search

    المتحف العربي للفن الحديث يقدم تجربة ملهمة لجماهير المونديال

    وكالة الأنباء القطرية

    يعد المتحف العربي للفن الحديث، منارة للفن العربي الحديث في قطر تجمع أعمال الفنانين العرب تحت سقف واحد، بغض النظر عن انتماءاتهم ومدارسهم وأساليبهم، من أجل حفظ وتكريم وتقديم هذا الإرث الفني.

    ويضم المتحف، الذي تأسس عام 2010 في المدينة التعليمية، مقتنيات تتشارك في ملكيتها متاحف قطر ومؤسسة قطر، وتبلغ أكثر من 9 آلاف عمل فني، ما يجعلها المجموعة المتخصصة الأكبر من نوعها في العالم، لتمثل وجبة فنية دسمة لمحبي الفنون من عشاق كرة القدم والجماهير التي ستحضر نهائيات بطولة كأس العالم قطر 2022، حيث يمنحهم فرصة للتعرف على مدارس مختلفة من الإبداع العربي.

    وتعود بدايات المتحف العربي للفن الحديث، عضو متاحف قطر، إلى مجموعة أولى من الأعمال خاصة بالفن الحديث والمعاصر، اقتناها سعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني، رئيس المتحف، في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وتركز بشكل خاص على المنطقة والصلات الثقافية من شمال إفريقيا إلى آسيا ومن تركيا وإيران.

    وتمثل مجموعة المتحف التيارات الأساسية ومراكز الإنتاج الفني في مجال اللوحات والمنحوتات والأعمال الفنية المشغولة على ورق والأعمال التركيبية وأعمال الفيديو، والتي يعود تاريخها لأواسط القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، ومن الروائع التي يمتلكها المتحف "بغداديات" للفنان جواد سليم، و"النيل" للفنان محمود مختار.

    واستهل الفضاء الفني الأول الخاص بالمتحف، في مدينة خليفة بالدوحة فكان عبارة عن فيلتين، ليتم استلهامه من الكيفية التي سيبدو عليها متحف عربي للفن الحديث، ليتحول إلى مركز للإشعاع الفني المكثف في المنطقة، وقد استمر تطوير المتحف كفضاء ملهم للحوار والبحث في مجال الفن الحديث والمعاصر بوجود فنانين مقيمين في الدوحة، وكذلك كمكان لإنتاج وعرض الأعمال الفنية ليكون في مقره الحالي بالمدينة التعليمية ويركز نشاطه حاليا على تقديم مجموعته من الأعمال الدائمة، بالإضافة إلى تنظيم معارض كبيرة تتمحور حول أعمال منفذة حديثا.

    واستضاف المتحف أعمالا لفنانين عالميين كبارا سواء من الوطن العربي أو عبر العالم، وعقد عدة شراكات مع جهات داخلية وخارجية، ومن أبرز أعماله "موسوعة متحف للفن الحديث والعالم العربي" التي تعتبر موردا علميا مدققا حول الحقائق والمعلومات المعمقة عن الفنانين من العالم العربي وهي متاحة للعموم على الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية.

    وقد بادر فريق البحوث والتقييم بمتحف منذ بدايات نشر مشروع الموسوعة في عام 2013 بتكليف مجموعة من الأكاديميين والباحثين المستقلين بكتابة سير مرجعية عن الفنانين في سياق الفن الحديث والمعاصر، بهدف تطوير المعرفة حول تاريخ الفن في المنطقة عامة ومجموعة "متحف" الدائمة بصفة خاصة، لتوفر الموسوعة قاعدة من البيانات عن الفنانين العرب وتقدم رؤية شاملة عن تطور الحداثة في العالم العربي، كما تتضمن الموسوعة إلى جانب سير الفنانين، مقالات علمية ومقابلات مع الفنانين لإثراء الموسوعة بوجهات نظر جديدة في سياق الممارسات الفنية والحداثة.

    ويستمر العمل على الموسوعة من أجل تطويرها لتشمل عددا أكبر من فناني مجموعة "متحف" الدائمة وغيرهم من الفنانين العرب. كما تقدم الموسوعة منبرا يسعى إلى تشجيع التبادل المعرفي ووجهات النظر المتعددة حول الفن والحداثة لتعزيز التواصل بين الباحثين والأكاديميين في جميع أنحاء العالم.

    وينظم متحف معارض كبيرة متنوعة المواضيع، بالإضافة إلى برامج تعليمية واسعة تضطلع بدور هام في جعل المتحف مركزا للحوار والبحث ومصدرا لرعاية الإبداع، بالإضافة إلى معارض منفردة وجماعية لفنانين من جميع أرجاء المنطقة، فضلا عن إقامة أنشطة خاصة تستكشف الفن الحديث والمعاصر وتحتفي به.

    جدير بالذكر أن المتحف العربي للفن الحديث ينظم حاليا ثلاثة معارض رئيسية وهي: مجاز: الفن المعاصر قطر، ويقام في مطافئ مقر الفنانين حتى 25 فبراير المقبل، ويسلط الضوء على المشهد الفني المزدهر في قطر ومعرض: /صوفيا الماريا: العلاج بالتأمل العمالة غير المرئية، ويستمر حتى 21 يناير المقبل، وهو أول معرض متحفي كبير في الشرق الأوسط للفنانة القطرية صوفيا الماريا، إلى جانب معرض دوام الحال من المحال للفنان الفلسطيني تيسير البطنيجي، ويستمر في متحف حتى 21 يناير المقبل.

    وسيكون المتحف مفتوحا أمام جماهير كأس العالم قطر 2022 خلال فترة المونديال، باستثناء أيام المباريات التي ستقام على استاد المدينة التعليمية: وهي أيام 22، و24، و26، و28، و30 نوفمبر الجاري، و2، و6، و9 ديسمبر المقبل.