search

    قطر تربط يومها الوطني بتظاهرات رياضية تجمع العالم

    وكالة الأنباء القطرية

    لم يعد الثامن عشر من ديسمبر تاريخا استثنائيا فقط بالنسبة للشعب القطري باعتباره اليوم الوطني للدولة، بل أصبح يوم التظاهرات الرياضية كونه بات يحفل باستضافة أهم الاستحقاقات المحلية والعربية والقارية والعالمية.

    فبعدما زينت قطر يومها الوطني العام الماضي بنهائي كأس سمو الأمير المفدي لكرة القدم، وبعدها بيوم واحد استضافت نهائي دوري الأبطال الآسيوي، تعود هذا العام لتزينه بنهائي بطولة /كأس العرب FIFA قطر 2021/، في انتظار استضافتها للنهائي الأعظم في بطولة /كأس العالم FIFA قطر 2022/.

    وفاز السد على العربي (2-1) في نهائي كأس الأمير العام الماضي في افتتاح استاد "أحمد بن علي" رابع ملاعب مونديال قطر 2022 وثالث الملاعب تشييدا من الصفر، وذلك خلال الاحتفالات باليوم الوطني.

    كما شهدت الاحتفالات باليوم الوطني العام الماضي أيضا فوز أولسان هيونداي الكوري الجنوبي على برسيبوليس الإيراني (2-1) في المباراة النهائية لدوري الأبطال الآسيوي، التي استضافتها الدوحة باستاد "الجنوب" المونديالي يوم 19 ديسمبر 2020.

    الخطط الرياضية للأعوام القادمة التي أعلنتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث استعدادا للمونديال، ربطت بصورة وثيقة بين الترويج لمنشآت ومرافق وملاعب المونديال من جهة، ودولة قطر بتراثها وحضارتها وعيدها الوطني من جهة أخرى.

    فملاعب مونديال قطر بتصميماتها المبدعة والمتنوعة لم تأت من فراع، وإنما تم تصميم كل ملعب بطريقة تحكي قصة غنية وثرية من التراث والثقافة القطرية، وتظهر العادات والتقاليد التي عاشها أهل منطقة الخليج خاصة والعرب عامة.

    وخطط قطر لم تقف عند تعريف العالم بتراثها أو تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن العالم العربي، وإنما هدفت أيضا إلى ربط أبرز التظاهرات الرياضية بعيدها الوطني ليظل ذكرى محفورة في وجدان الجميع.

    فبعد أيام ستستضيف قطر نهائي بطولة /كأس العرب FIFA قطر 2021/ الذي يقام بمشاركة 16 منتخبا وتحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/ للمرة الأولى، وهي تقيم الاحتفالات بعيدها الوطني المناسبة الغالية على شعبها.

    ارتباط احتفالات اليوم الوطني لدولة قطر بالرياضة لن يقف عند هذا الحد، وإنما سيصل إلى قمة ذروته العام المقبل في بطولة /كأس العالم FIFA قطر 2022/ عندما يستضيف المباراة النهائية لأبرز حدث كروي في العالم.

    وأوضحت السيدة فاطمة النعيمي المدير التنفيذي لإدارة الاتصال باللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن قطر تربط الرياضة بجميع مناحي الحياة، خاصة أنها تلعب دورا رئيسيا في رؤية البلاد الوطنية 2030، التي تهدف إلى شغل قطر مكانة رائدة عالميا في المجال الرياضي، وأن تجمع العالم من خلال التنمية الرياضية المستدامة.

    وقالت النعيمي في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ ، إن اللجنة حرصت في خططها على ربط المونديال بالتراث والثقافة القطرية والعادات والتقاليد التي عاشها أهل منطقة الخليج خاصة والعرب عامة، كما سعت لربط احتفالات الدولة باليوم الوطني بمناسبات رياضية بارزة سواء كانت محلية أو عربية أو قارية أو عالمية.

    وأضافت أنه تم تحويل اليوم الوطني العام الماضي لعرس رياضي كبير في ظل ربطه بنهائي بطولة كأس أمير البلاد المفدى لكرة القدم، أغلى البطولات على قلوب الجميع، وكذلك بالاحتفال بمناسبة تاريخية أيضا، وهي تدشين استاد "أحمد بن علي" المونديالي.

    وأوضحت النعيمي أن احتفالات اليوم الوطني للدولة العام الماضي أيضا شهدت نهائي دوري الأبطال الآسيوي لكرة القدم، والتي استضافته الدوحة للمرة الأولى، لافتة إلى أنه سيشهد هذا العام نهائي كأس العرب فيفا قطر 2021.

    ربط التظاهرات الرياضية البارزة باليوم الوطني للدولة ستصل إلى ذروتها في العام المقبل في بطولة كأس العالم /فيفا/ قطر 2022 ، حيث سيتزامن مع نهائي أبرز حدث كروي في العالم، والذي طالما جمع أبرز المدارس الكروية على مدار العقود الماضية، وفقا للنعيمي.

    وبرز اسم قطر في المجال الرياضي مع فوزها عام 2010 بشرف تنظيم بطولة /كأس العالم FIFA قطر 2022/، إلا أن ذلك لم يكن سوى تتويج لجهود طويلة بذلتها مؤسسات وهيئات وطنية أخذت على عاتقها الاستثمار في مجال الرياضة. 

    وفي رحلة الصعود والبروز عالميا وتلقيبها بـ"عاصمة الرياضة العالمية"، أولت قطر اهتماما كبيرا بعنصرين أساسيين، هما: إنشاء مؤسسات رياضية متطورة ومتخصصة على أعلى المستويات، واستضافة البطولات والفعاليات والمناسبات الرياضية في مختلف الألعاب والرياضات. 
    وبرزت مؤسسة اسباير بوصفها أحدى أهم المؤسسات القطرية، وتضم في بنيتها 15 منشأة رياضية، إضافة إلى منشآت ومرافق رياضية، على كيلومترين ونصف الكيلومتر المربع في الدوحة، وتعد مجمعا رياضيا متكاملا. 
     
    وتهتم المؤسسة بتخريج عناصر قطرية قادرة على رفع علم البلاد عاليا في المسابقات القارية والدولية والتي تصنف ضمن الأفضل عالميا، كما حصلت على جائزة أفضل مؤسسة رياضية عربية لعام 2017. 
     
    بدوره، اعتبر خالد سلمان نجم الكرة القطرية السابق، أحد سفراء اللجنة العليا للمشاريع والإرث أن دولة قطر سباقة في تقديم كل ما هو جديد ومختلف، معتبرا أن ربط اليوم الوطني للدولة بتظاهرات رياضة بارزة ليس وليد الصدفة، وإنما نتاج نهج مميز في التخطيط من المسؤولين. 
    وقال سلمان ، في تصريخ خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ ، إن ربط اليوم الوطني للدولة بأبرز الأحداث الرياضية المحلية والعربية والآسيوية والعالمية فكرة مبتكرة وغير مسبوقة على الإطلاق، الأمر الذي يبرهن على أن المكانة الرياضية المرموقة التي وصلت إليها قطر عالميا لم تأت من فراغ، وإنما بعد جهد وعمل كبيرين طوال الفترة الماضية. 
     
    وأضاف أن اليوم الوطني للدولة يعد حدثا مهما لكل مواطن ومقيم على أرض قطر، وأن ربطه بنهائي كأس الأمير المفدى أو كأس العرب أو كأس العالم، يعد بمثابة ذكرى تاريخية ستظل في وجدان الجميع. 
     
    واعتبر سلمان أن قطر تحرص دائما على الترويج لتراثها وعاداتها وتقاليدها في جميع الأحداث التي تستضيفها على أرض الدوحة وخاصة في الاستحقاقات الرياضية، مشيرا إلى أن عملية ربط اليوم الوطني بالأحداث الرياضية لن يستمر طويلا، لكنه كان بمثابة توجيه رسالة خلال الأحداث الرياضية المهمة التي تستضيفها قطر حاليا. 
     
    ورأى أن الرياضة تحتل المرتبة الأولى في قطر، حيث تولي اهتماما كبيرا بها في جميع المجالات، كما أن الدولة خصصت يوما خاصا للرياضة (اليوم الرياضي)، الذي يصادف يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام. 
     
    تعد بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 أحد أهم التظاهرات الرياضية التي ستستضيفها قطر، والتي تهدف من خلالها إلى تعريف العالم بالهوية الفريدة للدولة عبر تجارب مبهرة ستشهدها البطولة، والتي ستربط بين الناس بشكل لم يختبروه من قبل، وتحتفي بكرة القدم في المنطقة، وتبني جسور من التفاهم بين الثقافات، وتعمل على خلق الفرص، فضلا عن الوصول إلى مستقبل مستدام وإرث دائم لقطر والمنطقة وقارة آسيا، والعالم أجمع. 
     
    وسيكون الإنسان محور الاهتمام ومركز الجهود والقلب النابض في المونديال، حيث تضع قطر الإنسان في أولوية رؤيتها  الوطنية 2030 وتستمد قوتها من كل البشر الذين يعتبرون قطر دارهم ووطنهم، ولذلك سيشكل المونديال احتفاءً فريدا بأسمى معاني الإنجاز الإنساني على أرضيات الملاعب، وفي قطر، وحول العالم، حيث ستكون شاهدا على تقارب الناس من مختلف الأرجاء، وجسرا يربط بينهم عبر مهرجان كرة القدم في بيئة آمنة للجميع.