سبيتار يقدم نصائح حول المحظورات والتوصيات خلال التدريبات

موقع الكأس
يبدأ الأطفال المسلمون في مختلف دول العالم التدرب على الصيام في سن مبكرة من عمر تسع سنوات أو أقل على فترات تمتد ما بين الفجر إلى المغرب بتشجيع من آبائهم وعائلاتهم لتعويد أنفسهم على تلك الشعيرة المباركة.
لكن قد يحمل الأمر تحديات للناشئين المحترفين مع اعتبار جدولهم اليومي المزدحم ما بين الدراسة والتدريب والمشاركة في المنافسات، وهو ما يثير بدوره بعض التساؤلات حول أثر الصيام عليهم، والاحتياطات والاعتبارات الواجب أخذها بعين الاعتبار خلال التدريب، وما يجب على المدربين اتباعه لتعزيز أدائهم خلال المنافسات.
ولطالما كان هناك اهتمام لدى سبيتار، مستشفى جراحة العظام والطب الرياضي، بمدى تأثير الصيام على الأداء الرياضي، وهناك العديد من الأبحاث التي تتناول تأثير الصيام على الكبار حول العالم؛ لكن حينما يتعلق الأمر بالناشئين لم يصدر سوى بضعة أبحاث تتناول آثار الصيام على الأداء الرياضي للناشئين، وكان لسبيتار قصب السبق بنشر أول الأبحاث في هذا المجال من خلال ورقة بحثية نشرها عبد العزيز فاروق، الباحث في سبيتار.
وشملت الورقة البحثية دراسة تضمنت 18 ناشئًا من عمر 9 إلى 15 عامًا من الصائمين، وخلال الورقة التي نشرت لأول مرة في 2015 وروجعت مؤخرًا، تطرق الباحث إلى أنه تكاد تنعدم الدلائل على وجود آثار سلبية للصيام على الصحة البدنية، وأوضح أنه على النقيض من ذلك، يحسن الصيام الذاكرة ومهارات التخطيط لدى الناشئين وفقًا لنتائج البحث، بينما تميل معدلات التركيز والانتباه للانخفاض مع الاقتراب من نهاية النهار.
ويقول الباحث عبد العزيز فاروق: "يختلف الأطفال عن الكبار فيما يتعلق باحتياجاتهم الغذائية، فهم يحتاجون للمزيد من العناصر الغذائية وخاصة أنهم في طور النمو، وهم كذلك يقومون بالدراسة نهارًا والقيام ببعض التدريبات وهو ما يتطلب الحفاظ على مستويات أعلى من التركيز".
ومن بين أهم النقاط التي خرج بها البحث في هذا الصدد أن شرب المياه والنوم يحتلان أهمية كبرى في الحفاظ على مستويات الأداء المرتفعة لدى الكبار والصغار على حد سواء.
وعلق فاروق على تلك النقطة قائلا: "عادات النوم وتناول السوائل يحتلان أهمية قصوى، ففي الوقت الذي يساعد فيه النوم الجسد على التعافي ذهنيًا وبدنيًا، تلعب التغذية والسوائل دورًا كبيرًا في تعزيز إمدادات الطاقة".
وتوجه الباحث بعدد من التوصيات للناشئين الرياضيين الصائمين وعائلاتهم ومدربيهم ومن أبرزها:
أثناء التواجد بالمدرسة أو الحصص التدريبية نهارًا، ينبغي على المدربين التركيز على تطوير المهارات عوضًا عن تدريبات التحمل، ويجب على الرياضيين أن يضعوا في اعتبارهم أن طاقتهم قد تنخفض في حدود 60 إلى 70 %، وعليه يجب التركيز على الأنشطة منخفضة الحدة.
لتعزيز الأداء، يجب على الناشئين معرفة نوعية وتوقيتات تناول الطعام قبل وأثناء وبعد النشاط الرياضي، فخلال المنافسات على سبيل المثال يجب أن يتناول الرياضيون وجبة تحضيرية والسوائل بانتظام خلال المنافسات للحفاظ على مستويات الأداء، كما يجب تناول وجبة بعد التمارين لاستعاضة النشاط والحفاظ على الكتلة العضلية والتعافي. وعليه يوصى بالتدريب بعد الإفطار، ولا يوصي الباحث للناشئين بالتدريب أثناء الصيام، لكن يمكنهم ممارسة نشاطات خفيفة. أما فيما يتعلق بالرياضيين الذين يختارون التمرن أثناء الصيام، فعليهم أن يضعوا في اعتبارهم انخفاض معدلات الطاقة وبالتالي تنخفض مدة التمارين.
تتغير مواعيد النوم لدى الناشئين في رمضان في الوقت الذي يوصي فيه الخبراء الأطفال بالنوم من 8-10 ساعات، والحفاظ على مواعيد النوم يساعد الأطفال على الانتباه أثناء الدراسة وتقليل معدلات الإصابة خلال المنافسات، ويمكنهم النوم مباشرة عقب صلاة التراويح.
يجب ألا تتعدى القيلولة 30 دقيقة والنوم لفترة أطول من ذلك تتسبب في الأرق ليلًا.
على الناشئين اتباع حمية غذائية متوازنة تجمع بين البروتينات والنشويات والدهون والفيتامينات والأملاح للحصول على إمدادات كافية من الطاقة والحفاظ على النشاط، وقد لوحظ أن وجبات الإفطار والسحور تعتمد عامة على الكربوهيدرات والدهون إلا أنها تفتقر للفيتامينات والأملاح.
رصد البحث انخفاض في معدلات الحديد لدى الناشئين بعد شهر من الصيام، وعليه ينبغي على الآباء والمدربين وخبراء التغذية الانتباه لذلك، ويوصى بتناول الأطعمة الغنية بالحديد كالبيض والخضروات الورقية والحبوب الكاملة واللحوم اللينة.
أشار خبراء سبيتار في البحث إلى قلة الاهتمام بصحة الأسنان بين الناشئين الرياضيين في الشرق الأوسط، وتتسبب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات مع قلة الاهتمام بتنظيف الفم في تسوس الأسنان وأمراض اللثة.