس العالم FIFA قطر 2022 نسخة عظيمة، فإن ذلك تأكيد على أن دولة قطر قامت بإنجاز عظيم وسخرت إمكانيات هائلة، وبذلت جهودا مضنية على مدار 12 عاما من أجل أن تخرج المونديال بتلك الصورة التي أذهلت العالم، وجعلت الجميع يقر بأن الحدث كان وما زال استثنائيا.

    الحديث عن المونديال الأنجح في التاريخ، وبمعزل عن ريادة الدولة المضيفة وتفوقها على الكثير من أقرانها ممن نظموا كأس العالم من قبل، يبدو للوهلة الأولى طرحا مستغربا لدى المنصفين، لكن إذا عُرف السبب بطل العجب، ففي الوقت الذي رسخت النسخة الحالية ما تملكه المنطقة العربية من إمكانيات وعقول وفكر وحضارة وتطور ورقي، دفع إلى تغيير الكثير من المفاهيم المغلوطة التي بلورها البعض دون سابق معرفة.. فإن هناك من يواصل السباحة ضد التيار بذات مفاهيم الغطرسة والغرور، دون الانصياع لواقع أكده العالم الذي أبدى تقديرا واحتراما لقطر وأقر لها ولأبنائها ومؤسساتها بالإعجاز.

    ولسنا نحن دعاة الاستغراب من طرح يتحدث عن خروج كأس العالم FIFA قطر بشكل مذهل، لكنه يحاول في الوقت نفسه طمس حق الدولة التي قدمت البطولة بتلك الصورة التي يشار إليها بالبنان، بل هناك مجموعة من الصحفيين الذين يعملون في جهات عالمية وازنة يؤكدون أن قطر هي التي صنعت الإعجاز حتى ظهر المونديال بتلك الصورة المثالية الرائعة.

    ويؤكد الدكتور طارق محمد يوسف، مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، أن الحملات الإعلامية الغربية ضد مونديال قطر تعكس نبرة فوقية وعنصرية وتبرهن على غياب الموضوعية والمهنية عندما يتعلق الأمر بدولة قطر.

    وانتقد يوسف، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، ما تنشره بعض الصحف الغربية من مغالطات حول المونديال، قائلا إن "هذه الصحف فقدت مصداقيتها في تغطية أخبار قطر منذ زمن طويل، وهي بكتابها ومحرريها في العموم يتعاملون مع الشأن القطري بانحياز واضح وتغطية تغيب فيها أي موضوعية وتغلب عليها أحيانا النبرة الفوقية العنصرية".

    وأضاف "تؤكد هذه الحملات فكرة أن الانحياز ضد دولة قطر لن يغيره شيء مهما كانت سياساتها وخياراتها، فالحكم عليها مبدئي من الأساس والاستعداد للهجوم علي أي شي متصل بها مستمر".

    وأشار الدكتور طارق يوسف إلى أن الأسئلة المهمة المطروحة الآن: هل يتم الزج بالمنطقة في الحروب الثقافية الداخلية التي تمزق الغرب؟ وهل تحاول أطراف غربية فرض قيمها وخياراتها على الشعوب الأخرى؟ وهل هي حملات ممنهجة مأجورة لغرض ابتزاز دولة قطر ودول المنطقة؟وقال "أنا أميل للسؤالين الأولين والمتعلقين بمحاولات الزج بالمنطقة في حروب ثقافية، وأن هناك أطرافا غربية تحاول فرض خياراتها على المنطقة"، مضيفا "لا شك أن كافة الأسباب لهذه الحملات ستتضح لاحقا".

    من جانبها، تقول السيدة تريسي هولمز الصحفية الأسترالية التي تعمل في هيئة البث الأسترالية /ABC/ في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن المونديال بطولة عظيمة بحق، وعلامة فارقة في تاريخ كؤوس العالم، فما قدمته قطر يعتبر أمرا مذهلا قاد إلى جعل البطولة استثنائية، وما يجعلني أؤكد على قيمة العمل العظيم الذي قدمته قطر.

    وتضيف تريسي: "لقد كتبت مقالا بعنوان: كأس العالم FIFA قطر 2022 ليست كما تعتقدون، أعرف أن هذا الطرح لن يعجب البعض خصوصا أولئك الذين لم تسر توقعاتهم الموثقة في مقالاتهم، مع الحقيقة الدامغة التي شهدها العالم وشهدتها أنا شخصيا.. لقد توقعوا مونديالا كارثيا، وانتظروا حدوث الكثير من المشاكل، وألا تسير الكثير من الأمور كما يجب، ما يسبب إرباكا كبيرا، لكن في النهاية لم يحدث أي شيء مما توقعوا، وهذا في الحقيقة أغاظهم".

    ومضت السيدة تريسي: "المسألة ليست حكما على أمر نسبي يراه كل طرف من زاوية مختلفة، بل هي حقيقة دامغة، للأسف لا يريد البعض أن يعترف بها، وهي التي تقول إن مدينة واحدة تقريبا استضافت كأس العالم دون أية مشاكل على مستوى الزحام، بخطة تنقل محكمة، إلى جانب ما تم تشييده من ملاعب تعتبر من طراز عصري فريد، وبنى تحتية متطورة، وبمستوى أمن عال جدا يشعر الجميع بالأمان دون أية مخاوف عاشتها الجماهير في عديد النسخ السابقة، وعشت شخصيا جزءا منها في السابق، هذا إلى جانب شعب مضياف يرحب بالجميع، كما أن البطولة لم تكن لفئة أو لعرق أو لون، بل كانت للجميع، حتى امتزجت الثقافات وانصهرت لتخلق أجواء أقل ما يقال عنها إنها رائعة".

    وعن النواحي الفنية، قالت تريسي: "لقد كانت بطولة فريدة من نوعها أيضا، فها نحن أمام نهائي يجسد صراعا بين جيل سابق يقوده نجم بحجم ليونيل ميسي الذي جاء يحمل التاريخ، ونجم مثل كيليان مبابي الذي يمثل المستقبل، ناهيك عن قصة المنتخب المغربي والمفاجأة المدوية التي جاء بها، لقد كان كل شيء استثنائيا بحق".

    بدوره، قال السيد أغوستو ميلو الصحفي البرازيلي الذي عمل مع وكالة الأنباء الفرنسية /فرانس برس/: "كأس العالم FIFA قطر 2022 كانت ناجحة بشكل كبير وواضح للجميع، التنظيم كان محكما ومثاليا من جميع النواحي، خصوصا على مستوى التنقل بسلاسة للوصول إلى الملاعب بدون سفر طويل كون البطولة أقيمت في منطقة جغرافية صغيرة، وهذا بحد ذاته كان تحديا كبيرا، لكنه على أرض الواقع أصبح ميزة".

    وأضاف: "لقد وجدنا هنا في قطر أفضل بكثير مما كنا نتوقع، عطفا على ما كنا نسمع أو نقرأ، لقد وجدنا بلدا عصريا، بشعب طيب مضياف ويحب المساعدة، وحظينا بالعون من الجميع خصوصا المنظمين ورجال الأمن والمتطوعين، يمكنني القول إن المونديال كان رائعا من جميع النواحي، وأقيم في المكان المناسب، لقد استمتع الجميع".

    وختم ميلو بالقول إن هذا المونديال حمل الكثير من المفاجآت من النواحي الفنية والنتائج غير المتوقعة، هذا بالإضافة إلى ما صنعه ميسي في سن الـ 35، حيث لم يسبق للاعب أن قاد منتخب بلاده إلى النهائي بهذه السن، ربما زين الدين زيدان فعل الشيء نفسه في 2006 ولكنه كان في الرابعة والثلاثين آنذاك.

    أما السيد جوناثان نورث كرافت الصحفي الإنجليزي من صحيفة صنداي تايمز الإنجليزية، فقد أكد في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن كأس العالم في قطر كانت ناجحة جدا ومنظمة بشكل مميز، مشيرا إلى أن البطولة عرفت ميزة متفردة كونها تقام في منطقة جغرافية واحدة الأمر الذي كان مثاليا بالنسبة للاعبين والجماهير وكذلك للصحفيين.

    وأضاف أن البطولة أقيمت على ملاعب رائعة وبنى تحتية جيدة جدا، ووسائل نقل عصرية وفرت سهولة كبيرة في التنقل للجميع، كانت أكثر بطولة استمتعت بها، حيث تعرفت على الدوحة رغم انشغالي الكبير بعملي، لقد استمتعت بالطعام العربي المختلف.

    وعن نجاح المونديال الذي يقام في المنطقة العربية للمرة الأولى، قال كرافت: "لقد كانت بطولة ناجحة بكل المقاييس، لقد أبرزت دولة قطر نفسها للعالم، واستطاعت أن تقدم نسخة مثالية من المونديال، من الجيد أن نرى كأس العالم تقام على أرض عربية وفي بلد مسلم، لدي الكثير من الأصدقاء المسلمين هناك حيث أقيم في مدينة ليستر، وأعرف مدى الفخر الذي يشعرون به بسبب تنظيم قطر للمونديال".

    أما الصحفي البولندي كولسوت كاميل من صحيفة "رزيكزبوسبوليتا" البولندية، فقد أكد أن النجاح الذي حققته قطر في استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022 لم يفاجئه على المستوى الشخصي، جراء الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها دولة قطر، معتبرا أن خروج البطولة بتلك الصورة المثالية كان أمرا متوقعا.

    وقال كاميل: "ليس هناك من شيء يمكن أن يقال عن التنظيم الذي خرج ناجحا بشكل واضح في ظل وجود ملاعب جديدة بنيت خصيصا للحدث إلى جانب بنى تحتية أخرى، كل شيء سار كما هو مخطط له، التنقل كان سهلا ويسيرا، واعتقد أن قطر كدولة تملك الإمكانيات الكبيرة.

    وأضاف كاميل "سمعنا الكثير عن قطر قبل أن نأتي إلى هنا، وقرأنا الكثير من المقالات التي تشكك في أحقية البلد في استضافة كأس العالم، ومن وجهة نظري كانت مقالات صحفية تفتقد إلى المهنية لأنها تستند على أسس تمييزية بحتة وهذا الأمر ليس صحيحا، كما قرأنا أشياء أخرى عن حقوق العمال وعن أمور تمييزية أخرى، لكننا على أرض الواقع لم نر شيئا من هذا، إن التقدم الذي أحرزته قطر في مجال حقوق العمال يجعلها تسبق دولا أخرى في المنطقة أو في القارة الآسيوية".