search

    الزعيم العالمي يطيح بالنصر السعودي بثلاثية.. ويواصل المغامرة الآسيوية

    قنا

    ضمن السد "الزعيم العالمي" تأهله إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم 2019 بعد تجاوز عقبة نظيره النصر السعودي في مواجهة إياب ربع نهائي البطولة الآسيوية بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في مباراة قوية أمنت فرجة جماهيرية على ملعب البطولات (استاد جاسم بن حمد ) بنادي السد. 
       وكان السد هو المبادر بالتسجيل عن طريق أكرم عفيف في الدقيقة الـ26 ، لكن عبد الرزاق الحمدالله عدل الكفة في الدقيقة الـ33 ...ومنح حسن الهيدوس الأسبقية مرة أخرى للسد في الدقيقة الـ59 ، وفي الدقيقة الـ82 سجل بغداد بونجاح الهدف الثالث من ركلة جزاء. 
       وكانت مباراة الذهاب قد شهدت فوز النصر بنتيجة 2-1، حيث تقدم السد أولا عبر علي أسد، قبل أن يرد النصر بهدفين عن طريق عبدالرحمن الدوسري وجولينو. 
       جاءت المباراة قوية مثيرة في الكثير من فتراتها ، قدم خلالها الفريقان عرضاً ممتعاً، وإن كانت الغلبة لفريق السد الذي كان الأكثر وصولا للمرمى السعودي، ونجح في ترجمة تلك السيطرة إلى فوز غالٍ وثمين. 
        البداية الهجومية كانت من نصيب النصر السعودي من هجمة منظمة انطلقت على الأطراف ووصلت للهداف عبد الرزاق الحمدالله لكنه سدد كرة ردها الدفاع ... لتعود الهجمة مرتدة للسد بسرعة من الجهة اليسرى حيث توغل أكرم عفيف لكن دفاع النصر حول الكرة إلى ركلة ركنية... ليمسك بعد ذلك صاحب الأرض والجمهور بزمام الأمور من أجل تسجيل هدف مبكر يربك به خصمه ويبعثر أوراقه. 
        وشكل السد ضغطا متواصلا على دفاعات النصر الذي لازم مناطقه الدفاعية خوفا من تسجيل السد الهدف في وقت مبكر لذلك استعان بمصيدة التسلل في بعض الأحيان، مع الاعتماد على ارتكاب المخالفات لإيقاف تقدم السد... لكن رغم ذلك لم يتوقف هجوم السد الذي كان قريبا في مناسبتين الأولى عن طريق بونجاح من كرة رأسية صدها الحارس، والثانية أضاعها حسن الهيدوس بغرابة أمام المرمى. 
       وكانت خطورة السد المتواصلة من الجهة اليسرى مكان تواجد أكرم عفيف الذي أقلق كثيرا دفاع النصر بفضل سرعته ومهارته الفنية في تجاوز اللاعبين... في الدقيقة الـ11 لم يستغل بغداد بونجاح موقفه بعد خطأ من مدافع النصر في إرجاع الكرة ليخطفها مهاجم السد لكنه لم يستغلها كما يجب وتضيع فرصة افتتاح النتيجة. 
        وفي الدقيقة الـ15 سنحت فرصة خطيرة للنصر كاد على إثرها أن يسجل الهدف الأول، لولا براعة الحارس سعد الشيب الذي ارتمى على الكرة في اللحظات الأخيرة من أمام الحمد الله... كما قاد نور الدين امرابط هجمة على الجهة اليسرى متجاوزا عبد الكريم حسن لكن عرضيته أبعدها الدفاع إلى ركلة ركنية. 
        استفاق النصر قليلا وأصبح يبادل السد الهجمات وكانت أخطر الفرص من نصيبه في الدقيقة ال22 ، حين انفرد جوليانو بعد أن كسر حاجز التسلل وسدد كرة قوية صدها حارس السد على مرتين... لكن رد السد جاء قاسيا وسريعا حيث نجح أكرم عفيف في وضع حد لإخفاقاته بعد محاولات كثيرة لتستقر كرته الرأسية في الشباك مهديا فريقه الأفضلية والتقدم في النتيجة في الدقيقة الـ26  . 
       واصل السد صحوته الإيجابية وكاد يخطف الهدف الثاني بعد أن صنع بونجاح كرة وضعت عبد الكريم حسن وجها لوجه مع الحارس لكنه سدد كرة أبعدها الأخير إلى ركلة ركنية حملت الرقم ستة للفريق السدواي وهو ما يثبت سيطرة السد . 
       وتحصل النصر السعودي على ركلة حرة مباشرة وفي مكان قريب جدا من المرمى ليتولى هداف الفريق عبد الرزاق الحمد الله تنفيذها ويحولها إلى هدف التعادل في الدقيقة الـ33 ويضع فريقه في المقدمة بفارق الأهداف إلى حين انتهاء المواجهة. 
        حاول السد تدارك الموقف فعاد لتنظيم صفوفه من جديد وبناء الهجمات فتوغل بونجاح داخل مناطق جزاء النصر لكنه أطنب في الاحتفاظ بالكرة ليسقط في الأخير، ويعلن الحكم عن مواصلة اللعب... كما فرط السد في تسجيل الهدف الثاني من كرة حرة مباغتة مرت بجنب القائم بقليل عبر اقدام حسن الهيدوس. 
        وعاد الهيدوس مستعينا بسرعته مرة أخرى ورفع كرة عرضية أبعدها دفاع النصر في طريقها للمرمى...لتعود هجمة سريعة مرتدة للنصر بتواجد ثلاثة لاعبين أمام لاعب واحد وهو بوعلام الذي استبسل في إنقاذ الموقف وقطع الكرة أمام مهاجم النصر ...لكن الخطر بقي متواصلا من مهاجمي النصر الذين سددوا الكرة في مناسبتين وسط دربكة دفاعية واضحة لدى السد... ليعلن الحكم عن دقيقتين كوقت بدل ضائع لم تغير من واقع النتيجة لينتهي الشوط الأول بتعادل إيجابي بهدف لمثله لكنه يخدم مصالح النصر بدرجة أكبر. 
    أما الشوط الثاني من المباراة فقد بدأ بحذر كبير بين الفريقين وخاصة من جانب النصر الباحث عن خطف نقطة التعادل وعدم استقبال شباكه هدفا جديدا ، في حين أن السد كالعادة هو المتحكم في سير الكرة وظل يهاجم لكنه لم يغفل على الجانب الدفاعي. 
       وقاد السد هجمة محكمة الصنع تدرجت فيها الكرة على الأطراف حتى وصولها لحسن الهيدوس الذي باغت دافع النصر وبما فيهم الحارس وأطلق كرة قوية بعيدة المدى استقرت في زاوية صعبة مانحة فريقه العودة في النتيجة من جديد في الدقيقة الـ59 ...منح الهدف حافزا معنويا للاعبي الفريق فكانوا قريبين من مضاعفة النتيجة لكن يقظة حارس النصر وقفت حاجزا أمامهم في مناسبتين متتاليتين. 
        وفي الدقيقة الـ63 اضطر تشافي هيرنانديز مدرب السد إلى إجراء تغيير اضطراري، بعد إصابة بيدرو ميجيل الذي ترك مكانه للبديل حامد إسماعيل...لكن رغم ذلك بقي السد الأقوى والمسيطر وحتى هجمات النصر في بعض الأحيان قابلها دفاع السد بثقة كبيرة باستثناء كرة واحدة شكلت تهديدا واضحا عندما سدد جوليانو كرة مرت فوق العارضة الأفقية بقليل. 
        وعلى الجانب الآخر حاول الهيدوس تجربة حظه من جديد بزيارة الشباك فسدد بقوة لكن هذه المرة وقف الحارس بالمرصاد فيما تكفل الدفاع بتشتيت الكرة...وصارت الهجمات متبادلة بين الفريقين فالنصر أضاع تعديل النتيجة بعدما برع حسن الشيب في صد كرة عبد الرزاق الحمد الله وعلى الجانب الآخر نسج حارس النصر على نفس المنوال وصد تسديدة بغداد بونجاح. 
        وفي الدقيقة الـ78 توغل أكرم عفيف متجاوزا مدافع النصر ليسقط في الأخير ويعلن الحكم عن ركلة جزاء لمصلحة السد،لكن قبل ذلك توجه لمنطقة بدلاء النصر وأشهر بطاقة حمراء في وجه مساعد مدرب الفريق بسبب احتجاجه على احتساب الركلة... ليتولى بغداد بونجاح تنفيذها بنجاح في الدقيقة ال82 ، ويضع فريقه في نصف النهائي ان انتهت المباراة على هذه النتيجة. 
        ومع دخول المباراة دقيقتها الـ85 تقدم السد بكل ثقله إلى الهجوم من أجل تأمين النتيجة وتجنب عودة النصر من جديد بهدف سيقلب به الموازين... فكان الهيدوس نجم المباراة قريبا من تسجيل الهدف الرابع عندما سدد كرة قوية ردها حارس النصر بصعوبة، بدأ لاعبو السد في الاحتفاظ أكثر بالكرة على أمل خلق المساحات والفراغات التي سيتركها لاعبو النصر، لكن رغم ذلك كاد الحمد الله أن يعيد الأفضلية لفريقه بكرة رأسية وجدت حارس السد في المكان المناسب. 
       وأعلن الحكم عن أربع دقائق كوقت بدل ضائع حيث تراجع النصر قليلا للخلف للحد من خطورة السد مع الاعتماد على الهجمات المرتدة ، لكنه لم يقدر على تجاوز الحاجز الدفاعي المنظم للسد، لتمر الدقائق والثواني في مصلحة السد الذي مر عن جدارة واستحقاق لنصف نهائي دوري أبطال آسيا 2019 بثلاثية مقابل هدف واحد ويواجه الفائز من مباراة الهلال السعودي ومواطنه الاتحاد. 
       وجاء تأهل النصر، بطل الدوري السعودي الموسم الماضي، إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ البطولة بنظامها الجديد، ولم يخسر في أي مباراة بالبطولة منذ الجولة الثانية للدور الأول... في المقابل، فإن السد بطل نسخة عام 2011 كان آخر أندية غرب آسيا التي تتوج باللقب، ونجح في تكرار إنجاز العام الماضي عندما تأهل للدور قبل النهائي. 
       وحصد السد الفوز في المباريات الأربع التي خاضها على أرضه بعد الفوز على بيرسيبوليس وباختاكور والأهلي في دور المجموعات ثم الدحيل في دور الـ16.. بينما لم يخسر النصر سوى مباراة واحدة في 4 مباريات لعبها خارج ملعبه بالبطولة، في حين أن السد كان تصدر في دور المجموعات ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 10 نقاط من ست مباريات، مقابل 9 نقاط للأهلي السعودي و8 لباختاكور الأوزبكي و7 لبيرسيبوليس الإيراني، وفاز في دور الـ16 على مواطنه الدحيل بواقع 4-2 في مجموع المباراتين. 
        في المقابل حصل النصر على المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد 10 نقاط من ست مباريات، بفارق نقطتين خلف زوباهان الإيراني مقابل 8 نقاط للزوراء العراقي و3 للوصل الإماراتي، ثم فاز في دور الـ16 على الوحدة الإماراتي بواقع 4-3 في مجموع المباراتين.