search

    مستشار وزير الصحة لشؤون الرياضة: المنظومة الصحية سر نجاح كأس العالم للأندية

    قنا

    أكد الدكتور عبدالوهاب المصلح مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة أن دولة قطر استطاعت في جميع الفعاليات الرياضية التي استضافتها خلال الفترة الأخيرة، وخاصة بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم /2020/ المقامة حاليا، أن تحافظ على المشاركين فيها من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لافتا إلى تقديم الخدمات الطبية الشاملة للمشاركين في المونديال سواء في أماكن الإقامة أو التدريب أو الملاعب، وذلك بجانب الخدمات الميدانية وخدمات الإسعاف على مدار الساعة.

    وقال المصلح، في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن نسبة الإصابة بالفيروس في دولة قطر عامة 2 %، لكن خلال مباريات منطقتي الغرب والشرق بدوري أبطال آسيا التي استضافتها الدوحة مؤخرا وصلت إلى 0.5 %، وهي نفس النسبة الآن في بطولة كأس العالم للأندية بعد إجراء 12 ألف فحص للفرق المشاركة والمرافقين وطواقم اللجان العاملة في البطولة، و 10 آلاف فحص للجماهير في أول مباراتين. وأضاف أن تطبيق منظومة الفقاعة الطبية في الفعاليات الرياضية نجح بصورة كبيرة سواء في بطولة الماسترز للجودو أو تصفيات بطولة آسيا لكرة السلة وأيضا مهرجان /كتارا/ للخيل العربية الأصيلة، وغيرها من الفعاليات الرياضية وغير الرياضية التي تتطلب إقامتها موافقة ومتابعة من وزارة الصحة العامة في ظل جائحة كورونا.
    وأوضح مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة أن نجاح قطر في السيطرة على جائحة كورونا ومنظومة الفقاعة الطبية الموسعة المطبقة بمونديال الأندية، من الأسباب الرئيسية في موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم /الفيفا/ على إقامة كأس العالم للأندية التي كانت مقررة في ديسمبر 2020، خلال شهر فبراير الجاري، مشيرا إلى أن  مسؤولي /الفيفا/ انبهروا بهذه المنظومة وأشادوا بها خلال الاجتماعات اليومية التي تجرى على هامش البطولة لبحث الأوضاع الصحية للوفود المشاركة.
    وأوضح أن منظومة الفقاعة الطبية تشمل جميع المشاركين في مونديال الأندية من لاعبين ومدربين ومسؤولين وإداريين ومرافقين ومنظمين وعمال الخدمة سواء في الملاعب أو الفنادق، حيث تم التأكد من خلو الجميع من الإصابة بفيروس كورونا بعد خضوعهم للفحص، ومن ثم دخولهم الفقاعة بحيث تكون الفرق قادرة على التدريب وخوض المباريات، مع عدم الاختلاط بالمجتمع الخارجي حتى مغادرة البلاد، وذلك بجانب إجراء فحص دوري وفقا لمواعيد التدريبات والمباريات.
    وشدد المصلح على تطبيق إجراءات احترازية صارمة خلال مونديال الأندية، تشمل جميع الأنشطة والفئات سواء خارج الملعب أو داخله، ومنها مراعاة التباعد الاجتماعي لمسافة متر ونصف في مقاعد الجماهير، وإلزامية ارتداء الكمامة وغطاء الوجه البلاستيكي في المدرجات، والكشف الحراري والمعقمات، وعدم اقتراب الإعلاميين من اللاعبين، فضلا عن أن الفحص إذا ما كان سلبيا سيخول لصاحبه حضور الحدث في غضون ثلاثة أيام، ومن ثم سيتطلب عمل فحص جديد لحضور حدث آخر. وبين أن سر نجاح المنظومة الصحية هو أن نظام الفقاعة الطبية يعمل على اكتشاف المصابين سريعا في ظل عمل فحوصات دورية، على أن يتم عزل المصاب وإخراجه من الفقاعة ووضعه في المناطق المخصصة للعزل التي وفرتها دولة قطر، ومن ثم عمل الرصد والمتابعة لجميع المخالطين لهذه الحالة حتى تثبت سلامتهم ومن ثم مشاركتهم في البطولة بشكل طبيعي.
    واعتبر مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة أن أبرز التحديات التي تواجه منظومة الفقاعة الطبية، هي الفحوصات المخبرية لفيروس كورونا، خاصة أن الوباء إلى الآن موجود، ووزارة الصحة تقوم بأعداد هائلة من الفحوصات في المجتمع، قد وصلت في فترات سابقة إلى 20 ألف فحص يوميا، وهذا تحد كبير على الطواقم الطبية، ولكن وزارة الصحة العامة نجحت في توفير الطواقم الطبية.
       
    وأكد الدكتور عبدالوهاب المصلح مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة أن النجاح في تنظيم العديد من الأحداث الرياضية في الفترة الأخيرة يؤكد على قدرة دولة قطر وجميع المنظمين في مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية، وخاصة وزارة الصحة العامة، على استضافة أكبر الأحداث الرياضية المستقبلية والإعداد في الطريق إلى مونديال كأس العالم /قطر 2022/، وذلك على الرغم من كل الصعوبات والتحديات لاسيما في ظل جائحة كورونا الراهنة. وأشاد المصلح بالتعاون المثمر بين جميع الجهات والمؤسسات في الدولة وفي مقدمتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، والعمل كفريق واحد والقدرة على الإنجاز، وهو السر الحقيقي والعامل الاساسي في نجاح الأحداث الرياضية الأخيرة التي نظمتها دولة قطر .
    ورأى أن ثمرة هذا التعاون ظهر جليا في تفرد قطر ونجاحها في الجانب التنظيمي بشكل عام، حيث تمكنت خلال فترة ثلاثة شهور من تنظيم ثلاثة أحداث رياضية وبمشاركات كبيرة من الرياضيين، وهي تصفيات غرب وشرق دوري أبطال آسيا، بجانب مونديال الأندية، فضلا عن نهائي كأس الأمير، وذلك بالرغم من تعرض العالم إلى موجة كبيرة من الوباء.
    ونوه مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة بالالتزام من قبل المشاركين وكذلك الجماهير في مونديال الأندية، ودعاهم إلى مواصلة الالتزام بجميع التدابير والإجراءات الصحية المطبقة خلال المباريات، وخاصة ما يتعلق بالتباعد الاجتماعي ، وارتداء الكمامات والغطاء البلاستيكي، والالتزام بالمقاعد المخصصة لكل مشجع، وذلك من أجل الحفاظ على سلامة الجميع بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة.
    وأوضح المصلح أن دولة قطر من أولى دول العالم التي طبقت نظام الفقاعة الطبية وفق النموذج الموسع الذي يشمل أعدادا كبيرة من الفرق والرياضيين خلال عدد من الأحداث الرياضية، وهو ما لم يحدث في أي مكان في العالم، حيث تم تطبيق فقاعات طبية ولكن بطريقة مبسطة.
    واعتبر أن ظروف جائحة (كوفيد-19) غيرت المعادلة في تنظيم الأحداث الرياضية، وجعلت الخدمات الطبية في الصفوف الأولى كعامل رئيسي في إنجاح البطولات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الخدمات الطبية قبل الجائحة كانت لها دور كبير أيضا في النجاح من خلال الخدمات التي كنت تقدمها سواء داخل أو خارج الملاعب.
    وشدد المصلح على أنه في ظل الجائحة باتت الخدمات الطبية هي الجهة المنوطة بالحفاظ على الأرواح في المقام الأول، ومن ثم صحة الإنسان ومواجهة الوباء، الأمر الذي يضيف أعباء أخرى، لافتا إلى أن دولة قطر نجحت في التحكم في الموجة الأولى من الوباء، وتسير حاليا بخطى ثابتة أيضا من أجل النجاح في التحكم في الموجة الثانية.
    وأكد مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة، في ختام حديثه لـ /قنا/، أن التزام الجميع في قطر حكومة وشعبا هو السر الحقيقي في السيطرة على فيروس كورونا بصورة كبيرة، لافتا إلى أن وزارة الصحة تسعى بكل جهودها للسيطرة على الموجة الثانية من الفيروس والتي بدأت منذ أسابيع، وأنه بحسب مخطط وزارة الصحة العامة، فإنه سيتم تطعيم جميع سكان قطر لتصل دولة قطر إلى المناعة الشاملة.