search

    الأمم المتحدة تكشف عن أول دليل يشتمل على معايير دولية لتأمين الأحداث الرياضية الكبرى

    موقع الكاس

    على هامش أسبوع الأمم المتحدة الثاني لمكافحة الإرهاب والذي جرت أعماله في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة ما بين 21 وحتى 30 يونيو، أطلقت الأمم المتحدة "دليل تأمين الأحداث الرياضية العالمية الكبرى" كأول وثيقة دولية تتعلق بمعايير السلامة والأمن الرياضي وذلك في إطار تنفيذ المشروع الأممي العالمي بعنوانه الأوسع وهو البرنامج العالمي لتأمين الأحداث الرياضية الكبرى والترويج للرياضة وقيمها كأداة للوقاية من التطرف العنيف والذي اطلق بدوره في يونيو 2019 بقيادة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وبمشاركة المركز الدولي للأمن الرياضي كشريك فني للمشروع إلى جانب منظمتين أمميتين أخرتين هما معهد الأمم المتحدة لبحوث الجريمة والعدالة (اليونيكري) ومكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وهي الجهات الثلاث  المعنية بتنفيذ المشروع العالمي.  
     
    الأمم المتحدة تثمن دور قطر  
    وفي طاولة مستديرة رفيعة المستوى، أعلن سعادة فلاديمير فورنكوف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب عن الدليل الأممي الجديد معتبرا أن هذا الحدث غير مسبوق وهو أول عمل إطاري للأمم المتحدة يستهدف الرياضة العالمية ومساعدة الدول الأعضاء المستضيفة للأحداث الرياضية الكبرى.  
     
    وكرر سعادة فلاديمير فورنكوف الإشادة بدور دولة قطر والصين وكوريا الجنوبية وهي الدول الداعمة لمشروع البرنامج العالمي لتأمين الأحداث الرياضية الكبرى والترويج للرياضة وقيمها كأداة للوقاية من التطرف العنيف معتبرا أن الوثيقة الجديدة ستشكل إرثا مستداما وداعما لمسيرة الدول الأعضاء المهتمة مستقبلا في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.  
     
    كما شكر سعادة فلاديمير فورنكوف الشركاء الدوليين في بناء هذا الإرث وفي مقدمتهم المركز الدولي للأمن الرياضي ومعهد الأمم المتحدة لبحوث الجريمة والعدالة (اليونيكري) ومكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات إلى جانب مشاركة المجلس الأوروبي والإنتربول والإتحادات الرياضية الدولية مثمل الفيفا واللجنة الأولمبية.  
     
    وقام السيد ماورو ميديكو نائب مدير مكتب الأمم لمتحدة لمكافحة الإرهاب ورئيس المشروعات الخاصة والإبداع في المنظمة الدولية باستعراض أحدث مستجدات البرنامج العالمي لتأمين الأحداث الرياضية الكبرى ووضع الحضور في الطاولة المستديرة في أجواء التقدم الحاصل في البرنامج الذي تقوده الأمم المتحدة من حيث الأولويات والإنجازات.  
     
    ممثلة مجلس الأمن وممثل المركز الدولي يستعرضان الدليل الأممي 
    أثنت السيدة أنا ماريا سيسما المسؤولة القانونية بلجنة مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب على الدليل الأممي الجديد. واعتبرت ممثلة مجلس الأمن في كلمة افتتاحية أمام الطاولة المستديرة إن هذه الوثيقة الدولية تأتي تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2396 لعام 2017 الذي يطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بحماية المنافسات الرياضية من خطر الإرهاب. 
     
    ثم استعرض ماسيميليانو مونتاناري الرئيس التنفيذي للمركز الدولي للأمن الرياضي تفاصيل الدليل الأممي الجديد المؤلف من 195 صفحة والذي صدر باللغات الست الرسمية للأمم المتحدة، حيث يتضمن الدليل عدة أقسام متكاملة أعدها خبراء المركز الدولي وبمدخلات ومعطيات مستقاة من اجتماعات لمجموعة الخبراء الدوليين إلى جانب عرض "مسودة" المشروع الأممي على ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لإبداء الرأي والملاحظات حتى خرج "الدليل الأممي" بعد ما يزيد عن عام من العمل الجاد كأول وثيقة دولية في مجال السلامة والأمن الرياضي تستهدف بناء إرث مستدام ومساعدة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى مثل نهائيات كأس العالم والألعاب الأولمبية والبطولات القارية في مختلف الألعاب. 
     
    أرقام من المشروع  
    تطرق ماسيميليانو في العرض بعض التفاصيل الرقمية موضحا أنه ومنذ تدشين المشروع الأممي في يونيو 2019 وحتى الإعلان الرسمي عن الوثيقة الدولية، تولى المركز الدولي للأمن الرياضي بصفته الشريك الفني للمشروع الأممي، عملية التنسيق بين مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الأرهاب والشركاء الدوليين وجرى خلال الفترة السابقة اجتماعات لمجموعة الخبراء الدوليين بمشاركة أكثر من 160 خبيرا من مختلف القطاعات، كما جرى التنسيق مع أكثر من 80 من ممثلي الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وتم توزيع 6 استقصاءات واستبيانات وتلقينا 77 ردا تتضمن ملاحظات ومقترحات تم إدماج بعضها في الوثيقة الدولية فيما جرت 17 مقابلة فيما بين الخبراء وشارك 200 متخصص في اجتماع الخبراء الدوليين، وجرى تقييم أكثر من 24 ملف لتنظيم أحداث رياضية الكبرى في مختلف الألعاب ما بين ملف سابق وملفات لأحداث رياضية عالمية قادمة.  
     
    بن حنزاب: الأمم المتحدة والأهداف الناعمة 
    قال محمد بن حنزاب رئيس مجلس إدارة المركز الدولي للأمن الرياضي إن إصدار الأمم المتحدة للدليل الدولي الموحد لمعايير السلامة والأمن الرياضي سيخدم الدول الأعضاء في المنظمة الدولية وعددها 193 دولة في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى معتبرا أن الدليل الأممي يبلور تجربة أجيال من صناع السياسات والقرارات ، ورؤاهم حول كيفية التخطيط لأمن الأحداث الرياضية الكبرى ، بما في ذلك ما يتعلق بالاستدامة والتعاون حيث يقدم الدليل نظرة شاملة لجميع أشكال الدعم والمساعدة المتبادلة المتاحة ضمن المجتمع الدولي لحماية مثل هذه الأحداث. 
     
    وتابع: الوثيقة الأممية هي نتاج التعاون بين الأمم المتحدة وعدة منظمات ومؤسسات دولية كما أن الوثيقة رأت النور بعد التنسيق مع المجلس الأوروبي والإتحادات والمؤسسات الرياضية مشيرا إلى ان الأمم المتحدة تدرك أن الرياضة من الأهداف الناعمة للإرهاب وأن الوثيقة الأممية قادرة على إحداث طفرة هائلة في حماية الرياضة العالمية وهي في واقع الأمر إرث تتناقله الأجيال ومعتبرا أن إسناد الأمم المتحدة للمركز مهمة تنفيذ مشروع الوثيقة العالمية لتأمين الأحداث الرياضية الكبرى وتعزيز الإرث الأمني المستدام يعني أن دولة قطر أصبحت بالفعل مرجعية دولية للسلامة والأمن الرياضي في العالم.  
     
    وختم بن حنزاب مداخلته بتقديم الشكر لبعثة دولة قطر الدائمة لدى الأمم المتحدة على ما قدمته من جهود كبيرة مثمنا إسهامات سعادة الشيخة علياء آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة خلال العامين الماضيين ومنذ مراسم توقيع إتفاقية الشراكة بين المركز الدولي للأمن الرياضي والأمم المتحدة. 
     
    مونتاناري: الاحترافية عنوان المركز الدولي للأمن الرياضي في التعامل مع الشركاء الأمميين..  
    تطرق ماسيمليانو مونتاناري الرئيس التنفيذي للمركز الدولي للأمن الرياضي في معرض تقديم تفاصيل الدليل الأممي الجديد إلى أهداف الوثيقة الأممية وقال إننا أردنا تقديم وثيقة قادرة على إلهام جميع أولئك الذين سيكونون مسؤولين عن اتخاذ القرارات الرئيسية بشأن إصلاحات السياسة والهياكل التي سيتم وضعها، والتشريعات التي سيتم تبنيها ، والاتفاقيات الدولية التي سيتم تحديدها ، والموارد التي سيتم تخصيصها للتخطيط لحدث رياضي كبير ناجح وتعزيز إرثه  المستدام". 
     
    وأوضح ماسيميليانو أنه وعلى مدار عامين كانت الاحترافية عنوانا لتأدية المركز الدولي للأمن الرياضي لدوره في بناء وإعداد الوثيقة الأممية بالتعاون الكامل مع الأمم المتحدة متمثلة في مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومعهد الأمم المتحدة لبحوث الجريمة والعدالة (اليونيكري) ومكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات وبالتنسيق مع إدارة اللجنة التنفيذية الأممية لمكافحة الإرهاب والشرطة الدولية الإنتربول.  
     
    جانب من الحضور والمتحدثين في الطاولة المستديرة  
    شهدت الطاولة عدة مداخلات ومشاركات شملت السيد حمد عبدالله السليطي، نائب رئيس وحدة التخطيط والمتابعة بلجنة عمليات السلامة والأمن بمونديال قطر 2022 والسيد تايهون تشو من المركز الوطني لمكافحة الإرهاب التابع لمكتب رئيس وزراء كوريا الجنوبية، والسيد إسماعيل نافين مساعد المفوض العام للشرطة ورئيس العمليات المركزية بالشرطة في جمهورية المالديف والسيد لويس مانويل أندري إلياس رئيس إدارة العمليات بالمديرية العام للشرطة في البرتغالي، والسيد هيلموت شبان مدير إدارة السلامة والأمن في الفيفا، والسيدة صوفيا كاوسني، رئيس قسم المعاهدات الرياضية بالمجلس الأوروبي والسيد مارتين شيرفيلر رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بالمفوضية الأوروبية، والسيد فلاح الدوسري، كبير المدراء ببرنامج استاديا في الإنتربول، والسيدة أندريا رودريجوز المسؤولة في اللجنة الأمريكية لمكافحة الإرهاب المنبثقة عن منظمة الدول الأمريكية.  
     
    أهداف الدليل الأممي  
    يستهدف هذا الدليل الأممي الجديد تعزيز بناء القدرات والإرث المستدام في مجال السلامة والأمن الرياضي وتقديم إرث مهني بمستوى جديد يسهم في مساعدة الدول المستضيفة للأحداث الرياضية الكبرى في تعظيم القيم المضافة والمردود الاقتصادي من وراء الاستضافة وذلك في إطار أممي ودولي يعالج ولأول مرة تداعيات واعتبارات كثيرة تتعلق بالإرهاب والتهديدات الأمنية ذات الصلة في سياق تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى وذلك عبر تعاون عابر للدول والقارات.  
     
    من ستفيد الوثيقة الأممية؟  
    إلى جانب الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وعددها 193 عضوا، ستفيد هذه الوثيقة مكاتب الادعاء العام وأجهزة الشرطة المختلفة والوزارات والاتحادات الرياضية ومنظمات المجتمع المدنية والمؤسسات العامة والخاصة.  
     
    خلفية عن البرنامج العالمي للأمم المتحدة  
    يضم البرنامج العالمي لتأمين الأحداث الرياضية الكبرى والترويج للرياضة وقيمها كأداة للوقاية من التطرف العنيف شقين الأول هوالسلامة والأمن الرياضي وهو المشروع الذي تم تنفيذه وأعلن عنه هنا من خلال إطلاق الدليل الأممي لمعايير السلامة والأمن الرياضي لتأمين الأحداث الرياضية الكبرى فيما يتعلق بالشق الثاني بالوقاية والحماية والتوعية وهو الجانب المتعلق بالوقاية من العنف والتطرف من خلال القيم الرياضية وهذا الشق هو عنوان الاجتماع الحالي (سبتمبر 2020) والاجتماعات والنقاشات اللاحقة التي ستستمر حتى 23 من الشهر الجاري.  
     
    وإلى جانب مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، يضم المشروع ثلاث شركاء هم المركز الدولي للأمن الرياضي، الشريك الفني للمشروع إلى جانب مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات ومعهد الأمم المتحدة لأبحاث الجريمة والعدالة (اليونيكري).