search

    مونديال قطر 2022: "كتارا" ملتقى الإبداع والثقافات على أرض قطر

    قنا

     المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ واحدة من أهم مراكز الإشعاع الحضاري في دولة قطر، ينطلق منها بريق الثقافة والتراث القطري إلى العالم، وفيها يتم استلهام واستحضار ثقافات وفنون العالم لتكون ملتقى الثقافات على أرض قطر.

    وحدد القرار الأميري رقم (38) لسنة 2010 الخاص بإنشاء المؤسسة العامة للحي الثقافي أهداف المؤسسة في المساهمة في النهوض بالحركة الثقافية، وتشجيع وإبراز الطاقات الإبداعية، ليكون من مهامها جعل الحي الثقافي بيئة مناسبة لرعاية وتفعيل النشاط الثقافي والإبداعي الفكري والفني، وتهيئة الحي الثقافي ليكون ملتقى للمبدعين والمثقفين والمساهمة في نشر الوعي الثقافي من خلال تنظيم المهرجانات والمعارض والندوات، وغيرها من الأنشطة ذات الطبيعة الثقافية.

    وجاء اختيار موقع /كتارا/ لتلامس شاطئ البحر انطلاقا من الإرث العريق للقطريين الذين ارتبطوا ثقافيا وحضاريا بالبحر منذ قديم الزمان عبر الغوص على اللؤلؤ، وهكذا نشأت فكرة /كتارا/ من حلم تكون فيه قطر منارة ثقافية عالمية تشع من الشرق الأوسط من خلال المسرح، والآداب، والفنون، والموسيقى، والمؤتمرات، والمعارض، ليصبح الحي الثقافي مشروعا استثنائيا يزخر بالآمال والتفاعلات الإنسانية.

    ونجحت المؤسسة العامة للحي الثقافي على مدى تاريخها، في أن تكون ملتقى للثقافات فكانت بمثابة نظرة على مستقبل عالم يتمكن فيه الناس من كل المرجعيات الثقافية المختلفة من تخطي حدودهم الوطنية الجغرافية، وتبني قضايا مشتركة في دعم الوحدة الإنسانية.

    واجتذبت /كتارا/ التي مزجت عبر فعالياتها بين جمال الماضي وإشراقة المستقبل، الجماهير من مختلف الجنسيات التي حرصت على التعرف على ثقافات العالم، عبر مسارحها الرائعة وقاعات الاحتفالات الموسيقية، وقاعات العرض ومرافق أخرى متطورة، لتحقق الريادة في مجال النشاطات الثقافية المتعددة.

    واستضاف الحي الثقافي في خضم قيامه باحتضان ثقافات العالم، مهرجانات دولية تعبر عن مختلف الثقافات من أهمها مهرجان التنوع الثقافي ومهرجان كتارا الأوروبي للجاز، وفعاليات ومعارض متعددة للفنون والمسارح العالمية.

    وتعض المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ بالنواجذ على ثقافة وتراث البلاد من خلال مجموعة من المهرجانات والمعارض الكبرى التي تنقل التراث القطري إلى العالم ومن أبرزها مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد "مرمي" والذي يبلغ نسخته الرابعة عشرة في يناير المقبل، ومهرجان حلال قطر، ومهرجان كتارا الدولي للخيول العربية، ومهرجان كتارا للمحامل التقليدية لتعكس هذه المهرجانات وغيرها مفردات الثقافة القطرية.

    وساعد في تحقيق أهداف مؤسسة الحي الثقافي امتلاكها بنية ثقافية ومرافق جعلت من الحي الثقافي واحدا من أهم المعالم في دولة قطر يحرص الجميع من مواطنين ومقيمين وسياح على زيارته صباح مساء، ففيه المسرح المكشوف "جوهرة كتارا" والذي يعتبر تحفة فنية تلتقي فيه الهندسة المعمارية الرومانية بالفن العربي الإسلامي الخالد وقد بني ليعكس الفسيفساء الثقافية العالمية، ويتسع المدرج لما يقارب من 5 آلاف شخص، مما يجعله من أكبر المسارح الموجودة في الشرق الأوسط، وافتتح رسميا في /11 ديسمبر 2011/ بحفل موسيقي عالمي بهيج قاده الأسطورة اليوناني فانجليس.

    مسرح الدراما الذي استوحي طرازه من المعالم المعروفة في الدوحة، ليعكس إحساسا بالتمازج بين الروح العصرية والنمط التقليدي في قطر، ويتسع لحوالي /430/ شخصا، وتم تصميمه لاستضافة طيف متنوع من الفعاليات الثقافية المتنوعة والعروض المسرحية والفنية وحتى عروض الأفلام.

    وتحتوي /كتارا/ على دار الأوبرا الوحيدة من نوعها في قطر، والتي تستقبل على وجه الخصوص عروض أوركسترا قطر الفلهارمونية، وتحولت بشكل متسارع إلى مركز مفضل لعدد من أهم الفنانين والموسيقيين في العالم، فهي نموذج معماري فريد يجمع بين العمارة الحديثة والتصميم الإسلامي التقليدي، ويتسع مسرحها لـ /550/ شخصا ويحتوي على مساحات مخصصة لاستضافة الضيوف في الشرفة الأميرية وصالة الشخصيات رفيعة المستوى والشخصيات الهامة. فضلا عن عدد من القاعات وصالات العرض التي تستضيف المحاضرات والمؤتمرات والندوات والمعارض التي بها استطاعت /كتارا/ أن تستقطب شريحة واسعة من المعجبين بالفن من داخل قطر وخارجها.

    ومن أهم معالم /كتارا/ القبة الفلكية وتتيح عروضها للزوار من مختلف الأعمار، المجال للتعرف على المكنونات الفلكية بأسلوب تفاعلي يتيح لهم فرصة توسيع مداركهم وجذب اهتمامهم بالعلوم الحديثة، وتحتوي على تقنيات رقمية حديثة وتتسع لحوالي /200/ زائر وتمتد شاشة القبة فوق الزوار بعرض /22/ مترا. وتدعم عروض القبة الفلكية عدد من أجهزة العرض الرقمية الحديثة التي تولد مشاهد بانورامية للفضاء وتعرض النجوم والمجرات وكذلك المذنبات وعناصر النظام الشمسي، فهي تقدم تجربة مثيرة وفريدة لمشاهدة عجائب الكون الفسيح.

    ويضم الحي الثقافي بين جنباته مجموعة من الجمعيات والمراكز الثقافية والفنية أهمها جمعية القناص القطرية، ومؤسسة الدوحة للأفلام، ومنتدى العلاقات العربية والدولية والجمعية القطرية للفنون التشكيلية، ومتحف طوابع البريد العربي، واستوديوهات كتارا للفن، ومجلس قطر للشعر، وأكاديمية قطر للموسيقى، وأوركسترا قطر الفلهارمونية، ومركز الفنون البصرية، وإذاعة صوت الخليج وغيرها، إلى جانب مجموعة من المساجد التي تعد هي الأخرى تحفا معمارية.

    وتحفل /كتارا/ التي تمتد على مساحة تزيد على المليون متر مربع، بمجموعة من المرافق التي تعزز الترفيه والتسوق بداية من شاطئ كتارا، حيث يوفر هذا الشاطئ إطلالات خلابة على أفق الدوحة، كما يوفر ممارسة مجموعة من الأنشطة والرياضات المائية، إلى جانب حديقة كتارا، وهي مجموعة من البسط السندسية والمروج الخضراء التي تم تصميمها بأساليب حرفية فائقة الجودة وفق أشكال هندسية رائعة تستمد عناصرها من مختلف الأنماط، ويجسد تنوع نباتات الزينة والأشجار المزروعة فيها والتي تبلغ نحو /225/ شجرة تم استحضارها وجلبها من مختلف الدول والقارات لتنمو في التربة القطرية، الفكرة التي أنشئت من أجلها /كتارا/ بأن تكون، بحجرها وبشرها وشجرها، واحة ظليلة لالتقاء الثقافات وتمازج الحضارات، وساحة فسيحة للانفتاح على الفكر العالمي، تحتفي بأصحاب الفن والإبداع والموهبة.

    وتضم /كتارا/ سلسلة مطاعم ومقاه ومحلات عالمية في أرجاء الحي الثقافي وكذلك في الشارع الراقي "هاي ستريت"، تعبيرا عن مختلف الثقافات وإرضاء لأذواق الزائرين من مختلف الجنسيات.

    جدير بالذكر أن /كتارا/ هو أول وأقدم مسمى استخدم للإشارة إلى شبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية والتاريخية منذ العام /150/ ميلادي، وقد ظهر هذا الاسم للمرة الأولى في خرائط كلوديوس بطليموس عام /150 م/ والتي صدرت عام /882 هـ - 1477 م/، وبعد ذلك في أطلس تاريخ الإسلام، حيث حددت الخرائط شعوب شبه الجزيرة العربية في منتصف القرن الثاني الميلادي، كما حددت موقع قطر الجغرافي تحت اسم /كتارا/ Catara جنوب غرب مدينة الجرهاء، غرب مدينة كدارا.

    وفي هذا الإطار، ارتأت مؤسسة كتارا أن تعيد إحياء اسم قطر القديم دعما للروابط التي تجمع الإنسان بجذوره التاريخية، وتكريما لموقع قطر الهام والمتميز منذ فجر التاريخ.