search

    مبادرة زراعة مليون شجرة.. مساهمة قطرية لخفض انبعاثات الكربون

    قنا

     التزاما من دولة قطر بالتعهدات الدولية خلال اتفاق باريس بشأن خفض نسبة انبعاثات الكربون، ونظرا لما للأشجار من أهمية خاصة في النظام البيئي وانعكاساتها على صحة الإنسان وجودة الحياة، وتعزيزا لمبادراتها في مجال الحد من آثار تغير المناخ وجهود الاستدامة البيئية، أطلقت وزارة البلدية مبادرة زراعة المليون شجرة والتي تسعى من خلالها دولة قطر لزراعة 10 ملايين شجرة بحلول 2030.

    وتهدف المبادرة إلى تعزيز التنوع البيولوجي، والاستفادة من المياه المعالجة في الري، وتحسين جودة الهواء، وزيادة الرقعة الخضراء، وتقليل انبعاثات الغازات.

    والمبادرة مفتوحة لكافة أفراد المجتمع والمؤسسات والجهات الحكومية والقطاع الخاص والشركات والمدارس والمؤسسات التعليمية، والمراكز الشبابية والأندية الرياضية، وعموم المواطنين والمقيمين، بحيث يتم التسجيل في المبادرة بالدعم المالي أو العيني أو بالمشاركة العملية.

    وتركز المبادرة على زراعة وغرس شتلات أشجار من البيئة المحلية القطرية، ومنها سدر، وغاف، وسمر، وغيرها، في مواقع مختلفة تم اختيارها لهذا الغرض، مثل المحاور الطرقية الرئيسية ، والطرق الدائرية بالدوحة، وطريق المجد، وطريق الشمال، وطريق الخور الساحلي، والمدن الصناعية، ومواقع محطات ووحدات معالجة وتخزين مياه الصرف الصحي، ومواقع تجميع مياه الأمطار، ومداخل المدن والبلديات، والحدائق العامة والمدارس والمجمعات السكنية ، وغيرها من المواقع الأخرى.

    وتشكل المبادرة فرصة مهمة لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية للإسهام في تحقيق جملة من الأهداف البيئية، في مقدمتها إثراء التنوع الحيوي في منطقة الشرق الأوسط، من خلال تكثيف الغطاء النباتي وحمايته والمحافظة عليه، ومكافحة التصحر، بالشكل الذي يساهم في إنماء العديد من الأنظمة البيئيـة ومكافحة ظاهـرة التغـير المناخي.

    وجعلت دولة قطر التنمية البيئية وحمايتها ركيزة أساسية من ركائز رؤيتها الوطنية 2030، كما أنها قدمت لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي تحديثا لمساهماتها المحددة وطنيا، ليتماشى مع الدور الريادي والطموح الذي تسعى دولة قطر إلى إحرازه في مجال التعامل مع ظاهرة التغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة.

    وانطلاقا من التزامها بالتعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة ونظرا للآثار الكارثية لظاهرة التغير المناخي، قامت قطر بإعداد خطة وطنية شاملة للتغير المناخي 2030 تتضمن أكثر من 35 مبادرة للحد من الانبعاثات الكربونية وأكثر من 300 مبادرة للتكيف، وتشمل جميع قطاعات الطاقة والمياه والمواصلات والإنشاءات والصناعة والزراعة والتعليم والأبحاث العلمية.

    وتقوم دولة قطر بقيادة المسار والحزمة المتعلقة بموضوع "تمويل الأنشطة المناخية وتسعير الكربون"، بالشراكة مع فرنسا وجامايكا، من خلال مؤتمر القمة للعمل المناخي الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر 2019، والذي تم على إثره إنشاء تحالف عالمي لمواصلة قيادة هذا المسار، ويعد هذا المسار أحد أهم المسـارات التسعـة لمؤتمر القمة للعمل المناخي.

    وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قد شارك بغرس شجرة السدرة إيذانا بتدشين مشروع حديقة متحف الأطفال "دَدُ" التابع لمتاحف قطر، وهي الشجرة رقم 600 ألف ضمن مبادرة زراعة مليون شجرة، والتي جاءت لتعكس رعاية سمو الأمير المفدى، لهذه المبادرات التي تهدف لتكوين بيئة تحافظ على القيم القطرية والعربية وتغرس في الأطفال روح الأصالة والصبر والعطاء.

    وتشكل رعاية صاحب السمو لمبادرة زراعة مليون شجرة حافزا كبيرا لجميع الأفراد والمؤسسات للمساهمة في هذا المشروع، التي دشنت على هامش المعرض الزراعي عام 2019 في افتتاح معرض قطر البيئي الدولي الأول ومعرض قطر الزراعي الدولي السابع، كجزء من جهود قطر للحفاظ على بيئة صحية من خلال تحسين جودة الهواء، وزيادة المساحات الخضراء، وانعكاسات ذلك على صحة الإنسان وجودة الحياة.

    ويعتبر تدشين زراعة حديقة "دَدُ" وهي أحد المعالم الأساسية في متحف الأطفال في قطر، إشارة مهمة لرؤية الدولة التي تركز على مستقبل أخضر وأكثر استدامة، وهي الرؤية التي كانت أساسا للأدوار النشطة والفعالة التي لعبتها دولة قطر ولا تزال فيما يتعلق بالمساهمة في الجهود الدولية للتصدي لتغير المناخ، فضلا عن التزامها القوي بالاستدامة، حيث تستمر الحملة الوطنية لزراعة عشرة ملايين شجرة، كما تجري الاستعدادات لاستضافة أول بطولة تعتبر "الأكثر صداقة للبيئة" في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم.

    ويأتي اهتمام دولة قطر بالتنمية البيئية وحمايتها انطلاقا من كونها تشكل ركيزة أساسية من ركائز رؤية قطر 2030، التي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وهو ما جعل قطر تعزز مبادراتها العديدة بإطلاق استراتيجيتها الوطنية للبيئة والتغير المناخي.

    ومن المنتظر أن يكتمل مشروع زراعةَ المليون شجرة قبل حلول موعد كأس العالم 2022، حيث تهدف المبادرة إلى تعزيز دور قطر في معاهدة باريس الخاصة بالتغيّر المناخي، وقد جاء إطلاقها كمساهمة من إدارة التغيّر المناخي بالوزارة، مفيدًا بأن الاهتمام بالتجميل بات يحظى باهتمام كبير من جانب الدولة.

    ويعتبر التجميل في دول مُناخها صحراوي في منطقة الخليج، أمرٌ ليس باليسير، حيث يكون من الصعوبة بمكان المحافظة على توفير جو مثالي لنموّ الأشجار فيها بما يضمن استمراريتها، وكثيرًا ما تُثار تساؤلات عديدة من جانب بعض أفراد المجتمع تتعلّق ببطء عمليات التشجير، علاوة على تشجير شوارع ومناطق دون أخرى، فعملية التشجير تحتاج إلى توافر عدة عوامل تضمن استمراريتها، يأتي توافر المياه في مقدمتها، وتحرص هيئة الأشغال العامة في مشروعاتها الجديدة على وجود شبكات مياه مُعالجة في الشوارع، وتحاول الهيئة من جانبها الإسراع في تزويدها بشبكات الري حتى يتسنى للجهة المسؤولة عن التجميل القيام بمهام عملها في التشجير.

    ويتم التركيز خلال عمليات التشجير على الأشجار المحلية مثل الغاف، والسدر، وكذلك الأشجار التي تستخدم كَميات أقل من المياه للتغلّب على قضية شحّ المياه، وتحرص وزارة البلدية على استخدام أفضل شبكات الري على مُستوى منطقة الخليج، والتي تعطي النباتات احتياجاتها بدون أي هدر للمياه، حيث يتم ري جميع الحدائق والشوارع بشكل مركزي من خلال غرفة تحكم موجودة بإدارة الحدائق العامة، علاوة على اتباع بعض البرامج التي تُتيح تقليل كَمية المياه التي تستخدمها الشجرة دون التأثير في نموّها.

    وتركز وزارة البلدية تركّز على زراعة أشجار الظل داخل الحدائق بهدف التقليل من الانبعاث الكربوني، وزيادة نسبة الأكسجين في الهواء، كما تركّز الوزارة على وجود تنوع في الأشجار التي يتم زراعتها.

    ومن بين الإنجازات التي سجلتها مبادرة زراعة مليون شجرة، ما أعلنت عنه العام الماضي لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة في الدولة، حيث حصلت على لقب جديد من غينيس للأرقام القياسية لأكبر عدد من الجنسيات المختلفة المشاركة في زراعة الأشجار في وقت واحد، ليضاف هذا الإنجاز إلى سجل الأرقام القياسية العالمية التي تم تحقيقها باسم دولة قطر.

    فقد أعلن المحكّمان الرسميان لغينيس للأرقام القياسية، آلان بيكسلي ولويس تومز، عن الرقم النهائي لأكبر عدد من الجنسيات المختلفة المشاركة في زراعة الأشجار في وقت واحد وهو 66 جنسية التزمت بمعايير الزراعة، وذلك خلال فعالية التشجير التي نظمتها اللجنة يوم السبت 9 أكتوبر 2021 على طريق دخان، وذلك في إطار الحملة التي أطلقتها عام 2019 تحت عنوان "تجميل قطر وعيالنا يزرعون شجرة" بهدف "زراعة مليون شجرة"، بالتعاون مع وزارة البلدية.

    وقد قام المشاركون من كل جنسية بزراعة شجرة واحدة على مدار خمس دقائق متواصلة، مع اتباع خطوات دقيقة تم توثيقها بكاميرات مثبتة بالموقع طيلة فترة الفعالية، ليتم تقييم عملية الزراعة وموافقتها للمعايير والشروط الخاصة للحصول على لقب موسوعة غينيس للأرقام القياسية.