منتخب الإكوادور يعبر عن تمازج الثقافات في بلاده

وكالة الأنباء القطرية
يشارك منتخب الإكوادور في منافسات بطولة كأس العالم قطر 2022، حاملا معه أحلام الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في بلاده، خاصة وأنه يشارك في المونديال للمرة الرابعة في تاريخه.
والإكوادور دولة متعددة الثقافات والعادات نتيجة التنوع العرقي فيها، وتعتبر اللغة الإسبانية هي الأكثر استخداما فيها، حيث يتحدث بها قرابة 90 بالمئة، من السكان البالغ عددهم حوالي 16 مليون نسمة، إلى جانب لغات الهنود الحمر، ولهذا السبب هناك الكثير من المهرجانات التقليدية التي تحاكي ثقافة وأصول السكان الأصليين، والعديد من المهرجانات التي تنتمي لثقافة البحر الأبيض المتوسط نتيجة تأثير الإسبان.
وتتميز الإكوادور بتنوع ثقافي هائل بالإضافة إلى عادات وتقاليد فريدة من نوعها، حيث تتنوع الثقافات تبعا للأعراق والأصول القديمة، ففي الإكوادور، لا يوجد تنوع طبيعي كبير فحسب، بل يوجد أيضًا تنوع ثقافي واسع مع 32 ثقافة أصلية تحافظ على لغتها وعاداتها وتقاليدها، فهي مكان مهم للتعرف على الثقافات القديمة لأمريكا الجنوبية.
ولعل من أهم أكثر الثقافات الأصلية تمثيلا في الإكوادور "الأوتافالينيين Otavale?os" وهم مشهورون في جميع أنحاء العالم بمنسوجاتهم الرائعة والحرف اليدوية، ولهم لغتهم الخاصة، وهي الكيشوا، على الرغم من أنهم يتحدثون الإسبانية أيضًا، والتي يتعلمونها في المدرسة منذ الصغر، ومازالوا يتمسكون بملابسهم التقليدية، أما الثقافة الثانية "الوورانيس" فهي إحدى الثقافات الإكوادورية الأصلية، التي عاشت دائمًا منعزلة في غابات الأمازون ليستجيب بعضهم إلى الاندماج مع جوانب معينة للثقافة الغربية، في الخمسينات من القرن الماضي، مثل تعلم التحدث قليلاً من الإسبانية. ومع ذلك، فإن معظمهم يعيشون حياة تقليدية للغاية تعتمد بشكل أساسي على صيد الأسماك والصيد البري والزراعة.
والإكوادور مهد لكثير من الشعراء والكتاب مثل أوكتافيو كورديرو بالاسيوس، المتوفى عام 1930، وونزالو إسكوديرو المتوفى عام 1973، وهو شاعر ودبلوماسي، كما تعتبر بنديتي أو كورتازار مرجعًا أدبيًا أيضًا في قارة أمريكا الجنوبية. ومن أبرز كتاب الإكوادور وأدبائها خورخي ايكازا المتوفى 1978 وهو كاتب شهير روى في أعماله ثقافة السكان الأصليين لدول الأنديز في الإكوادور، بالإضافة إلى الكاتب خوسيه دي لا كوادرا المولود في 3 سبتمبر 1903، وكان كاتبًا وسياسيًا وقصصه جزء من أبرز أدبيات الواقع الاجتماعي في الإكوادور، ومن أعماله الأدبية سانجو ريماس، والكاتب ميداردو انجيل سيلفا والكاتب لويس الفريدو مارتينيز، وغيرهم من الكتاب الذين كانت لهم بصمة في الأدب والرواية.
وكما هو الحال مع العديد من البلدان، فإن الإكوادور بلد غني بالثقافة والفولكلور الذي يتخذ أشكالًا عديدة ويختلف تبعا للمناطق الفردية والمدن وحتى المباني، وقد ألهم بعض الفلكلور في الإكوادور المهرجانات بينما كرّس البعض الآخر للأساطير والمعتقدات الثقافية.
ومثل باقي دول أمريكا اللاتينية ظهر المسرح متأثرا بالإسبان في البداية معبرا عن قضايا دينية قبل القرن العشرين، ومع التطور المستمر اتجه المثقفون بعد ذلك إلي إبراز الجانب القومي في أعمالهم، فقد أصبح في القرن العشرين بمثابة القضية الأولي لغالبية المثقفين الذين استمدوا شعارهم من كلمات المفكر الكبير خوسيه مارتي التي تقول "إن الحاكم الجيد في أمريكا اللاتينية ليس من يكون على علم بكيفية الحكم بألمانيا أو فرنسا وإنما الذي يُدرك الأسس التي يحكم بها بلاده".
ولعل من أهم المسارح التاريخية مسرح بوليفار أو تياترو بوليفار، والذي تم تصميمه بشكل مبدع كمركز ثقافي لمدينة كيتو العاصمة، إلى جانب تياترو سوكري أو المسرح الوطني في ساحة بلازا ديل تياترو التاريخية في كيتو حيث احتضن هذان المسرحان العديد من التجارب المسرحية.