صامويل إيتو: مونديال قطر 2022 سيترك إرثا قيما

قنا
أكد اللاعب صامويل إيتو، نجم كرة القدم الكاميروني السابق، وسفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ستترك إرثا قيما سيعود بالنفع الكبير على قطر ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.
وقال إيتو، في مقال صحفي، "إنه مع اقتراب المونديال الذي لم يعد يفصلنا عن صافرة انطلاقه سوى 18 شهرا تقريبا، يتزايد الحماس في قطر والمنطقة، وسيكون مونديال قطر 2022 شاهدا على نجاح قطر في استضافة بطولات كروية عالمية، وأتمنى أن يترك المونديال أثرا طيبا يبقى في ذاكرة الناس، وأن يتذكر المشجعون والزوار الأداء الجيد على أرضية الملعب، وتجربة الجماهير الاستثنائية، والإرث القيم الذي سيعود بالنفع الكبير على قطر ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي".
وأوضح "أنه في الأشهر الأخيرة الماضية، رأينا عددا من لاعبي كرة القدم يعربون عن قلقهم بشأن قضايا حقوق الإنسان وغيرها من المشكلات الاجتماعية مثل العنصرية، وأنا من المؤيدين منذ وقت طويل لاستخدام اللاعبين لمنصاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على أية قضايا تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية ملموسة في العالم"، مبينا أن استضافة كأس العالم ميزة يصاحبها مسؤولية كبيرة، وأنه منذ بداية رحلة الاستضافة وقطر تقول إنها تتعامل مع البطولة باعتبارها فرصة لصنع تغيير إيجابي ومستدام في الدولة وترك إرث مستدام ونافع للمجتمع بعد انتهاء البطولة.
واعتبر سفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث أن حقوق العمال من بين المجالات التي أحرزت فيها قطر تقدما كبيرا، وهي المسألة التي لاقت اهتماما واسعا في الأشهر الأخيرة، فمنذ أن نالت قطر عام 2010 حق استضافة بطولة كأس العالم، طبقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث إجراءات صارمة لضمان صحة العمال وسلامتهم طوال فترة عملهم في قطر، وطورت في هذا الصدد مجموعة من التقنيات الجديدة للتخفيف من تأثير الحرارة المرتفعة والتقليل من الإجهاد الحراري لخدمة العمال في مواقع العمل، كما تعاونت مع المقاولين لسداد أكثر من 100 مليون ريال قطري لعشرات الآلاف من العمال بعد أن جرى تحصيلها منهم بشكل غير قانوني أثناء عملية توظيفهم في بلدانهم.
وأشار إيتو إلى أن الحكومة القطرية أصدرت تشريعا جديدا لإصلاح سوق العمل القطري، معتبرا أن تنظيم قطر لكأس العالم أسهم في تسريع تنفيذ هذه الإصلاحات على مدار العقد الماضي وساعد في زيادة معدلات العدالة والأمان في قطر على مستوى الإقامة والعمل. كما بين اللاعب الكاميروني السابق أنه حظي في قطر بخوض تجربة إيجابية، خاصة انه يتردد على قطر منذ ثلاثة أعوام بعد أن أنهي مسيرته الكروية في نادي قطر الرياضي عام 2019، لافتا إلى أن قطر تتمتع بثقافتها وعاداتها الفريدة، ومع هذا يجمع بينها وبين الدول التي استضافت كأس العالم سابقا العديد من أوجه الشبه، فأهلها يتمتعون بكرم الضيافة، وللأسرة عندهم مكانة كبيرة، وهم في ذلك يذكرونني بالبرازيل في 2014 وجنوب إفريقيا في 2010 ، فضلا عن أنه يوجد في قطر والعالم العربي قاعدة جماهيرية عاشقة لكرة القدم ستصنع بلا شك أجواء جماهيرية صاخبة في مونديال 2022.
ورأى صامويل إيتو، نجم كرة القدم الكاميروني السابق وسفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن من أهم المزايا التي تتمتع بها النسخة المقبلة من المونديال في قطر 2022 تقارب المسافات، حيث أنه بمجرد وصول الجماهير واللاعبين والمسؤولين إلى مطار حمد الدولي سيتسنى لهم الإقامة في مكان واحد طيلة فترة البطولة سواء في الفنادق أو الشقق الخدمية، بل وستتيح قطر للجماهير خيارات إقامة أخرى فريدة من نوعها مثل التخييم في الصحراء أو الإقامة على متن سفينة سياحية فاخرة ترسو في منطقة الخليج الغربي وتطل على منطقة أبراج الدوحة بمناظرها البديعة.
وتابع قائلا "إنه سيتسنى للجماهير حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد، وهو أمر مثير وسابقة لم تحدث من قبل في بطولات كأس العالم في العصر الحديث، وبفضل الطبيعة متقاربة المسافات التي تتميز بها بطولة قطر 2022، سيشعر الجميع كما لو أنهم في مدينة أولمبية، ولن يتكبدوا عناء السفر والتنقل من مكان لآخر طوال فترة البطولة"، معتبرا نفسه محظوظاً لزيارتي الاستادات الأربعة الجاهزة حتى الآن لاستضافة المونديال، وأشعر في كل زيارة كما لو أنني طفل صغير حصل على لعبة جديدة، وكلما دخلت إحدى هذه الأيقونات المعمارية، أتمنى لو عاد بي الزمن عشر سنوات ليتسنى لي اللعب وتمثيل منتخب بلادي الكاميرون في هذه الاستادات المذهلة.
وأشاد سفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث باستادات مونديال 2022، حيث أنه تم تصميم كل تفصيلة صغيرة في الاستادات بعناية فائقة لتقديم أفضل تجربة ممكنة للاعبين وللجماهير، مشيرا إلى أن أكثر ما يبهره هو تصميم بعض الاستادات على نحو يجعلها قابلة للتفكيك والتبرع بأجزاء كبيرة منها إلى دول أخرى بعد انتهاء البطولة، حيث لم يسبق لدولة أن فعلت ذلك، وسيكون هذا العمل بمثابة إرث عظيم لمونديال قطر 2022.
ولفت إلى أن المجتمع القطري لديه الحماس الشديد للترحيب بضيوف قطر الذين سيأتون إليها من جميع أنحاء العالم لاستكشاف هذا البلد الصغير خلال فترة مونديال 2022، وهو الأمر الذي سيتيح فرصة رائعة لشعوب العالم ليحتفوا سويا بثقافاتهم المختلفة ويوحدهم حبهم لهذه اللعبة الجميلة بعد سنوات مليئة بالتحدي فرضها وباء كورونا العالمي، مشددا على أن مونديال قطر سيكون علامة بارزة في تاريخ كرة القدم.
وعلى صعيد متصل، تطرق اللاعب صامويل إيتو إلى مباراة نهائي دوري الأبطال الأوروبي التي ستجمع غدا /السبت/ بين فريقي مانشستر سيتي وتشيلسي الإنجليزيين، والتي سيسدل معها الستار على منافسات الأندية الأوروبية الكبرى، لافتا إلى أنه خلال مسيرته الكروية، نال شرف اللعب في العديد من المباريات المهمة، ومنها نهائي دوري أبطال أوروبا الذي شارك فيه ثلاث مرات، وتوجت خلالها باللقب مرتين مع برشلونة ومرة مع إنتر ميلان.
وأوضح سفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث أن فريقه القديم تشيلسي سيكون طرفا في المباراة النهائية لدوري الأبطال من جديد، مشيرا إلى أن البعض يرى أن مانشستر سيتي هو الفريق الأقرب لنيل لقب البطولة، إلا أن المباريات النهائية لها حسابات مختلفة، إذ تقبل جميع الاحتمالات وتتساوى فيها حظوظ الفريقين.