الذوادي: قطر تسعى لأن يكون مونديال 2022 الأكثر شمولا في تاريخ الأحداث الرياضية

وكالة الأنباء القطرية
أكد السيد حسن عبدالله الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والارث أن دولة قطر تسعى لأن تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 البطولة الأكثر شمولاً في تاريخ الأحداث الرياضية بهدف ترك إرث مستدام من خلال التواصل مع كل فئات المجتمع، وفي مقدمتهم ذوو الاعاقة.
جاء ذلك خلال افتتاح الذوادي اليوم أعمال النسخة الثانية لمنتدى التمكين الذي اطلقته اللجنة العليا لخدمة فئة ذوي الاعاقة بغرض إعطائهم فرصة تقديم المشورة والنصح حول متطلباتهم الخاصة اثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 وبعدها.
وقال الذوادي، في كلمته امام المنتدى،" لطالما سعت الدول المستضيفة للأحداث والبطولات الرياضية الكبرى لجعل هذه البطولات شاملة ومتاحة للجميع، وقد تركت لنا بطولات كأس العالم والأولمبياد السابقة إرثاً نبني عليه اليوم، ساعين لأن تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 البطولة الأكثر شمولاً في تاريخ الأحداث الرياضية".
وأوضح ان هذا الهدف النبيل ينطلق من رؤية دولة قطر لهذه البطولة كحافز للتنمية بكافة أشكالها، ومن "إيماننا بأننا جميعاً شركاء في تنظيم هذا الحدث العالمي، الذي لا يمكن له أن ينجح إلا بتكاتف الجهود بين كافة أفراد المجتمع، بما في ذلك الأفراد من ذوي الإعاقة الذين يُشكّلون جزءًا لا يتجزأ من مجتمعنا القطري" .
واشار الى انه على مدار عامٍ مضى، حقق شركاء منتدى التمكين إنجازات عديدة، كان من أبرزها اعتماد الدليل التوجيهي حول كيفية استخدام ذوي الإعاقة الحركيّة لوسائل المواصلات من مطار حمد الدولي وإليه، وتدريب موظفي المطار والفنادق على الطرق المناسبة للتعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في البرنامج التطوعي لكأس العالم 2022.
وأكد الذوادي ان الإنجاز الأهم تمثل في الدور الذي لعبه منتدى التمكين كمنصة للقاء بين مؤسسات الدولة التي تتولى تنفيذ المشاريع الكبرى والأشخاص من ذوي الإعاقة.. مضيفا "إذ سمح لنا هذا المنتدى بالعمل مع الجميع بشكل وثيق، ومكن كافة شركاء المنتدى من الاستماع لمقترحاتكم وتقييمكم للإجراءات التي نتخذها، وكيفية تطوير تصاميمنا ومنشآتنا لكي تكون متاحة للجميع دون عوائق أو منغصات" .
وشدد على أن هذا هو الدور الذي " أرجو أن يستمر ليس فقط حتى بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، بل أن يتكرس كممارسة عملية لدينا جميعاً، لكي يُسهم كل منا في مكانه بضمان أن تكون النهضة العمرانية والاقتصادية التي تشهدها دولة قطر، نهضةً شاملةً لكل فئات المجتمع، ولكي تكون المدن والمرافق والمنشآت في وطننا، فضاءً تتساوى فيه الفرص للجميع دون عقبات أو صعوبات".
وتابع إن تنمية الإنسان هي أثمن الفرص التي تُقدمها بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 لقطر والمنطقة، وذلك يضعُ على عاتقنا مسؤولية كبيرة لضمان أن تكون هذه الفرص متاحة لكافة أطياف المجتمع وأن تُسهم في تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم.
وفي ختام كلمته، أكد الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والارث أن الجميع ممتنون للدور الذي يقوم به ذوو الاعاقة "لمساعدتنا في حمل هذه المسؤولية، وذلك من خلال آرائكم ونصائحكم، ورؤيتكم للمعايير التي نُقيم بها مشاريعنا ونقيس بها نجاحنا في هذا المجال" .. معربا عن امله في أن لا يبخل الجميع على اللجنة بالنصح والإرشاد أو حتى الانتقاد، وذلك من خلال المساحة التي يتيحها هذا المنتدى أو عبر الطرق المباشرة .. مضيفا "كونوا على ثقة أن أبوابنا ستبقى مفتوحة لكم في كل وقت وأن توصياتكم ستؤخذ دوماً بعين الاعتبار".
وفي كلمته أمام المنتدى، أكد سعادة الشيخ محمد بن خالد آل ثاني مدير الإدارة الفنية بوزارة المواصلات والاتصالات أنه بدعم وتوجيه من سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات تلتزم الوزارة بتوفير نظام نقل شامل يمكن الوصول اليه من قبل جميع افراد المجتمع.
وقال ان الوزارة اطلقت دراسة تيسير وتمكين الوصول الى وسائل النقل العام، وقد تم انجاز عدد من المبادرات في هذا الشأن أهمها تطوير مواصفات جديدة لأسطول الحافلات مما يمكن الوصول اليها بسهولة ويسر لذوي الاعاقة واجراء عدد من ورش العمل وحملات المسح والاستبيان مع الجهات المعنية ومع الاشخاص ذوي الاعاقة لتحديد احتياجاتهم ليتم معالجة التحديات المتعلقة بذلك، وايضا التحقق من مرافق شبكة النقل العام في جميع انحاء البلاد لمعرفة ما يمكن إضافته وادخاله من ميزات ومواصفات جديدة تمكن الوصول واستخدام وسائل النقل بسهولة اكثر.
واضاف سعادته انه فيما يخص قطاع الاتصالات فقد تم تكليف مركز (مدى للتكنولوجيا المساعدة) للقيام بعدة مبادرات تختص بتمكين ودمج ذوي الاعاقة في دولة قطر، وهي تدشين بوابة حكومي لذوي الاعاقة، واعداد ونشر افضل الممارسات مثل الخدمات البنكية سهلة الوصول ودليل العيش المستقل ودليل النفاذ الرقمي، وعقد برامج تدريبية متخصصة للجهات الحكومية والقطاع الخاص لرفع الوعي بكيفية التعامل مع ذوي الاعاقة وخدمة العملاء منهم، مثل كيفية تصميم فعاليات قابلة للنفاذ، وتصميم مواقع الكترونية وتطبيقات خاصة بذوي الاعاقة .
ثم تناول السيد فيصل الكوهجي رئيس مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين أهمية اطلاق منتدى التمكين واثاره الايجابية على فئة ذوي الاعاقة، وقال إن المنتدى الاول حقق نجاحات مبهرة من خلال النتائج التي لمسها الجميع والتي عكست التأثير الانساني الكبير لبطولة كأس العالم قطر 2022 .. مشيرا الى ان المنتدى الاول قد شهد إطلاق خمسة تعهدات من الجهات المشاركة لتمكين الاشخاص ذوي الاعاقة.
وأضاف ان مركز قطر ساهم من خلال المشاركة الفعالة في تمكين ذوي الاعاقة واشراكهم في وضع السياسات العامة للمنتدى من خلال تدريب الكوادر وتأهيلهم داخل المطارات والفنادق .
من جهتها، أثنت السيدة مريم الراشدي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمركز (اونتاريو للتربية الخاصة) على اعمال منتدى التمكين وقالت ان فكرة المنتدى غير مسبوقة "واعتقد ان بطولة كأس العالم قطر 2022 ستكون البطولة الاكثر انسانية بكل المقاييس".
واوضحت ان مبادرات المنتدى لاقت ترحيبا كبيرا من قبل ذوي الاعاقة وانهم يستعدون بقوة للمشاركة في تقديم بطولة استثنائية ستلقي بسحرها على المشجعين، وستظهر للعالم هوية منطقتنا العربية بشكلها الحقيقي كما ستترك ارثا لأهل قطر والمنطقة بأسرها.
بدوره، اشار السيد خالد الجميلي مدير التواصل المجتمعي في اللجنة العليا للمشاريع والإرث الى أن اللجنة اطلقت منتدى التمكين في شهر نوفمبر عام 2016 بالتعاون مع شركائها المعنيين ، وذلك في سبيل ضمان شمولية البطولة وارثها، حيث يقدم هذا المنتدى للأشخاص من ذوي الاعاقة فرصة تقديم المشورة والنصح حول متطلباتهم الخاصة أثناء البطولة وبعدها.
وأوضح ان منتدى التمكين نظم منذ اطلاقه سلسلة من ورش العمل التي ترأسها عدد من الشركاء تهدف الى الاختبار والتقييم وتقديم المشورة والنصح حول أفضل النتائج الممكنة بالنسبة للأشخاص ذوي الاعاقة.
وحول النسخة الثانية من المنتدى التي اقيمت اليوم، قال الجميلي إن فعالية اليوم استعرضت الانجازات التي حققها منتدى التمكين ومحطاته الرئيسية خلال عام 2017 وحددت محطات رئيسية جديدة لعامي 2018 و 2019 ستشمل هذه المحطات توسيع نطاق المنتدى ليشمل القطاع الثقافي والذي سيزداد تأثيره بشكل ملحوظ في العامين المقبلين على تجربة المشجعين خلال بطولة كأس العالم قطر 2022.