search

    نهائي كأس سمو الأمير: قمة كروية على استاد الوكرة المونديالي بين السد والدحيل

    قنا

    تختتم غدا الخميس بطولة كأس سمو الأمير المفدى لكرة القدم (أغلى الكؤوس)، حيث سيشهد استاد الوكرة المونديالي ختام الموسم الرياضي عندما يلتقي قطبا الكرة القطرية السد بطل الدوري مع الدحيل الوصيف في آخر مشهد من فصول المسابقة. 
     
    ويسعى السد لإضافة لقب ثان إلى رصيده هذا الموسم بعد أن حسم لقب الدوري لمصلحته بعد صراع قوي بينه وبين الدحيل، خاصة وأن آخر لقب له في هذه المسابقة يعود لعام 2017 بعد فوزه على الريان بهدفين مقابل هدف واحد، في حين يأمل الدحيل أن ينهي موسمه الحالي بلقب اغلى البطولات. 
     
    وتعتبر هذه المواجهة، التي تجمع بين فريقين يعرفان بعضهما البعض جيدا والتي لا تقبل نتيجتها القسمة على اثنين، من أهم مباريات الموسم الرياضي نظرا لأن الفائز بها سيحمل الكأس الغالية ويضيفها الى خزائنه. 
     
    وتدخل البطولة الغالية نسختها السابعة والأربعين ومنذ انطلاقتها  شهدت تعاقب فرق عديدة على التتويج بالكأس ....ومنذ سنة 2017 تاريخ آخر لقب حصل عليه السد ظل الأخير يبحث عن طريقة يعيد بها اللقب، كما يسعى الفريق الى تكريس صحوته وهيمنته على لقب اغلى الكؤوس، خاصة أنه من أكثر الفرق تتويجا باللقب من ناحية عدد الألقاب  (1982/1977/1975 / 1985 / 1986/ 1988/ 1991 / 1994 / 2000 / 2001 / 2003/ 2005 /2007 /2014 /2015 /2017 ). 
     
    المواجهة التي ستقام غدا تعتبر الثانية التي تجمع ما بين الدحيل والسد في النهائي الغالي منذ أن حقق الدحيل صعوده إلى دوري نجوم قطر عام 2010. 
     
    حيث جاءت المواجهة الأولى بين الفريقين يوم الجمعة 20 مايو 2016 وهي المباراة التي استطاع الدحيل فيها أن يحقق لقبه الأول في أغلى البطولات بعد أن فاز على السد بركلات الترجيح بنتيجة 4 ركلات مقابل ركلتين للسد بعد ان انتهى الوقت الاصلي للمباراة بالتعادل بهدفين لكل فريق، وستكون مباراة غد /الخميس/ هي المباراة الثانية بين الفريقين في النهائي. 
     
    وعلى عكس المباراة النهائية فإن الفريقين تواجها 3 مرات مع بعضهما البعض في الدور نصف النهائي، استطاع السد ان يحقق الانتصار في مواجهتين، كانت المواجهة الأولى في الدور نصف النهائي اقيمت يوم السبت  11 / 5 / 2013، ونجح السد في تحقيق الانتصار فيها بثلاثة اهداف مقابل هدفين أحرز للسد يونس محمود، محمد كاسولا وحسن الهيدوس، بينما أحرز للدحيل يوسف المساكني وايسارا ديا. 
     
    واقيمت المباراة الثانية يوم الجمعة 15 مايو 2015، وانتهت ايضا بانتصار السد بهدفين دون مقابل في المباراة التي اقيمت على استاد جاسم بن حمد بنادي السد ونجح فيها حسن الهيدوس أن يزور شباك الدحيل مرتين ليخرج الدحيل من المنافسة ويصل السد الى المباراة النهائية.
     
    المواجهة الثالثة كانت في الموسم الماضي، حيث تواجه الفريقان يوم الجمعة 11 مايو 2018 على استاد جاسم بن حمد بنادي السد ونجح الدحيل في تحقيق انتصاره الاول على السد بهدف أحرزه النجم المميز المعز علي في الدقيقة 68. 
     
    ومنذ صعوده الى أندية دوري النجوم وبدء مشاركته في أغلى البطولات تقاسمت أندية السد، الريان، الغرافة والدحيل ألقاب كأس سمو أمير البلاد المفدى، حيث جاء السد في المقدمة بثلاثة ألقاب، الريان والدحيل بمرتين ومرة واحدة لفريق الغرافة. 
     
    ويعتبر وصول الدحيل الى المباراة النهائية هو الثالث للفريق ولكن اللافت للنظر أن الدحيل لم يحدث أن وصل الى المباراة النهائية ولم يحقق اللقب، حيث كانت المرة الاولى في موسم 2016 ، واستطاع ان يحقق اللقب على حساب السد، وفي الموسم الماضي كان وصوله الثاني للنهائي ونجح ايضا في تحقيق اللقب على حساب الريان، بينما ستكون مواجهته مع السد غدا هي الظهور الثالث له فهل ينجح الدحيل في خطف اللقب كما فعل في المرتين الماضيتين؟
     
     المواجهة على الكأس  بين السد والدحيل ستكون شرسة وسيشتد فيها الصراع على كل كرة وكل تمريرة حتى اللحظات الأخيرة من زمن اللقاء، وستكون كل الأسلحة متاحة لترجيح الكفة وحسم النتيجة مثل صياغة التشكيل المناسب في بداية المباراة واجراء التبديل المناسب والتوظيف المناسب للقدرات البشرية واختيار الطريقة المناسبة للعب والخطة الهجومية الأكثر فاعلية والقراءة المناسبة من المدربين للمباراة. 
     
    الأرقام التي حققها السد بدوري هذا الموسم لم تأت بالصدفة ولا يمكن تجاهلها لأن الدحيل من الشاهدين عليها، ولا بد من وضعها في ميزان مقارنة قوى الفريقين قبل المواجهة لأنها تعكس قوة الأسلحة التي يدخل بها الفريق المواجهة. 
     
    السد أحرز خط هجومه 100 هدف مقابل نصفها في رصيد الدحيل جعلت منه صاحب افضل خط هجوم وامتلك ثاني اقوى خط دفاع بعد الدحيل بمجموع 22 هدفا في مرماه مقابل 17 في مرمى الدحيل, الى جانب ذلك يقود خط هجوم الفريق بغداد بونجاح افضل هداف بالدوري برصيد 39 هدفا بمعية أكرم عفيف ثاني هدافي الدوري برصيد 26 هدفا مناصفة مع هداف الدحيل يوسف العربي. 
     
     اما على الصعيد الفني، ومن باب المناورات التكتيكية الواردة جدا في مثل هذه المباريات الحاسمة والمصيرية، فإننا نتوقع ان يلعب السد بطريقة 4-2-2-2 وهي طريقة تبرز قوة العمود الفقري للفريق وتعكس رغبته في الاختراق من محور الفريق المنافس وفي الوقت نفسه تضمن بهدف تعبئة خط الوسط لمنع الدحيل من تنمية ادائه ومنعه من الانفراد بالاستحواذ على الكرة. 
     
     ولجعل الأمور بسيطة فسيبدأ السد المباراة بالمهاجمين بغداد بونجاح وأكرم عفيف، وسيتكون خط الوسط الهجومي من حسن الهيدوس وتشافي هرنانديز وفي خط الارتكاز نتوقع أن يتكون من جابي وخوخي بوعلام، وأما خط الدفاع فإنه سيتكون من بيدرو ميجيل وعبدالكريم حسن على الجانبين كظهيرين وخوخي بوعلام وطارق سلمان في قلب الدفاع في حين أن حراسة المرمى ستوكل بالتأكيد الى سعد الدوسري. 
     
    تلك هي التشكيلة المتوقعة ،الا انها تفتقد الى لاعبين دوليين هما الظهير الأيمن حامد إسماعيل ولاعب وسط الارتكاز سالم الهاجري، وهذا ما يشكل صداعا في رأس المدرب فريرا يجعل الاختيار من الصعوبة بمكان كبير، كما ان القدرات التي يتمتع بها اللاعبون الذين سيبدؤون المباراة بالتشكيلة الأساسية تمنح المدرب فيريرا إمكانية تغيير مركز كل من بيدرو وبوعلام باعتبار أنهما قادران على اللعب والاجادة في أكثر من مركز، وهناك امكانية كبيرة واردة في أن يبدأ بوعلام المباراة في خط الدفاع بدلا من بيدرو الذي قد يبدأها في خط الوسط. 
     
     وعلى الجانب الآخر يتوقع أن يبدأ مدرب الدحيل فاريا المواجهة بطريقة 3-2-3-2 وهي مختلفة عن الطريقة التي سيلعب بها السد وهي هجومية الطابع على الرغم من صعوبة المباراة.. ويبدأ الفريق اللقاء بحارس المرمى كلود أمين وسيتكون خط الدفاع من 3 لاعبين فقط مقابل 4 في خط دفاع السد وهم مهدي بن عطية واحمد ياسر ومحمد موسى الذي سيعوض بسام الراوي المصاب، وسيتكون خط وسط الارتكاز من عاصم مادبو ولويس مارتن سيارا، وسيتكون خط الوسط الهجومي من 3 لاعبين هم ادميلسون وعلي عفيف على الأطراف وناكاجيما بينهما في الربط بين الخطوط وتشكيل الخطورة الهجومية من الخلف، وهو نفس الدور الذي سيقوم به في تشكيلة السد تشافي هرنانديز، واما خط الهجوم فسيتكون من المعز علي ويوسف العربي العائد من الإصابة وسيكون بديلا لمحمد مونتاري الذي لعب امام السيلية في مباراة قبل النهائي وأحرز هدفين.. وسيغيب عن التشكيلة 3 لاعبين بارزين هم: كريم بوضياف وسلطان البريك وبسام الراوي. 
     
    وتعكس هذه التركيبة الفكر الذي سيلعب به الفريق وهو فكر هجومي مبني على 5 لاعبين عمد المدرب من خلاله الى التضحية بالقوة العددية في خط الوسط مما سيؤدي بالضرورة الى عدم تمكن الفريق من فرض سيطرته على وسط الميدان، وبالتالي عدم قدرته على تحقيق تفوق على مستوى الاستحواذ على الكرة. 
     
    تجدر الاشارة الى أن هناك اوجه شبه عديدة بين فريقي الدحيل والسد لعل أبرزها الجودة العالية في نوعية الزاد البشري المتوفر لديهما، واذا ما اعتبرنا أن كفة الفرق في هذه البطولة قد ترجحها بشكل كبير وفرة القاعدة العريضة من اللاعبين الى جانب أمور فنية كثيرة أخرى في مقدمتها الجوانب التكتيكية والأخطاء الفردية القاتلة، فإن إحداث الفارق لهذا الفريق أو ذاك سيتقرر بقسط وافر بحكم المهارات الفردية بالفريقين اللذين يمتلكان عددا كبيرا من اللاعبين الدوليين محليا وخارجيا. 
     
     والحقيقة ان الكفاءات الفردية لن تكون وحدها موطن القوة في اداء الفريقين بالمباراة لأن اللعب الجماعي يعتبر أيضا من الأسلحة المشتركة للفريقين والمدربين البرتغاليين فاريا وفيريرا وهو القاعدة الأساسية التي ينبني عليها أسلوب اللعب في الفريقين، بيد أن هناك في التشكيلتين من اللاعبين من يصنع القرار ويحدث الفارق مثل بونجاح وعفيف وتشافي في السد من جهة، والعربي والمعز وناكاجيما من جهة أخرى دون أن نهمل الإشارة الى حارسي المرمى كلود امين وسعد الدوسري، خاصة اذا ما بلغت المواجهة مرحلة الركلات الترجيحية. واذا تأملنا في أرقام الفريقين بالدوري ورصدنا حصيلة الأهداف المسجلة، فإننا نجد انها تعكس أسلوب أداء هجومي مفتوح يحظى بالأولوية الكاملة في الفريقين. 
     
    النهائي الغالي سيكون بمثابة احتفالية كرنفالية في أجواء رمضانية، سيتم من خلالها افتتاح ثاني ملاعب كأس العالم 2022 ، لذلك ستكون المواجهة مسك ختام للموسم الكروي الحالي 2018 / 2019 .