search

    مونديال 2022: مشاريع "أشغال" معايير عالمية وأوقات قياسية

    قنا

    لم تدخر هيئة الأشغال العامة "أشغال" والعاملون فيها أي جهد في تنفيذ المشروعات المتعلقة ببطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وفق أعلى المعايير العالمية وفي أوقات قياسية، مع الحفاظ التام على سلامة العمال وإضفاء اللمسات الجمالية والثقافة القطرية على كل ما يقومون به من أعمال.

    والتزمت "أشغال" بتنفيذ المشاريع التي تخدم استادات مونديال قطر، وإنجاز الطرق المحيطة بها لتسهيل الوصول إلى كل الملاعب من خلال شبكة متطورة من الطرق السريعة والرئيسية، وقد استطاعت إنجاز شبكة متكاملة بمعايير عالمية تخدم جميع مناطق الدولة وتوفر طرقاً سريعة وحيوية تربط المدن الرئيسية والمناطق السكنية، حيث تم الانتهاء من جميع مشاريع الطرق السريعة المحيطة بالملاعب.

    كما نفذت الهيئة العديد من الشواطئ والحدائق العامة والمباني الخدمية ومسارات المشاة والدراجات الهوائية وشبكات تصريف مياه الأمطار والمياه الجوفية لتعزيز الرفاه الاجتماعي ونمط الحياة الصحي داخل الدولة وتوفير أماكن ترفيهية لضيوف قطر خلال فترة المونديال واستخدامها كإرث مستدام لما بعد البطولة، كما لم تغفل الهيئة إضفاء الطابع العربي والإسلامي وإبراز الهوية القطرية على المباني والمنشآت والمشروعات التي تنفذها بالتعاون مع جهات الاختصاص في الدولة.

    وفي هذا السياق، أكد سعادة الدكتور المهندس سعد بن أحمد المهندي رئيس هيئة الأشغال العامة "أشغال" تواصل الجهود بعد افتتاح أي مشروع بمختلف مناطق الدولة، والقيام بأعمال التشغيل والصيانة اللازمة له على مدار العام وفق برامج وخطط معتمدة.

    وقال سعادته، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن "أشغال" قامت بتكوين فريق متكامل لمسح ودراسة واختبار جميع أصول الطرق الموجودة حول الاستادات المستضيفة للحدث لضمان جودة عناصر الطرق مثل أوضاع الإسفلت، والعلامات الإرشادية، وحواجز السلامة، وأصول الصرف الصحي، وإنارة الشوارع، ومسارات عبور المشاة، وإشارات المرور، للتأكد من جاهزيتها للاستخدام خلال البطولة وعليه تم تنفيذ أعمال الصيانة المطلوبة لضمان جاهزيتها للاستخدام الآمن، مع اتخاذ جميع إجراءات السلامة المرورية اللازمة.

    وأضاف أنه بالتعاون مع الجهات المعنية متمثلة بالإدارة العامة للمرور في وزارة الداخلية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، يتم عمل دراسة حول إغلاقات الطرق والتحويلات المرورية وخطط الطرق البديلة لتسهيل حركة الأفراد والمقيمين داخل منطقة الاستاد خلال البطولة، كما يتم وضع الخطط التشغيلية اللازمة التي يتم تحديثها باستمرار بحسب الدروس المستفادة وتماشياً مع وضع المنطقة، كما يتم وضع خطط الاستجابة السريعة للطوارئ للتأهب لأي حدث طارئ على مدار الساعة.

    وعن جهود الهيئة أثناء فعاليات البطولة، أكد المهندي حرص "أشغال" على استخدام اللوحات الإلكترونية على الطرق لإعلام الجماهير بحالة الطرق وكيفية الوصول للاستاد ومواقف السيارات الخاصة بالجماهير بمختلف تصنيفاتها، كما تتم متابعة الوضع أولا بأول من خلال مركز التحكم بشبكات الطرق التابع لأشغال /RMC/ ومركز التحكم بعمليات النقل في البطولة /TTCC/ وغرفة التحكم الخاصة بالاستاد، من خلال كاميرات المراقبة المتطورة /CCTV/ والتحكم بالإشارات الضوئية لضمان الانسيابية المرورية على الطريق أثناء وبعد الفعالية.

    وأضاف أن فريقا من المهندسين القطريين والاختصاصيين يقوم حاليا بتنظيم وتنفيذ سيناريوهات (تمارين) مختلفة للتجهيزات الخاصة بالطوارئ على الطرق حول الاستادات المستضيفة للبطولة لضمان انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عملية تنقل الجمهور ورواد الطرق بالشراكة مع الإدارة العامة للمرور في وزارة الداخلية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث وكهرماء. وحتى الآن تم تنفيذ ما يقرب من 30 سيناريو افتراضيا على مدار العام للاستعداد للحدث الكبير.

    وشدد رئيس أشغال على التزام الهيئة برعاية القوى العاملة في مشاريعها وحمايتهم من خطر الإصابة في مواقع العمل بشكل عام، وحرصها دوماً على تطبيق مجموعة من الضوابط والإجراءات لضمان صحة وسلامة العمّال كإجراء عدة برامج أهمها برنامج "الفحص الصحي للعاملين" للكشف عن الأمراض المزمنة والتي قد تزيد من خطر الإجهاد الحراري، وهي فحوصات مجانية دون أي تكلفة على العامل. وذلك مع الالتزام بساعات العمل المسموح بها وفقاً للقرار الوزاري رقم (17) لسنة 2021 بشأن الاحتياطات اللازمة لحماية العمال من الإجهاد الحراري في مواقع العمل. وقد توّجت هيئة الأشغال العامة بجائزتين للسلامة الدولية 2020 من مجلس السلامة البريطاني، وذلك تقديراً لالتزامها بالحفاظ على سلامة وصحة العاملين وأماكن العمل بمشاريعها خلال عام 2019.

    وأوضح سعادته أن "أشغال" تهدف من خلال جميع برامجها ومشاريعها وخدماتها إلى تعزيز أفضل الممارسات وتشجيع الابتكارات واعتماد تقنيات جديدة مع التركيز على تحقيق الاستدامة البيئية. وفي هذا الإطار تعمل "أشغال" على تعزيز مبادرات الاستدامة وإعادة التدوير كهدف أساسي، حيث رفعت نسبة استخدام المواد المعاد تدويرها في المشاريع إلى 20 بالمئة من إجمالي المواد المستخدمة مع بداية العام الجاري، منها إعادة تدوير مواد الإسفلت، واستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في أنظمة التبريد وري المساحات الخضراء وزراعة الأعلاف. بالإضافة إلى استخدام مطاط الإطارات المعاد تدويرها في خليط الإسفلت، وإعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء وغيرها، وذلك بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة لرؤية قطر الوطنية 2030 الهادفة إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.

    وبين سعادة الدكتور المهندس سعد بن أحمد المهندي أن أشغال تستخدم تقنية بناء جديدة في بعض مشاريع الطرق السريعة، تسمى "طريقة الكابولي المتوازن". لأول مرة في قطر لبناء تقاطعات عالية المستوى، تتضمن بناء أجزاء خرسانية في الموقع دون أي انقطاع لتدفق حركة المرور أو إهدار وقت الأنشطة الأخرى حولها، كما تقوم "الهيئة" حاليًا بتنفيذ العديد من أنظمة إدارة المشاريع القوية والمتكاملة مثل "نمذجة معلومات البناء" (BIM)، وهي طريقة تعاونية لتصميم وبناء وتشغيل الأصول باستخدام نماذج وأدوات ثلاثية الأبعاد. كما تعد "أشغال" رائدة في مبادرة البناء الخالي من الهدر على نطاق واسع في قطر.

    وتابع سعادته بالقول "لقد استثمرنا أيضًا في أحدث التقنيات المختلفة بما في ذلك تقنية مسح الطرق، والتي تم تطويرها كأحد أفضل الحلول المستدامة لتشغيل وصيانة الطرق، للتأكد من حالة الطريق ومطابقته للمواصفات القياسية وجاهزيته لخدمة المستخدمين، بالإضافة إلى فحص الطبقة الإسفلتية واكتشاف عيوب السطح، كما قامت "أشغال'' بتنفيذ نظام الرادار ثلاثي الأبعاد (3D GPR) لفحص الطرق ومسح الإسفلت وفحص الطبقات السفلية للطرق والجسور وشبكة الصرف الصحي، حيث تخترق أشعة الرادار الطبقات السطحية للإسفلت لتصل إلى الطبقات السفلية من أجل تحديد أي قصور أو فجوات في الأساسات قبل ظهورها على السطح.

    ولفت سعادة رئيس هيئة الأشغال العامة إلى أن "أشغال'' تقوم بإنشاء أكبر محطة شحن كهربائي في المنطقة تعمل بالطاقة الشمسية، على أن يتم إنشاء مظلات الخلايا الشمسية عالية الكفاءة، لتصبح أول محطة حافلات في المنطقة تعمل فقط على مصدر الطاقة الشمسية، وهو أحد الجوانب المهمة للطاقة المتجددة. ويهدف برنامج البنية التحتية للحافلات العامة عند اكتماله، إلى التكامل مع أنظمة النقل العام المختلفة لدعم عمليات النقل لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وما بعدها. كما يهدف إلى زيادة عدد مستخدمي النقل العام خلال السنوات القليلة المقبلة من خلال إدخال وسائل ومرافق عالية الجودة بأعلى المواصفات والتقنيات العالمية.

    وأنجزت "أشغال" أكثر من 1791 كم من الطرق بالإضافة الى 207 من الجسور و143 نفقا، أبرزها طريق المجد وطريق الخور وطريق لوسيل والطريق الدائري السابع، إضافة إلى محور صباح الأحمد.. هذه الطرق وغيرها من الطرق الرئيسية والمحلية لا تربط فقط بين الملاعب، بل تساهم في وصول سريع وسهل للمشجعين للتنقل بين الملاعب وأهم المناطق الحيوية والسياحية المحيطة، بالإضافة إلى تسهيل الوصول لمرافق النقل المختلفة لتحقيق تجربة متميزة لجماهير البطولة.

    ويعتبر طريق المجد الذي يبلغ طوله 195 كم من أهم شرايين شبكة الطرق السريعة في قطر، ليس فقط بسبب أهميته المرورية، ولكن أيضاً من حيث التصميم والتنفيذ، حيث يتألف من 7 مسارات في كل اتجاه تم فيها الفصل بين حركة الشاحنات وحركة السيارات، ليصبح بمثابة عصب شبكة الطرق في قطر.

    كما يمثل محور صباح الأحمد أهمية كبيرة ضمن شبكة الطرق السريعة المتطورة المنجزة خلال السنوات القليلة الماضية بطول يتجاوز 29 كم والذي يسهل الوصول إلى معظم ملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، مثل استاد 974 واستاد الثمامة واستاد الجنوب واستاد خليفة الدولي واستاد المدينة التعليمية، ويساهم بشكل كبير في تخفيف الزحام المروري في الدوحة بشكل عام.

    أما طريق الخور فيصل طوله إلى 33 كيلومترا ويتألف من 5 مسارات في كل اتجاه، ويتميز باحتوائه على المسار الأولمبي للدراجات الهوائية، كما يربط استاد البيت واستاد لوسيل.