تحضيرات مونديال 2022 حديث مؤتمر الرابطة الدولية لأكاديميات الشرطة

وكالة الأنباء القطرية
استهل المؤتمر السابع للرابطة الدولية لأكاديميات وكليات الشرطة، الذي تستضيفه الدوحة حاليا، أعماله لليوم الثاني بالحديث عن مونديال قطر 2022، والتحضيرات الجارية لهذا الحدث من مختلف الجوانب لاسيما تأمين البطولة، وإدارة الحشود، والإرث الدائم الذي ستتركه للعالم.
وجاءت الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان " إدارة الحشود خلال الفعاليات الكبرى، ومكافحة الإرهاب خلال الفعاليات الرياضية العالمية"، وشارك فيها متحدثون من قطر والسودان والصين.
وتحدث السيد فلاح الدوسري مدير عام مشروع (ستاديا) بالمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول)، عن هذا المشروع الذي يعد من المشروعات الرائدة، حيث أنشأه الإنتربول عام 2012 بتمويل من دولة قطر وهدفه خدمة دول العالم الراغبة في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.
وأكد السيد الدوسري التعاون الوثيق بين دولة قطر ومنظمة الإنتربول بهدف تطوير القدرات لدعم البلدان الأعضاء في المنظمة فيما يتعلق باستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وقال "إن هذه الشراكة أسفرت عن إنشاء مشروع /ستاديا/ في عام 2012".
وأضاف أن مشروع /ستاديا/ يسعى لإقامة مركز متميز لمساعدة الدول الأعضاء في منظمة الإنتربول على تخطيط وتنفيذ الأعمال التحضيرية الشرطية والأمنية للأحداث الرياضية الكبرى.
وأوضح أن المشروع الممتد إلى عشر سنوات يسهم في الترتيبات الشرطية والأمنية لكأس العالم في كرة القدم لعام 2022، التي تستضيفها دولة قطر لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وسيترك إرثا دائما لأوساط إنفاذ القانون في العالم.
وأضاف "نسعى من خلال /ستاديا/ لعالم أكثر أمنا وفعاليات رياضية آمنة".. مشيرا إلى أن المشروع نفذ العديد من البرامج التي استفادت وتستفيد منها الدول الأعضاء في المنظمة والبالغ عددها 192 عضوا.
وذكر أن المشروع يجمع معلومات عن الأحداث الرياضية الكبرى في العالم وإتاحتها للبلدان الأعضاء التي ترغب في تنظيم فعاليات رياضية.. مشيرا إلى أن لدى /ستاديا/ ثلاثة برامج لتعزيز إمكانيات الدول لمكافحة الجريمة خلال تلك الفعاليات.
وأشار إلى أن التحديات الأمنية التي تصاحب الأحداث والفعاليات الكبرى مثل مونديال كأس العالم لكرة القدم كثيرة ومتنوعة، منها التهديد السيبراني إلى الجريمة المنظمة والناشئة، والإرهاب، مما يتعين على المجتمع الدولي التصدي لهذه التحديات لضمان سلامة وأمن جميع المشاركين في الأحداث وتمتعهم بالسلامة.
ونبه إلى أن هذه التحديات يمكن أن قد تشكل عقبة كبيرة أمام الدول لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وقال "هنا يأتي دور /ستاديا/ لمساعدة الدول وتعزيز إمكانياتها المعلوماتية في المجال الأمني، إلى جانب تأهيل كوادرها الأمنية من خلال عقد ورش تدريبية" .
ولفت إلى أن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول تقف دائما بجانب الدول التي لها طموحات لاستضافة الأحداث الكبرى على مستوى العالم لمساعدتها على تجاوز التحديات.. وقال " لدى /ستاديا/ شبكة جاهزة من المتخصصين والخبراء في جميع أنحاء العالم لإدارة الجهود المستقبلية لتأمين الأحداث والفعاليات الكبرى".
ونوه الدوسري بأن هذه الشبكة تعد مثالا على دور الإنتربول المعروف والمميز في مجال مكافحة الجريمة الدولية باعتبارها نظاما هاما للتنبيه المبكر ضد التهديدات العالمية.
بدوره، أكد الرائد علي محمد العلي، نائب المدير التنفيذي للشؤون الأمنية باللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن دولة قطر ملتزمة بتنظيم مونديال آمن ومتميز كما وعدت العالم .
وقال الرائد العلي، في مداخلة خلال الجلسة، إن اللجنة العليا للمشاريع والإرث تقوم بكل مشاريع البنية التحتية الخاصة بهذه الفعالية، مشيرا إلى أنه سيتم تسليم المشاريع في الوقت المتفق عليه، لتترك إرثا دائما للمنطقة والعالم.
وأضاف "لدى اللجنة فريق متنوع من جميع أنحاء العالم، لديه من المهارات والخبرات والإمكانات الكثير.. وهي واحدة من ضمن هيئات أخرى، تعمل مجتمعة على مدار الساعة لتحقيق وإنجاز مشاريع المونديال في الوقت المحدد".
وتابع "نحن لا نعمل بمفردنا، ولدينا جهات كثيرة تعمل معنا بجد وأمانة، ونحن نتعاون معهم في قطر والشرق الأوسط.. كما أننا نستثمر هذه الفرصة أيضا لتصحيح الصورة السلبية عن منطقتنا، وثقافتها وتراثها العريق".
وأكد الرائد العلي "أن دولة قطر اتخذت خطوات مهمة للحفاظ على مستوى الأداء، منذ أن حصلت على حق استضافة كأس العالم، فالتزمت بعامل الوقت لتؤكد للجميع أن كل المشروعات ستكون جاهزة للتسليم في موعدها حسب ما وعدت العالم، وبأعلى مستوى ممكن، لتكون فعالية رائعة للاعبين وللمشجعين وللعالم كله".
وحول الاستفادة من التجارب العالمية، أوضح أن دولة قطر حريصة على الاستفادة من التجارب والخبرات العالمية، وتقيم باستمرار الأحداث الرياضية .. مشيرا إلى الثقة العالمية بالأنظمة الأمنية في قطر والمستوى الاحترافي الذي ظهرت به خلال الفعاليات الرياضية التي تستضيفها الدوحة.. مؤكدا الحرص على الاستفادة من مختلف التجارب والخبرات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
ولفت العلي إلى بعض المشاريع والبرامج الهادفة إلى ضمان إقامة مونديال متميز وآمن ومن ذلك برنامج "صمود" لتأمين كافة منشآت الدولة خلال مونديال 2022 ، وبرنامج للأمن السيبراني، وبرامج لبناء القدرات الخاصة باستضافة كأس العالم 2022 وغيرها من المشاريع.
من ناحيته، أكد الدكتور مقدم شرطة حقوقي الهادي خضر محمود من جامعة الرباط الوطني بالسودان، أن مكافحة التطرف والإرهاب خلال الأحداث الرياضية العالمية أمر مهم لأنه يتعلق بأمن العالم أجمع.
كما أكد في ورقته التي جاءت بعنوان "مكافحة الإرهاب خلال الفعاليات الرياضية الدولية" على الدور الكبير المنوط بالجهات الأمنية في حماية الجماهير والمشاركين.. مشيرا إلى تكامل أدوار كافة المؤسسات الأمنية والمدنية في هذا المجال.
من ناحيته، شدد السيد لين منجوي من الجامعة الشعبية للأمن العام بجمهورية الصين الشعبية على ضرورة تحليل المخاطر المرتبطة بالهجمات الإرهابية للتمكن من وضع التدابير الوقائية المناسبة لحماية الفعاليات الرياضية .
ورأى في ورقة العمل التي طرحها خلال الجلسة الأولى أن ظاهرة الإرهاب خلال الفعاليات الرياضية أصبحت ظاهرة عالمية آخذة في الازدياد.. مؤكدا أن هذا الأمر يفرض الحاجة إلى تدخل فوري لمكافحة الظاهرة .
وقال إن سجلات الهجمات الخاصة بالفعاليات الرياضية للفترة من 1983 حتى عام 2016 تشير إلى ( 74 ) هجمة ، وقال إن عدد هذه الهجمات قد لا يكون كبيراً ولكن آثارها وتداعياتها كبيرة .
وشهد المؤتمر في يومه الثاني جلسة أخرى بعنوان ( مكافحة المنظمات الإرهابية واللغة المرئية المستخدمة من قبل هذه المنظمات) طرحت خلالها ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان "رموز الوشم لدى المجرمين في سياق تجنيد الأصوليين داخل السجون" قدمتها باربورا فيجريشتوفا من أكاديمية الشرطة بجمهورية التشيك، والثانية حول الحركات الأصولية والجماعات الإرهابية التي تستغل الدين لتنفيذ أجندات إجرامية مدمرة، عرضها السيد إبراهيم ايردم من أكاديمية الشرطة الوطنية التركية، والثالثة حول "زرع الأصولية في ماليزيا "قدمتها السيدة نورما إسحاق من وحدة مكافحة الإرهاب بكلية الشرطة الملكية الماليزية.
وقدمت أوراق العمل الثلاث تجارب هذه الدول في التصدي للإرهاب ومكافحة الجرائم، من خلال تتبع أنشطة المنظمات الإرهابية، وكشف وسائلها المعلنة والخفية في تجنيد الشباب، ونشر أفكارها المنحرفة.
يشار إلى أن المؤتمر السابع للمنظمة الدولية لأكاديميات الشرطة الذي بدأ أعماله بالدوحة أمس، يركز هذا العام