search

    الصيام والرياضة والدواء... وصفة طبية متكاملة للحد من مضاعفات الأمراض المزمنة

    أسباير

    تعد ممارسة الرياضة السلاح الأمثل لمواجهة العديد من العوامل التي تساهم في تفاقم العديد من الأمراض المزمنة ومضاعفاتها على المدى الطويل وخاصة حينما يصاحبها نظام غذائي منخفض السعرات، ويعد شهر رمضان فرصة مثالية للاستفادة من ذلك عبر الدمج ما بين الصيام والنشاط البدني.
     
    وتشير الدراسات الحديثة إلى أهمية التمارين الرياضية في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة والحد من مخاطرها، فالثابت علميًا أن التمارين تساعد في الوقاية من السمنة وتخفيف مخاطرها، كما أنها تحد من مخاطر مرض السكري وتساعد على السيطرة عليه، وكذلك لها دور كبير في الوقاية من أمراض القلب وعلاجها، وتخفيض خطر الإصابة بسرطان الثدي والأمعاء، وعلاج ارتفاع ضغط الدم، والوقاية من هشاشة العظام والكسور، والسيطرة على الاكتئاب والقلق، والحد من خطر الإصابة بالخرف.
     
    ومن خلال عيادة طب التمارين في سبيتار، مستشفى جراحة العظام والطب الرياضي، يقوم الخبراء بتطبيق تغييرات سريعة وفورية على نمط الحياة اليومي للمريض من أجل مكافحة الأمراض المزمنة والتي لا يقتصر تهديدها على صحة الإنسان وحسب، بل يمتد أثرها لتعوق التطور والنمو الاقتصادي، في الوقت الذي يعد فيه نمط الحياة الصحي أحد أهم الأهداف الاستراتيجية الوطنية للصحة في دولة قطر.
     
    الصيام والرياضة والدواء، الوصفة الطبية المتكاملة لحالات الأمراض المزمنة
     
    ويوصي الدكتور أحمد الحمداني اختصاصي الطب العام بقسم طب التمارين بسبيتار خلال فترة الصيام بوصفة طبية للأمراض المزمنة تجمع بين ثلاثة عناصر رئيسية وهي الصيام والرياضة والدواء؛ ولكن بشرط التنسيق مع الطبيب المعالج وأخصائي التغذية وأخصائي التمارين، وهو ما توفره عيادة طب التمارين في سبيتار عبر برامجها العلاجية.
     
    ويقول الحمداني إن الصيام في حد ذاته له أثر كبير على النواحي النفسية والعقلية والروحية، وقد يسهب البعض في التركيز على الجانب الجسدي من ناحية الصيام والتعامل معه وخاصة في الحالات المرضية، ولكن ما يميز برنامج طب التمارين أنه يركز على أهمية التمارين كعنصر أساسي للتخفيف من مشاكل ومضاعفات الأمراض المزمنة.
     
    الصوم لا يعفي من الاستشارات الطبية وتناول الدواء
     
    وينصح الحمداني قبل أن يشرع أصحاب الأمراض المزمنة في الصيام استشارة الطبيب لمناقشة حالته الطبية لأن المريض قد يعاني من مضاعفات معينة، ففي بعض حالات السكري على سبيل المثال يؤدي الصيام إلى إفراز هرمونات خاصة تساهم في حرق الدهون وزيادة السكر في الدم مما يتطلب تغييرًا في نوعية الدواء وجرعاته، مشددًا على أن الصيام لا يجب أن يعفي المريض من تناول الأدوية بل يجب تنظيم تناولها ما بين الإفطار والسحور.
     
    نصائح عامة لأصحاب الأمراض المزمنة أثناء ممارسة الرياضة
     
    ويقول الحمداني إن مفهوم استخدام التمارين بما لها من مردود إيجابي نفسي وجسدي تعد بسيطة ولا تكلف الشخص مبالغ طائلة، بالإضافة إلى أنها تحسن نوعية حياة أصحاب الأمراض المزمنة ليمارس المريض حياته بشكل طبيعي.
     
    ويركز طب التمارين على تقوية عضلات الإنسان بغض النظر عن عمره وهناك أنواع من التمارين التي يجب أن يتجنبها المريض كالتمارين الشديدة والعنيفة، وينصح خبراء سبيتار بممارسة التمارين الخفيفة والمتوسطة كالمشي وركوب الدراجات الثابتة أو المتحركة أو حتى المشي مع الأصدقاء وتجنب التمارين أثناء النهار وخاصة في الأجواء الحارة في رمضان والتي تؤدي إلى زيادة التعرق وقلة السوائل في جسم الإنسان وبالتالي انخفاض الضغط، وهو ما له تأثير سلبي بما يؤدي لحدوث الجفاف ومضاعفاته.
     
    ولا ينصح الخبراء المرضى بممارسة التمارين في فترة الصيام، كما يدعوهم لممارسة حركة خفيفة، والحفاظ على عدد ساعات النوم ما بين 6 إلى 8 ساعات يوميًا، والابتعاد عن ممارسة النشاط العنيف أو ممارسة التمارين في الجو الحار، لأن ذلك قد يتسبب في انخفاض مفاجئ للسكري في الدم. ويوصى بتناول كميات وفيرة من الماء بعد الفطور وعند السحور.
     
    ومن ناحية طبية يجب أن يفطر مريض السكري دون أن يراجع الطبيب في حالات انخفاض أو ارتفاع السكر في الدم ومن أعراضه الشعور بالدوخة الشديدة، والجوع الشديد، والتعرق أو التبول الكثير، ويوصى حينها بفحص مستوى السكري إن أمكن لتحديد ما إذا كان منخفضًا أي أقل من 70 mg/dl، ويتناول المريض في تلك الحالة كأسًا من العصير المحلى أو السكريات سهلة الامتصاص، أم مرتفعًا أي أعلى من 300 mg/dl، وينصح في الحالتين بمراجعة أقرب مركز طوارئ لإجراء الفحوصات اللازمة وتلقي العلاج.
     
    الجدير بالذكر أن "سبيتار يطلق سنويًا حملات توعوية منوعة في شهر رمضان وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وتركز تلك الحملات على جوانب التغذية وعلم النفس والأبحاث وطب التمارين والأسنان وغيرها من التخصصات في فقرات قصيرة يتم فيها تقديم مجموعة من النصائح الهامة للصائمين. وتوعيتهم بأهمية اتباع أسلوب حياة صحي وزيادة النشاط البدني خلال الشهر الكريم في دعوة للابتعاد عن الخمول والعادات الحياتية السيئة التي قد تترك أثرًا سلبيًا على صحة الفرد البدنية والنفسية.