search

    قطر 2022..المونديال نجح في تعريف المشجعين بوجه جديد من الثقافة العربية

    قنا

    نجح كأس العالم FIFA قطر 2022، في جمع الشعوب على اختلاف مشاربها، واستطاع أن يعرف العديد من المشجعين من مختلف دول العالم بوجه جديد من الثقافة العربية، وأن يساهم في التعرف على ثقافة كانت مجهولة للكثير منهم.

        لقد أثبتت هذه النسخة من المونديال أن نجاحات الأمم لا تأتي من المساحات الشاسعة، ولا في كثرة تعداد السكان بل بالعمل الدؤوب المتواصل، كما أنها تجربة كشفت عن إمكانية تحقيق الأحلام في حال توفرت القدرة على الصمود والمثابرة على الوصول، والعزيمة لتفتيت كل الصعاب والتحديات.

    ولعل من أهم ما ميز هذه النسخة من كأس العالم، هو ذلك الشعور بالترحاب البادي على وجوه رجال الشرطة والأجهزة الأمنية المختلفة، ومن العاملين في مجال التوجيه سواء على الطرق العامة، أو في محطات المترو، أو في المطارات، وفي جميع مواقع الفعاليات، والحرص الزائد منهم من أجل تقديم يد العون، وتوفير سبل الراحة للكل بدون فرز، وتوفير الأمن والأمان لكل المشجعين.

      جاء ذلك في إطار الإشادات الدولية المتواصلة بالتنظيم الرائع لبطولة لكأس العالم FIFA قطر 2022، حيث نوهت شخصيات سياسية دولية وصحفيون من مؤسسات إعلامية عديدة، وتقارير لوسائل إعلام عالمية بالتنظيم المذهل، الذي لم يكن وليد الصدفة، وإنما نتيجة عمل متواصل وجهد كبير استغرق 12 عاما ليتحقق.

      وفي هذا السياق، عبر ماوريسيو ماكري، الرئيس الأرجنتيني السابق، عن انبهاره بما عرفته دولة قطر من تطور خلال العقود الأخيرة، قائلا إن "قطر تمضي في تطور استثنائي. الحركة التحديثية قوية للغاية.. إنهم يحققون تطورا، وكل شيء يجري قياسه وتقييمه وتدريبه".

    وأضاف في حديثه لإحدى الإذاعات الأرجنتينية /كادينا روزاريو/، أن البنى التحتية التي أنشأتها قطر خلال الأربعين عاما الأخيرة، وخصوصا خلال الفترة ما قبل المونديال مثل /لوسيل/ و/الخليج الغربي/ تعطي بارقة أمل لأن يحقق الآخرون ما حققته قطر، واصفا -في الوقت نفسه- الحملات الأوروبية ضد قطر بأنها تفتقر للعدل.. هناك بالفعل عملية تطور في كل هذه المنطقة التي تمتلك ثقافة مختلفة، يمكن العيش هنا في حرية تامة، كما أنه جرى التعامل معنا بانفتاح تام، ولم تحدث أي مشاكل حتى مع وجود هذا العدد الكبير من المشجعين في مكان واحد.

     بدوره، قال نويل لوغريت، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، إن لاعبي جميع المنتخبات التي شاركت بالبطولة خاضوا مبارياتهم حتى الآن في ظروف رائعة وعلى ملاعب ساحرة، لنشهد بذلك تنظيما مذهلا، هذا إلى جانب أن المسافات بين الملاعب لم تكن كبيرة، وهو ما أشعر جميع اللاعبين بارتياح كبير.

     من جانبه، أكد كرواساندو الصحفي الفرنسي في قناة /بي أف أم/ الفرنسية، أن دعوات المقاطعة لكأس العالم في قطر أخفقت بشكل كامل.. ورأينا كيف وصلت أعداد مشاهدات المونديال في فرنسا إلى أكثر من 20 مليون.

     ولفت إلى أن قطر باتت تتمتع بسمعة جيدة، بعد أن نظمت المونديال الرائع والاستثنائي، وستبقى الصورة الوحيدة العالقة في الأذهان لفترة طويلة وفي التاريخ، هي أن قطر نظمت كأس العالم بشكل ناجح وغير مسبوق.

      من جهته، اعتبر آليجاندرو كارسيا عميد جامعة روزاريو الكولومبية أن تنظيم كأس العالم في قطر سمح للعالم أجمع بمعرفة موارده الطبيعية المبهرة والهندسة المعمارية والابتكار التكنولوجي، بالإضافة إلى لطف وطيبة القطريين.

     واستعرض كارسيا في مقال نشرته صحيفة /سمانا/ الكولومبية تحت عنوان "دروس مونديال قطر 2022"، ما صاحب المونديال من اتهامات موجهة لقطر، حيث قال إن هذه الاتهامات أعطت فرصة رائعة لدولة قطر، ليس فقط للرد عليها، ولكن أيضا للمضي في أجندة تشكل مثالا على كيفية أن إظهار احترام ثقافة الآخر هو الثراء الحقيقي لبلد ما.

    وحول الصورة النمطية التي رسمها الإعلام الغربي عن العالم العربي، قال مايك شلهوب موفد تلفزيون /الميادين/ اللبناني إلى الدوحة إن مونديال قطر ساهم في تغيير الصورة النمطية السيئة التي رسمها الإعلام الغربي عن العالم العربي، مضيفا أنه مع مرور أيام المونديال بدأت حدّة الانتقادات لهذه النسخة من البطولة تخفّ وتتلاشى.

    وأضاف شلهوب، خلال مداخلة مع برنامج /ميدان المونديال/، أنّ قرار منع الكحول داخل وفي محيط الملاعب كان من النقاط التي أثارت جدلا كبيرا مع بداية البطولة، لكن مع مرور الأيام تغيرت وجهة نظر المشجعين والإعلاميين الذين أصبحوا يعتبرون أنّ هذا القرار جعل هذا المونديال أكثر أمنا ومتعة، نظرا لعدم حدوث أي اشتباكات بين الجماهير سواء داخل أو خارج الملاعب.

      وذكر أن هذا المونديال ساهم في التعريف بالقضية الفلسطينية من خلال الوجود المكثف لعلم فلسطين لدى الجماهير، وهو ما جعل المراسلين الأوروبيين يتعاطفون أكثر مع هذه القضية، وبالتالي نجح مونديال قطر في تغيير الصورة النمطية عن الشرق والعرب عند الأوروبيين.

    وفي صحيفة /الرؤية/ العمانية تحت عنوان "المخفي في مونديال قطر"، كتب محمد أحمد سلامة أنه بعيدا عن الربح المادي والكسب الكروي نجحت دولة قطر في أهم ما فشلت فيه عدد من التجمعات السياسية والاقتصادية العربية حيث استطاعت قطر من خلال هذا المونديال جمع الشعوب على اختلاف مشاربها، ووحدت المشاعر، وعكست إمكانية التعايش السلمي بين الدول كافة، كما استطاعت أن تعكس الوجه الحقيقي للإسلام والمسلمين وللنزعة العربية المحبة للسلام.

    وأضاف: أبهرتنا دولة قطر بتنظيم يرتقي تماما بل ويتفوق في بعض الأحيان لمستوى هذا الحدث الكبير، كما أدخلت قطر جميع الدول التي تفكر في استضافة النسخ القادمة من كأس العالم في تحد قد يصعب مواجهته.