search

    تجاوز الماتادور الإسباني حلم يراود أسود الأطلس

    قنا

    سيكون المنتخب المغربي الأول لكرة القدم على موعد مع إعادة كتابة تاريخ المشاركات العربية في المونديال، إذا ما استطاع بلوغ الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم قطر 2022، وذلك في حال فوزه على حساب الماتادور الإسباني في المباراة التي ستجمع بينهما بعد غدٍ /الثلاثاء/ في دور الـ16 بالبطولة، ليكون أول منتخب عربي يحظى بهذا الشرف، تماماً عندما كان أول منتخب عربي يتأهل إلى الدور الثاني، وذلك في مونديال 1986.

    ولا يقاس حجم الإنجاز الجديد بطول فترة الانتظار التي دامت أكثر من 36 عاماً، كي ينسخ /أسود الأطلس/ ما فعلوه في المكسيك إبان أمسيات رمضانية ما زالت عالقة في أذهان العرب الذين عاصروا تلك الملحمة، ومنهم من رواها للأجيال اللاحقة، لكن العبور إلى الدور الثاني من مونديال 2022 بدا مختلفاً بخصوصية المضمون والشكل والمذاق.

    خصوصية المضمون كانت في اللسان العربي في مونديال يُقام على أرض عربية للمرة الأولى، فحمل التأهل المغربي حزمة أخرى من رسائل مفادها أن التميز العربي في التنظيم المبهر والتطور المذهل الذي بات عليه العرب، يوازيه حضور فني تنافسي عال المستوى، أما الشكل فقد كان بروعة مشاهد الفرح العارم التي تجسّدت بالحضور الجماهيري الغفير في استاد الثمامة الذي زُف منه المنتخب المغربي نحو الدور الثاني، قبل أن تعم الفرحة كل أرجاء الوطن العربي.

    أما المذاق فجاءت حلاوته من الاستحقاق الكبير في حجز مقعد ثُمن النهائي، فلم يكن العبور محض صُدفة أو ضربة حظ، بل تسيّد بجدارة مجموعة كان الحديث عن إمكانية صدارتها قبل المونديال ضرباً من الخيال، لوجود منتخبين من طراز عالٍ جداً، الأول كرواتي جاء إلى المنافسة وصيفاً للنسخة الماضية، والثاني بلجيكي احتل المركز الثالث في روسيا 2018 وتصدّر التصنيف الصادر عن الاتحاد الدولي لعامين متتاليين، قبل أن يتراجع إلى المركز الثاني في التصنيف الأخير الصادر قبل المونديال، هذا إلى جانب منتخب كندي شاب طموح يملك جيلًا استثنائياً، والمحصّلة كانت متفرّدة أيضاً، فهي المرة الأولى التي يتأهل فيها منتخب عربي وحتى إفريقي إلى الدور الثاني متصدراً مجموعته وبدون أن يخسر.

    وكما قال المدرب وليد الركراكي بعد التأهل، وقبل حتى أن يعرف هوية منافسه في الدور ثمن النهائي: "من حقنا أن نحلم"، بدليل أن بلوغ ثمن النهائي على حساب بلجيكا وكرواتيا كان أشبه بحلم، لكنه تحقق بعزيمة الرجال وتفاني الأبطال، وبالتالي فإن تجاوز منتخب إسباني مدجج بالنجوم ومرشّح للتتويج باللقب، هو حلم أيضاً.. وقد يتحقق.

    المهمة لا شك صعبة، لكن النسخة الحالية من كأس العالم FIFA قطر 2022 مليئة بالدروس والعبر، ولنا في منتخبات آسيوية جاءت من غياهب المجهول، كما اليابان وكوريا الجنوبية المثل الأكبر، فالأول قهر إسبانيا نفسها في ختام دور المجموعات وبلغ الدور الثاني، في حين أنه استهل المنافسة بمفاجأة مدوية بالفوز على المنتخب الألماني، ما أجبر هذا الأخير في النهاية على الخروج من الدور الأول وهو يجر أذيال الخيبة، أما المنتخب الكوري فقد آمن بحظوظه التي لم تتعد بصيص أمل قبل مواجهة البرتغال، لكنه جاء بما كان مستحيلاً وحقق الفوز وعبر إلى الدور الثاني.