search

    سباقات الهجن.. إرث يعشقه أهل قطر

    قنا

    تحظى سباقات الهجن في قطر بشغف كبير، كما هو الحال في غالبية دول الخليج ، باعتبارها أحد أهم الموروثات الثقافية التي ارتبطت تاريخيا بحياة أهل الخليج منذ القدم. 
    واهتمت دولة قطر على الصعيدين الرسمي والشعبي بسباقات الهجن حتى أصبحت إرثا تاريخيا يعكس الماضي الجميل، وموردا اقتصاديا هاما للكثير من مربي الإبل الذين يعتبرونها العمود الفقري في حياتهم، في ظل ارتباطهم بها منذ الصغر في المأكل والملبس والمشرب والتنقل. 
    وأكد السيد عبدالله الكواري نائب رئيس اللجنة القطرية المنظمة لسباق الهجن أن الإبل مكرمة من الله سبحانه وتعالى، وإنه مهما تطور الزمن سيظل لها أهمية كبيرة لدى القطريين الذين يرتبطون بها منذ القدم، حيث كانوا يعتمدون عليها في حياتهم بنسبة 90%، خاصة في المواسم التي لا تسقط فيها الأمطار. 
    وقال الكواري، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن سباقات الهجن باتت تحظى بشغف كبير لدى القطريين نظرا لتعلقهم بها منذ الصغر، فضلا عن كونها تشكل جزءا كبيرا من معيشتهم الأساسية في الماضي، إضافة إلى أنها أحد أهم الموروثات التي ارتبطت تاريخيا بحياتهم . 
    وأضاف أن دولة قطر اهتمت كثيرا بالمحافظة على رياضة الهجن ونظمت لها منافسات سواء على مستوى المزاين (أجمل الإبل) أو السباقات.. معتبرا أن إقبال القطريين سواء على تربية الإبل أو اقتنائها من أجل المشاركة في سباقات الهجن هو جزء من المحافظة على التراث المتمثل في تقاليد وعادات الأجداد والآباء. 
    وأوضح الكواري أن إبل السباق تدر على ملاكها أموالا كثيرة، إذ يصل سعر المطية ( الناقة ) الواحدة من بعض السلالات المتميزة إلى حوالي 4 ملايين ريال قطري، أي ما يتخطى مليون دولار أمريكي.. لافتا إلى الاهتمام بتنظيم سباقات ومهرجانات الهجن بشكل دائم ومنتظم وتقديم جوائز ضخمة بهدف تشجيع ملاك الإبل على تربيتها وحمايتها من الانقراض والحفاظ على هذا التراث. 
    وهناك أنواع من هجن السباق المنتشرة في قطر، أولها الهجن العمانية وتمتاز بالسرعة، والنوع الثاني الهجن السودانية وتمتاز بخفة الحركة والسرعة، أما النوع الثالث فهو هجن الجزيرة العربية وتمتاز بقوة جسدها، وقدرتها على التحمل، فضلا عن أن للهجن أسماء خاصة تطلق عليها بحسب أعمارها التي تحدد مسافة السباقات التي تخوضها. 
    ووفق الكواري، كلما كان سن الإبل أكبر كانت مسافة السباق الذي تخوضه أطول، مشيرا إلى أن كل مرحلة عمرية لها أشواطها، مثل الحقايق وعمرها سنتان، واللقايا (ثلاث سنوات) والجذاع (أربع سنوات) والثنايا (خمس سنوات) والحيل للأنثى والزمول للذكر (ست سنوات فأكثر). 
    وبدأت ممارسة سباقات الهجن في قطر من خلال تنظيم القبائل لها بشكل غير رسمي، وغالبا ما كانت تتم في الأعياد الوطنية والمناسبات، وأولى المسابقات الرسمية أقيمت عام 1973. 
    وقال السيد عبدالله الكواري نائب رئيس اللجنة المنظمة لسباق الهجن إن سباقات الهجن كانت تقام قديما خلال المناسبات والأعياد الوطنية، حيث كانت مصحوبة باستعراضات من الفنون الشعبية والبدوية.. لافتا إلى أنها بدأت بسباق واحد للراكب البشري، ثم تطورت بعد ذلك حتى وصلت إلى وقتنا الحالي بسباقات ومهرجانات متعددة وباستخدام الراكب الآلي. 
    وشدد الكواري، في تصريحاته لـ/قنا/ على أن دولة قطر اهتمت كثيرا بسباقات الهجن وأعدت مضامير متخصصة لإقامتها، أبرزها مضمار الشيحانية، حيث يملك إمكانيات كبيرة لترويض الهجن وإقامة السباقات، إضافة إلى إضاءة المضمار بشكل كامل ليلا لتدريب الهجن خلال فترات ارتفاع درجة الحرارة. 
    وأوضح أن اللجنة المنظمة تخطط حاليا لإحداث تغييرات جذرية في الموسم الجديد، حيث تسعى لتغيير السباقات الروتينية الموجودة منذ سنوات، كاشفا عن أن مهرجان قطر لأصايل الإبل (المزاين) في الموسم الجديد سينقسم إلى مهرجانين، الأول سيكون تمهيديا والثاني سيكون الرسمي، فضلا عن إقامة منشآت جديدة ومنصة ثابتة في منطقة المزاين. 
    وكشف عن أن اللجنة بدأت منذ هذا العام برعاية السباقات الأهلية التي كانت تقام خلال السنوات الماضية في فترة الصيف للمفاريد، من أجل أن تكون هذه السباقات تحت رعاية منصة رسمية ورقابة من المنشطات، معتبرا أن هذا الأمر يحمي المطايا من المنشطات، كما يوفر الحماية الكاملة سواء للملاك أو المستثمرين الجدد في شراء مطايا غير منشطة. 
     وتنظم سنويا في قطر ومختلف دول الخليج، مهرجان كبرى الهجن يتنافس فيها مواطنو الدول الخليجية المختلفة، وتحظى باهتمام ومشاركة المسؤولين، إلا أن الحصار الجائر على دولة قطر منذ عام تقريبا منع إقامة بطولة كأس الخليج لسباقات الهجن هذا الموسم، كما أثر على مشاركة الملاك في المهرجانات الخليجية المختلفة. 
    ونفى الكواري أن تكون نسب المشاركة في مهرجانات الهجن بقطر قد تأثرت بأزمة الحصار، لافتا في الوقت نفسه إلى زيادة نسبة مبيعات المطايا عن الفترة التي سبقت الحصار بصورة خيالية، فضلا عن ارتفاع أسعار الجوائز بصورة لم تكن موجودة من قبل. 
    وشدد على أن سباقات الهجن في قطر ليست محاصرة، وأن قطر ترحب بكل المشاركات الخليجية في جميع سباقاتها ومهرجاناتها، لكن دول الخليج هي من تحاصر نفسها، حيث أن السباقات القطرية هذا الموسم شارك فيها كما هو معتاد هجن من دول الكويت وعمان والسعودية .