search

    استاد المدينة التعليمية يتزين بألمع نجوم العالم خلال مونديال الأندية

    قنا

    شكلت استضافة استاد "المدينة التعليمية" الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 40 ألف مشجع، مباراتين حتى الآن شارك فيهما أبرز نجوم كرة القدم في العالم ضمن منافسات النسخة السابعة عشرة من بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم /قطر 2020/، فرصة هامة لإطلاع العالم على أحد الاستادات الثمانية المبهرة لمونديال /قطر 2022/ على طريق الاستعداد لاستضافة الحدث الرياضي الأبرز في العالم بعد أقل من عامين.
    وجمعت المباراة الأولى في استاد المدينة التعليمية، مساء /الخميس/ الماضي بين نادي الدحيل، حامل لقب دوري نجوم قطر وممثل الدولة المستضيفة، والنادي الأهلي المصري، بطل إفريقيا، والذي تمكن من حصد بطاقة الصعود إلى نصف نهائي البطولة، أما المباراة الثانية فأقيمت مساء أول أمس /الأحد/ بين بالميراس البرازيلي وتيجريس أونال المكسيكي الذي نجح في تسجيل أولى مفاجآت البطولة، بعد فوزه بهدف نظيف، ليحجز مقعده في نهائي البطولة، ويصبح أول ممثل للكونكاكاف يصل إلى المباراة النهائية في تاريخ مونديال الأندية.
    وسيشهد الاستاد منافسات اليوم الختامي للبطولة بعد غد /الخميس/، حيث يستضيف مباراة تحديد الفائز بالمركز الثالث بين بالميراس والأهلي المصري عند السادسة مساء، تليها عند التاسعة مساءً المباراة النهائية وتتويج الفريق الفائز بلقب مونديال الأندية 2020، في مواجهة مرتقبة بين بايرن ميونخ وتيجريس أونال.
    واتجهت أنظار مشجعي كرة القدم من كافة أنحاء العالم إلى الدوحة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث انطلقت منافسات مونديال الأندية التي تستضيفها قطر للمرة الثانية على التوالي وبمشاركة ستة أندية، على استاد "المدينة التعليمية" واستاد "أحمد بن علي"، في فرصة فريدة أتاحت لعشاق كرة القدم التعرف عن قرب على اثنين من استادات مونديال قطر 2022.
    ويمثل احتضان الاستاد لعدد من منافسات بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها الدوحة للمرة الثانية على التوالي وتختتم منافساتها بعد غد /الخميس/، مصدر فخر لكل من أسهم في أعمال تشييد الاستاد، ومن بينهم المهندسة منيرة الجابر، مديرة إدارة مشروع استاد المدينة التعليمية.
    وانضمت المهندسة القطرية منيرة الجابر إلى فريق العمل في المشروع مباشرة بعد حصولها على الشهادة الجامعية من جامعة قطر، حيث أكدت الجابر اعتزازها بكونها من أوائل الذين كان لهم شرف المشاركة في كافة أعمال البناء بدءا من مرحلة التصميم حتى التشييد ثم تشغيل الاستاد المونديالي الفريد. وقالت الجابر، في تصريح صحفي، إنها مازالت تتذكر بدايات العمل في مشروع استاد المدينة التعليمية التي انطلقت في عام 2014، ولا تكاد تصدق مدى سرعة مرور الوقت وكيف تم الانتقال سريعا من أعمال الحفر إلى تشييد صرح رياضي مميز أشبه بماسة عملاقة تتألق وسط جامعات ومدارس المدينة التعليمية. وأشارت إلى أن هناك محطات لا تنسى خلال مراحل تشييد الاستاد وستبقى محفورة في ذاكرة الجميع، أبرزها عملية رفع سقف الاستاد، واكتمال الواجهة الأمامية، وفرش الأرضية بالعشب الطبيعي. لافتة إلى أنها عندما تقف في منتصف أرضية الاستاد، وتنظر إلى البنية التحتية المتطورة، والاهتمام بأدق التفاصيل بدءا من لون المقاعد والحرص على استخدام عشب طبيعي عالي الجودة، تغمرها مشاعر الفخر والامتنان، وهي ترى أن العمل الشاق أتى ثماره في شكل تحفة معمارية شامخة تتميز بأحدث اتجاهات التصميم والتقنيات المتطورة في عالم الرياضة.
    وكان شهر يونيو الماضي قد شهد الإعلان عن جاهزية استاد المدينة التعليمية، ليصبح ثالث استادات مونديال قطر 2022، ليستضيف الاستاد بعدها منافسات تأجلت بسبب تداعيات جائحة /كوفيد -19/، وأبرزها دوري أبطال آسيا 2020 بإجمالي 23 مباراة، منها عشر مباريات في منافسات أندية غرب القارة، و13 مباراة في منافسات منطقة الشرق.
    وأوضحت الجابر أن التنظيم المتميز لمباريات دوري أبطال آسيا على أرضية الاستاد أثار إعجاب عشاق كرة القدم في العالم بعد الدور الفاعل الذي قامت به قطر في سبيل العودة الآمنة للنشاط الكروي إلى الملاعب، بعد تعليقه بسبب الجائحة، مشيرة إلى أن استضافة الاستاد للمباريات أسهمت في تعزيز خبرات فرق العمل، واختبار الجاهزية التشغيلية للمنشأة الرياضية الرائعة.
    وأكدت المهندسة القطرية أن استضافة استاد المدينة التعليمية مباريات في دوري أبطال آسيا شكلت فرصة ثمينة للوقوف على كفاءة الجاهزية التشغيلية للاستاد، بما فيها الجوانب المتعلقة بالأنظمة المستخدمة والمرافق التي يضمها الاستاد، وكيف يمكن مواصلة تحسينها، حيث كانت تجربة قيمة تم التعلم منها كثيرا في سبيل الوصول إلى أفضل مستوى من الإعداد خلال مونديال 2022.ورافق استضافة استاد المدينة التعليمية لمباريات كأس العالم للأندية تضاعف الجهود المبذولة لتطبيق الاحتياطات والإجراءات الاحترازية للوقاية من /كوفيد- 19/، وفي هذا السياق أكدت المهندسة القطرية منيرة الجابر أن فرق العمل في الاستاد واصلت العمل ليل نهار لتعزيز التدابير الرامية إلى الحفاظ على سلامة الجميع. 

    وأوضحت الجابر أن فرق العمل واصلت جهودها وعملها في الفترة الماضية كخلية نحل لتأمين سلامة كل شخص تطأ قدماه مرافق الاستاد خلال البطولة، حيث تم الحرص على أن تشمل عمليات التعقيم كافة أرجاء الاستاد، مع تركيز خاص على قاعة المؤتمرات الصحفية، ومنطقة مقاعد اللاعبين، وأرضية الاستاد، إضافة إلى المنطقة المخصصة للفقاعة الطبية، حيث تخضع هذه المناطق لثلاث جولات من التعقيم في يوم المباراة. 
    من جانب آخر، تشكل صيانة أرضية استاد المدينة التعليمية تحدياً كبيراً خلال المنافسات، حيث شهد الاستاد العام الماضي 13 مباراة خلال سبعة أيام فقط، وتعرضت أجزاء من عشب المستطيل الأخضر للتلف بسبب الاستخدام المكثف خلال المنافسات. 
    وفي هذا السياق قالت الجابر إنه تمت المراقبة عن كثب لأرضية الملعب التي تآكلت أجزاء منها خاصة أمام المرميين، وتمكن الفريق المختص من استبدال العشب المتضرر على الفور، للمحافظة على الجودة والمعايير العالمية للأرضية، وضمان توفر الشروط اللازمة لسير المنافسات على أكمل وجه. 
    وترى الجابر أن بطولة كأس العالم للأندية محطة أخرى في غاية الأهمية على الطريق لاستضافة مونديال قطر 2022، حيث من المقرر أن يشهد استاد المدينة التعليمية ثماني مباريات من دور المجموعات حتى ربع النهائي خلال المونديال، والترحيب بالمشجعين من كافة أنحاء العالم. 
    وأعربت المهندسة القطرية عن سعادتها الغامرة بحضور أي مباراة رسمية على أرض الاستاد، كما أن مشاهدة محطات التلفزة العالمية تبث المباريات مباشرة للجماهير في أنحاء العالم تبعث في نفسها مشاعر الفخر والثقة بكفاءتنا واستعدادنا التام لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 خلال أقل من عامين، وهو ما يشكل حافزا يدفعنا للارتقاء بمستويات أداء فريق العمل لتقديم تجارب استثنائية خلال المباريات التي ستقام في استادات البطولة خلال مونديال 2022. 
    يشار إلى أن استاد المدينة التعليمية يقع على مسافة 13 كم من وسط مدينة الدوحة، في قلب مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، المركز النابض بالمعرفة والابتكار. ويتميز الاستاد بموقع استراتيجي يسهل الوصول إليه من كافة مناطق الدوحة، وحظي باستحسان المشجعين الذين حضروا مباريات مونديال الأندية، خاصة عبر استخدام الخط الأخضر في مترو الدوحة، حيث تقع محطة المدينة التعليمية على مسافة قريبة من هذه الأيقونة الرياضية فائقة الحداثة. 
    وأسهمت جهود اللجنة العليا للمشاريع والإرث الرامية لخفض البصمة الكربونية لمونديال قطر 2022، في حصول الاستاد على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة /جي ساس/ من فئة الخمس نجوم، ليصبح أول استادات المونديال الذي يحصل على هذا التصنيف المرموق. 
    ويضم استاد المدينة التعليمية مجموعة متكاملة من المرافق المتطورة المصممة لتلبية احتياجات لاعبي ومشجعي كرة القدم، وفي هذا السياق اختتمت الجابر حديثها بالقول إنه جرى تجهيز الاستاد بمرافق فائقة المستوى وفق أعلى المعايير الدولية، ويمكنه استضافة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، كما تضم مرافقه أربع غرف لتبديل الملابس، بينما تضم الملاعب الأخرى غرفتين فقط، مشيرة إلى أنه يتميز بتقنيات تبريد متطورة، تضمن المحافظة على درجة حرارة معتدلة، لينعم اللاعبون والمشجعون بأجواء مريحة خلال المباريات على مدار العام، خاصة خلال شهور الصيف.