search

    منتخبنا الوطني يخسر مواجهة كولومبيا بهدف قاتل في كوبا امريكا

    قنا

    خسر المنتخب القطري مواجهته أمام نظيره الكولومبي بهدف وحيد في المباراة التي جمعت بين المنتخبين اليوم على ملعب /مورومبي/ الشهير في مدينة ساو باولو البرازيلية ضمن مباريات المجموعة الثانية من بطولة كوبا امريكا 2019 . وانتزع المنتخب الكولومبي الفوز الصعب بهدف دوفان زاباتا في الدقيقة 85.. وأصبحت بذلك كولومبيا أول منتخب يتأهل للدور الثاني متصدرا المجموعة برصيد ست نقاط من فوزين متتاليين، بينما تجمد رصيد قطر عند نقطة وحيدة، في انتظار ما ستسفر عنه مواجهة الأرجنتين وباراجواي اللذان يلعبان في وقت لاحق. 
    كان "العنابي" قد قدم مستوى كبيراً في أولى مبارياته في البطولة اللاتينية، التي يشارك فيها للمرة الأولى في تاريخه بعد أن قلب تأخره أمام باراجواي بهدفين إلى تعادل مثير في ملعب /ماراكانا/ الشهير، وكان قريباً من حصد النقاط الثلاث بعدما كان الطرف الافضل في المباراة. 
    وجاءت المواجهة قوية وصعبة على المنتخبين، وصمد خلالها المنتخب القطري كثيرا طوال 85 دقيقة لعب، واتيحت له بعض الفرص الخطيرة لكن غياب الدقة والتركيز في انهاء الهجمات ووضع الكرة في الشباك حال دون ذلك، ورغم شوط أول كانت فيه الافضلية لكولومبيا، ظهر العنابي في الشوط الثاني بشكل أفضل وهدد مرمى الخصم، لكن في الاخير عجز عن المحافظة على نقطة التعادل، لتستقبل شباكه هدفا في وقت قاتل، ولم يعط الفرصة للاعبي المنتخب حتى العودة والتعديل. 
    بداية المواجهة بدأت بحذر شديد وتحفظ من جانب المنتخبين، لاسيما وأنهما يتواجهان للمرة الاولى مع بعض، وكل منهما لا يعرف اسلوب لعب الاخر، لكن رغم ذلك حاولت كولومبيا جس نبض المنتخب القطري عن طريق هجمات على الاطراف، لكنها فشلت في الوصول للمرمى، حيث كان دفاع المنتخب متماسكا وبالمرصاد لكل تحركات خصمهم. 
    لكن رغم ذلك اتيحت للمنتخب الكولومبي ركلة ركنية استثمرها بنجاح وسجلها على إثرها هدفا، لكن الحكم ألغاه بوجود حالة تسلل واضحة على اللاعب مينا ، موجها بذلك اول انذار في أخطر فرصة حقيقة على مرمى قطر في الدقيقة الـ5  . 
    وحاول المنتخب التقدم أكثر ومغادرة مناطقه الدفاعية وإيجاد طريق من أجل زيارة الشباك الكولومبية، فحاول بيدرو أن يجرب حظه لكن كرته كانت بعيدة على الشباك.. ورغم فارق الامكانيات وامتلاك كولومبيا لألمع نجوم الساحرة المستديرة والمتواجدين في أقوى الدوريات الاوروبية لكن لاعبي المنتخب القطري كانوا على أهبة الاستعداد بفرض رقابة لصيقة على ابرز مفاتيح اللعب لديهم. 
    وشهدت الدقيقة الـ12 ثاني اخطر الفرص للمنتخب الكولومبي وكاد على اثرها ان يفتتح التسجيل، لكن راسية نجم بايرن ميونخ الالماني خاميس رودريجيز مرت محاذية للقائم الايمن للحارس سعد الشيب بعد ان افلت اللاعب من مدافع العنابي بسام الراوي.. ورد اكرم عفيف بهجمة مرتدة توغل على اثرها بسرعة متجاوزا ثلاثة لاعبين ليسقط اخيرا لكن الحكم امر بمواصلة اللعب. 
    وعاد المنتخب الكولومبي لتهديد مرمى قطر بتسديدة قوية من كواردادو لكن سعد الشيب كان في المكان المناسب وأبعد كرة كانت في طريقها للشباك .. وجد المنتخب القطري صعوبات كثيرة في الوصول للمرمى خاصة أن منافسهم احكم سيطرته على منطقة وسط الملعب. 
    ومع دخول المباراة دقيقتها الـ30 واصلت كولومبيا افضليتها وسيطرتها الميدانية، اضافة الى نجاحها في الوصول للمرمى ومناطق المنتخب القطري في اكثر من مناسبة لكن اليقظة الدفاعية حالت دون دخول الكرة في الشباك، وحتى الركنيات الكثيرة والمتتالية التي حصل عليه المنتخب الكولومبي لم تأت بالجديد معها. 
    واستفاق المنتخب القطري من خلال هجمة مرتدة توغل على اثرها اكرم عفيف بنجاح وسدد كرة قوية ارتطمت بالدفاع، ثم امسكها الحارس الكولومبي .. وكان عفيف وجها لوجه مع الحارس لكن الاخير كان الاسرع من اجل ابعاد الخطر..وسرعان ما ردت كولومبيا عن طريق لاعبها ميدينا الذي استغل عرضية زميله وسدد كرة قوية لكنها استقرت في الشباك الجانبية لسعد الشيب. 
    وعموما نجح المنتخب القطري في تجنب الخطر الكولومبي ولعب بأسلوب تكتيكي مميز، مع اعطاء الافضلية للجانب الدفاعي والاعتماد على المرتدات ، وحتى نجوم كولومبيا ظلت عاجزة عن التسجيل مع اطلاق الحكم صافرته معلنا نهاية شوط المباراة الاول بتعادل سلبي. 
    لم يكن مغايرا عما سبقه، فالمنتخب الكولومبي دخل بقوة من أجل التسجيل وضمان تأهله مبكرا للدور الثاني من خلال حصد النقاط والانفراد بالصدارة، فتحصل على ركلة ركنية، حيث ارتطمت الكرة بجسد عبدالعزيز حاتم ليعلن الحكم عن ركلة ركنية ثم يعدل عن قراره ويحتسب ركلة جزاء.. وبالعودة الى تقنية الفيديو "الفار" تم الغاء الهدف والبطاقة الصفراء التي حصل عليها عبدالعزيز حاتم. 
    حاصر المنتخب الكولومبي نظيره القطري داخل مناطقه مستعينا بأسلوب الضغط العالي على حامل الكرة وتنويع الهجمات على الاطراف، فاتيحت له كرات عديدة لكن سعد الشيب كان سدا منيعا امام جل الهجمات، خاصة في الكرات الثابتة وركلات الركنية، حيث ارتقى مدافع كولومبيا /مينا/ عاليا وارسل كرة راسية مرت بجوار القائم بقليل. 
    وادرك المنتخب القطري صعوبة المهمة فحاول بين الحين والاخر الاعتماد على الهجمات المرتدة وهذه المرة عن طريق المعز علي الباحث عن تسجيل ثاني اهدافه في البطولة، فاستلم الكرة ورواغ الدفاع الكولومبي لكن كرته القوية ردها الدفاع الكولومبي. 
    ومع مرور الوقت ودخول المواجهة دقيقتها الـ60 قرر كارلوس كيروش مدرب كولومبيا ضخ دماء جديد بإقحام مهاجم موناكو الفرنسي راديمل فالكو والهداف التاريخي للمنتخب، من اجل ايجاد بعض الحلول بعد العجز التهديفي لاسيما أن اللاعب يعتبر من اخطر المهاجمين في العالم. 
    وعاد سعد الشيب حارس العنابي لممارسة هوايته المفضلة بحرمان كولومبيا من التسجيل وتصدى لهدف محقق بعد ان صد كرة رودريجيز، لتعود الهجمة مرتدة للمنتخب القطري عن طريق عبدالعزيز حاتم في مناسبة اولى والذي سدد كرة لكن /أوسبينا/ حارس أرسنال الانجليزي صد الكرة. 
    وكان اكرم عفيف قريبا من تسجيل اول اهداف قطر عندما افلت من الرقابة الدفاعية وارسل كرة قوية أبعدها حارس كولومبيا بصعوبة.. بدوره اقحم فيليكس سانشيز كريم بوضيف مكان عبدالعزيز حاتم من اجل ضخ دماء جديد في منطقة الوسط ،لاسيما أن اللاعب يتميز بالمهارة وحسن قطع الكرات. 
    ولم يعط المنتخب القطري المجال لخصمهم رغم الهيمنة الواضحة مما اجبر مدرب كولومبيا للمرة الثانية على اجراء التغيير، واقحام مهاجم ثان دياز بغية التسجيل خاصة أن المباراة وصلت إلى دقيقتها الـ75، والعنابي مازال يعتمد بالأساس على الاسلوب الدفاعي المتراجع من اجل تأمين شباكه واقتناص نقطة ثمينة في مشواره بالبطولة. 
    وكاد دياز البديل ان يزور الشباك اخيرا ويسجل اول الاهداف لكن طارق سلمان ارتمى امام الكرة لترتطم به وتخرج الى ركلة ركنية، لكن الكرة عادت بسرعة مرتدة للجانب القطري ولم تستغل بالشكل المطلوب بعد ان ابعد الدفاع الكرة. 
    وقبل نهاية المباراة بخمس دقائق في الدقيقة الـ85 لم ينجح المنتخب القطري في مواصلة صموده وحفاظه على نظافة شباكه التي استقبلت الهدف الاول بعد كرة رأسية من زاباتا وضعها في الزاوية الصعبة في مرمى سعد الشيب ليمنح فريقه تقدما في وقت قاتل ويضعه في الدور المقبل من كوبا امريكا. أربك الهدف لاعبي المنتخب القطري لاسيما أنهم لعبوا بندية كبيرة امام منتخب يعج بالنجوم وبقوا صامدين رغم وفرة الفرص لخصمهم وتألق سعد الشيب في الدفاع عن مرماه، لكن رغم ذلك لم يستسلم اللاعبون وحاولوا تعديل النتيجة عبر كرة ركنية لم يتم استغلالها بالشكل الامثل، ليطلق الحكم بعدها نهاية المواجهة بفوز كولومبيا بهدف دون رد وضمان تأهلهم للدور المقبل، في حين سيكون المنتخب القطري أمام الاختبار الأصعب عندما يواجه الارجنتين يوم /الاحد/ المقبل ويتعين عليه تحقيق نتيجة إيجابية من أجل العبور ومواصلة مغامرته بنجاح. 
    وتعد "كوبا أمريكا" ضمن سلسلة استعدادات منتخب قطر لمنافسات كأس العالم التي يستضيفها عام 2022، قبل أن يخوض منافسات كأس القارات عام 2021 بصفته صاحب الأرض.. وتوج منتخب قطر بلقب كأس آسيا مطلع العام الجاري، لذلك سيتأهل وصيفه منتخب اليابان، للمشاركة في كأس القارات أيضا. 
    ودخل منتخب قطر "ضيف الشرف" أجواء هذه المنافسة بمكاسب عديدة تضعه في ثوب البطل منذ البداية بغض النظر عن النتائج التي سيحققها، خاصة أن احتكاك لاعبيه بالمستوى العالي لمنتخبات أمريكا الجنوبية ذات الجودة الفنية المعروفة، سيمكنه من اكتساب خبرات مهمة قبل الاستعداد للحدث الأهم بطولة مونديال قطر 2022. 
    وسيحاول أبناء المدرب الإسباني فيليكس سانشيز عكس الصورة المبهرة التي حققها في النسخة الأخيرة لكأس آسيا 2019 والتي توّجوا بلقبها على أرض الإمارات مطلع العام الحالي، ولكن هذه المرة ستكون المغامرة مصحوبة ببعض المصاعب بوجود أقوى المنتخبات التي تضم في رصيدها نخبة نجوم العالم. 
    ويستحوذ منتخب الأوروغواي على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب "كوبا أمريكا" برصيد 15 لقباً، يليه المنتخب الأرجنتيني بلقب أقل، ثم البرازيل بثمانية ألقاب، وذلك على مدار 45 نسخة سابقة. 
    وبحسب لوائح البطولة، يتأهل الأول والثاني عن كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل منتخبين حلا بالمركز الثالث في دور المجموعات، وذلك لإكمال مواجهات دور الثمانية.