search

    حصيلة دور الـ 16 .. المغرب يكتب تاريخا جديدا ويعبر مع الثمانية الكبار

    وكالة الأنباء القطرية

    رفض المنتخب المغربي ما فرضه الكبار في نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 وحجز لنفسه مقعدا في الدور ربع النهائي عن جدارة، معيدا كتابة تاريخ المشاركات العربية في المونديال بعدما بات المنتخب العربي الأول الذي يصل إلى دور الثمانية في إنجاز سيبقى عالقا في الأذهان خصوصا وأنه جاء على حساب المنتخب الإسباني بفارق ركلات الترجيح (3 - صفر) بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.

    وباستثناء المفاجأة المدوية التي جاء بها /أسود الأطلس/ بإقصاء أحد المرشحين لنيل اللقب، فقد ساد المنطق في دور الـ16 بعدما تم إخماد جل المفاجآت التي شهدها دور المجموعات، فكان عبور المنتخبات السبعة الأخرى إلى الدور ربع النهائي الذي ينطلق يوم /الجمعة المقبل/، آمنا بوضع حد لمغامرات الطامحين في استكمال المشوار.

    ملامح السباق نحو اللقب، اتضحت بمسارين متوازيين، يضم المسار الأول منتخبات هولندا والأرجنتين وكرواتيا والبرازيل من أجل مقعد في نصف النهائي الأول، والمسار الثاني يضم منتخبات إنجلترا وفرنسا والمغرب والبرتغال، سعيا لبلوغ نصف النهائي الثاني، وسط صدامات كبيرة متوقعة في حال انسحبت النتائج في الدور المقبل على ذات الترشيحات المسبقة، وبالتالي تزداد عمليات التكهن صعوبة لتبدو في أضيق الحدود بقدرة أي من المتنافسين على الفوز واستكمال المشوار في ظل فوارق فنية تكاد لا تذكر بين المنتخبات الثمانية.

    لم يدر في خلد أحد أن المنتخب المغربي سيكون قادرا على إيقاف المنتخب الإسباني الذي جاء مرشحا فوق العادة للظفر باللقب معولا على التاريخ والعراقة والأسماء الوازنة في صفوفه، هذا إلى جانب مدرسة الاستحواذ التي يتفرد بها عن غيره، وطالما جعلته صاحب الكفة الراجحة حتى وإن واجه منتخبات كبيرة.

    ولكن المنتخب المغربي ضرب بكل تلك الاعتبارات عرض الحائط، عندما آمن المدرب وليد الركراكي وأشباله بحظوظهم حتى وإن كانت ضئيلة وفقا للمراقبين والمتابعين، في ظل حديث عن فوارق فنية كبيرة، فتبنوا أسلوبا تكتيكيا اعتمد على الصلابة الدفاعية والروح القتالية والصبر في مواجهة الضغوط التي فرضها المنافس، فكان تأخر لاعبي المدرب لويس إنريكي بالوصول إلى شباك الحارس ياسين بونو بمثابة زرع للشك في قدرتهم على الفوز.

    المنتخب المغربي حاول الاعتماد على الهجوم المرتد لمباغتة المنتخب الإسباني، لكن عدم النجاح في التسجيل لم يكن يعني الفشل في تنفيذ الخطة التي اعتمدت في شقها الثاني على جر المباراة إلى الأوقات الإضافية ثم إلى ركلات الترجيح، حتى كان للأسود ما أرادوا، فجاءت المفاجأة الأخرى والتي تمثلت بالتحضير المثالي لتلك الركلات حتى أن المنتخب الإسباني عجز عن الوصول لشباك بونو من خلالها، فذاد الرجل عن عرينه ببسالة مانحا المنتخب المغربي بطاقة العبور التاريخية إلى الدور ربع النهائي.

    وعلى ذات المسار كان المنتخب البرتغالي يدحض كل مزاعم تواضع مستواه عقب الخسارة أمام كوريا الجنوبية في ختام دور المجموعات، ليؤمن مقعد الدور ربع النهائي للمرة الثالثة في تاريخه بعد فوز صريح وعريض بستة أهداف لهدف على المنتخب السويسري الذي انهار بطريقة غير متوقعة أمام رفاق كريستيانو رونالدو الذي لم يبدأ أساسيا.

    المنتخب البرتغالي ضرب موعدا مع المنتخب المغربي /مفاجأة كأس العالم السارة/ لكن دون مركب نقص للمنتخب العربي الذي سيدخل المواجهة بالذكرى التاريخية عندما فاز على ذات المنافس بثلاثة أهدف لهدف يوم 11 يونيو عام 1986 وهو الانتصار الذي منح أسود الأطلس آنذاك بطاقة العبور إلى الدور الثاني من مونديال المكسيك، في ذكرى الإنجاز العربي الأول بالعبور إلى ثمن النهائي.

    المنتخب الأرجنتيني الذي استفاد من كبوة الاستهلال أمام السعودية، فجعلته الخسارة أكثر صلابة وقوة، مضى بثقة نحو الدور ربع النهائي بعدما أحبط مخططا أستراليا للعودة من بعيد وفرض أوقات إضافية، ليؤمن الانتصار المستحق بهدفين مقابل هدف، كي يعبر للمرة العاشرة في تاريخه إلى هذا الدور.

    ورغم العناد الذي أبداه المنتخب الأسترالي الذي كان وصوله إلى هذا الدور رفقة فرنسا مفاجأة، إلا أن النجم ليونيل ميسي ورفاقه أوجدوا الحلول فتقدموا مرتين، دون أن يشفع التقليص المتأخر للأستراليين في العودة إلى المباراة بعدما صمد الأرجنتينيون وحققوا المطلوب.

    وقبل أن تحجز الأرجنتين مقعدها في الدور الثاني، كان المنتخب الهولندي يؤكد الطموحات الكبيرة في النسخة الحالية، متجاهلا بعض الانتقادات التي طالته عطفا على المستويات التي قدمها في الدور الأول رغم صدارة المجموعة، ليسجل انتصارا صريحا على منتخب الولايات المتحدة بثلاثة أهداف لهدف بمساعدة نجم برشلونة ممفيس ديباي الذي مهد طريق العبور بهدف مبكر، دون أن يقوى المنتخب الأمريكي على العودة رغم التقلص، بعدما أمّن منتخب الطواحين التأهل بهدف ثالث.

    المسار التنافسي أنجب مواجهة عريقة بين المنتخبين الأرجنتيني والهولندي في مشهد ينسخ صراعا تاريخيا بين الطرفين في المونديال بدأ في ألمانيا عام 1974 وتكرر في أربع مناسبات آخرها في مونديال ألمانيا 2006 قبل أن يتجدد في قطر 2022 وسط ذكريات ملاحم رائعة أبرزها تلك المواجهة التي جرت في فرنسا 1998 عندما فاز الهولنديون بهدفين لهدف.

    بدد المنتخب الفرنسي حامل اللقب كل الشكوك بمستواه عقب الخسارة التي مني بها من المنتخب التونسي في ختام دور المجموعات، حيث استعاد كامل العافية خصوصا وأنه واجه المنتخب البولندي بالتشكيل المثالي، ليحقق الفوز المستحق بثلاثة أهداف لهدف ومواصلا رحلة الدفاع عن اللقب الذي ظفر به في روسيا 2018.

    النجم كليان مبابي كان السلاح الفاعل الذي ساعد /الديوك/ على طي عناد المنتخب البولندي الذي صمد حتى أواخر الشوط الأول، ليصنع مبابي الهدف الأول بتمريرة لجيرو قبل أن يسجل الهدفين الثاني والثالث بطريقة رائعة وبماركة مسجلة باسمه على مستوى الأسلوب، دون أن يمنع هدف ليفاندوفسكي في الوقت بدل الضائع منتخب بولندا من وداع المونديال من الدور ثمن النهائي. بدوره أثبت المنتخب الإنجليزي أنه رقم صعب في المونديال ومرشح فوق العادة للمنافسة على اللقب بعد طول غياب عن مشهد التتويج، بعدما أنهى مغامرة المنتخب السنغالي بفوز صريح وبثلاثية نظيفة.

    ورغم الصمود الذي أظهره بطل إفريقيا، إلا أن وصيف النسخة الأخيرة من كأس الأمم الأوروبية، استطاع أن يوجد الحلول بالترسانة الكبيرة التي يملكها من نجوم بارزة تنشط في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يعد الأقوى في العالم، فمهد نجم ليفربول جوردن هندرسون طريق الفوز بهدف أول، قبل أن يعزز هداف النسخة الماضية من المونديال هاري كين النتيجة بهدف ثان أثقل كاهل السنغاليين، في حين أمن بوكايو ساكا الانتصار بهدف ثالث.

    أنظار العالم ستكون شاخصة على مواجهة من العيار الثقيل في الدور ربع النهائي تجمع المنتخبين الفرنسي والإنجليزي، وهي المباراة التي تعد من كلاسيكيات كرة القدم قياسا لتاريخ المنتخبين وحضورهما في كأس العالم بغض النظر عن قلة المواجهات بينهما في المونديال والتي اقتصرت على لقاءين الأول كان في نسخة العام 1966 انتصر فيها المنتخب الإنجليزي المستضيف آنذاك بهدفين دون رد، قبل أن يمضي لتحقيق لقبه الوحيد، فيما كانت الثانية في مونديال 1982 وفاز الإنجليز أيضا بثلاثية مقابل هدف، بيد أن المواجهة في هذا الدور تعد صداما مبكرا بين مرشحين للفوز بلقب مونديال قطر 2022.

    عانى المنتخب الكرواتي وصيف بطل العالم في روسيا 2018 الأمرين قبل أن يضع حدا لسلسلة مفاجآت يابانية ظلت مثار حديث العالم، بعما تفوق الساموراي في الدور الأول على بطلين سابقين للعالم هما ألمانيا وإسبانيا تواليا، ليحكم على المنتخب الألماني مغادرة كأس العالم من دور المجموعات وهو يجر أذيال الخيبة.

    المنتخب الياباني صنع نصف مفاجأة عندما تقدم في الشوط الأول، لكن الخبرة منحت المنتخب الكرواتي القدرة على العودة، لتبقى المباراة سجالا وسط بعض الأفضلية اليابانية سواء في الوقت الأصلي أو الإضافي، ليحتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي لم يكن فيها اليابانيون بكامل التركيز ليخسروا بهدف لثلاثة ويخرجوا من المونديال برأس مرفوعة.

    ونثر المنتخب البرازيلي في المباراة الموالية السحر أمام كوريا الجنوبية، مسجلا العرض الأفضل له في البطولة، كاشفا عن ملامح بطل قادر على الوصول إلى اللقب السادس في تاريخه خصوصا بعدما استعاد بعض النجوم على غرار نيمار الذي قدم مستوى طيبا واختير أفضل لاعب في المباراة.

    الحسم كان شعار منتخب /السامبا/ في مواجهة منتخب كوري جنوبي كان إحدى مفاجآت الدور الأول، فسجل مبكرا مجبرا المنافس على الخروج من مناطقه، ليدفع رفاق النجم سون هيونغ مين الثمن غاليا بقبول رباعية خلال 34 دقيقة فقط تناوب على تسجيلها كل من فينيسيوس جونيور ونيمار ولوكاس باكيتا وريتشارلسون.

    وضرب أشبال المدرب البرازيلي تيتي موعدا مع كرواتيا في ربع النهائي، وسط ترشيحات "على الورق" بالعبور إلى الدور نصف النهائي، عطفا على الصورة التي ظهر عليها المنتخبان في الدور ثمن النهائي، ناهيك عن التاريخ الذي يصب في صالح المنتخب البرازيلي الذي تفوق على كرواتيا في المواجهتين السابقتين بهدف دون رد في ألمانيا 2006 وثلاثة أهدف لهدف في مونديال البرازيل 2014