مديرة مشروع مهرجان المشجعين: أشعر بالفخر للمشاركة في التحضير للمونديال

وكالة الأنباء القطرية
عبرت السيدة ميعاد العمادي، مديرة مشروع مهرجان "فيفا" للمشجعين خلال كأس العالم قطر 2022، عن فخرها بالمشاركة في التحضيرات لاستضافة الحدث الرياضي الأهم في العالم، بعد سنوات طويلة من العمل الجاد لتنظيم بطولة تاريخية لعشاق كرة القدم من جميع أنحاء العالم.
وخلال حوار مطول مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ضمن سلسلة /صناع التاريخ/ التي تسلط الضوء على كفاءات قطرية أسهمت بفاعلية في رحلة التحضير لاستضافة النسخة الأولى من المونديال التي تقام في العالم العربي، أكدت ميعاد العمادي، وهي أول قطرية تحصل على شهادة الماجستير من الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/، أن الإسهام في التحضير لتنظيم البطولة لم يخطر على بالها، رغم أنها من المشجعين المتحمسين لكرة القدم، إلا أن نيل شرف المشاركة في تنظيم المونديال يفوق الخيال بالنسبة لها، وأشبه ما يكون بحلم تحول إلى حقيقة.
وانضمت ميعاد إلى اللجنة العليا عام 2012 وشغلت مناصب في العديد من الإدارات على مدى عشر سنوات، من بينها إدارتا التواصل المجتمعي، والتفاعل مع المشجعين.
وقالت: "الجميع يطمحون إلى تمثيل بلدانهم في حدث ضخم مثل كأس العالم، وبالنسبة لي كرياضية شغوفة بكرة القدم، يعد مجال عملي الحالي المسار المهني المثالي الذي أحلم به، أشعر أنني سعيدة الحظ لمشاركتي في هذا المشروع العالمي منذ البداية، حيث كنت أعمل في قنوات /بي إن سبورتس/ عندما فازت قطر بحق استضافة كأس العالم في الثاني من ديسمبر 2010".
وعن البدايات الأولى لعملها في اللجنة العليا، قالت العمادي إنها انضمت حينها إلى فريق صغير يتولى تنفيذ مشاريع محلية، ثم حالفها الحظ والتحقت بفريق التواصل المجتمعي، المسؤول عن تقديم الاستشارات وتنظيم الأحداث والفعاليات خلال أبرز المحطات على طريق الإعداد لاستضافة البطولة. وتابعت: "عملت أيضا في إطلاق برنامج التطوع في اللجنة العليا، ومن حسن حظي أن مجال عملي يتركز في المقام الأول في التعامل مع الناس ومشاركتهم فرحتهم وابتساماتهم وفخرهم".
كما تطرقت إلى التحديات التي واجهتها في رحلة عملها في اللجنة العليا، مشيرة إلى أنها نجحت في التغلب على الكثير من العقبات، وتحرص دائما على نشر روح التعاون وتعزيز الحماس لدى فريق العمل، لبذل كل الجهود الممكنة لتغيير التصورات السلبية عن قطر والبطولة، عبر الاعتماد على الخبرات الواسعة لفريق عمل متكامل يتشارك أفراده هدفا واحدا، ويعيشون معا أجواء كأس العالم.
وفيما يتعلق بالمهام الموكلة إليها خلال البطولة المرتقبة، أوضحت ميعاد العمادي أن دورها يشمل الإشراف على إدارة الفعاليات في مهرجان الفيفا للمشجعين، إحدى أهم الوجهات الترفيهية العديدة التي تستهدف الجمهور خلال البطولة العالمية.
وقالت: "يقع مهرجان /فيفا/ للمشجعين في حديقة البدع بالدوحة، ويتسع لأكثر من 40 ألف شخص، وسيشهد كأس العالم قطر 2022 انطلاقة جديدة للمهرجان، ليمثل وجهة فريدة تستضيف فعاليات ترفيهية متنوعة لجمهور كرة القدم من أنحاء العالم، ويستقبل جمهور البطولة بداية من 19 نوفمبر المقبل، ليستمتع الجميع بأروع الأوقات، مع شاشات ضخمة لبث المباريات مباشرة في الهواء الطلق، إضافة إلى عروض وأنشطة ترفيهية أخرى، وتشكيلة واسعة من المأكولات والمشروبات، ما يضمن للجمهور أوقاتا مبهرة مليئة بالمرح والتسلية".
وحول الإنجازات التي تفخر بها في مسيرتها المهنية مع اللجنة العليا، أكدت العمادي أن مشاهدة مشاريع البطولة عند اكتمالها تغمرها بمشاعر لا توصف. وقالت: "عندما أغادر مقر عملي في برج البدع وأشاهد شارع الكورنيش في طريق عودتي إلى المنزل، أتذكر أننا نقترب أكثر فأكثر من موعد انطلاق الحدث التاريخي، وأشعر بكثير من الفخر، خاصة مع نجاحنا في تجاوز العديد من التحديات طوال السنوات الماضية، بما في ذلك انتقادات بعض وسائل الإعلام، والظروف الاستثنائية التي عشناها خلال الجائحة (كورونا)".
وعن فوز قطر بشرف تنظيم المونديال عام 2010 قالت العمادي: "رغم مرور كل هذه السنوات على إعلان فوز قطر بحق استضافة كأس العالم، تغمرني مشاعر لا توصف كلما شاهدت ذلك الإعلان التاريخي، وهو بلا شك شعور يلازم الجميع في قطر".
وتابعت: "لا يمكنني أن أنسى تلك اللحظة، عندما نظرت إلى أفراد أسرتي ورأيت والدتي تبكي من الفرح، بينما تعالت صيحات الصغار من فرط حماسهم لفوز بلادنا بتنظيم البطولة، لذلك ما يزال ذلك المشهد الاستثنائي محفورا في ذاكرتي وما تزال تلك الدقائق ماثلة أمامي عندما غمرتنا جميعا مشاعر الاعتزاز والفخر في مناسبة وحدتنا جميعا من كافة الأجيال من مواطنين ومقيمين، فقد شكل فوز قطر بتنظيم البطولة دليلا قويا على قدرتنا في تحقيق ما نحلم به، وأرى في هذا الإنجاز نصرا كبيرا يحفزني للعمل كل يوم، وبذل أقصى جهودي في المشاركة لاستضافة حدث تاريخي يترقبه العالم بأسره".
وفي الختام توجهت ميعاد العمادي بحديثها إلى الشابات القطريات في بدايات مسيرتهن المهنية، مؤكدة وجود فرص لا حصر لها أمام المرأة القطرية، والتي تحظى بكل الدعم من القيادة الحكيمة في الدولة، حيث حرصت على إتاحة أحدث النظم التعليمية والصحية، كما تواصل البلاد استقطاب أفضل الكفاءات التي تثري الخبرات، وتخلق المجال للتعلم واكتساب المهارات.
وقالت: "نصيحتي لكل امرأة قطرية أن تسعى لتحقيق ما تحلم به، حتى وإن لم تجد غايتها في البداية، عليها مواصلة المحاولة إلى أن تصل إلى المسار الذي يلبي طموحاتها، ويطلق العنان لإمكانياتها، وأن تتحلى بالعزيمة والإرادة والاستفادة من الفرص المتاحة بكل حماس وشغف، والتغلب على ما قد يواجهها من تحديات، وأدعو كل امرأة في بلادي إلى أن تكون القوة الدافعة للتغيير الإيجابي في مجتمعنا، وأن تمثل خير قدوة لبناتنا وللأجيال المقبلة".